أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد حافظ - 200محاكمة علي بابا بقلم دكتورة : منيرة مصباح














المزيد.....

200محاكمة علي بابا بقلم دكتورة : منيرة مصباح


السيد حافظ
كاتب مسرحي وروائي وصحفي

(Elsayed Hafez)


الحوار المتمدن-العدد: 7466 - 2022 / 12 / 18 - 11:20
المحور: الادب والفن
    


محاكمة علي بابا
بقلم دكتورة : منيرة مصباح
عندما يكون المسرح هو قضية انتماء إلى الجغرافيا، إلى الواقع، إلى الناس، إلى الذاكرة والتاريخ، يصبح القيام بالعمل الفني عملية اقتراب من قلب الالتزام، لتغليب الجوهر السياسي والاجتماعي والانساني على القضايا الانسانية الاخرى.

ومن منطلق الاهتمام بثقافة الطفل نحاول طرح كل ما يهم هذه الثقافة ويدعمها في حقل الطفولة، لايماننا بان هذه الثقافة هي اداة للتغيير في المستقبل. والمسرح جزء من الثقافة العامة للطفل لما يتضمنه من اداة جذب مغرية لذهنه وعقله وبصره وكافة حواسه. لذلك كان على المسرح ان يكون في البداية ترفيهيا متضمنا قدرة على تحريك قدرات الطفل في مواجهة التغيير ، تغيير الاوضاع الخاطئة والسائدة في المجتمع، وليكون بالتالي وسيلة لنمو مدارك الطفل علميا واخلاقيا وادبيا دون افتعال. لذلك اتساءل ما هي القيم و المبادئ والاسس التي علينا زرعها في عقول اطفالنا الذين يمثلون انسان الغد ومستقبل المجتمعات الانسانية!

وما هي النواة الثقافية التي علينا غرسها في الاطفال لتنمو في اجواء صحية وسليمة داخلهم مع مرور الزمن ولتصبح جزءا لا يتجزء من تكوينهم النفسي والفكري والثقافي. كذلك ما هي معطيات الواقع الذي نعيشه والتي من الممكن ان نقدمها، وكيف نستطيع ان ندفع بالطفل العربي تجاه مستقبل أفضل، وبوعي قادر على التمرد على كل السلبيات القائمة في مجتمعاتنا والمؤدية إلى التراجع والسقوط في المفاهيم العامة غير المحددة. وخروجا من هذا التساؤل بنظرة على واقع ثقافة الطفل في كل حقولها كتابة وتجسيدا مسرحيا، نرى ان معظم العاملين في حقولها ليسوا من المتخصصين .

من هذا المدخل نتطرق لمسرحية الاطفال التي تحمل عنوان (محاكمة علي بابا) للكاتب السيد حافظ الذي يمتلك تجربة عميقة في الكتابة المسرحية بشكل عام ولمسرح الطفل بشكل خاص.

وهذا العمل المسرحي للكاتب ليس الاول في حقل ثقافة الطفل، فقد قدم سابقا العديد من المسرحيات منها مسرحية سندس والشاطر حسن. ففي كافة اعماله المسرحية يتناول السيد حافظ الحدث من خلال الموروث الشعبي ليقدمه للطفل بشكل يستطيع من خلاله طرح قضايا انسانية معاصرة وملحة يعيشها المجتمع. ففي مسرحية محاكمة علي بابا سنبحث في الفكرة المطروحة للطفل من خلال المسرحية والهدف لدى الكاتب من طرح هذه الفكرة، وهل استطاع ان يوصل ما يريد قوله لمدارك الاطفال؟ ان الفكرة الرئيسة المطروحة هي فكرة انسانية متداولة وعامة وقد عولجت اكثر من مرة وباساليب مختلفة، لكن الكاتب اعاد طرحها من منطلق الموروث، انها قضية الصراع من اجل البقاء، القائم منذ الازل في المجتمعات الانسانية.

لقد كان على الكاتب ان يقدم الفكرة المطروحة لديه بحكم تجربته في الاعمال السابقة، بشكل أوسع وأشمل، فالصراع الذي قدمه كان صراعا فرديا وكان عليه ان يقدم الصراع بمفهوم جماعي قائم في المجتمع وليس عرضه من خلال قضية علي بابا، الذي ما ان حصل على المال حتى تخلى عن محيطه واصدقائه ومجتمعه، ورحل عن ارضه ليستمتع وحده بالمال الذي حصل عليه صدفة دون اي مجهود او مقاومة او تعب لاقامة العدل في المجتمع. هكذا ظهر علي بابا كشخصية انتهازية كان همها طوال العمل المسرحي ان تصبح غنية كشهبندر التجار، مما حبب الاطفال بالشخصية السلبية. لقد كرس الكاتب مفهوم الانتهازية في المجتمع ليس بشكلها السلبي، وانما بشكل ايجابي من خلال افراد دون ان يلقي اللوم على الفكرة الانتهازية نفسها. خطأ آخر انفرد على مساحة العمل المسرحي، وهو الشخصية الرئيسة التي اعتبرها الكاتب رمزا لمجتمع مسحوق وبائس فالعائلة التي تنتمي اليها هذه الشخصية اي شخصية علي بابا، لم تكن عائلة فقيرة اومتوسطة، لان شقيق علي بابا ظهر كرجل غني يمتلك الاموال والبيوت ويضن على شقيقه بها فلا يساعده وهذا غير منطقي في مجتمع مثل مجتمعنا، وربما اراد الكاتب ان يتمثل المجتمع الذي تعرض عليه المسرحية، وهذا ما ظهر في اللوحة الغنائية الاولى التي قدمها، حيث لا يعطي الكاتب اي مبرر في ابتعاده عن طرح المفاهيم والمبادئ الانسانية الحقيقية والثابتة بمضمونها الصحيح وليس المختفي او الملتوي.

اما النقطة الايجابية في المسرحية والتي عرضت بشكل وحوار ومضمون جيد، من خلال الكلمة المليئة بالايحاء الفكري، كانت لوحات الاغاني. ان الاغنية في المسرح لها اكثر من دور، خاصة في مسرح الطفل لانها تفسر الاحداث مع الايقاع واللحن الذي يدخل سمع الطفل بسهولة، وبالتالي تلفت انتباهه وتركيزه الفكري لتختصر وتكثف حالة او فكرة مهمة يستوعبها الطفل بسرعة مع الايقاع الموسيقي، من غير ان يكون هناك ضرورة لتقديمها في حوارات طويلة مملة. هذا إلى جانب كون الاغنية تعلق على احداث المسرحية. هكذا جاءت كلمات اغاني مسرحية علي بابا.

اما في الاغنية الاولي، هناك قليل من النقد عليها وعلى ديكورها على المسرح، حيث نرى تناقض شديد في لون البشرة بين الاغنياء وهو التجار الاثرياء، وبين الحطابين الفقراء، فقد ظهرت بشرة الحطابين سوداء توحي بانهم عبيد، بينما التجار كانت بشرتهم بيضاء او حنطية.

هنا اتساءل: هل اراد الكاتب والمخرج معا ان يقولا شيئا اوفكرة معينة من خلال لون البشرة؟ وهما بالتاكيد يعلمان ما للون من اثر على مفاهيم الاطفال ومداركهم، فحاسة البصر من اهم ما يمكن ان يحرك فكر الطفل. ان اي عمل ثقافي يقدم للطفل يجب ان يدرس بشكله الجيد من كافة جوانبه ليكون سهلا على الطفل استيعاب الافكار وفهمها بوضوح.

والكاتب بالطبع اراد في كافة الاعمال المسرحية التي كتبها للاطفال ان يقدم ثقافة واضحة وحقيقية بالقدر المستطاع في ظل غياب حرية التعبير، التي تحول المسرح من كونه اداة من اجل التغيير والتقدم، إلى خشبة مشلولة تحيطها الرقابة الذاتية والخارجية من كل جانب.

وما توجه الكاتب في كتاباته المسرحية إلى التاريخ والتراث الثقافي والادبي ليعبر من خلاله عن قضايا تشغله في المجتمع الا دليلا على على غياب الديمقراطية التي ننتظر جميعنا الافراج عن مصادرتها في يوم مشرق



#السيد_حافظ (هاشتاغ)       Elsayed_Hafez#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاكمة علي بابا بقلم دكتورة : منيرة مصباح- 200
- الفنان سعيد النعمى - المشاكس (67) - صفحات من أوراقي الصحفية
- مسرح الطفل عند السيد حافظ بقلم د. ليلى بن عائشة - الجزائر
- وقفة فنية سريعة مع خالد العبيد - المشاكس (65) - صفحات من أور ...
- التناص والتغير الاجتماعي فى نصوص السيد حافظ بقلم دكتورة : لب ...
- التناص والتغير الاجتماعي فى نصوص السيد حافظ (الجزء الثاني) ب ...
- محمد حسن عبد الله كاتب مسرحي شاب تقدمه الصفحة الفنية - المشا ...
- لقاء مع أخر طبيب يدخل ميدان التمثيل - المشاكس (64) - صفحات م ...
- هل يجذب تلفزيون الكويت هذا الوجه الإعلامي ؟ - المشاكس (61) - ...
- بصراحة .. مع الناقد الفني فيصل صوفي - المشاكس (62) - صفحات م ...
- عبد المنعم إبراهيم أمجاد المسرح القومى يمكن أن تعاد- - المشا ...
- حمدى أحمد الذى ناقش أزمة المسرح المصري بجرأة .. فى مجلس الشع ...
- حديث المواجهة العلنية مع محرك البرامج الاذاعية الدكتور عبد ا ...
- عاشقة أمها معالي زايد - المشاكس (58) - صفحات من أوراقي الصحف ...
- أسامة أنور عكاشة مؤلف مسلسل - سلمى - و - الفارس الاخير - - ا ...
- 5 دقائق مع الشاعر الباحث خالد سعود الزيد .. بعد عودته من لند ...
- نعمان عاشور- المشاكس (53) - صفحات من أوراقي الصحفية
- الصوت الغنائى القطرى إبراهيم القطان يقول المجتمع العربى - مك ...
- أخبار صحفية - المشاكس (51) - صفحات من أوراقي الصحفية
- مهرجان تليفزيون الخليج الثانى - المشاكس (52) - صفحات من أورا ...


المزيد.....




- فنان إيطالي يتعرّض للطعن في إحدى كنائس كاربي
- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - السيد حافظ - 200محاكمة علي بابا بقلم دكتورة : منيرة مصباح