أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان حمزة محمد - العراق وآفة الإنشاء.؟














المزيد.....

العراق وآفة الإنشاء.؟


رمضان حمزة محمد
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 7463 - 2022 / 12 / 15 - 00:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا نزال في العراق ننتمي الى مدرسة تعشق الكلام المنمق، وتظن الكلام الإنشائي، وإعادته اجتراراً في الخطابات ورسم السياسات العامة ووضع الخطط الإستراتيجية للدولة إنجازاً. وهذه تعدُ آفة خطيرة وخاصة عند رسم السياسات للخطط الإستراتيجية، فيتم البحث عن الجمل والعبارات التي تعدً بمثابة "الكتابة المثالية". وهذا يعني أنهم يضعون للسياسيين وصانعي السياسات كل ما يعتقدون أنه جيد ومرغوب فيه ومطابق لوجهات نظرهم معاً في تقاريرهم وفي حزمة واحدة ، لكي تكون الخطة مرغوبة ومقبولة لدى السياسيين وصانعي القرار، وليس من المهم لديهم أن تكون مستوحاة عن واقع البلد ، وذلك لتسهيل حصول الموافقة عليها، وبعدها تصبح هذه الخطط بمثابة وثائق رسمية لسياسات الدولة في القطاع التي كتب عنه واساس لتنفيذ السياسات التنموية في البلد، في حين أن هذه النظرة للسياسات العامة لتنفيذ برامج التنمية هي خاطئ فادح اي بمعنى ان من كتبوا مثل هكذا تقارير المتضمنة لخطط الدولة للتنمية قد - ظلموا – أنفسهم وبعملهم هذا فانه – يظلمون - شعوبهم ومجتمعاتهم . لذا يجب تصميم السياسات العامة والموافقة عليها وتنفيذها بشكل نهائي بمفردات وأسلوب يكون موافقاً للظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والمناخية والإقليمية المقبلة وليس جانب التضخيم المتاتي من الكلام الإنشائي المنمق.
مشكلة أخرى في عملية صنع السياسات لخطط التنمية هي أن صانعي السياسات لا يولون أي اهتمام للشكوك والظروف التي تواجه البلاد في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية والمناخية. لإنهم يوافقون على السياسات في بيئة ثابتة ومواتية لرغباتهم دون النظر إلى القدرات والتحديات المقبلة في مستقبل الأيام والسنوات. لذلك ، فإن معظم السياسات في مرحلة التنفيذ وبسبب تغير الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والمناخية في البلاد ، تواجه العديد من المشاكل وأخيراً قد تفشل فشلاً ذريعاً. وبناءً على ذلك ، فإن صنع السياسات دون دراسة ومراعاة الظروف والقدرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والمناخية للبلد يعدً من أحد أهم التحديات لسياسات وبرامج التنمية في البلاد. ووفقًا لهذه الحالات ، فإن تعدد القوانين وإدراج مجموعة من المزايا الذاتية ضمن سياسات خطط التنمية ، ونحن هنا لو تحدثنا عن مجال المياه والبيئة والزراعة ، نرى بان مثل هذه الخطط والسياسات تتسبب في فشل التنفيذ بسبب عدم مواكبة ميزانية المشروع والقدرات وإمكانات التنفيذ لما مدرج ضمن تفاصيل الخطة، وبدلاً من ذلك ، في كثير من الحالات ، تتعارض هذه السياسات مع بعضها البعض من حيث الأهداف، وهو ما يظهر جلياً في سياسات صياغة الخطط الإستراتيجية للدولة العراقية ومنها على سبيل المثال لا الحصر " الدراسة الإستراتيجية للموارد المائية والأراضي 2015-2035".
بناءً على ذلك ، تُظهر تجارب البلدان الناجحة في مجال صنع السياسات أنه أثناء وضع الخطط الإستراتيجية للبلد يتم "تحديد" القضايا ثم "ترتيبها حسب الأولوية"، في خططها التنموية ، وتركز على عدة محاور ومجالات أساسية ذات أولوية للبلد وحسب إمكانيات البلد.
بشكل عام ، يمكن تصنيف بعض أهم العوامل الرئيسية والفعالة في فشل سياسات برامج التنمية في الدولة العراقية على النحو التالي:
• عدم تحديد وترتيب أولويات القضايا وعواملها ،
• التعامل مع "الأعراض" بدلاً من "العوامل" في التعامل مع القضايا وتصميم السياسات مثل الشفافية وعدم تضارب المصالح والمساءلة وآليات المساءلة ، إلخ.
• عدم الاهتمام بالتحديات التي تواجه الدولة في المستقبل عند وضع الخطط الإستراتيجية.
• عدم وجود آليات لتقييم ومراقبة تنفيذ السياسات.
• عدم استجابة الحكومات أمام عدم تنفيذ السياسات المرسومة.
• والأخطر من ذلك هو نسخ السياسات المطبقة في دول أخرى بغض النظر عن منصات التنفيذ الخاصة بها (عدم الامتثال للسياسات مع المنصات المصاحبة لها).
بناءً على ذلك ، يُقترح أنه أثناء وضع اية خطط لدراسات إستراتيجية هو القيام بدراسة وشرح أوضاع البلاد الآنية والمستقبلية من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والأمنية والمناخية ، في مجال المياه والزراعة ينبغي احتساب ظروف توفر المياه، تغير المناخ، وسلامة البيئة و "ترتيب المشاريع حسب الأولوية" واستناداً إلى ذلك تتخذ الإجراءات المناسبة التي ينبغي اتخاذها بشأن العوامل المُدخلة فيما يتعلق بتصميم السياسات المائية والزراعية فضلاً عن بيان آليات تنفيذ هذه السياسات.



#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ظل وجود مؤشرات مثيرة للقلق أين موقف الحكومة العراقية من ا ...
- أين العراق من المسارات التي تخدم ضمان أمن الماء والأمن المائ ...
- الإستخدام الرشيد للمياه الجوفية سبيل للتنمية المستدامة.؟
- المشاركة المجتمعية في إصلاح قطاع المياه والزراعة خطوة من الخ ...
- الجيولوجيين علومهم وهندستهم في الجيولوجيا المائية هم المفتاح ...
- هل تركيا وإيران تقبل بالإلتزامات المشتركة لجميع دول حوضي دجل ...
- مؤتمر شرم الشيخ COP27 ومسألة المياه .؟
- أزمات العراق المائية وجولات التفاوض مع دول التشارك المائي تر ...
- تأثير تغير المناخ على المنطقة العربية...العراق البلد أكثر هش ...
- تحديات غير مسبوقة لقطاع المياه في العراق في تاريخه الحديث.؟
- مستقبل العراق المائي والزراعي في ظل الحكومة العراقية الجديدة ...
- الواقع المائي في العراق هل سيضمن تأمين سيادة الدولة على موار ...
- حكومة المهندس الزراعي الاستاذ محمد شياع السوداني هل ستضع الأ ...
- نقص المياه من تركيا وإيران وتغيرالمناخ وسوءالإدارة يهدد حياة ...
- أين دور العراق في صياغة مبادرة -المياه محور العمل المناخي-. ...
- مستقبل العالم بين ما يسمى بظاهرة -الاحتباس الحراري- من فعل ا ...
- سد دهوك وينابيع كرمافا المعدنية إستثمار في السياحة العلاجية ...
- المياه مفتاح الحل لأزمات العراق السياسية كونه مرتكز للإستقرا ...
- مستقبل مواردنا المائية في ظل عراق غير مستقر سياسياً ... الأم ...
- العراق بين الجفاف الذي هو من اسوء الكوارث الطبيعية وشبح التص ...


المزيد.....




- بايدن يصرح لـCNN بنصيحة أوباما له بشأن الانتخابات المقبلة
- مناورة -غير عادية- لمقاتلات روسية قرب أمريكا.. ومصدر يوضح ال ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي دفن فلسطينيين في مقبرة جماعية داخل مجم ...
- الاتحاد الأوروبي يعلن عدم تجديد تفويض بعثة تابعة له لتدريب ا ...
- الرئيس الأمريكي يحذر إسرائيل من تعليق بعض شحنات الأسلحة إلى ...
- 5 دول تتجه للاعتراف قريبا بدولة فلسطين
- بايدن واثق من أن ترمب -لن يقبل- نتيجة الانتخابات الرئاسية
- حماس: إسرائيل غير جادة وتستغل المفاوضات غطاء لاجتياح رفح
- بايدن: القنابل التي قدمناها لإسرائيل استخدمت في قتل المدنيين ...
- سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رمضان حمزة محمد - العراق وآفة الإنشاء.؟