أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - القرآن محاولة لقراءة مغايرة 123














المزيد.....

القرآن محاولة لقراءة مغايرة 123


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 7427 - 2022 / 11 / 9 - 15:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وَإِذ أَخَذَ اللهُ ميثاقَ الَّذينَ أوتُوا الكِتابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنّاسِ وَلا تَكتُمونَهُ فَنَبَذوهُ وَراءَ ظُهورِهِم وَاشتَرَوا بِهِ ثَمَنًا قَليلًا فَبِئسَ ما يَشتَرونَ (178)
من الطبيعي أن المؤمنين بالقرآن وحيا إلهيا لا يملكون إلا أن يصدقوا بكل ما ينبئهم به القرآن، كتاب الله بالنسبة لهم. ولكن مع عدم ثبوت إلهية القرآن للكثير من الناس، أو ثبوت عدم إلهيته لكثيرين آخرين، فليس لهؤلاء من سبيل لمعرفة مدى حقيقة ما يرويه القرآن من أحداث سابقة أو قادمة، خاصة فيما هو الأمر مع الحياة الأخرى. مع افتراض وجود ثمة ميثاق أخذه الله من ثمة قوم، والمعنيون هنا هم أهل الكتاب، فبلا شك لا يقصد به حسب القرآن التخاطب المباشر بين الله وأهل الكتاب، فالخطاب المباشر أو عبر الوحي يتم حسب عقيدة الإسلام مع الأنبياء المرسلين حصرا. وهنا يثار أكثر من إشكال، الأول هو من الذي يثبت لنا أن هؤلاء هم حقا أنبياء ورسل الله؟ ومع فرض ذلك، فمن أين نعلم أن ما يرويه القرآن بأن الله أخذ ميثاقا من اليهود والنصارى عبر موسى وعيسى، فقطعوا على أنفسهم العهد بالالتزام بميثاق الله؟ فأهل الكتاب الذين عاصروا نبي الإسلام لم يعلموا من خلال كتبهم التي بين أيديهم، ولا من خلال أحبارهم ورهبانهم أن الله قد أخذ الميثاق من أجدادهم. ثم كيف يمكن أن يقطع جيل ما عهدا على نفسه يلزم به الأجيال التي ستولد من صلبه من بعده عبر كل الأزمنة؟ القرآن يقصد بالميثاق هو أن يصدقوا بنبي الإسلام ويتبعوه عندما يظهر ويعلن دعوته. وهذا ما يدعيه القرآن وحده، ولا أساس له في التوراة والإنجيل، إلا اللهم في ثمة توراة وإنجيل حقيقيين غير محرفين، هما غير التوراة والإنجيل اللذين كانا بين يدي اليهود والمسيحيين، والذي يقول الإسلام أنهما غير اللذين أوحى بهما الله إلى رسوليه موسى وعيسى. ولم يظهر نبي الإسلام لهم ذينك الكتابين الأصليين غير المحرفين، حتى يتحققوا من صحة دعواه. فهل من المعقول أنهم يكونون مستحقين للعقاب، لأنهم لم يصدقوا بدعوى لم يظهر لهم صاحبها الأدلة المقنعة لهم؟ لماذا اختص الله القرآن بخاصية الحفظ من التحريف بقول: «إِنّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنّا لَهُ لَحافِظونَ»، ولم يجعل ذلك للتوراة والإنجيل، ليكون الكتاب السابق حجة للكتاب اللاحق، والكتاب اللاحق مصدقا للسابق؟ الجواب المشهور الذي يصدر عن المدافعين عن القرآن والإسلام، إن الحكمة الإلهية تستوجب حفظ الكتاب الذي سيكون ساري المفعول من يوم نزوله إلى يوم القيامة، ولا يجب أن يشمل ذلك الكتب السابقة التي انتهى مفعولها بنزول الكتاب والدين الخاتمين والناسخين لما قبلهما. وهذا تبرير واهٍ جدا، إنما يحاول أصحابه إقناع أنفسهم به، ولا عتاب عليهم، إذ حشيت عقولهم، كما حشيت عقول غيرهم من بديهيات مدعاة وموروثة. تبقى الحجة غائبة على اليهود والمسيحيين بترك دينيهما واعتناق الدين الجديد، ومن لم تقم الحجة عليه، لا عقاب عليه.
لا تَحسَبَنَّ الَّذينَ يَفرَحونَ بِما أَتَوا وَّيُحِبّونَ أَن يُحمَدوا بِما لَم يَفعَلوا فَلا تَحسَبَنَّهُم بِمَفازَةٍ مِّنَ العَذابِ وَلَهُم عَذابٌ أَليمٌ (188)
بقطع النظر عن أسباب النزول المفترضة، أو أسباب التأليف أو الاستنزال، ومن المقصود بهذه الخصال، فهي خصال مذمومة، سواء اتصف بها اليهود أو النصارى أو المسلمون أو غيرهم. فالإنسان من طبيعته أن يفرح عندما ينجز أمرا مهما، ولحد هنا لا يعتبر هذا الفرح مثلبة، لكن الفرح الذي يقصده القرآن، هو ما يكون على نحو التفاخر والتباهي وعلى نحو تضخم الذات، سواء الفردية أو الجماعية. لكن كون هؤلاء أيضا «يُحِبّونَ أَن يُحمَدوا بِما لَم يَفعَلوا»، فهذا ما نشاهده عند الكثير من الأقوام أو أتباع الأديان أو الحضارات، فنرى مثلا شعبا ما يفتخر بحضارة إنسانية شامخة بناها أسلافه قبل آلاف السنين، ولم يكن له أي دور فيها. وعلى صعيد الأديان، فكثيرا ما يفتخر أتباع دين، بما في ذلك الكثير من المسلمين بأمجاد الماضين، رغم أنهم في حاضرهم لم يحققوا أي مجد، يستحق أن يفتخر به، ورغم أن بعض الأمجاد عندهم، تعتبر مثالب وسيئات، كبطولات الانتصار على شعوب أخرى وإدخالهم عنوة في دينهم، فمثل هذا السلوك يعد وفق قيم العصر من الجرائم التي اعتذرت الشعوب الراقية عن ارتكاب أسلافها لها. لكن مؤلف القرآن يعني بهذه الخصال الذميمة فقط أولئك الأقوام التي لم تتبعه في دينه، فهؤلاء عنده لا بد من استحقاقهم للعذاب الأخروي الأبدي، فهو يقول عنهم: «فَلا تَحسَبَنَّهُم بِمَفازَةٍ [أي بخلاص] مِّنَ العَذابِ وَلَهُم عَذابٌ أَليمٌ».
وَللهِ مُلكُ السَّماواتِ وَالأَرضِ وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ (189)
بلا شك إن خالق شيء ما هو مالكه. فالفنان المبدع والمفكر المبدع والعالم المبدع، كل منهم مالك ما أنتجه إبداعه، إن كانت تلك الملكية مادية أو معنوية، أو كلاهما. ولذا فالذي أبدع الكون من العدم، هو مالكه، والذي كان قادرا على هذا الخلق والإبداع والإتقان قادر على كل شيء، إذا سلمنا بما نؤمن به من خالق، وبكونه العلة الأولى للوجود التي لا علة لها، لكونها ضرورية الكؤون، مع إن الذي لا يؤمن بهذه الحقيقة غير ملوم، لعدم قدرته على الاقتناع بالأدلة العقلية لذلك.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 122
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة الحلقة الحادية والعشرين بعد المئ ...
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 120
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 119
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 118
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 117
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 116
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 115
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 114
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 113
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 121
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 111
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 110
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 109
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 108
- مناقشة لمناقشة قارئ مسلم عقلاني 2/2
- مناقشة لمناقشة قارئ مسلم عقلاني 1/2
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 107
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 106
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 105


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع اسرائيلي حيوي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - القرآن محاولة لقراءة مغايرة 123