أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق المنيظر - صداع ليلي














المزيد.....

صداع ليلي


طارق المنيظر

الحوار المتمدن-العدد: 4279 - 2013 / 11 / 18 - 19:21
المحور: الادب والفن
    


صداع ليلي
في هذه الساعة من الليل الحالك والظالم، حين يبدأ الليل يجن وتبدأ الحشرات تصرصر والأصوات المفجعة تتطاير، ويعم الصمت المطلق في معظم المنازل في هذه الهنيهة وأنا أداعب فراشي لعلي أغمض جفنا بعد أن نال ضجيج الغرفة 303 من أذني. انتشلت مسرعا من فراشي، لأطرق باب الغرفة المشؤمة (سكتونا اداك الرهوط راه بغينا انعسو وغدا فايقين بكري) عدت الى فراشي والنرفزة تنتابني بشكل لا أستطيع معه السيطرة على أعصابي. سمعت حينها صوتا غريبا ومفجعا، حاولت تجاهل كل شيء، لكني أدركت بعد هذه الرزمة من الأحداث المتتالية التي وقعت في مدة زمنية لا تتسع وحمولتها، أنه قد حان لي تصديق أحلام نومي عوض أحلام يقظتي وفطنتي ال... وألوف الأفكار والهلوسات تشق مخيلتي مبتعدة بي عن ... هكذا مزق الرعب نسيج بعض أفكاري ليوقظ في ذكريات وأفكار ترجع الى أفكار قديمة وبالية، لكنها ذات صبغة م... انها تخيلات ومتهيئات استطاعت توقيف عجلة تفكيري.
نهضت مجددا من فراشي، قمت برش الماء على وجهي لعله يخلصني من رتابة الزمن الليلي لكن صوتا يأتي بشكل متقطع مثل ذبذبات رمى بها القدر في عالم الضجيج والصداع. أردفت بلهجتي الشمالية (ماكانش عليك أخاي المجيد تصداعنا هكذا، هذي ماشي خدمة حشومة عليك والله أخاي ديالي). ما كان على صديقي المجيد الذي يجاورني الغرفة المشؤومة الا الاعتذار بلهجته الجبلية الأصيلة (اسمحنا بزاف اخاي طارق والله ماقصدنا نبرزطوك، الله يرجم يماك)، رغم نرفزتي ضحكت ملأ شدقي من تلقائية مجيد وشاربه الذي يحاكي شيئا ما شارب هيتلر.
هكذا رجعت بي مخيلتي الى عمق الطيبيعة الجبلية، ، بلد الكيف والحشيش، حيث من السهل الحصول على "الزطلة"، من الصعب ولوج تضاريس مثل هذه المناطق، لكن رغم وعورة تضاريسها وكذا طبيعة أناسها الجديين أكثر من اللازم، فهي تبقى ذات صبغة خاصة تجعلك تنجذب اليها وتألفها بجبالها الشاهقة وبلهجات أناسها الرائعة، وتقاليدهم الضاربة في القدم وساكنتها المضيافة، الكل يلقي عليك التحية والكل يفشي عليك السلام، صغيرا وكبيرا، كان يعرفك أو لايعرفك، كل هذا يجعلك متشبثا بمثل هذه المواقع تشبث الأعمى بعصاه.
بعد فشلي في اغماض جفني حيث جافاني النوم وبات من الصعب مداعبة فراشي مرة ثانية، ما كان علي سوى تشغيل حاسوبي الذي أوشك على الشيخوخة المبكرة، بعد أن سقط صريعا من مكان مرتفع، وأصيبت شاشته بضعف البصر، ومرض "بوهازهاز"، فولجت الملف الخاص بالموسيقى، لكن ليست أي موسيقى، بل ذهيت عن غير وعي مني الى قائمة الموسيقى الجبلية فضغت على مقطع لرائد الطقطوقة الجبلية الشيخ محمد العروسي (ركبت على عين زهرة وتشوش خاطري وشحـــــال بكيـــــــــت، مـــا بيــــــاش بلادي مــا بيــــــا هي العيلة اللي خليــــــــــت، أنا مزاوك يا جماعة وحب الزيــــن راني متولاع بيه، والله الله يا مي يا حنا وعلاش تايموتو لولاد، على حمرة الشنايف وعلى كحلة العيون يلا جــــــــات).
على هذا الايقاع من الموسقى خطت هذه الأحرف الغير المتناغمة، فاستسلمت للنوم في غلي الفجر وأنا منهك فألقيت وجهي على وسادتي وتكومت في ايزار مثل الميت في كفنه، يا لها من رقدة، هكذا عم الصمت الذي لا وجود له الا في هذه الغرفة اللا بعد رقود مجيد المزعج.



#طارق_المنيظر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلت بأوساخها
- شركة SLAWI BEA لمعالجة النفايات ومحاربتها بين سنذان المنافسة ...
- كفى من تهميشها!!!
- بين لذة الفكر ونشوة الجسد
- صرخة حب
- نتيجة حرمان
- عيد الميلاد العشرين
- النفوس اللعينة
- وطن بين التبعية الفكرية والاضمحلال الثقافي
- الأمل
- الزمن العاهر
- في الذاكرة


المزيد.....




- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...
- في عيد التلفزيون العراقي... ذاكرة وطن تُبَثّ بالصوت والصورة


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طارق المنيظر - صداع ليلي