أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي الاخرس - مونديال الانجاز الحلم الإعجاز














المزيد.....

مونديال الانجاز الحلم الإعجاز


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 7459 - 2022 / 12 / 11 - 14:55
المحور: المجتمع المدني
    


كان يومًا حلمًا أو أمنية أن تنظم دولة عربية مونديال العالم بكرة القدم كونه من أكبر المظاهر الكروية على مستوى البسيطة، وكان يعتبر حلمًا بعيد المال، حتى عندما فازت قطر بالفوز بتنظيم كأس العالم كان الجميع والأمة العربية تنتظر ماذا ستقدم قطر في هذه التظاهرة الدولية ذات المتطلبات الكبيرة والعظيمة، وأصبح العالم يشن حملاته ضد إسناد تنظيم المونديال لقطر كونها دولة عربية من ناحية، ودولة صغيرة من جهة أخرى، إلا أن مع موعد اطلاق صافرة البداية وضعت قطر العالم أمام مسؤوليات مستقبلية في انبهار التنظيم والإعداد من ملاعب وبنى تحتية رياضية وغير رياضية، ورغم حالات التشويش الغربية (الأوروبية) التي حاولت مع بدايات المونديال أن تشوش على التنظيم العربي - القطري وخاصة فيما يتعلق بالثقافة والأدبيات والأخلاقيات العربية، إلا أن قطر وضعت أسس الاحترام وأجبرت أوروبا والغرب على احترام العادات والتقاليد والثقافة العربية، ولم تتنازل أو تتهاون في هذا المجال مع الإبهار التنظيمي المميز لكل فعاليات كأس العالم، ومستوى الترتيب والتنظيم سواء على مستوى البنى التحتية أو التنظيم من حيث الاستقبال الجماهيري والاستقبال للمنتخبات المشاركة، وتوفير أجواء خاصة ومستوى حضور جماهيري مميز، أضف للمكون الأهم هو توحد العرب خلف قطر مع تنحية أي خلافات سياسية على الساحة، هذا التوحد الذي يعتبر حالة انبعاث جديدة لروح الأمة العربية في وقت الشدائد والفعاليات الكبرى، وتقدم الأمة العربية نفسها وبقوة على الخارطة الدولية والعالمية، وتؤكد للغرب أن الإنجاز ليس حكرًا على هذه الدول، وأن الإبهار ليس حصرًا لهم، بل مع توفر الإرادة والإمكانيات تقدم العروبة منجزات تتفوق على المنجز العالمي والغربي، فتحقق الإنجاز وانتصرت قطر والأمة في التحدي الأكبر على مستوى الحدث الأكبر، ليصاحب هذا الإنجاز حلمًا عربيًا خاصة راودته أصوات وأماني كل بيت أسرة عربية من محيطها إلى خليجها أن تقدم المنتخبات العربية مستويات تضاهي الحدث، وتضاهي الإنجاز المونديال العربي وفعلًا بدأ الحلم يراود النفس العربية، ويدغدغ المشاعر العربية، ويتحول إلى حقيقة على أرض الميدان الكروي، حيث بدأ بفوز المنتخب السعودي على أحد أبطال العالم(الأرجنتين) وأحد أفضل اللاعبين في العالم، ومن ثم تسير تونس على نفس المنوال وتفوز على بطل عالم آخر ألا وهو (فرنسا) وبطل أخر نسخه، ويطل المنتخب المغربي من الركن المشرق ليبدأ سلسلة الإنجازات، وإرهاصات الحلم بالفوز على المنتخبات الأوروبية بدءًا من بلجيكا ومن ثم كندا ومن ثم بدأ يتجه صوب تجاوز مرحلة الحلم والأمنيات ليبدأ مسيرة الإعجاز، ويوحد نبض العرب خلف شاشة صغيرة وخلف أقدام لاعبين حملوا الحلم للإعجاز ليحقق المغرب اعجازًا بالفوز على بطل عالم ثالث (أسبانيا) ليقفز قفزة في فضاء العالم ويثبت القدم العربية التي بدأت تبحر بعيدًا في أحلام اليقظة، ليعود من جديد أبطال المغرب لإسقاط بطل أوروبا (البرتغال) ويصطفوا بمصاف أكبر أربع دول عالمية في كرة القدم، ويواصل مسيرة الإعجاز في الدور نصف النهائي ليقابل بطل العالم (فرنسا) وكل الدعوات والأمنيات أن يكون المغرب أحد طرفي المباراة النهائية في أكبر تظاهرة رياضية.
لقد فعل المغرب الإعجاز عندما تحققت الإرادة وتحولت لإصرار وفعل في خلد اللاعبين وإداراتهم، وإيمانهم المطلق بأنهم يفعلوا الممكن لتحقيق المستحيل، في أجواء تضامنية وتفاعل في كل بيت وأسرة عربية وغير عربية في وطننا الممتد بعربه وأمازيغه وكل أثنياته المنتمية لثقافته. كما شكل المغرب حالة استثنائية في التأكيد على أن الأهداف التي يتم الإعداد لها جيدًا والتحضير لها جيدًا يمكن أن يحققها الشباب العربي والإدارة العربية بعيدًا عن أيقونة الإحباط والإستصغار التي لازمتنا على مدار قرون من الحياة البشرية.
إذن فاليوم مونديال العالم لم يعد ملحمة كروية تقف عند حدود الرياضة فقط بل أصبحت أيقونة عربية بمونديال عربي ابهرت قطر العالم بتقديمه بمستويات راقية ومتقدمة، كما ابهر الشباب العربي في مدرجات المشاهدين العالم بتقدمة وحضارته، وثقافته التي فرضت نفسها على كل مكونات التظاهرة، وبنفس السياق قدم الشباب العربي أنموذجًا مستقبليًا داخل ميدان الملعب ليؤكد للمستقبل أن المستحيل يمكن قهره، وأن المستحيل ليس مكونًا إلا بأذهان البائسين الطارئين على هذه الأمة الفاعلة والناجزة.



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا منظمة التحرير الفلسطينية؟
- قراءة في التطرف الصهيوني
- الانتخابات الصهيونية في الرؤية السياسية
- الأرض تحب من تحبها .... وعد بلفور المشؤوم (1)
- الإستشراف البحثي السياسي
- جبهة عريضة لمصالحة أكيدة
- خطاب بواقعية اللغة العالمية وقوة المواجهة
- خطاب الرئيس في الأمم المتحدة ما الجديد؟
- المقاومة الناعمة(ثورة الملح)
- روسيا والعقيدة القيصرية
- لماذا الضفة؟
- إيران في المنطوق السياسي الفلسطيني (الجزء الثاني)
- إيران والمنطوق السياسي الفلسطيني (الجزء الأول)
- خليل العواودة انتصر ونحن هزمنا
- العراق دروس وعبر
- صاروخ العباس
- وحدة الساحات ماذا بعد؟!
- جولة مرت وهدنة معتادة
- النفاق العالمي بين الشعبين الفلسطيني والأوكراني
- استراتيجية النزاع بين العدو الصهيوني والحق الفلسطيني


المزيد.....




- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- الإعدام لـ11 شخصا في العراق أدينوا -بجرائم إرهابية-
- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامي الاخرس - مونديال الانجاز الحلم الإعجاز