أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالناصر صالح - في البَدْء كان الحجَر














المزيد.....

في البَدْء كان الحجَر


عبدالناصر صالح

الحوار المتمدن-العدد: 7459 - 2022 / 12 / 11 - 17:48
المحور: الادب والفن
    


شعر : عبد الناصر صالح
ـ 1 ـ
في شَهْرِ كانونٍ يجيءُ لنا الخَبَرْ
ألْجوُّ مَشْحونٌ يُبَشّرُ بالمَطَرْ
مَطَرٌ على الطُّرقاتِ
يَجْرِفُ ما تبقّى من خَطَرْ
مَطَرٌ
ويَحْتدِمُ الشَّرَرْ:
طِفْلٌ يُعبّئُ بالحجارةِ صَدْرَهُ
وصَبيّةٌ تُرْخي ضَفَيرتَها
لتَهْتفَ باسْمِ عاشِقِها القَمَرْ.
حَجَرٌ
ويَنْهارُ التَّتَرْ..
حَجَرٌ
وتختَلطُ الأُمور على موائِدِهمْ
وتَهْتَزُّ الفِكَرْ.
حَجَرٌ
وتُرْفَعُ رايَةٌ
حَجَرٌ
وتَعْلو هامَةٌ
حَجَرٌ
وتَسْقُطُ هَيْبَةُ الغازينَ في وَحْلِ الحُفَرْ.
حَجَرٌ على لَهَبِ الرَّصاصِ قد انْتَصَرْ
دَمُنا على الموْتِ انْتَصَرْ
دَمُنا تَجلّى وانْتَصَرْ.
ـ 2 ـ
هيَ فِكْرةٌ قَبْلَ الدُّخولِ إلى الحَجَرْ
هيَ خطوةٌ تأْتي ويَتْبَعُها الحَجَرْ
هل كانَ في البَدْءِ الحَجَرْ ؟
هل كانَ في البَدْءِ المُخَيَّمُ ؟
ـ كانَ في البَدْءِ الصَّفيحُ
يُسجّلُ التّاريخَ في أَحْلى صُوَرْ:
.. وَطَنٌ تَجَسَّدَ في مُخَيَّمْ
وَطَنٌ مُلَثَّمْ
وَطَنٌ يُشَرّعُ صَدْرَهُ العاري ليحتضنَ الزَّمَنْ
وَطَنٌ تَلاحَمَ في الوَطَنْ.
ـ 3 ـ
صَوْبَ الجُنودِ المُنْهكينَ وحِقْدِهِمْ
طِفْلٌ تَمَتْرَسْ.
رَفَعَ الحواجزَ في الطّريقِ وأَشْعَلَ النّيرانَ
أطْلَقَ ما تَبَقّى في يَديْهِ من الحِجارةِ
واخْتَفى
بينَ الزّحامِ وهالَةِ الجَيْشِ المكَرَّسْ.
طِفْلٌ تَمَرَّدَ واحْتَفى
بحجارةِ الوَطَنِ المُقَدَّسْ.
ـ 4 ـ
في البَدْءِ قَدْ كانَ الحَجَرْ
بَيْتاً، إلهاً للعبادَهْ.
واليومُ قَدْ صارَ الحَجَرْ
رَمْزاً لتحقيقِ السِّيادَهْ.
ـ 5 ـ
طَيْرٌ أبابيلٌ تحلّق في الغَمامْ
وحجارةُ السِّجّيلِ تَسْقُطُ كالسِّهامْ
حَجَرٌ سَيَبْني دَوْلَةً
ويُزيلُ أَنْقاضَ الخِيامْ
حَجَرٌ سَيَنْقُلُ أُمَّةً
للِنُّورِ
بَعْدَ وُلوجِها عَصْرَ الظَّلامْ.
ـ 6 ـ
في شَهْرِ كانونٍ يجيءُ لنا الخَبَرْ
ألْجوُّ مَشْحونٌ يُبَشِّرُ بالمَطَرْ
مَطَرٌ على الطُّرقاتِ
يَكْنِسُ ما تَبَقّى من ضَجَرْ.
مَطَرٌ
مَطَرْ.
شَعْبٌ أرادَ العَيْشَ حُرّاً
فاسْتَجابَ لَهُ القَدَرْ.
حَجَرٌ
حَجَرْ.
وتَميدُ تحتَ الغاصِبينَ الأَرْضُ
تَنْتَفضُ المدائنُ والقُرى
واللَّوزُ والزَّيْتونُ
والنَّخْلُ المُعَبَّأُ بالثَّمَرْ
......
في البَدْءِ قَدْ كانَ الحَجَرْ
عاشَ الحَجَرْ
عاشَ الحَجَرْ
عاشَ الحَجَرْ.
معتقل "أنصار 3 / النقب"
١٩٨٨م



#عبدالناصر_صالح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفارقة-قصيدة
- قسم-قصيدة
- شبيهي-قصيدة
- مشاهدة-قصيدة
- شموخ-قصيدة
- صباحُ الخيرِ يا غَزّة
- وطن
- شاهد في سنّة التوحيد-قصيدة
- غفلة
- لا شَيءَ يُنْسيني لأنسى
- بطاقة حب ‘لى الأسرى
- بيانُكَ وازنٌ لا لبسَ فيه
- يَغْتَرفونَ من دمِنا مِدادَ كؤوسِهِمْ ..
- بيانُكَ ساطِعٌ لا لبسَ فيه
- وطن-قصيدة
- ما كُـنْـتَهُ سَنَكونُهُ يَوْماً
- بِيتا-قصيدة
- شاهدٌ في سُنّة التوحيد-قصيدة
- آخر الشعراء-قصيدة
- مأفون-قصيدة


المزيد.....




- في يومها العالمي: اللغة العربية بين التطوير وخطر التراجع
- -الست-.. فيلم يقترب من أم كلثوم ويتردد في فهمها
- 5-نصوص هايكو :بقلم الشاعر محمد عقدة.دمنهور.مصر.
- الشاعر تامر أنور ضيف منصة نادى ادب قصرثقافة دمنهور ومناقشة آ ...
- بعد التوبة.. حاكم ولاية تينيسي يصدر عفوًا عن نجم موسيقى الري ...
- أفغانستان تودع ثالث سينما تاريخية بعد إزالتها من قبل طالبان. ...
- الممثلة الأممية: عدم الثقة بين مجلسي النواب والأعلى للدولة ي ...
- نقطةُ ضوءٍ من التماعات بدر شاكر السيَّاب
- ماذا قال تركي آل الشيخ عن فيلم -الست-؟
- مدينة مالمو تستضيف الفنان السوداني محمد برجاس كـَ ”فنان مُحت ...


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالناصر صالح - في البَدْء كان الحجَر