أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - القرآن محاولة لقراءة مغايرة 106














المزيد.....

القرآن محاولة لقراءة مغايرة 106


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 7383 - 2022 / 9 / 26 - 14:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قُل يا أَهلَ الكِتابِ لِمَ تَكفُرونَ بِآياتِ اللهِ وَاللهُ شَهيدٌ عَلى ما تَعمَلونَ (98)
هنا استنكار على اليهود والمسيحيين بسبب عدم إيمانهم بالدين الجديد والتحول من دينهم إليه، إقرارا بأن محمدا رسول الله والقرآن كتاب الله والإسلام دين الله الناسخ لدينيه السابقين اليهودي والمسيحي. فالقرآن لا يعتبر عدم الإيمان إنه بسبب عدم الاقتناع، بل هو إصرار على الكفر، مع علم المصرين بأن الإسلام هو الحق. ولذلك سمى عدم الاقتناع بالإسلام كفرا، أي طمرا للحقيقة وإنكارا للحق عن علم وإصرار، ومن هنا كان مصير الكافرين بمحمد الخلود الأبدي في نار جهنم.
قُل يا أَهلَ الكِتابِ لِمَ تَصُدّونَ عَن سَبيلِ اللهِ مَن آمَنَ تَبغونَها عِوَجًا وَّأَنتُم شُهَداءُ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمّا تَعمَلونَ (99)
الصدّ أي المنع عن سبيل الله يعني بكل تأكيد الصد عن الإسلام. بلا شك إن الصد باستخدام العنف أو أي لون من ألوان الإكراه مرفوض ومدان. لكن بكل تأكيد أيضا إن مجرد نقد الإسلام والتشكيك بنبوة محمد ومحاولة زعزعة قناعة من صدقوا بها، عن طريق الحوار وإظهار مواطن الضعف في الرسالة الجديدة، حتى لو كان ممارسها مخطئا، أو متبعا لدين يشتمل هو الآخر على نقاط الضعف وأسباب التشكيك به، هو أمر يجب أن تكون حريته متاحة للجميع. أما أي من الفريقين يبغيها يا ترى عوجا أكثر من الفريق الآخر أو بنفس المستوى، فأمر يمكن أن يُختلَف فيه. لكن الإسلام، وهكذا كل دين لا يرى الحق إلا معه، لا يستطيع أن يتعايش مع الاختلاف ويقبله، وإن قبل التعايش اضطرارا في حال الضعف، أو إظهارا لدينه بالمظهر المقبول، فهو تعايش في الظاهر، مقترن برفض باطني.
يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِن تُطيعوا فَريقًا مِّنَ الَّذينَ أوتُوا الكِتابَ يَرُدّوكُم بَعدَ إيمانِكُم كافِرينَ (100) وَكَيفَ تَكفُرونَ وَأَنتُم تُتلى عَلَيكُم آياتُ اللهِ وَفيكُم رَسولُهُ وَمَن يَّعتَصِم بِاللهِ فَقَد هُدِيَ إِلى صِراطٍ مُّستَقيمٍ (101) يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَموتُنَّ إِلّا وَأَنتُم مُّسلِمونَ (102)
هذه الآيات الثلاث تؤكد هاجس وقلق صاحب الدعوة من احتمال تأثر المسلمين بتشكيكات بعض أتباع الديانتين الأخريين السابقتين، ومحاولات هؤلاء أن يردوا المسلمين بعد إيمانهم بالإسلام كافرين به، إما بعودتهم إلى ما كانوا عليه من دين، أو اعتناق دين آخر أقدر على إقناعهم، أو التحول إلى مؤمنين من غير دين، كما كان عليه الذين عرفوا بالحنفاء. وهنا يجري الاستنكار والاستغراب من إمكانية تأثر البعض بالتشكيكات المثارة ضد الإسلام، بسبب إن الرسول المفترض ما زال بينهم، وهو بنفسه يتلو عليهم ما يعتبره آيات وكلام الله. من هنا تحث الآية الأخيرة المسلمين أن يستشعروا بالتقوى، حق التقوى أي بأقصى درجاتها، وأن يستشعروا الخوف من سوء العاقبة ومن الله، ويحرصوا على ألا يغادروا هذه الحياة إلى ثمة حياة أخرى عند موتهم، إلا وهم على دين الإسلام، كي لا يكون مصيرهم كمصير الكفار في نار جهنم خالدين فيها أبدا.
وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللهِ جَميعًا وَّلا تَفَرَّقوا وَاذكُروا نِعمَةَ اللهِ عَلَيكُم إِذ كُنتُم أَعداءً فَأَلَّفَ بَينَ قُلوبِكُم فَأَصبَحتُم بِنِعمَتِهِ إِخوانًا وَّكُنتُم عَلى شَفا حُفرَةٍ مِّنَ النّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنها كَذالِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُم آياتِهِ لَعَلَّكُم تَهتَدونَ (103)
وبعد التحذير من الارتداد تأتي دعوة المسلمين إلى توحدهم، واعتصامهم بحبل الله، أي بدين الإسلام، وألا يتفرقوا، ويذكروا نعمة الله، أي نعمة الإسلام ومؤسسه، إذ جعل من المتعادين بالأمس إخوانا في الدين. ومع كل التحذيرات من الاختلاف، فقد اختلف المسلمون فيما بينهم بعد النبي، وكفر بعضهم بعضا، وأراق بعضهم دماء بعض، تماما كما فعل اليهود فيما بينهم والمسيحيون فيما بينهم، وسائر الأديان والآيديولوجيات الشمولية المدعية كل منها كما الأديان احتكار الحق والحقيقة.
وَلتَكُن مِّنكُم أُمَّةٌ يَّدعونَ إِلَى الخَيرِ وَيَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَيَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَأُلائِكَ هُمُ المُفلِحونَ (104)
ثم تلي الدعوة إلى التوحد الدعوة إلى أن يكون من المسلمين أمة تمارس الدعوة، والدعوة هنا إلى الخير، وفي آية أخرى يطلب أن تكون الدعوة إلى سبيل الله، وهي في كل الأحوال تعني الدعوة إلى دين الإسلام، هذا فيما يتعلق الأمر بالخطاب الخارجي، أي الموجه إلى غير المسلمين، ولكن هذا لا يكفي، بل لا بد من مسعى حثيث لضمان التزام المسلمين أنفسهم بلوازم الإسلام، وذلك عبر الخطاب الداخلي، الذي أسماه القرآن بـ«الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، والغريب إن مؤسس الإسلام لم يبتكر مصطلحا مختصرا لهذه الفريضة أي متكونا من مفردة أو مفردتين، بل نرى المصطلح متكونا من خمس كلمات، وإذا حسبنا حرف الجر الباء وحرف العطف الواو ككلمتين، تكون لدينا ست كلمات، أربع منها أسماء، واثنتان منها حرفان أو أداتان. وممارسة فريضة «الأمر بالمعروف بالمعروف والنهي عن المنكر» هي من أكثر الممارسات الدينية إزعاجا، حيث يسمح المتدين لنفسه أن يتدخل في شؤون الآخرين، حتى ذات البعد الشخصي المحض، فيوجه الأوامر والنواهي. نعم لو كانت هذه الفريضة تمارس بشكل صحيح، مما ينم عن الشعور بالمسؤولية الاجتماعية، فيتدخل الفرد أو لنقل المواطن الشاعر بالمسؤولية العامة، عندما يجري اعتداء على حقوق الآخرين أو انتهاك للحق العام أو إضرار بالصالح العام، لكان ذلك من أرقى الممارسات الاجتماعية، لكن المتدينين المتزمتين من كل الأديان يقحمون أنفسهم في خصوصية الآخرين بشكل مزعج، وبما لا يكون من أجل حفظ الصالح العام.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 105
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 104
- لن ننهض إلا بعد القطيعة مع التاريخ
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 103
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 102
- الإسلام دين أم دين ودولة 2/2
- الإسلام دين أم دين ودولة 1/2
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 101
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 100
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 99
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 98
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 97
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 96
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 95
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 94
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 93
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 92
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 91
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 90
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 89


المزيد.....




- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مصر.. هيئة البث الإسرائيلية تكشف اسم رجل الأعمال اليهودي الم ...
- كهنة مؤيدون لحق اللجوء يصفون حزب الاتحاد المسيحي بأنه -غير م ...
- حجة الاسلام شهرياري: -طوفان الاقصى- فرصة لترسيخ الوحدة داخل ...
- القناة 12 الإسرائيلية: مقتل رجل أعمال يهودي في مصر على خلفية ...
- وزيرة الداخلية الألمانية تعتزم التصدي للتصريحات الإسلاموية
- مراجعات الخطاب الإسلامي حول اليهود والصهاينة
- مدرس جامعي أميركي يعتدي على فتاة مسلمة ويثير غضب المغردين
- بعد إعادة انتخابه.. زعيم المعارضة الألمانية يحذر من الإسلام ...
- فلاديمير بوتين يحضر قداسا في كاتدرائية البشارة عقب تنصيبه


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - القرآن محاولة لقراءة مغايرة 106