أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاله ابوليل - عصر الجاز ( Jazz Age)‏ وعصر الكاز و ما بينهما















المزيد.....


عصر الجاز ( Jazz Age)‏ وعصر الكاز و ما بينهما


هاله ابوليل

الحوار المتمدن-العدد: 7461 - 2022 / 12 / 13 - 12:01
المحور: الادب والفن
    


عصر الجاز ( Jazz Age)‏ وعصر الكاز و ما بينهما
ها هو الشتاء قد حل , ومعه حلت البرودة القارصة
والتي لا تقرص سوى الفقراء المعدمين الذين يلتمسون دفئا لن يكون متوفرا في ظل ارتفاع سعره الجنوني .
فقط الفقراء هم من سيتضرر فيما ينعم الأثرياء بالدفء والطعام الساخن ورفاهية النوم المريح
الفقراء الذين لا يجدون شروى نقير ,سينامون بلا عشاء وسترتعد فرائصهم من البرد والجليد.
الفقراء الذين لا يجدون شروى نقير
نقير (ما ينقره الطير من فتات) ,‏ فكيف بهم وهم يجلسون أمام مواقد الحطب المسروق من الأشجار بغرض التدفئة علما أن قطع الأشجار جريمة أخرى تلاحقهم بعقوبتها هي الاخرى .
كيف لهم ان يحصلوا على مال يشترون به الكاز الذي اصبح بعد ارتفاعه سائلا ثمينا لا تجده في بيوت الفقراء الذين يشترون حاجتهم منه يوميا و حسب توفر الأموال معهم, وعلى الأرجح ستنقضى ايام الشتاء الباردة وهم يتدثرون بالألحفة والأغطية الشتوية , إن وجدت.
إنه عصر الكاز بامتياز وليس عصر الجاز Jazz Age بصخبه وضجيجه وتقليعاته المثيرة اللاهية .
الجدير بالذكر أن فترة العشرينات الهادرة الصاخبة ادرجت بعصر الجاز وموسيقاه ليس اعتباطا ؛ بل لكونه جزءا من الإنفتاح المنفلت و نظرا لنشوءه الصاخب ردا على التحفظ والإلتزام الاجتماعي ولزيادة محبيه من جيل الشباب ,
فكل من اتيح له مشاهدة فيلم "غاتسبي العظيم " سيعرف اي جنون مسبق كان يلاحق الجيل الضائع آنذاك .
من قال أنه كان ضائعا !
أو كما أسماه أحد المؤرخين الحرب الأهلية الثقافية حسب ويكي حرب أهلية بين سكان المدن الكبيرة و سكان المدن الصغيرة ، وبين اصحاب المذاهب البروتستانت و بين الكاثوليك ، و بين السود و البيض ، وبين المرأة الجديدة والمرأة المحافظة وبين دعاة القيم العائلية القديمة وبين مظاهر الانفلات غير المحدود والتخلص من وصاية العائلة بركل كل تلك التقاليد المتزمتة .
يعتبر فيلم غاتسبي العظيم * افضل فيلم في التاريخ الحديث حسب تصوري كوثيقة ادبية لرواية كتبها سكوت فيتزجيرالد في ذروة انتشار الجاز كموسيقى شعبية صاخبة تليق بالشباب المراهق المنفلت .
وليس عليك سوى رؤية الفيلم وحفلاته الراقصة لتعرف كيف كانت الحياة تمضي في ذلك الزمان.
نعم , The Great Gatsby أنه افضل فيلم على الأطلاق
لا فيلم " اثنا عشر رجلا غاضبا " ولا فيلم " المواطن كين " و لا قصة تلك المرأة البلجيكية التي تدعى" جين ديلمان"
" Jeanne Dielman, 23 Commerce Quay, 1080 Brussels 1975
والتي ستهدر ثلاث ساعات من عمرك أي 202دقيقة متواصلة لرؤية روتين امرأة تقدم خدمات جنسية لبعض الرجال بطريقة خفية في منزلها كمصدر للعيش
وتمضي بقية يومها وهي تجلي وتكنس و تطبخ وتحيك بلوفر شتوي لولدها المراهق وتستمع للراديو وتشرب الحليب وتسكبه, وعندما تسقط الملعقة على الأرض
يبدو وكأن انفجارا في هيروشيما حدث فبدد رتابة الهدوء وأقلق روتين حياتها المنتظم .
و الآكثر غرابة أنها تلبس ملابس الخروج طيلة الوقت في بيتها , وتدقدق بكعب حذاءها لتثير الضوضاء في المنزل الهادىء .
هل يوجد إمرأة عاقلة تلبس حذاء بكعب عالي في منزلها طيلة الوقت !
نعم نعم ,,,, بطلة الفيلم كانت تلبس ذلك ولا علم لنا بما كانت تعانيه من مشاكل نفسية لدرجة أنها قتلت احد زبائنها الذين يشحدون الجنس من نساء تمتهن الدعارة بدون اي مشاعر حب حقيقية .
والتي بسبب تلك التكتكة المتواصلة ابتداء من ( طقطقة الكعب وفتح واغلاق الضوء مرارا وتكرارا )
كان لابد من اعطاء مخرجة الفيلم جائزة " افضل مؤثرات صوتية " من باب الإستخفاف بالمشاهد الذي اصابه الملل من هذا الروتين المفسد للذائقة التواقه لتصاعد الأحداث وحتى مشهد القتل الذي تكلمنا عنه سابقا
كان قتل المشاهد مللا أرحم منه .
فلا تثقوا بمن يقدم لكم توصيات بأفلام هي الأفضل في التاريخ ؛ لمجرد أن إمرأة اخرجته
فالنسوية و حركاتها لا تمشي في صالات السينما التي كان كان ثلاثة أرباع السكان الأمريكيين بحلول نهاية العشرينيات من القرن الماضي يزورون السينما كل أسبوع.
فالقباحة يجب أن لا يغفل عن ذكرها المثقفين و الذواقين للجمال اينما كانوا .
فإذا أتيح لك ذلك عزيزي القارىء الغشيم ,فعليك ان تقوله بلا تأدب و بلا خجل .
ولكن الملل نفسه لن يصيبك وأنت زائر متطفل بلا دعوة لقصر غاتسبي لتشرب الفودكا مجانا ولترقص بجنون رقصة تشارلستون على انغام موسيقى الجاز اللاتينية .
نعم , في حفلات غاتسبي العظيم في قصره المنيف
كان عصر الجاز متجليا بابهى صوره في انفلات الشباب وجنونهم ورقصهم الماجن و الآف من الشعلات النارية أو الألعاب النارية المكتشفة حديثا و التي كانت تهدر مجانا ؛ لعل ديزي تراها من بيتها المقابل لقصره وتأتي للحفل فيراها العاشق المتيم القديم .
حفلات مجانية كان يقيمها غاتسبي في قصره اسبوعيا ؛ لعل حبيبته السابقه ديزي تسمع عنها فتأتي لكي تراها ولكنها لا تأتي فيقوم بمخاطبة صديقتها لاعبة الجولف باستدراجها
و بتخطيط متقن مع ابن عم لها
تأتي ديزي اخيرا
وعندما يراها العاشق, يعيد الزمن قصة عشقه معها ولكن لأنانية ديزي وجنونها واستخفافها , فقد كانت فتاة متقلبة المشاعر , تتركه لوحده بعد ان تتسبب بجريمة قتل يتحمل نتائجها العاشق المجنون .
فتتركه وتهرب مع زوجها بعيدا عنه ليلاقي مصيره بالقتل من زوج المقتولة والتي هي بالمصادفة عشيقة زوج ديزي الذي هربت معه.
يا للحزن
نعم , هناك بشر يموتون من الحزن من التهميش ؛من الاحتقار؛ من العزلة ؛ من عدم التقدير
لا تتعجبوا
و لكن بنظري ان ديزي كفتاة أنانية ومهووسة بنفسها لا تستحق ان يموت من اجلها غراب عاشق
والحقيقة ان ديزي هي صورة لعشيقة المؤلف سكوت الذي ارتدى لها القبعة الذهبية .
طبعا هذا تعبير مجازي ؛ مجازا أغراها بالذهب والمجوهرات والآموال الطنانة و الرنانة و الطيارة والزاحفة واللاعقة والمجنونة نعم مجنونة
فللمال اصوات لا يسمعها سوى الفقراء من بعيد.
اما كيف لبس لها القبعة الذهبية , فلم نسمع حتى الآن ان هناك من وضع على رأسه قبعة من بالذهب
صحيح إننا سمعنا أن الممثل المصري التافه محمد رمضان ؛ قد صنع له كمامة من ذهب ايام كورونا
وما ادراك ما كورونا
و ما تقاليع كورونا لحديثى النعم التي باتت تجري الملايين تحت اقدامهم كسَّيل الزُّبى وهم لا يجيدون إلآ السباحة في المستنقعات القذرة التي تليق بمن امسك النقود وبددها في التوافه ومظاهر السقوط .
نعم ديزي المتقلبة هي نفسها زيلدا زوجة الكاتب سكوت فيتزجيرالد الذي ارتدى لها القبعة الذهبية لكي تتزوجه .
الرواية تعتبر توثيقا ادبيا لمرحلة العشرينات الهادرة بكل ما هو خارج عن النطاق الملتزم ؛
الرواية بالذات توضح لك عصر الجاز بكل تناقضاته وتداعياته و سقطاته.
في الرواية وفي الفيلم , لم يكن الحزن على غاتسبي العاشق بل كان الحزن الآكبر لهؤلاء المتسكعين الأوغاد الذين كانوا يرتادون حفلاته الاسبوعية و الذين لم يحضروا جنازته ؛ فبقي التابوت ينتظر اطلالتهم الفريدة ؛لعل احدا منهم يأتي ويغير نظرتنا عن البشر الطفيليين الذين لا يعرفونك إلا بالسراء
أما الضراء فلن تجد منهم أحدا
فهل هي طبيعة البشر الجاحدة !
إنه المشهد الكوني العميق لكل ما يجري في الارض من دمار وعبث و فوضى في الاخلاقيات الانسانية تكفي لأن يكون هذا المشهد خالدا للأبد.
في حفلاته الهادرة ستعرف اي جنون اصاب امريكا وشبابها الضائع !
ستعرف معنى الصخب ومعنى التطفل ومعنى الانفلات والرقص المتأرجح ومعنى الإزعاج !
نعم البعض يعتبر موسيقى الجاز نوع من الازعاج القاتل والمميت لدرجة ان بطلا في احد الافلام ؛ كان ليقدم مائة دولار للعازف في احد صالات الفنادق التي تستعين بالموسيقيين ؛ فقط لكي تكف اصابعه عن العزف المميت للأذن الكارهه !
يقول الأب إننا جميعا نسمع عن فكرة أن البشر لا يختارون اسم عائلتهم ولكنهم لم يقولوا أن هناك ايضا
من لا يختار ابناءهم
فهل يستحق شاب مغرم بالجاز أن يطرد من جنة الأبوة الرحيمة لمجرد أن الأب لا يروق له هذا النوع من الموسيقى الصاخبة .
و ربما عصر الجاز وموسيقاه المزعجة قد ظهر تأثيرها في فيلم توم هانكس The Terminal - 2004
عندما علق بالمطار الأمريكي ؛ لأن حربا نشبت في بلده واختفت عن شاشات الكمبيوتر في المطار قبل وصوله , فبقي عالقا في المطار في منطقة إنتظار المسافرين لأكثر من أشهر.
صحيح ان القصة كانت حقيقية لرجل ايراني عاش بالمطار لأكثر من عشر سنوات لأنه لا يملك تأشيرة دخول للبلد.
ولكن قصة الفيلم تتمحور حول فكرة سا ذجة وهي سفره لنيويورك ليكمل حملة تواقيع لاشهر عازفي الجاز الذين لم يتسنى لوالده ان يحتفظ بتواقيعهم , فكان لابد ان يسافر لنيويورك من اجل هذا الغرض ثم يعود مرة اخرى لبلاده.
غريب
هل سبق لك أن ذهبت لمكان بعيد
لكي ترى مثلا كأس العالم !
قصة طريفة ومضحكة ولكنها تظهر لك تأثير عصر الجاز في ذلك الزمن المندفع في عشرينات القرن المنصرم الهادرة بكل ما هو غريب وعجيب .
فمعروف ان امريكا هي الوحيدة التي خرجت من الحرب بدون ديون وبدون تعويضات ؛ فكانت الدولة المنتعشة الوحيدة اقتصاديا و رفاهية و تغييرا اجتماعيا منفلتا عن تقاليد الأسرة .
بدأت السيارات كمنتج ثوري جديد تظهر في الشوارع وبدأ التفاخر بالمال المنهوب من تجارة الكحول المهربة, وبدا ان تهريب الكحول التي كانت ممنوعة في ذلك الزمان , كتجارة مربحة لذوي المليارات مثل غاتسبي وغيره .
كان عصراً ذهبياً براقاً متخماً بالرفاهية، والتبذير، والرخاء، وما رافق ذلك من السعي وراء المتع الحسية 0صار هناك سيارات و وهواتف ومذياع ودور سينما والعاب نارية وووو وضروب التسلية كلها صارت متوفرة
وهكذا تدهورت الأخلاق وبدأ الشواذ يطلون برؤوسهم على استحياء , و بدأت أنماط سلوكية غريبة من انتشار رقصات الشارلستون * * و موسيقى الهيب هوب و موسيقى الجاز والبلوز
وليس انتهاء بالتعري الفاضح .
بدأت النساء هناك تتمظهر بالرقي والاتسام بصفات خارجة عن الآداب المتعارف عنها لدرجة أن ديزي اعتبرت فتاة فلابر* وهي صفة تلازم الفتيات المراهقات اللواتي لا يلتزمن بأي عرف ويرقصن بجنون يخالف مظهر النساء المتزمت في ذلك العصر .
وهكذا نجد أن زيلدا زوجة الكاتب سكوت التي ابتكرت اول نمط واسلوب للعائلات الارستقراطية المنفتحة , فقد كانت ترتدي ثوب سباحة ضيق بلون الجلد لإثارة الجدل, فاصبحت محور للنميمة في بلدتها ولم تكن تهتم لأن والدها كان قاضي , وهؤلاء بناتهن لا يمسهن سوء السمعة كما تمس بنات الفقراء من سمعة قد تطيح بحظها كله.
فقط سوء السمعة يصيب بنات الفقراء اما بنات الأثرياء فينجون كالعادة.
ولكي تعرف تلك الموجة من التغيير التي اصابت العالم ليس عليك سوى قراءة مذكرات الأديبة الفرنسية سيمون دي بوفوار، التي أطلق عليها أعدائها السياسيون السارترية الكبيرة , لأنها كانت تعيش مع سارتر بدون زواج , و هذا كان ايضا سلوكا مستهجنا في ذلك الزمن بل من الكوارث الاخلاقية ؛ مثله مثل شرب الخمر الذي كان غير مسموح ببيعه أو الإتجار به و يعتبر جريمة مع ظهور موجة التعري الفاضحة من ارتداء المايوهات والرقص المجنون على وقع موسيقى الجاز والبلوز و الهيب هوب.
ورغم اعتراض بعض كبار السن على الابتذال الحاصل لكن لم يشفع الاعتراض في تقليص تلك الفجوة بين الجيل المحافظ والجيل المنفلت .
كان اشبه بالحرب الأهلية الثقافية بين جيلين كما يقولون .
وهو باختصار بالنسبة للنسوية التي انتشرت , اشبه بالكورسيه التي كانت تلبسه نساء القرن السابع والثامن
و المايوه العاري في القرن العشرين . فتخيل المقارنة فقط
كان المظهر لفتيات الفلابر يتموضع بشابة ذات شعر متعرج وتنورة قصيرة و كانت تشرب و تدخن وترقص .
ولكي تعرف أكثر , فلو اتيح لكم قراءة مذكرات سيمون دي بوفوار ,فسوف تخبركم عن أحوال اوروبا التي زارتها والفرق بينها وبين امريكا
وستتعرف حتما , كيف نشأت موسيقى الجاز في الأنفاق تحت الأرض في بداياتها في اوروبا
اي في فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى 1918
و ذلك لأنها لم تكن مألوفة للبعض.
والأنفاق التحتية كما نعرف قد تخفي اصواتها الزاعقة الناعقة الماحقة لكل ما هو رتيب وهادىء على الارجح .
وبقي ذلك الحال مقتصرا تحت الأرض حتى انتشروا وأصبح لهم زبائن عاشقين و اماكن مخصصة لحفلاتهم , ولكن بقي الازعاج ملازما لهذا النوع من الموسيقى؛ على عكس الفن الاوبرالي الراقي الذي يجعلك تذهب للجنة في زيارة خاطفة وتعود منها بشحنة قوية لتحمل الحياة والذي بدوره يعتبر اكبر إنجاز بشري؛
لذلك كان الإنتحار سمة ذلك العصر ايضا .
فــ عصر الجاز ( Jazz Age)‏ يجعلك تشعر بصخب الحياة التي تعيشها وأن عليك ان تتحملها حتى الموت ازعاجا
الموت إزعاجا!
نعم , فالموت واحد ؛ وأحد أهم أسبابه
الموت عبثا ,الموت غيضا , الموت حسدا , الموت فقرا
الموت بسبب عدم حدوث الموت !
الموت الرحيم
وبخصوص كل أنواع الموت
فـــــــــ عادي أن تسمع عن احدهم أنه مات من الجوع
فــــــ هل سمعت عن الموت بالتخمة !
نعم , فكتب التاريخ تذكر أنه في منتصف القرن السابع وتحديدا ( 1771)
هناك من مات من الشره والتخمة ؛ مثل ملك السويد أدولف فريدريك الذي يتذكره تلاميذ المدارس السويدية بأنه
"الملك الذي أطعم نفسه حتى الموت".
فما هي الوجبة التي أودت بحياة هذا الكائن الشره !
لابد أنها ؛ سرطان البحر والكافيار، مخلل الملفوف، الرنجة المدخنة، والشمبانيا، مع 14 حصة من الحلوى المفضلة لديه: تدعى سيملا " عبارة عن كعك محشو باللبن والمرزبانية تقدم في وعاء مع الحليب الساخن، يدعى "hetvägg". ومع بضع كؤوس من الشراب ما أدى إلى وفاته من التخمة.
هل أكل الوعاء أيضا !
لم يخبرنا التاريخ قط عن ذلك ولكنه أخبرنا عـــ من مات ضحكا
فقد كان اغريقيا يدعى خريسيبوس و الذي - بعد نجاحه في تأليف مئات الكتب مات من أجل حمار كان يأكل تينا , فقرر أن يسقيه خمرا نعم قد يكون فودكا ويسكي جن تيكيلا
لنقل :اسقاه خمرا
وجلس اخونا يضحك ليرى تأثير الخمر بالحمار
وضحك و ضحك وضحك ضحكا هستيريا ( ما رأيك أن تعرب كلمة " ضحكا " من باب التثقيف و المتاح مجانيا )
فـــــ هل كان الفيلسوف ينتظر من الحمار أن يغسل التين قبل أكله !
حتى قيل أنه مات من الضحك وهو ينتظر ذلك من الحمار !
نعلم أن هناك من يموت من الحزن , نعم اغلبنا على الأرجح لا يعرف أنه ميت من حزن قديم اصابه .
(هل أنت حزين )
في روسيا يموتون من رقاقات الثلج
اقرأ روايات تشيخوف و دستوفسكي وسجون روسيا القيصرية تشهد بذلك
أما أن يموت أحد من الإزعاج!
فهو الموت في عصر الجاز
وفي عالمنا سيكون ارتفاع الكاز ومشتقاته
؛هو عصر الموت حرقا واشتعالا ونيران وثورات
نعم
و هكذا سنعلم أن الموت في عصرنا , سيكون موتا مختلفا ؛ مختلفا بسبب تباين الطبقات بين الناس؛ فالطبقية كانت وماتزال هي سر إشعال الثورات بين المجموعات البشرية المتباينة في الثروات.
بدأت الثورة في رواية " مزرعة الحيوان " عندما كانت مفاهيم مثل "المساواة " تنطبق على الجميع حتى حدث الإستثناء القاتل
و" لكن" !
اللفظة الإستدراكية المقيتة هي بداية الحراك وبداية كل تغيير قادم .
كانت البداية " ان كل الحيوانات متساوية " لتصبح فيما بعد " إن كل الحيوانات متساوية , ولكن و لكن ولكن و لكن بعض الحيوانات أكثر مساواة من البعض الآخر ".
هذا الإمتياز الإستثنائي هو سبب كل الظلم في الحياة ولذلك لا تلوموا الشعوب عندما تثور عليكم
أيها الجشعين المتطفلين الأوغاد !
فقد أكلتم الأخضر واليابس ولم تتركوا شروى نقير للفقراء
فكفى استهانة بالفقراء واحتياجاتهم !
و لتكن قلوبكم رقيقة على الفقراء المساكين الصامتين حتى الآن , فبدلا من مواجهة حشودهم الثائرة الآتية حتما بالغاز المسيل للدموع ؛هناك غاز رحيم يسمى غاز الضحك***
فعلى الأقل امنحوهم قليل من الضحك قبل أن يموتوا بالإختناق من افعالكم النجسة .
نعم ,
الكثير ,,, الكثير من الفقراء ؛ يكرهون الشتاء لأنهم ببساطة لا يجدون ثمن التدفئة , ثمن الكاز لشراءه , فيموتون من البرد و الحزن معا .
ليس موتا حقيقيا كما تتوقعون؛ بل موتا في المشاعر والأحاسيس ؛ وموتا في الضمير وموتا اضافيا في الأخلاق وموتا في الموت نفسه !
قد يصبحون بعد الموت الزومبي الرحيم, تجارا للمخدرات أو مجرمين للقتل السريع أو قد يحرقون انفسهم بالكاز ليحتجوا كما فعل يوما "البوعزيزي " فتثور تونس وجاراتها وكل المضطهدين في الارض ويشتعل الياسمين ثورة من بياض ؛ بياضا و جمالا وتمايلا ورقة وتفوح رائحة الثوار الجميلين من جديد .
فاحذروا !
الحذر كله
أيها الأوغاد السفلة من ثورة الفقراء !




الهوامش
ويكيبديا ) الموسوعة
* غاتسبي العظيم (فيلم 2013) The Great Gatsby
من بطولة ليوناردو دي كابريو بدور (غاي غاتسبي) وتوبي ماغواير بدور (نك كاراويه) وآخرين .
و هي رواية تحمل نفس الاسم للأديب الأمريكي فرنسيس سكوت فيتزجيرالد صدرت عام 1925
لم تلاقى الرواية اقبالا شعبيا إلا بعد موت كاتبها وخاصة أنها كانت من بين الروايات التي كانت توزع على الجنود اثناء الحرب لقراءتها من ضمن اعمال منظمة (مجلس الكتب في زمن الحرب)
الهدف من هذه المنظمة كان توزيع الكتب على الجنود الذين كانوا يحاربون خلال الحرب العالمية الثانية، وقد كانت غاتسبي العظيم إحدى هذه الروايات.
تم تصوير الرواية منذ صدورها حتى الآن خمس مرات حملت جميعها العنوان الأصلى للرواية.
في الفترة الخمسينات أصبحت الرواية جزء من المناهج المقررة للمدارس الثانوية في الولايات المتحدة. ويكي
معلومات الكتاب
المؤلف: فرنسيس سكوت فيتزجيرالد : ترجمة محمد مستجير مصطفى (أول اصدار مترجم).

** رقصات تشارلستون.
الشّارلستون رقصة زنجية الأصل تدين باسمها لمدينة تشارلستون بولاية كارولينا الجنوبية بالولايات المتحدة الأميركية حيث كانت نشأتها الأولى. راجت رواجاً كبيراً خلال العشرينات من القرن العشرين
؛ وهي رقصة "تتميز بخطوات ملتوية في أصابع القدم والكعب" و يمكن القيام به منفردًا أو مع أي عدد من الأشخاص.
في عام 1917 ، كتب عازف البيانو سبنسر ويليامز أغنية بعنوان "Shim-Me-Sha-Wabble" ألهمت رقصة الجاز المسماة Shimmy. تتم عملية الاهتزاز من خلال إبقاء الجسد ثابتًا "باستثناء الكتفين ، والتي تتناوب بسرعة ذهابًا وإيابًا".

*** غاز الضحك
مفعوله فوري ويشمل الشعور بالبهجة والتنميل في الجسم والضحك غير المتحكم فيه ولذلك يسمى غاز الضحك. يحس من يتعرض للغاز بشعور
الخفة والطفو وأحيانا ما يشبه الهلاوس ولكن ليس بشكل كامل أو واضح. بعض المستخدمين يشعرون بالقلق بل بنوبات الهلع. كل تأثيرات غاز الضحك مؤقتة وتزول خلال دقائق معدودة بعد التوقف عن استنشاقه.



#هاله_ابوليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افلام عن الشواذ والمثليين
- الكوشري العاطفي
- المثليّة ومجتمع الميم واولمبياد قطر 2022
- فيلم السّباحتان - و الملك رتشارد -واللّجوء لتحقيق الأحلام ال ...
- الاستثمار في هوليوود Hollywood؛ ملايين طنانة و رنانة
- هل للفقراء رائحة !
- فيلم (Nomadland) والسلحفاة التي تحمل بيتها على ظهرها وتسافر
- حصري (مكالمة السيسي مع يوسف الحسيني )
- إنتقام الآلهة و صخرة سيزيف
- مصباح ديوجين والحمار الذي يحمل اسفارا و -حتى أنت يا بروتس-
- كمائن السحر الأنثوي والمجوهرات المقلدة وأن كيدهن عظيم
- المكارثية و كوارث النساء وثائر على دراجة ( -سنكون مثل تشي-. ...
- فيلم كينغزمان: الاستخبارات السرية (2023)
- السَكِينَة و اسْتراحِة المُحاربْ
- عفوْ بأثرٍ رجعيٍّ والشذوذ الاجباري و في إنتظار غودو
- الديستوبيا و راسبوتين و البروغندا و البرجوازيين الجدد والقوى ...
- الحمار الوحشي والتوحش الإنساني والإمبراطوريات التي بنيّت على ...
- إن البقر تشابه علينا - : الأخلاق تحدد مكانة الرجل
- من سلسلة - أن البقر تشابه علينا - وحذار أن تأكل اللحوم خارج ...
- من سلسلة - أن البقر تشابه علينا - والبابارتزي والصحف الصفراء ...


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هاله ابوليل - عصر الجاز ( Jazz Age)‏ وعصر الكاز و ما بينهما