التلوث الناتج عن العمليات النفطية

باسم محمد حسين

الحوار المتمدن-العدد: 7439 - 2022 / 11 / 21 - 23:46
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

في بصرة الخير والعطاء يموت الناس من مختلف الاعمار وبالخصوص الأطفال منهم كي تتزايد ثروات الفاسدين والمفسدين. تتوالى الاحصائيات الخاصة بالأمراض الناتجة عن انبعاثات الغازات والمواد السامة الاخرى المصاحبة لعمليات استخراج النفط في مختلف مناطق البصرة وربما يمكننا التحديد جزئياً في منطقتي غرب القرنة والرميلة الشمالية بشكل أكثر من بقية المناطق مسببة أمراضاً مختلفة وأغلبها سرطانية، ففي حديث مع طبيبة في أحد مستشفيات البصرة قالت "أغلب حالات سرطان الأطفال الموجودة لدينا من مناطق غرب القرنة والرميلة الشمالية والشعيبة"، وهذه أماكن استخراج النفط التي يعتاش عليه العراقيين ويزداد الأغنياء بالسحت الحرام غنىً، حيث تتضخم أرصدتهم من هذا المال الموزع على جهات الصرف الرسمي (المفتَرَضة). والمثال الثاني لي صديق مقيم في مركز البصرة وبين فترة وأخرى يزور عائلته الكبيرة في منطقة الهوير، حدثني أكثر من مرة بأنه يلاحظ وجود نقاط سوداء على سيارته عندما يتواجد هناك (الهوير ناحية تقع بين قضائي القرنة والمدينة) وعند استفساره عن الموضوع قيل له انها من الغازات المصاحبة لعمليات استخراج النفط. ترى ماذا تفعل بالبشر إذن؟ مع سوء التغذية وتدني مستوى الخدمات الطبية المقدم للمواطن العراقي.
واضح جداً عدم اكتراث المنتظم الحكومي لهذا الأمر مطلقاً، والدليل بان مستشفيات البصرة تعاني بين فترةٍ واخرى من نقصٍ شديد في الأدوية المنقذة للحياة وأدوية معالجة السرطان وينتشر الموضوع على منصات التواصل الاجتماعي وتبدأ التبرعات من هنا وهناك لينتهي الامر بعد وفاة عدد من الفقراء الابرياء، وتعود الحالة مجدداً بعد فترة.
رابطة الأكاديميين العراقيين في المملكة المتحدة انتبهت للموضوع واصدرت مذكرة احتجاج للحكومة يوم 1/10/22 جاء فيها "في تحقيق بالغ الأهمية، كشفت الـ "بي بي سي" حجم التلوث من حقل تديره شركة "بريتش بتروليوم" البريطانية BP في البصرة وانه سبب الإصابات المتعددة بالسرطان وأمراض الرئة والجلد وغيرها من الأمراض الخطيرة التي تسببها المواد الكيمياوية المتسربة من آبار النفط. ولأسباب صحية، يحظر القانون العراقي حرق الغاز على مسافة اقل من ستة اميال (عشرة كم) من منازل الناس. لكن الغاز في حقل الزبير مشتعل بشكل مستمر تقريبا على بعد 1.6 ميل فقط من منازل بعض الأسر.
ووفقا للنتائج التي توصل اليها تحقيق "بي بي سي" توجد في هذه الحقول أعلى مستويات حرق غاز الشعلة في العالم ولا يتم الإعلان عنها. كما وصف الخبير المستقل للأمم المتحدة المعني بحقوق الانسان والبيئة ديفيد بويد هذه المجتمعات السكانية بـ "مناطق التضحية الحديثة" وهي مناطق تعطى فيها الأولوية للربح والمصالح الخاصة على حساب البيئة وصحة الانسان وحقوقه".
يا لها من مأساة، الجهات الأجنبية تهتم بنا وحكوماتنا المتعاقبة لا يهمها سوى (الربح الحلال).
طالبت هذه الرابطة بما في أدناه عسى أن تجد من يهتم بالأمر
1. بتحقيق عاجل في هذه الجريمة (والاستهتار بأرواح المواطنين والأطفال من سكان البصرة) واعلان نتائجه.
2. تحميل وزارات الصحة والبيئة والنفط المسؤولية عن استمرار هذا التلوث البيئي الخطير واستهتار الشركات النفطية الأجنبية بأرواح المواطنين.
3. مطالبة شركة "بريتش بتروليوم" البريطانية BP، المسؤولة عن الانتاج في حقلي الرميلة والزبير، بإجراءات عاجلة لوقف التلوث وتأمين انتقال السكان القريبين من الحقلين إلى أماكن آمنة، وتعويض عائلات الضحايا والمصابين بأمراض السرطان.
وبدورنا نساند هذه المطالب ذات المساس المباشر بحياة العراقيين ونطلب من الحكومة الجديدة الاهتمام بهذا الأمر ومراعاة المعايير الدولية في ظروف اسكان العوائل القريبة من مواقع العمل، والعمل على معالجة هذه الغازات باستثمارها وعدم حرقها.
البصرة 25/10/2022

#باسم_محمد_حسين (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل