أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مهابادي - إيران .. تقدم انتفاضة الشعب ومشروعية البديل!















المزيد.....

إيران .. تقدم انتفاضة الشعب ومشروعية البديل!


عبدالرحمن مهابادي

الحوار المتمدن-العدد: 7439 - 2022 / 11 / 21 - 14:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المفضل أن نبدأ الحديث بجملة للكاتب الشهير إرنست همنغواي، وهي أيضا نهاية للحديث إذ قال: قوة الشعب هي المنتصرة دائما في النهاية!
***

في تقدم انتفاضة شعب أرض ما من أجل الإطاحة بالدكتاتورية الحاكمة فإن وحدة القوى هي المبدأ الأساسي، لكن وجود خطوطا حمراء وخارطة طريق لمسار الحركة ونهجٍ مناسبٍ في هذه الوحدة مهم جدا ، وهذا هو السبب في أن التيار الأصيل والمسؤول دائما ما يكون مؤثراً وتحت مجهر الآخرين.
هناك إجماعٌ دوليٌ الآن يقول بأن النظام الحاكم لإيران سوف يسقط قريبا على يد الشعب، وتفكر الحكومات والشركات في الانسحاب التدريجي من إيران، وقادة النظام عاجزون عن المواجهة مع الشعب، وقوى النظام الدكتاتوري الحاكم في وضعية منهارة، والأوضاع آخذة في التغير على نحو جعل مجموعة من الأشخاص والتيارات الذين ركزوا على وظائفهم وخبراتهم وحياتهم وهم على مفترق طرق المصير ينأون بأنفسهم عن النظام ووينضمون إلى صفوف الشعب، أما خارج إيران فلم تجد الحكومات وخاصة أصحاب سياسة المهادنة والإسترضاء التي غلب عليها اليأس طريقاً سوى دعم انتفاضة الشعب أيضا ذلك لأن انتفاضة الشعب الإيراني على الدكتاتورية الدينية دخلت الآن شهرها الثالث ومتواصلة دون انقطاع، وعلى ضوء ذلك تغيرت الكثير من المعادلات لصالح الشعب.
كذلك هناك حقيقتان أخريان يتفق عليهما الجميع، وهي أولا أن الانتفاضة الحالية هي جزء متجدد من الانتفاضات السابقة وليست منفصلة عن الماضي، وثانيا أن وضع المجتمع الإيراني لن يعود إلى الماضي أبدا، وبالإضافة إلى هذا وذاك فإن النقطة الأساسية هي أن العامل الحاسم في تحول الوضع يجب ألا يتم البحث عنه خارج حدود إيران بل في مدن وشوارع إيران.
تتوجه الآن أنظار طيف واسع من الناس والمحافل السياسية في العالم نحو مستقبل إيران، وبعضهم سعيد والآخر قلق، والبعض متفائل والآخر متشائم! هل سيتمكن الشعب الإيراني من الإطاحة بالدكتاتور أرضا وفتح باب للمستقبل؟ أم مثل الانتفاضات السابقة قمع وصمت وتدوم الدكتاتورية الدينية الحاكمة إلى الأبد ؟!
سؤال أهم
السؤال الأهم بعد التحول الكبير الذي بدأ في إيران الآن هو ما هي الحكومة التي ستحل محل النظام الحالي بعد رحيله؟ وبعبارة أخرى إن القضية المطروحة القائمة حاليا فيما يتعلق بإيران ليست بقاء نظام ولاية الفقيه واستمراره، بل بديله؟ أو لنكون أكثر وضوحا، الآن وبعد أن تم الإتحاد على إزالة هذا الدكتاتور، هل هناك إتحاد على "بديله"؟ وهذا سؤال يدُل على تقدم جدي للشعب بأمر تغيير النظام في إيران!
من الطبيعي أن تكون هناك اختلافات في وجهات النظر، لكن من المؤكد أن نتيجة هاذين الإتحادين ستقصر بشكل كبير من مقدار الوقت المطلوب للوصول إلى الهدف، ومن الجدير والمتوقع من القوى الأصيلة في المجتمع أيضا أن يكون لديهم وحدة في وجهة النظر حول كلا الجانبين من هذا التطور ذلك لأنها ستحقن دماء الشعب وستقصّر كثيرا من عمر الدكتاتور.
من حق الشعب أن ينتفض ويطالب بحقوقه ولهذا أيضا فإن قوى الشعب تتنفس وتحيى، ولقد أعد الشعب الإيراني أساس الوحدة للقوى بدفعه ثمنا باهظا، ومع استمرار الإنتفاضة يدفع ثمن أساس هذه الوحدة يوميا، وبهذه الطريقة دخلت حتى أكثر طبقات المجتمع سلبية إلى الميدان وانحازت إلى الناس!
الماضي مصباح طريق المستقبل!
إن النظر إلى المسار الذي تم اتخاذه سيجعل من السهل السير في المسار المتبقي وبالتالي سيسرع الوصول إلى الهدف، وبعبارة أخرى، سيقصر هذا الموقف الوقت في الوصول إلى الهدف لصالح الشعب، ولقد وصل كل الإيرانيين بغض النظر عن إنتماءات الفرد أو التيارات التي ينتمون إليها إلى درجة من النضج والنمو السياسي والاجتماعي ليخطو في هذا الاتجاه.
تبدأ خدمة الشعب الإيراني من اللحظة التي يرتبط فيها كل فرد أو تيار شعبي بنبضه وأنفاسه وخطواته بمصالح الشعب متجنبا ضلال الطريق!
إجتياز الطريق!
وبغض النظر عن السجل الأسود للدكتاتورية الدينية الحاكمة وبرامجها وقوانينها وأفكارها المعادية للشعب، ودعونا لا نذهب إلى سنوات أبعد، فقد شهدنا في السنوات الأخيرة تصعيدات مهمة في انتفاضات الشعب الإيراني ضد هذه الديكتاتورية.
في انتفاضة الشعب عام 2017 قام الشعب من خلال ترديد شعار "إصلاحي، أصولي انتهى القصة" بإزالة أي بدائل صنيعة من داخل النظام الحاكم وألقى الشعب باللوم على علي خامنئي الذي تبنى سياسة الإنكماش وإزالة تيار"الإصلاح" الزائف، وفي نافذة عرضه لتمهيد الأرضية للمجيء إلى سدة الحكم بجلّاد كبير مثل" إبراهيم رئيسي"!
في انتفاضة الشعب عام 2019 دخلت الدكتاتورية الحاكمة المشهد بحيلة فريدة لتسقط الإنتفاضة أرضا بها وتسفك الدماء ألا وهي سيناريو "رضا شاه طابت روحك" وهوالسيناريو الذي تم إعداده وإقراره في أعلى جهاز أمني بالنظام وتم تنفيذه بواسطة عملاء وعناصر الديكتاتورية الحاكمة، ومس طرحهم العار وتم فضحه وتحييده بواسطة الشعب والمنتفضين الثوار.
الطريق غير المسلوك إلى المستقبل!
الانتفاضة الحالية والتي دخلنا بشهرها الثالث الآن متواصلة في جميع أنحاء إيران دون توقف، كما حُرِقت البدائل المصنوعة من خارج النظام الحاكم "تماما"، وبذلك يكون الشعب الإيراني اليوم قد دق أخر مسمار بتابوت الديكتاتورية السابقة بشعار "الموت للمستبد سواء كان شاهً أو الملالي" ووضع حد لأوهام وأحلام فلول الدكتاتورية السابقة.
وبنظرة إلى الوراء الآن نجد أن البديل الوحيد الممكن في مواجهة هذا النظام هو قوة من صلب الشعب وعدو لدود للدكتاتورية في إيران، ولقد جرب الشعب الإيراني وعانى من الأنظمة الدكتاتورية ودفع ثمنا باهظا للتخلص منها ولا زال يدفع.
الانتفاضة الحالية والبديل المستعد في الميدان!
وبغض النظر عن البدائل التي لا أساس لها داخل النظام والبدائل الصنيعة الزائفة خارج النظام لا يوجد الآن سوى بديل واحدا فقط حاضرا ومستعدا في الميدان، بديل نجح في اجتياز مختلف الاختبارات وعبر منتصرا وضمن المستقبل لنفسه، وبمعنى آخر فهو البديل الذي له جذوره في الماضي، البديل المتجذر بالتاريخ وعوده شامخا بالآفاق عريض الأوراق وقد طلت"ثمار" مستقبله ظاهرة من الآن!
تحول مهم!
في مثل هذا السياق عندما ينعقد تجمع الإيرانيين في برلين في 22 أكتوبر 2022 بحضور ما يقرب من مائة ألف شخص لا نجد هذا البديل سعيدا وفخورا فحسب بل نجده أيضا متوجا على منصة "الفوز" يزهو لامعا كجوهرة على تاج النصر ويختم ببطلان جميع البدائل المزورة، ويختم بواقع حقيقة المستقبل لديه.
البديل الديموقراطي الذي يتجه نحو مستقبل إيران بعلم واحد، وبالشعار المحوري "الموت للدكتاتور" من أجل دعم انتفاضة الشعب الإيراني وبرسم حدود نفي دكتاتوريتي الشاه والديكتاتورية الدينية كمرآة رؤية كاملة لخط سياسي واستراتيجية صحيحة يمكنها أن توجه إمكانات المجتمع نحو مستقبل خالٍ من دكتاتورية واستبداد الشاهنشاهية والملالي، وليصبح أملا ونموذجا ناجحا لتحقيق "الاستقلال والحرية" في إيران، و "الأمن والاستقرار" في المنطقة.
خصائص البديل الديمقراطي
لقد كُتِب أو قيل الكثير حتى الآن عن خصائص البديل في مواجهة نظام الدكتاتورية الدينية الحاكمة، وما هو أساس وجود ومستقبل بديل ديمقراطي مستقل؛ هو أن يكون لديك قاعدة اجتماعية وميدانية، وسوابق واضحة في الوقوف ضد الدكتاتورية، وشرط نجاحها أن يكون لها قوة تنظيمية وخبرة إدارية ودعم دولي، وهو ما يُنظر إليه فقط في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية باعتباره أقدم وأطول تحالف سياسي موجود بالميدان.
كلمة أخيرة!
السؤال المطروح بالتزامن مع إقتراب الإطاحة بالدكتاتورية الإيرانية، هو من سيحل محل هذا النظام الدكتاتوري؟ ، كانت الرجعية والاستعمار على مر التاريخ دائما ضد مصالح الشعب الإيراني ولا زالت، ولهذا السبب أنهم لم يعترفوا أبدا بحقوق الشعب، ولا سيما الأقليات القومية والدينية والسياسية، ولقد كانوا يسعون دائما لإبقاء الديكتاتورية بأشكال المركزية أو اللامركزية، وليس بالبدائل المصطنعة فقط يريدون منع الناس من الوصول إلى حكومة وطنية وشعبية وديمقراطية وإبقاء الاستقلال والحرية بعيدا عن متناول ايدي الشعب، لكنهم يتمنون أيضا ويريدون حرمان الشعب من الإنجازات ويجعلون نتائج انتفاضاتهم محبطة أو مخيبة للآمال أو مرعبة.
وأمانيهم غير المشروعة هذه وتلك سيلقيها الشعب الإيراني في مزبلة التاريخ في ظل ضياء البديل الديمقراطي المستقل.



#عبدالرحمن_مهابادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قيادة الانتفاضة الشعبية الإيرانية بيد من؟
- مصير الدكتاتور أمر سيتحدد في طهران!
- ما الذي يجب فعله لإسقاط الديكتاتورية في إيران؟
- ثورة الشعب الإيراني ثورة لإسقاط الدكتاتور!
- إيران تُحيِيِ مصيرها الجديد!
- نظرة على هجوم النظام الملالي على كردستان
- الثورة في إيران وغضب الشعب ضد الدكتاتور!
- رسالة جينا أميني هي الوحدة ضد الديكتاتورية الحاكمة لإيران!
- الرمز الذي فك اللغز !
- بداية العام الدراسي في إيران تحت وطأة حكم نظام ولاية الفقيه!
- إيران .. العار واللعنة على نظام ولاية الفقيه!
- نظرة دقيقة على مسألة إيران اليوم! 3-3
- نظرة دقيقة على مسألة إيران اليوم! 2-3
- نظرة دقيقة على مسألة إيران اليوم! 1-3
- مفتاح النجاح في تركيز المواجهة على العدو الرئيسي!
- واجب المجتمع الدولي تجاه إيران!
- النظام الإيراني .. ودبلوماسية الرهائن!
- إيران .. الرسائل وآفاق التطورات الأخيرة!
- مستجدات أغضبت الديكتاتور في إيران!
- نظرة عامة على المشهد السياسي والاجتماعي في إيران اليوم (3-3)


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالرحمن مهابادي - إيران .. تقدم انتفاضة الشعب ومشروعية البديل!