أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - القرآن محاولة لقراءة مغايرة 114














المزيد.....

القرآن محاولة لقراءة مغايرة 114


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 7404 - 2022 / 10 / 17 - 13:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وَما كانَ لِنَفسٍ أَن تَموتَ إِلّا بِإِذنِ الله كِتابًا مُّؤَجَّلًا وَّمَن يُّرِد ثَوابَ الدُّنيا نُؤتِهِ مِنها وَمَن يُّرِد ثَوابَ الآخِرَةِ نُؤتِهِ مِنها وَسَنَجزِي الشّاكِرينَ (145)
أن يكون موعد موت أي إنسان معلوما عند الله مسبقا، فهذا أمر طبيعي، إذا ما آمنا به بوصفه واجب الوجود أو ضروري الكؤون، فعندها تكون صفاته مطلقة، بما في ذلك علمه. ولكن هل ثبوت أجل كل إنسان فيما أسمته الآية بالكتاب المؤجل، يعني إن الله لم يكن فقط عالما بموعد وكيفية موت كل إنسان، بل إن ذلك يمثل إرادته، وهذا ما تعبر عنه عبارة الكتاب المؤجل، إذا فهمنا الكتاب أن الله كتب ذلك على كل إنسان، أي قضى وقدر وأراد، أم هل تعني مفردة الكتاب هو السجل الذي سجل فيه كل شيء، وبلا شك عندها لا يكون للسجل وجود حقيقي، بل هو معنى مجازي يعني ما هو محفوط في علم الله من حوادث، جرت أو ستجري، لكنه لا يحدث بالضد من إرادته. وهذا الموضوع يجرنا إلى البحث الفلسفي ما إذا كان الإنسان مجبرا، أم مختارا، أم هو أمر بين أمرين. والآية تقسم الناس إلى قسمين بقول «مَن يُّرِد ثَوابَ الدُّنيا نُؤتِهِ مِنها وَمَن يُّرِد ثَوابَ الآخِرَةِ نُؤتِهِ مِنها»، مما جعل أكثر المفسرين وعلماء الكلام المسلمين يرون إن فاعل الخير الذي لا يفعله في سبيل الله، فهو يأخذ جزاءه في الدنيا، إن أراد مالا أو شهرة أو مديحا، فيعطى من أي مما أراده في عمله، ولا حصة له من ثواب الحياة الأخرى. وهذا يدل على سذاجة في فهم العدل الإلهي، ففاعلو الخير لا يجب أن يكونوا على نحوين اثنين لا ثالث لهما، إما أن يريدوا ثواب الدنيا وإما أن يريدوا ثواب الآخرة، بل هناك من يفعل الخير بسبب حبه لفعل الخير، ولما يتحلى به من نزعة إنسانية، ولا يجب بالضرورة أن يفعل ذلك من أجل مال أو شهرة أو مديح، حتى لو فرح بذلك إذا نال شيئا منه، ولكن دون أن يكون ذلك غايته من البداية في فعل الخير، فإن الله حسب لاهوت التنزيه إنما يثيب بإحسانه المحسنين سواء آمنوا به أو لم يكونوا مؤمنين.
وَكَأَيٍّ مِّن نَّبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبّيونَ كَثيرٌ فَما وَهَنوا لِما أَصابَهُم في سَبيلِ اللهِ وَما ضَعُفوا وَمَا استَكانوا وَاللهُ يُحِبُّ الصّابِرينَ (146)
وتعود هذه الآية بنا إلى (القتال في سبيل الله)، ويجعل موضوع القتال ملازما للأنبياء، ومن معهم من رِبِّيّين أو رِبّيئين، والرِبّيء على وزن فِعّيل هو الرباني شديد العلاقة وشديد الإيمان بربه، ونعلم إن وزن فِعّيل هو أعلى درجات المبالغة، وأمثال ذلك صِدّيق، شِرّيب، سِكّير، قِرّيء، وإلى غير ذلك. عجيبة صورة الله في القرآن، كم يحب القتال والدماء والموت لعباده، كما إن رب موسى كان يحب رائحة الشواء. نعم إن الذين يناضلون من أجل قضية حق، كنصرة المظلومين، أو مقاومة الظالمين، فعظيم شأن أولئك الذين يوصفون هنا «ما وَهَنوا لِما أَصابَهُم في سَبيلِ اللهِ [أي في سبيل قضية عادلة] وَما ضَعُفوا وَمَا استَكانوا»، وفعلا يستحقون عندها أن ينالوا حب الله وثوابه «وَاللهُ يُحِبُّ الصّابِرينَ»، حتى لو كانوا ملحدين، طالما كان نضالهم وتضحيتهم من أجل قضية عادلة، وليس القتال بسبب العقيدة ما يحبه الله للناس، كما تدعي الأديان.
وَما كانَ قَولَهُم إِلّا أَن قالوا رَبَّنَا اغفِر لَنا ذُنوبَنا وَإِسرافَنا في أَمرِنا وَثَبِّت أَقدامَنا وَانصُرنا عَلَى القَومِ الكافِرينَ (147)
ولسان حال هؤلاء الرِبّيّون المقاتلون مع الأنبياء أن يدعوا بهذا الدعاء، وكم كان الدعاء سيكون جميلا لو جعل «رَبَّنَا اغفِر لَنا ذُنوبَنا وَإِسرافَنا في أَمرِنا وَثَبِّت أَقدامَنا وَانصُرنا عَلَى القَومِ الظّالِمينَ» بدلا من «الكافِرينَ».
فَآتاهُمُ اللهُ ثَوابَ الدُّنيا وَحُسنَ ثَوابِ الآخِرَةِ وَاللهُ يُحِبُّ المُحسِنينَ (148)
نعم بكل تأكيد إن الله يحب المحسنين، لكن بدون أن يشرط إحسانهم بالإيمان به أو باعتناق دين دون غيره، كما يذهب إليه الإسلام وأغلب الأديان لاسيما الإبراهيمية.
يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِن تُطيعُوا الَّذينَ كَفَروا يَرُدّوكُم عَلى أَعقابِكُم فَتَنقَلِبوا خاسِرينَ (149) بَلِ اللهُ مَولاكُم وَهُوَ خَيرُ النّاصِرينَ (150)
«الَّذينَ كَفَروا» في القرآن لا تعني كما ثبت من خلال تفسير القرآن بالقرآن، أو التفسير الموضوعي، كما يسميه البعض، إلا غير المسلمين. وإذا سلمنا بوجود متعصبين وعدوانيين من غير المسلمين زمن ظهور الدعوة الإسلامية في شبه الجزيرة العربية، فلا يمكن أن يخلو الأمر من أن يكون منهم العقلاء والمسالمين، بل حتى المؤمنين بالله من غير المؤمنين بدين ما، أو حتى من المسيحيين واليهود أو حتى الوثنيين، ولعل من هؤلاء من بقي على علاقة ود مع بعض الذين اقتنعوا بالدين الجديد واعتنقوه، وبالتالي من الطبيعي أن تجري بين من بقيت بينهم صداقات رغم الاختلاف بالعقيدة حوارات، تطرح فيها الأسئلة حول الدين الجديد ومؤسسه، لأنه كدين جديد لا بد أن يكون حديث الساعة أينما حصل لقاء وجرى تبادل أطراف الحديث، ولا يبعد إن بعض المسلمين بدأوا يتأثرون بحجج غير المسلمين، ومن هنا جاءت هذه الآية لتحذر المسلمين من أن ينقادوا لهؤلاء ويتأثروا بهم ويقتنعوا بحججهم، مما يختزن خطر الارتداد عن الإسلام، لأن الارتداد إذا بدأ كحالات مفردة، وجرى التغاضي عنه، يمكن أن يتحول ذلك إلى ظاهرة، تتسع يوما بعد يوم، فتهدد الدين الجديد وتطلعات مؤسسه وأتباعه من الذين ترسخ إيمانهم، أو من أولئك الذين رأوا فيه وسيلة تكوين أمة عربية جديدة متماسكة بحكم التفافها على دين ورسول وكتاب وشريعة، وكانوا يتطلعون إلى تسيُّد هذه الأمة على الأمم الأخرى، والذي تضيع فرصته، إذا ما تفرقوا عن الدين الجديد.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 113
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 121
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 111
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 110
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 109
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 108
- مناقشة لمناقشة قارئ مسلم عقلاني 2/2
- مناقشة لمناقشة قارئ مسلم عقلاني 1/2
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 107
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 106
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 105
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 104
- لن ننهض إلا بعد القطيعة مع التاريخ
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 103
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 102
- الإسلام دين أم دين ودولة 2/2
- الإسلام دين أم دين ودولة 1/2
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 101
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 100
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 99


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - القرآن محاولة لقراءة مغايرة 114