ألوان مائية

منوّر نصري

الحوار المتمدن-العدد: 7432 - 2022 / 11 / 14 - 18:29
المحور: الادب والفن
    

يبللني وجهك مثل هذا المطر
أراك وأنصت للقطرات
وهذا المساء الحزين الجميل يحرك صمتي
أقول لنفسي وفي القلب بؤس وحزن
وأمطار وجهك تسعدني وتبلل عمري
وهذا المساء الحزين يسرب همسا شجيا
"هناك مبالغة في المشاعر
كيف أكون حزينا وأنت هنا
يتربع وجهك في خاطري
وأنا أتأمله
وألاعب شعرك
هذا الذي يتطاير عند مرور النسيم".
أكون جحودا إذا قلت أن المساء حزين
وصورتك في خيالي جماد
وأنك غائبة مثل لحن قديم أبى أن يعود
ومثل عصافير كنت أراها كثيرا
ولكنها هاجرت مذ رأتني كبرت
وزادت شجوني
وما عاد يسعدها أن تراني كما لا تود
فقدت الطفولة والأمنيات
وما عاد بين الضلوع سوى شجن هائم
وبقايا نشيد ترعرع في خاطري
أنت مصدره
ومحطة كل التصاوير في مهجتي
أنت كل الحقول التي تتراءى لذاكرتي…
رأيتك لا أدري في النور أم كان حلما
وكنت صغيره وكنت كما أنت دوما جميله
كانت لديك ضفائر
وكنت تسيرين مثل غزاله
وكنت أراقبك بعيون المحب كأنك مني
كنت حقا ربيع حياتي ومعنى وجودي
بدونك ينعدم الكون
لا شيء فيه يحق له أن يكون
بدون ابتسامتك والجمال الذي تحدثين وأنت معي
هل نسيت الجمال الذي حولنا؟
هل نسيت التفاصيل والأغنيات التي بيننا؟
هل نسيت الليالي التي جمعتنا ولون المدينة ليلا؟…
كنت أحلم أني أراك وأنت صغيره
تنطين في ذلك الدرب مثل غزاله
ضفائرك تصنع الحلم في خاطري
والطريق أمامك رسم بديع
أحب الرسوم التي تصنعين
وأعشق ألوانك في الطريق الذي تسلكين
وأنسى المدينة والوجع المتنامي
أسافر نحو ابتسامتك
انظري حولك سترين بأني بجانبك قابع
أنت حلمي وأنت نشيدي وأنت الأماني
دعيني أراك وأنت تسيرين في ذلك الدرب كالحلم في نظري
هل فقدت ابتسامتك؟
أنت حلمي وأنت نشيدي
بدونك لا حلم لي لا نشيد ولا أغنيات
بدونك دنياي مظلمة
أنت نوري وألوان عمري
وأنت التصاوير، أرسمها في الطريق إليك
وأحلم أن غدا هو أمسي معك.
مرضت كثيرا
وصورتك في خيالي تجيء وتبعد
أنا لا شفاء لقلبي وأنت بعيده
إذا جئت سوف أقوم وأجرى إليك
وإن لم تجيئي فسوف أظل وحيدا حزينا
يلازمني الحزن أنى ذهبت
تمر النهارات لا شيء فيها جديد
وصورتك في خيالي هي ألمرتجى والأماني
وأنت ملاذي وعصفورتي وعذابي الأخير
وأنت سعادة عمري وأنت الشجن
امنحيني تصاويرك كلها في خيالي
سأوهم نفسي بأنك حاضرة
وبأني سأرسمك
سوف تبدين را ئعة وأنا أتأملك مثل غيمه
سإرسمك مثل باقة زهر
سأرسمك مثل نسمة صيف
سأرسمك مثل تغريد طير يحط على شجرة
فكوني رسومي وألواني المبتعاة
وفرشاة أفراحي القادمه
لتزهر أيامنا من جديد
ويخضر لون المدينه

#منوّر_نصري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات