سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي
الحوار المتمدن-العدد: 7467 - 2022 / 12 / 19 - 13:09
المحور:
الصحافة والاعلام
يحمل هذا اليوم لجميع السودانيات والسودانيين لوحة ذكريات النضالات الكبيرة في ساحات السودان، "ومنْ غيرنا لصياغة الدنيا وترتيب الحياة القادمة"؛ فقد سطر شعبنا ملحمات تاريخية عظيمة حاملاً تطلعاته في شعار عميق المضامين "حرية سلام وعدالة"، وناضل شعبنا مستبشرًا بميلاد السودان الجديد الديمقراطي من أجل أن تتحسن فيه حياة الناس في الريف والمدينة؛ سيما النازحيين واللاجئيين وملايين الفقراء الذين كانوا يحلمون باستقرار بلدانهم بما يمكنهم من المشاركة الفعلية الفاعلة في عملية الإنتاج والإعمار وفعاليات السودان السياسية مثّل الإنتخابات وصناعة الدستور وغيرها، وعندما تعثرت رحلة التغيير بعد إنقلاب 25 اكتوبر كنا من أوئل الذين نادوا بضرورة إتمام تلك المسيرة عبر إجراء حوار شامل لمواصلة طريق التغيير والتحرر الوطني.
وقعنا علي الإتفاق السياسي الإطاري بسلبياته وإيجابياته إنتصاراً لمبادئنا ورؤيتنا السياسية لحل أزمة البلاد، وحرصاً علي إستمرار مارثون الحوار بين كافة الفرقاء السودانيين قدمنا مبادراتنا السياسية مثلما فعل غيرنا في إطار البحث عن الحل الناجعة لمشكلات السودان، ورغم تحفظاتنا علي بعض نقاط الإتفاق الإطاري إلا أننا نراه خطوة مهمة ومحفزة لدفع الجميع إلي الأمام، ويتوجب علينا جميعاً إستعدال خطواتنا عبر تطوير حوار شامل يناقش تفاصيل النصوص المطروحة وآليات ترجمتها لتكون برنامج عملي يمكن التوافق السياسي الشامل، الذي يقود لإكمال الفترة الإنتقالية وصولاً لإنتخابات حرة ونزيهة ومؤتمر قومي دستوري.
إننا ذاهبون إلي المرحلة الثانية من الحوار السياسي، وهنالك متطلبات لعبور الطريق مثّل تجديد الخطاب السياسي العام بتحرير الحوار من عبارات الإستعلاء والإستعداء بين المكونات الوطنية، ويجب فتح حوار جاد بين كافة الكُتل السياسية والمدنية الموقعة والغير موقعة علي الإتفاق الإطاري، وعلينا مناقشة قضايا الإنتقال الرئيسية دون المساس بمكتسبات الشعب سواءً كان من باب المماحكة السياسية أو بسبب إختلاف الأولويات عند البعض؛ كما يجب أيضاً إيجاد وسيلة متفق عليها لبناء سودان السلام والديمقراطية والمواطنة المتساوية.
19 ديسمبر - 2022م
#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟