سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي
الحوار المتمدن-العدد: 7460 - 2022 / 12 / 12 - 22:38
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
واشنطن؛ غدٍ الثلاثاء موعودة بقمة "افريقية امريكية" يستمر إنعقادها حتى الخميس القادم، وسيشارك في هذه القمة عدد من زعماء دول القارة الافريقية إلا تلك الدول التي شهدت إضطرابات سياسية تم بموجبها تغير الأنظمة الحاكمة فيها مؤخراً، ودولة السودان من ضمن قائمة الدول المتغيبة عن هذه القمة القارية المهمة نسبةً للظروف السياسية التي مرت بها في الفترة الماضية، وعقب إنفجار تلك الأزمة تم تعليق عضوية السودان في الإتحاد الافريقي.
إن غاب السودان عن هذه القمة فإن قضاياه حاضرة في مقدمة أجندتها خاصةً في ظل المتغيرات السياسية الجارية حالياً داخل وخارج البلاد، ويأمل قادة افريقيا الإنضمام إلي مجموعة دولة العشرين لكنهم سوف يناقشون أولاً قضايا أساسية تتعلق بسبل التعاون بين الولايات المتحدة الأمريكية وافريقيا في المجالات الإقتصادية والسياسية والأمنية، ومسائل الإرهاب والهجر ومكافحة كورونا وتغير المناخ، والسودان دولة مهمة تمثّل الجناح الذي من غيره لا يمكن أبداً أن تطير القارة الافريقية إلي القمم العالمية، ونأمل أن تنتهي الأزمة السودانية من أجل معاودة التموضع علي الخارطة الدولية بشكل طبيعي.
بلادنا عاشت إضطرابات كبيرة جداً؛ لم يكن من المتوقع تجاوزها بسهولة نظراً لعمق هوة الأزمة مع تباعد المواقف بين الفرقاء، ونحن الآن مقبليين علي مرحلة شديدة الحساسية؛ سيتم إعادة تشكيل هذه البلاد، والمرحلة الثانية من الحوار ليست أقل صعوبةً مما سبقها، ولكن المهم أن نضع في عقولنا وضمائرنا ضرورة تنفيذ إتفاقية السلام بما فيها الترتيبات الأمنية ضمن أولويات بناء السودان الجديد، ويجب أيضاً فتح مسار العودة للنازحيين واللاجئيين إلي مناطقهم للمشاركة في عملية الإنتاج والتنمية، وبوابة العبور إلي كل ذلك تتمثل في إنجاح الحوار وإنتاج صيغة جديدة تمكن السودان من إستعادة نظام الحكم المدني الديمقراطي.
دولة السودان تمثّل مفتاح للنهضة الإقتصادية الافريقية بما تمتلكه من موارد طبيعية متعددة وضخمة جداً؛ خاصةً في مناطق الريف التي يمكن الإستثمار فيها "زراعياً وصناعياً"، ولم يتم إستخدام تلك المساحات الشاسعة والثروات المختلفة بسبب صراعات نخبوية تمخض عنها غياب الإستقرار في العديد من الولايات والأقاليم، ونحن نحتاج لمعالجة تلك المشكلات بشكل لا يعيد تكوير صور الأزمات من جديد، ونرى أن مفتاح الحل بأيدي السودانيين، وعلينا أن نفتح صندوق المستقبل دون كسره، يجب أن نستفيد من القمة الافريقية الامريكية حتى إن لم نكن حضوراً فيها، ويتطلب هذه الأمر معالجة الأزمات الحالية بأسرع ما يكون عبر حوار شامل يخاطب قضايا السودان بمنطق وموضوعية ويمهد لبناء دولة الديمقراطية والسلام والمواطنة المتساوية.
12 ديسمبر - 2022م
#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟