أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق المنيظر - فوضى الزمان














المزيد.....

فوضى الزمان


طارق المنيظر

الحوار المتمدن-العدد: 7467 - 2022 / 12 / 19 - 04:35
المحور: الادب والفن
    


ولدنا بقنة أعالي الجبال، لا مستوصف ولا مولدة تتسلمنا من أرحام أمهاتنا إلا العراء والبرد. لم نصدق بعد حكاية مقاومتنا حتى الآن، ولا سر بقائنا على قيد الحياة رغم فرط المعاناة. لكن للأيام وللأقدار قرار آخر في إنقاذ من رُسِم الموت أمام أعينهم وهم في الأرحام. هيا بك! خط واكتب هذه العبارة لتؤكد لنفسك أن الحياة لا تُهدى ولا تُعطى دون عناء المقاومة والمشاكسة من أجل البقاء. حرر حياتك واجعلها تجربةً تُخلد ولا تجعل منها عابرة تُنسى.
لا حياة لمن لم يلامس الخطر، ومن لم يجعل من مكان ولادته تاريخا وصورة. كم يصبُّون الأمل على نفوسنا! ربما بغية تطويعنا على الاستمرار! لكن الوقت قد جمع زمامه وتوغل في عشب الأحلام على أنقاض مدراج الفرح. جعل الأيام فوضويةٌ في تفاصيلها، عالقة بين جدران الذكريات والنداءات. لكن هذا الوقت نفسه مكلل بالفرح على استعداد لمراكمة التجارب.
لا وجود لمناخ معتدل ولا لأحوال جوية مستقرة. فاللاّوقت خزان للألغاز. جلسنا كثيرا على العتبات نتأمل تحليق الطيور ونسمع تغريد العصافير ونرثي الوقت باللاوقت. نؤدي الضرائب دون فواتير خائفين من فوات أوانها. شبقُ البقاء يتملكنا. نتيه في دروب الزمان ونلقي إطلالة خفية على قبرونا. كلما أعددنا أنفسنا لانتظار "الزوال" اقتربنا أكثر من الانتفاء من شدة الانتظار. ما هذا التاريخ اللعين! لا بداية له ولا مؤشرات واضحة تحيل على اقتراب نهايته وبداية مفهوم جديد غير مفهوم...
صوتُ الأزمات الأجشّ كالبركان ورائحة الموت يزلزل نفوسا اعتادت العيش في هدوء يتراوح بين القلة تارة والتمام تارة أخرى. هذا الصدى العابر للقرية متجاوزا الانتظارات الآدمية كلها، ضاربا عرض العبث كل الأحلام والآمال ليقود أهل البلدة إلى وجهة محفوفة بالشكوك.
ألم الرأس يأتي بشكل حاد ومؤلم! تشعر كأن سحايَا رأسك قد اوشكت على الانفجار، تقول سينتهي كل هذا وستقف هذه الزوبعة. كل هذا الوخز له نهاية وسينتفي! لكن الرياح تجري بما لم تشتهه السفن.
الأرض التي عشقناها صارت عليلة، الحياة باتت تغدو بسرعة نحو الانطفاء! بات من الصعب تقاسم الأوكسجين مع الناس والأحبة. من مات مات ومن ينتظر ساعته في تعب وأرق لا يحسد عليهما. الجو مخيف تخيم عليه نبرات الحزن ونفحات الموت والكآبة. أهكذا تحرك فينا غريزة حب البقاء كل هذه العلل؟ إنه زمن موحش سيجعل كل واحد منا، لا محالة، يأخذ مكانه أو حظه المعلق بين الحياة والموت.



#طارق_المنيظر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضلع الأعوج
- فوج الشهامة
- حديث مع الذات
- صداع ليلي
- رحلت بأوساخها
- شركة SLAWI BEA لمعالجة النفايات ومحاربتها بين سنذان المنافسة ...
- كفى من تهميشها!!!
- بين لذة الفكر ونشوة الجسد
- صرخة حب
- نتيجة حرمان
- عيد الميلاد العشرين
- النفوس اللعينة
- وطن بين التبعية الفكرية والاضمحلال الثقافي
- الأمل
- الزمن العاهر
- في الذاكرة


المزيد.....




- 2025 بين الخوف والإثارة.. أبرز أفلام الرعب لهذا العام
- -سيتضح كل شيء في الوقت المناسب-.. هل تيموثي شالاميه هو مغني ...
- أهلًا بكم في المسرحية الإعلامية الكبرى
- الأفلام الفائزة بجوائز الدورة الـ5 من مهرجان -البحر الأحمر ا ...
- مهرجان -البحر الأحمر السينمائي- يكرم أنتوني هوبكنز وإدريس إل ...
- الفيلم الكوري -مجنونة جدا-.. لعنة منتصف الليل تكشف الحقائق ا ...
- صورة لغوريلا مرحة تفوز بمسابقة التصوير الكوميدي للحياة البري ...
- حفل ختام مهرجان البحر الأحمر السينمائي.. حضور عالمي وتصاميم ...
- -رسالة اللاغفران-.. جحيم المثقف العربي وتكسير أصنام الثقافة ...
- مصر: مبادرة حكومية لعلاج كبار الفنانين على نفقة الدولة


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق المنيظر - فوضى الزمان