أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عبد الحسين شعبان - حوار مجلة كولان مع المفكّر والأكاديمي الدكتور عبد الحسين شعبان















المزيد.....

حوار مجلة كولان مع المفكّر والأكاديمي الدكتور عبد الحسين شعبان


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 7399 - 2022 / 10 / 12 - 22:26
المحور: مقابلات و حوارات
    


أجراه بهاء الدين جلال
الدكتور عبد الحسين شعبان لــ كولان: حسم المشكلات بين بغداد واربيل يكمن في اعتماد سياسةجديدة على أساس التكافل والتعاون والشراكة.
نشرت في مجلة كولان باللغة الكردية في 9 تشرين الأول / أكتوبر و باللغة العربية في 11 تشرين الأول / أكتوبر 2022.

خلال حوار اجرته مجلة كولان الأسبوعية مع المفكّر والأكاديمي الدكتور عبد الحسين شعبان أكد على أنّ العملية السياسية التي أسسها بول بريمر اتجهت إلى التقاسم الوظيفي الإثني والطائفي من خلال مجلس الحكم الانتقالي وتوزّعت مقاعده وفقًا لمعادلة جديدة وضع لبناتها الأولى، مشيراً الى أنّ العملية السياسية منذ بدايتها كانت خاطئة وتقسيمية، وما أقيم على خطأ سيكون خاطئًا، ولا يمكن معالجة الأخطاء الجوهرية إلّا بإجراءات جوهرية تؤدي إلى إعادة النظر بالعملية السياسية برمّتها وبما هو قائم عليها، وذلك يحتاج إلى توافق وطني وإرادة سياسية وقناعة من جانب جميع الأطراف المشاركة، واضاف الدكتور شعبان أنّ أي قصف أو استخدام للسلاح ضدّ أي منطقة من مناطق العراق غير مقبول، بل مرفوض تمامًا مهما كانت الحجج والذرائع والمبرّرات. وكردستان جزء عزيز من الوطن العراقي، ولكن وجود حكومة ضعيفة ومسلوبة الإرادة بفعل التداخلات الدولية والإقليمية بما يجعل الأمر يتكرّر ويستمر، و اليكم نص الحوار:


س1- تمر العملية السياسية العراقية بظروف صعبة جدًا للغاية وبعض المراقبين أشاروا إلى أن العراق على حافة الهاوية وعدم اليقين، وهذه الحالة تبقى كقاعدة للعملية السياسية القادمة في العراق، هل تعتقد بأن العراق تنحدر كدولة مدنية معاصرة إلى دولة ميليشيات أو حالة اللادولة؟
ج1- التبست صيغة الدولة العراقية بعد الاحتلال الأمريكي للعراق في العام 2003، حيث اتجهت العملية السياسية التي أسسها بول بريمر إلى التقاسم الوظيفي الإثني والطائفي من خلال مجلس الحكم الانتقالي وتوزّعت مقاعده وفقًا لمعادلة جديدة وضع لبناتها الأولى، وهي 13 مقعدًا للشيعة والمقصود للشيعية السياسية و5 مقاعد للسنّة والمقصود للسنيّة السياسية و5 مقاعد للكرد والمقصود للحزبين الرئيسيين في كردستان ومقعد واحد باسم التركمان وآخر باسم الكلدو آشوريون.
وتكرّس ذلك في قانون إدارة الدولة وفي الدستور العراقي الدائم وفقًا لما سمّي بمبدأ المكوّنات، حيث نصّ عليها الدستور في المقدّمة (مرّتان) وفي المواد 9، 12، 49، 125 و 142، وليس ذلك سوى إقامة نظام يستند إلى المحاصصة الطائفية الإثنية وهذا يعتمد على الزبائنية السياسية والحصول على المغانم والامتيازات على حساب الكفاءة والإخلاص والهويّة العراقية الجامعة.
وإذا كانت بعض مظاهر انحدار الدولة من صيغتها المدنية التي عُرفت فيها منذ تأسيسها في العام 1921 وحتى الاحتلال، إلى صيغة هجينة أولية عبر ما سمّي بالحملة الإيمانية بعد عملية غزو الكويت (1990)، فإن هذه المظاهر تكرّست ابتداءً من وجود آذانين رسميين أحدهما للشيعة وآخر للسنّة، فضلًا عن وجود وقفين إسلاميين أحدهما للشيعة وآخر للسنّة، ناهيك عن أوقاف مسيحية وأخرى إزيدية وثالثة صابئية مندائية، وهكذا يمكن ضرب العديد من الأمثلة والشواهد.
ولعبت الميليشيات والقوى المسلّحة المدعومة من الجهات المتنفّذة في الدولة دورها في مثل هذا التقسيم بالعزف على الوتر المذهبي والديني، بل أصبحت هذه القوى تتغوّل على الدولة دون رادع أو متصدّ، خصوصًا حين تستخدم الشعارات الطائفية لأغراض سياسية أنانية ضيّقة، لدرجة أصبحت هذه القوى فوق الدولة وتتحكّم أحيانًا بتوجّهاتها، ولعلّ استمرار هذا الوضع سيكرّس امتيازاتها ويصبح من الصعب عليها التخلّي عنها، وقد تسير الأمور باتجاه حرب أهلية متعدّدة الرؤوس والاتجاهات، لاسيّما بتعويم الدولة وجرح سيادتها.

س2- إذا استمرت هذه الحالة "عدم اليقين" في العملية السياسية وعدم الوصول إلى الاتفاق بين المكونات الرئيسية "خصوصًا بين الأطراف الشيعية"، رغم كل هذا الاستمرار للتدخلات الخارجية "إيران، الخليج، تركيا، أمريكا..الخ"، هل سيتحول العراق إلى ساحة لتصفية الحسابات جميع الأطراف التي لها مصالح في عدم استقراره كدولة وبالتالي يمهد الطريق لتمزيق العراق أو إلى دويلات داخل دولة؟
ج2- العراق فعليًا ساحة لتصفية الحسابات، خصوصًا بوجود دويلات داخل الدولة وغياب وحدة الإرادة والقرار والعمل، الأمر الذي قاد إلى ترك الحبل على الغارب ، وحصل ذلك منذ الاحتلال الأمريكي ، حيث تم تقاسم النفوذ الدولي والإقليمي بين واشنطن وطهران، وما يزال العراق نصفه إلى الولايات المتحدة والنصف الآخر إلى إيران، وهناك صراع وشد وجذب بين القوتين الدولية والإقليمية، يضاف إلى ذلك أن هناك وجود عسكري تركي مفروض بوجود قواعد في كردستان، ناهيك عن قصف مستمر تركي وإيراني للعديد من المدن والقرى والقصبات الكردية العراقية، بل أن المخابرات الدولية على اختلافها وجدت في الساحة العراقية فضاءً مناسبًا لاختراقاتها بما فيها الموساد "الإسرائيلي" تحت عناوين مختلفة مستغلّة الصراعات السياسية والتناحرات المصلحية، لاسيّما باستمرار تعويم الدولة والانتقاص من سيادتها والتغوّل عليها.

س3- منذ 2010 حتى الآن، أي بعد فوز القائمة العراقية برئاسة د. إياد علاوي على القائمة دولة القانون برئاسة نوري المالكي، نرى تغييرًا في العملية السياسية العراقية، فمن جهة تتدخّل إيران فيها علنًا من أجل إبقاء السلطة عند الشيعة الولائيين بشكل خاص، لكن بعد انتخابات العام الماضي ظهر انقسام بين التيار الصدري الذي يمثل شيعة العراق وبين الإطار التنسيقي الذي يمثل الولائيين، برأيكم هل تنجح إيران هذه المرة في دعم الإطار التنسيقي وتشكيل الحكومة بسهولة؟
ج3- بغضّ النظر عمّن سيكون له القدح المعلّا، الإطار التنسيقي أو التيار الصدري، فإن العملية السياسية منذ بدايتها كانت خاطئة وتقسيمية، وما أقيم على خطأ سيكون خاطئًا، ولا يمكن معالجة الأخطاء الجوهرية إلّا بإجراءات جوهرية تؤدي إلى إعادة النظر بالعملية السياسية برمّتها وبما هو قائم عليها، وذلك يحتاج إلى توافق وطني وإرادة سياسية وقناعة من جانب جميع الأطراف المشاركة، إضافة إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه الاتحادات والنقابات ومنظمات المجتمع المدني.
وأعتقد أن استمرار الحال على ما هو عليه سيؤدي إلى تفتيت الدولة بالتدرّج وسيقود إلى انقسامات أشدّ حدّة وإلى احترابات قاسية، لاسيّما بانتشار السلاح والاستعداد لاستخدام العنف وسيلة لحلّ الخلافات.
ليس إيران وحدها تريد إبقاء مثل هذا الوضع الاستثنائي في العراق لكي تمارس دورها الوصائي عليها، بل أن "إسرائيل" هي المستفيدة من هذا الوضع، لاسيّما بانشغال العراق في مشاكله الداخلية واستغراقه في صراعاته الأهلية، وحتى الولايات المتحدة التي احتلّت العراق تركته فريسة للنهب والمنافسات غير المشروعة بين القوى السياسة لإملاء الإرادة وللحصول على الامتيازات والمغانم، ولا يهمّها شيء، خصوصًا بتأمين استمرار تدفّق النفط والتحكّم فيه، يضاف إلى ذلك أن العالم العربي أدار ظهره للعراق بفعل عاملين؛
الأول: أن القوى المتحكّمة ناصبته العداء وبالغ بعضها في ولائه لإيران لاعتبارات مذهبية ومصلحية أنانية ضيّقة؛
والثاني: أن بعض الدول العربية تنظر إليه باعتباره واحة إيرانية في وجه آخر للنظرة الطائفية العراقية. وكلاهما خاطئ، والعراق الذي أسماه عمر بن الخطاب جمجمة العرب إذا ما نهض وتعافى سيشكّل عنصر توازن في المنطقة، ويحدّ من الأطماع التركية أيضًا، ناهيك عن دوره في الوصول إلى حل عادل وسلمي للقضية الفلسطينية، وخصوصًا بإقرار حق تقرير المصير وإقامة الدولة الوطنية وعاصمتها القدس الشريف، وذلك بما يملكه من إمكانات وتأثير وتاريخ وحضارة.


س4- أظهرت الحوكمة اﻟ 20 سنة الماضية، بأن الأحزاب السياسية الشيعية فشلت في إدارة الدولة العراقية بشكل سليم، المحافظات العراقية "الوسط والجنوب" تفتقر إلى أبسط الخدمات الأساسية لإدامة الحياة اليومية ووصلت الأمور إلى انطلاق تظاهرات متواصلة في جميع المحافظات "الشيعية" وفي بغداد العاصمة، هل هناك توقع بظهور "الربيع العراقي" مثلما شاهدنا في 2011 في كثير من البلدان العربية؟
ج4- الربيع العربي أجهض بفعل عاملين، القمع المستديم من جهة، وحالة الإحباط التي وصل إليه الناس من جهة أخرى، وهكذا حصل نوع من التشتّت والتفتّت وإن كان هذا ينذر بمواجهات جديدة، لاسيّما بتردّي أحوال الناس.
لقد كانت الحركة التشرينية العفوية الشعبية بارقة أمل وإشراق بنهوض قوى شابّة غير متحزّبة جرّت معها جميع القوى التقليدية التي سارت خلفها، لكنها لم تحقّق أهدافها للأسف الشديد، لعدم توفّر خبرة ولأن بعض مطالبها لم تكن واقعية، بل لا يمكن تحقيقها، فكيف تطلب من الذين مارسوا القمع تقديم المسؤولين عنه إلى القضاء، كما أن شعار مكافحة الفساد وتقديم الفاسدين إلى العدالة غير ممكن في ظلّ الظروف الحالية، وهكذا جرى استيعابها واحتواء بعض توجّهاتها، خصوصًا بالسعي لإحداث شرخ داخلها.
كان التوقّع أن الحركة التي ألهبت حماس الناس وشدّت من أزرهم ستتّخذ عددًا من الإجراءات الحاسمة السريعة منها: الإطاحة بالحكومة وتعليق الدستور واتخاذ قرار بتسمية حكومة ورئيس وزراء لمدّة انتقالية لا تزيد عن عامين لإعادة النظر بالعملية السياسية وإلغاء مبدأ المكوّنات والاعتماد على المواطنة المتكافئة والمتساوية تمهيدًا لتوافق وطني جديد أو عقد اجتماعي سياسي مختلف بما هو سائد وفقًا لإعلان دستوري لتنظيم الحياة السياسية على أمل الخروج من الأزمة والإفلات من المأزق الذي وصلت إليه الدولة العراقية التي تعدّ من الدول الفاشلة، حيث يستشري الفساد وتتفشّى ظواهر العنف وينتشر السلاح خارج دائرة الدولة وبالضدّ منها أحيانًا.
صحيح أن الوضع المزري عامل تشجيع لاندلاع حركة احتجاج، وهذا هو الأساس الموضوعي الذي يحتاج إلى توفر العامل الذاتي، باستعادة روح الحركة التشرينية وفقًا لمعادلات جديدة، والأمر سيبقى مفتوحًا طالما تستمر الأوضاع السيئة على ما هي عليه.

س5- ظهرت مطالبة بالشكل العام في الشارع العربي العراقي "الشيعة والسنة" بتغيير وتعديل الدستور العراقي، في حين، عندما كتبنا الدستور في 2005، صوت الشعب العراقي بأكثر من 80% لصالحه، السؤال هو: هل هناك خلل في الدستور أم في عدم تطبيقه بشكل عملي وسليم؟
ج5- هناك ألغام عديدة في الدستور واستمرار الحال على ما هو عليه سيؤدي إلى تفجير هذه الألغام بين الفينة والأخرى، الأمر الذي يحتاج إلى توافق وطني جديد لتعديل الدستور وتصحيح اتجاهاته وتغيير بعض أحكامه، ابتداءً من المقدمة وانتهاءً بإجراءات التعديل، وهو يعدّ من الدساتير الجامدة، وتدخّلت عدّة عوامل لفرضه منها ما وضعته الإدارة الأمريكية المحتلّة بأن يتم كتابته وتسليمه في 15 آب / أغسطس 2005 ويتم الاستفتاء عليه يوم 15 تشرين الأول / أكتوبر من العام نفسه وتتم إجراء الانتخابات وفقًا له وبالاستناد إليه يوم 15 كانون الأول / ديسمبر 2005، وهذه المدد والإملاءات قادت إلى سلق الدستور سلقًا، واعتمد في معظم مواده الأساسية على صيغة قانون إدارة الدولة للمرحلة الإنتقالية الذي صدر في عهد سيء الذكر بول بريمر (آذار / مارس 2004) وكان قد وضع الصياغات الأولى نوح فيلدمان وأضاف عليها بعض الألغام والإشكاليات بيتر غالبرايت.
وإذا كان هناك بعض الإيجابيات في الدستور نظريًا مثل اعتماد مبادئ المواطنة والإقرار بالديمقراطية وحكم القانون، إلّا أن هذه المواد منحت باليد اليمنى لتسحب باليد اليسرى، حيث تم وضع ما يعارضها في مواد أخرى أو يعوّمها، لا سيّما مبادئ المكوّنات التي قادت فعليًا وعمليًا إلى التقاسم الإثني والطائفي في صيغة مشوّهة لصورة الدولة العراقية، قادت إلى الاحتراب والفساد والمغانم على حساب المنجز الذي ينتظره الشعب الذي يعاني من فقر وما دونه بلغ نحو 30%، ناهيك عن الأمية والتخلّف وانتشار مظاهر تدين زائف مصحوبًا بالخرافات والشعوذة، يضاف إلى ذلك البطالة التي يعاني منها الشباب وارتفاع نسبة الذين يتعاطون المخدرات على نحو كبير جدًا، بل أن العراق أصبح مقرًّا وممرًّا لهذه الآفة الخطيرة التي لم تكن معروفة قبل الإحتلال الأمريكي للعراق.
الخلل في الدستور يشمل الإثنين، خلل في الجوهر والمحتوى والصياغة، وخلل في التطبيق والتنفيذ والممارسة، لا سيّما بالتدخّل بشؤون القضاء وتزوير الانتخابات، وهو ما دفع الأغلبية الساحقة من الذين يحق لهم الانتخاب الإحجام عنها، لعدم ثقتهم بنتائجها، وقد ظلّت الانتخابات تدور بين النخبة المشاركة والمتقاسمة فيما بينها العملية السياسية، والنتائج دائمًا ما توضع على الرف، ويكون رئيس الوزراء شيعيًا حتى وإن كان غير مؤهّل، ورئيس البرلمان سنيًّا حتى وإن كان غير كفوء، ورئيس الجمهورية كرديًا حتى وإن كان أدنى من موظف بدرجة بسيطة أو متوسطة، وكل هؤلاء يأتي بهم التقاسم الطائفي – المذهبي الإثني، في حين أن العراق يزخر بكفاءات وطاقات لا حدود لها، وهذه كلّها يتم إهمالها وتجاوزها وفقًا للصيغة القائمة.

س6- العلاقات الحالية بين إقليم كوردستان والحكومة المركزية علاقة غير واضحة المعالم وتمرّ بمد وجزر صعب، حيث يتفاوضون اليوم حول تشكيل الحكومة الجديدة واشتراك الكورد في العملية السياسية على أساس "التوازن والشراكة"، وفي اليوم التالي تقوم جماعات مسلحة التي نسميها ذات "سلاح منفلت" بقصف مواقع ومشآت مدنية في كوردستان، وهذا يعني أنهم من طرف يتحدثون مع كوردستان بلسان دبلوماسي ومدني، ومن طرف آخر يتحدثون معنا بلسان السلاح، برأيكم هل يمكن أن يصل إقليم كوردستان مع الحكومة العراقية إلى تفاهم مشترك لإعادة العلاقة المتوازنة وحل المشكلات العالقة بينهما؟
ج6- أي قصف أو استخدام للسلاح ضدّ أي منطقة من مناطق العراق غير مقبول، بل مرفوض تمامًا مهما كانت الحجج والذرائع والمبرّرات. وكردستان جزء عزيز من الوطن العراقي، ولكن وجود حكومة ضعيفة ومسلوبة الإرادة بفعل التداخلات الدولية والإقليمية بما يجعل الأمر يتكرّر ويستمر، وسيقود ذلك إذا ما تصاعد إلى تباعد وتنافر لا سمح الله، ناهيك أنه سيكدّر العلاقة بين عرب العراق وكرده، وبين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم.
إن استخدام السلاح خارج دائرة الدولة يعني التغوّل عليها وعدم احترام هيبتها ومكانتها، وبالتالي إضعاف الثقة بها، وعدم وضع حد لهذه الظاهرة سيؤدي إلى إضعاف ثقة الدولة بنفسها ويؤدي إلى تذرّرها وتفتّتها.
لا بدّ من حوار شامل يفضي إلى تفاهم مجتمعي، ليس بين أركان العملية السياسية الفاشلة، بل حوار مفتوح، بعضه يشمل المشاركين في العملية السياسية بموازاة غير مشاركين أو ليس لهم مواقع رسمية مثل النقابات والاتحادات والجمعيات، فمثلًا يمكن إشراك نقابة المحامين واتحاد الحقوقيين واتحاد الأدباء والكتّاب ونقابة الصحفيين واتحاد نقابات العمّال، والعديد من المنظمات المهنية، إضافة إلى مؤسسات المجتمع المدني، وهذه تمثل قطاعات واسعة ممتدّة عبر منتسبيها الذين يعدّون بمئات الآلاف، بل بالملايين وشأنهم ووزنهم أكبر بكثير من بعض القوى السياسية التي لولا التقاسم الوظيفي الطائفي والإثني لما كان لها مثل هذا الدور والامتياز.
تحتاج العلاقة بين كردستان وبغداد إلى إعادة نظر؛ أولًا: بتشكيل مجلس الاتحاد، ووضع النظام الفدرالي موضع التطبيق الصحيح، لاسيّما بتحديد العلاقة والصلاحيات والاختصاصات على نحو دقيق فيما يتعلّق بالسلطة الاتحادية، مثل: العلاقات الخارجية والديبلوماسية والقوات المسلحة والسيادة على المنافذ الحدودية والعملة والخطط الاقتصادية المركزية، وما عدا ذلك من اختصاص سلطات الإقليم وفقًا لعلاقات تكافؤية معزّزة بالثقة والتضامن، يضاف إلى ذلك وضع قانون للنفط والغاز يعالج ما ورد في المواد الدستورية، خصوصًا المادتين 111 و112 ويزيل ما علق من نتوءات وإشكاليات ومشاكل تراكمت خلال السنوات المنصرمة، لا سيّما بعد هيمنة داعش وما قامت به من أعمال إرهابية وإجرامية بعد العام 2014، إلى أن تم هزيمتها عسكريًا في أواخر العام 2017، ولا بدّ للحوار أن يأخذ بنظر الاعتبار معالجة ما ورد في المادة 140 من الدستور المرحّلة من المادة 58 من قانون إدارة الدولة، بخصوص ما يسمّى المناطق المتنازع عليها، بما فيها كركوك التي ظلّت معلّقة منذ بيان 11 آذار / مارس 1970 وإلى الآن.
إن حسم هذه المشكلات باعتماد سياسة جديدة واستراتيجية بعيدة المدى وعلى أساس التكافل والتعاون والشراكة والمشاركة كفيل بجعل الصراع سلميًا حضاريًا وتعود فائدته على جميع أبناء المنطقة وعموم السكان، خصوصًا بتعزيز الهويّة الوطنية العراقية مع احترام الهويّات الفرعية والخصوصيات التي تريد التعبير عن نفسها في إطار تعزيز الجوامع وتقليص الفوارق، وذلك بتمتين صيغة العيش معًا والعيش بشراكة ومواطنة ومساواة وعدل.



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن مفهوم الدولة وتفريعاتها
- الإسلام الشعبي والإسلام الأيديولوجي
- نجاح العطّار السنديّانة الثقافية السامقة
- هل سيتكرّر النموذج الأفغاني في أوكرانيا؟
- حسين شحادة الركن الثالث - الاجتماع الإسلامي – المسيحي (الحلق ...
- المفكر عبد الحسين شعبان: يدعو الى دين العقل
- خريطة الفكر الإرهابي
- الرابطة العربية للقانون الدولي: إلى الملوك والرؤساء العرب
- الإرهاب واحتكار العدالة
- عبد الحسين شعبان في كتاب -دين العقل و فقه الواقع- مغامرة الت ...
- حسين شحادة الركن الثالث - الاجتماع الإسلامي – المسيحي
- على هامش زيارة المفكر الدكتور -عبد الحسين شعبان إلى أوسلو
- عن فقه التعايش
- الرابطة العربية للقانون الدولي
- كلمة خالد علي السعدي في حفل تكريم المناضل والمفكر د. عبد الح ...
- الرسالة القبرصية والصورة النمطية للإسلام
- إدوارد سعيد: الإستشراق وفيض الذاكرة
- عن أي إصلاح نتحدّث
- حسين شحادة الركن الثاني - التعدّدية وأزمة الخطاب الديني المع ...
- حسين شحادة ثلاثة أركان في مشروعه الفكري


المزيد.....




- بيسكوف: نرفض أي مفاوضات مشروطة لحل أزمة أوكرانيا
- في حرب غزة .. كلا الطرفين خاسر - التايمز
- ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم -كروكوس- الإرهابي إلى 144
- عالم فلك: مذنب قد تكون به براكين جليدية يتجه نحو الأرض بعد 7 ...
- خبراء البرلمان الألماني: -الناتو- لن يتدخل لحماية قوات فرنسا ...
- وكالة ناسا تعد خريطة تظهر مسار الكسوف الشمسي الكلي في 8 أبري ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 795 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 17 ...
- الأمن الروسي يصطحب الإرهابي فريد شمس الدين إلى شقة سكنها قبل ...
- بروفيسورة هولندية تنظم -وقفة صيام من أجل غزة-
- الخارجية السورية: تزامن العدوان الإسرائيلي وهجوم الإرهابيين ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عبد الحسين شعبان - حوار مجلة كولان مع المفكّر والأكاديمي الدكتور عبد الحسين شعبان