أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - الجديد في الاستراتيجية الأمريكية














المزيد.....

الجديد في الاستراتيجية الأمريكية


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 7462 - 2022 / 12 / 14 - 17:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في 12 أكتوبر / تشرين الأول 2022 أصدرت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن "استراتيجية الأمن القومي" ومحورها على المستوى الدولي "التغلّب على الصين وكبح جماح روسيا" بتحديث الجيش وبناء تحالفات مع الدول ذات التوجهات المماثلة. أما على المستوى الداخلي فإنها ركّزت على "استعادة الديمقراطية المتراجعة في الولايات المتحدة" ومعالجة آثار فترة الرئيس ترامب وما أحدثته من تصدّعات طالت "القيم الأمريكية".
وتعتبر استراتيجية بايدن استمرارًا لاستراتيجية جورج دبليو بوش التي عرفت "بالاستراتيجية الوقائية" والتي كان من بين قراراتها الخطيرة غزو أفغانستان العام 2001، واحتلال العراق العام 2003، بزعم "القضاء على الإرهاب" و"نزع أسلحة الدمار الشامل" و"إقامة أنظمة ديمقراطية"، في حين أن استراتيجية أوباما الذي عمل بايدن نائبًا له اعتمدت على "القوة الناعمة" للتغلغل والتأثير على الشعوب والبلدان تحت عنوان "إقامة عالم خال من الأسلحة النووية للتغلب على الفقر والمرض".
ويمكن القول أن الأزمة الأوكرانية والحرب الروسية التي بدأت منذ شباط / فبراير 2022، ألقت بظلالها على الاستراتيجية الأمريكية، يضاف إليها ارتفاع حدّة التوتّر مع الصين والعقوبات المفروضة عليها وعلى روسيا أيضًا والتي تعاظمت في الفترة الأخيرة بعد التوغّل العسكري الروسي في الأراضي الأوكرانية.
وثمة تحديات عالمية أخرى تطلّبت من واشنطن أخذها بنظر الاعتبار مثل أزمة تغّير المناخ والتي التأمت قمة عالمية لها في مصر (كوب - شرم الشيخ 6 نوفمبر / تشرين الثاني 2022). وقد سبق لإدارة ترامب أن أعلنت انسحابها العام 2019 من اتفاقية باريس للتغيّر المناخي المبرمة في 2015، الأمر الذي أضعف من ثقة المجتمع الدولي بها وطرح تساؤلات كبيرة بشأن التزاماتها كدولة عظمى وعضو دائم العضوية في مجلس الأمن الدولي. ويأتي حضور واشنطن قمة المناخ (كوب) لترميم السياسة الأمريكية الخارجية وعودة إلى فترة ما قبل ترامب.
إن استراتيجية واشنطن الأخيرة أولت اهتمامًا إضافيًا مكثّفًا للصين في مواجهة محمومة لما تسمّيه "التهديد الصيني" من خلال تعظيم نقاط القوة الأمريكية والاستثمار أكثر في البنية التحتية والتعليم والتدريب والأمن السيبراني والطاقة الخضراء ومجالات أخرى. وعمليًا يعني ذلك المشاركة بصورة أكبر من السابق في السوق العالمية والابتعاد عن مفهوم الأسواق الحرّة التي لا تتدخل فيها الدولة، لأن الأمر يتعلّق بقيود مفروضة على التكنولوجيا كما هي مسألة الرقائق الدقيقة في العلاقة مع الصين.
أما حصّة الشرق الأوسط من الاستراتيجية الأمريكية فقد تدنّت إلى حدود كبيرة ولم يسبق لها مثيل، ومن تبريرات ذلك أن "خطر الإرهاب" انخفض ولم يعد يشكّل تحديًا كبيرًا كما كان في العقد الماضي، في حين ارتفع التركيز على قضايا الداخل الأمريكي ومواجهة الصين وروسيا في الخارج، علمًا بأن ما يحدث في الشرق الأوسط يمثّل تهديدًا خطيرًا للسلم والأمن الدوليين من جهة ولمصالح الولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى، لاسيّما في ظل سياسة "إسرائيل" العدوانية، يضاف إلى ذلك تخفيض إنتاج النفط من جانب الأوبك (أكتوبر / تشرين الأول المنصرم)، الأمر الذي أدّى إلى احتكاكات وتوتّرات مع بعض دول الأوبك الحليفة لواشنطن، فضلًا عن تداعيات أزمة الطاقة على عموم أوروبا، بل والعالم بكلّ ما تحمله من صراعات واحتدامات داخلية وصعود تيارات شعبوية متطرّفة في العديد من بلدان أوروبا كان آخرها في إيطاليا.
أما بخصوص القضية الفلسطينية فإن حلّ الدولتين الذي أخذت به الإدارات الأمريكية منذ عهد كلينتون وبوش وأوباما، بقي غامضًا وملتبسًا، خصوصًا في ظلّ نقل سفارة واشنطن في "إسرائيل" إلى القدس والاعتراف بها عاصمة لها كما فعل ترامب، وحتى الآن وإن اختلفت سياسة بايدن عن سياسة سلفه، إلّا أنه لا توجد أية مبادرة على هذا الصعيد لفرضها على حليفتها "إسرائيل" التي تتمادى بانتهاك حقوق الشعب العربي الفلسطيني بما فيه حقّه في تقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف طبقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية 2002.
ويبقى موضوع إيران شغلًا شاغلًا لواشنطن التي ترصد اليوم الاحتجاجات الواسعة فيها تساوقًا مع ما ورد في استراتيجية الأمن القومي من تأكيد على "ردع أنشطة طهران المزعزعة للاستقرار في المنطقة..."، وكذلك التوجّه لمنعها من تطوير الأسلحة النووية.
ويبدو أن سياسة بايدن تحذو خذو سياسة الرئيس روزفلت العام 1941، لاسيّما بعد مهاجمة اليابان لميناء بيرل هاربر الأمريكي وكذلك عدم السماح لأية قوّة دولية بتعريض الملاحة للخطر بما فيها لمضيق هرمز وباب المندب. وتعتمد الديبلوماسية الأمريكية على تعزيز التكامل الإقليمي، خصوصًا مع دول القارة الأمريكية ودعم حقوق الإنسان وفقًا للمنظور الأمريكي. وهذا يعني أن واشنطن على الرغم من تداعيات النظام الدولي الذي تشكّل بعد انتهاء الحرب الباردة في نهاية الثمانينيات تسعى للحفاظ على مكانتها من خلال قوّة الاختيارات واختيارات القوّة، وهذا أمر لا يرتبط بسياستها الداخلية والخارجية، بل يعتمد على ميزان القوى على المستوى الدولي.



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السودان والعدالة الانتقالية
- الإمارات: المنجز في المنجز
- الطفولة والطبقة الأرستقراطية
- البرازيل -في صندوق الاقتراع-
- المهاجر وهويّته الثقافية
- المستقبل العربي 2045
- الحق في السلام
- مجموعة السلام العربي (نداء القاهرة 2022)
- لا مرجعية فوق مرجعية الدولة وهناك سلفيون دينيون وسلفيون علما ...
- جامعة الدول العربية كلمة الافتتاح لمجموعة السلام العربي القا ...
- الدولة وسؤال النهضة
- البيان الختامي الصادر عن المؤتمر التأسيسي لمجموعة السلام الع ...
- نداء القاهرة
- دين العقل ، وفقه الواقع كتاب يضع الظلام تحت الشمس
- حوار مجلة كولان مع المفكّر والأكاديمي الدكتور عبد الحسين شعب ...
- عن مفهوم الدولة وتفريعاتها
- الإسلام الشعبي والإسلام الأيديولوجي
- نجاح العطّار السنديّانة الثقافية السامقة
- هل سيتكرّر النموذج الأفغاني في أوكرانيا؟
- حسين شحادة الركن الثالث - الاجتماع الإسلامي – المسيحي (الحلق ...


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - الجديد في الاستراتيجية الأمريكية