أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - القرآن محاولة لقراءة مغايرة 89














المزيد.....

القرآن محاولة لقراءة مغايرة 89


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 7338 - 2022 / 8 / 12 - 13:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وَإِن كُنتُم عَلى سَفَرٍ وَّلَم تَجِدوا كاتِبًا فَرِهانٌ مَّقبوضَةٌ فَإِن أَمِنَ بَعضُكُم بَعضًا فَليُؤدِّ الَّذِي اؤتِمنَ أَمانَتَهُ وَليَتَّقِ اللهَ رَبَّهُ وَلا تَكتُمُوا الشَّهادَةَ وَمَن يَّكتُمها فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلبُهُ وَاللهُ بِما تَعمَلونَ عَليمٌ (283)
وهذه الآية تعالج الإشكال في حال لم يتوفر كاتب يكتب بالعدل، ولا حاجة للتوقف عندها.
للهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرضِ وَإِن تُبدوا ما في أَنفُسِكُم أَو تُخفوهُ يُحاسِبكُم بِهِ اللهُ فَيَغفِرُ لِمَن يَّشاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَّشاءُ وَاللهُ عَلى كُلِّ شيءٍ قَديرٌ (284)
تتكرر في القرآن عبارة «يَغفِرُ لِمَن يَّشاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَّشاءُ» وكذلك عبارة «يَهدي مَن يَّشاءُ وَيُضِلُّ مَن يَّشاءُ»، وبينما اتفق المفسرون على أن فعل المشيئة في الأولى تعود على الله نفسه، بينما اختلفوا ما إذا كان الفعل في الثانية يعود على الله أم على من يقع عليه كل من الهَدْيِ والإضلال، ففسرها البعض إن الله «يَهدي مَن يَّشاءُ [أن يهتدي] وَيُضِلُّ مَن يَّشاءُ [أن يَضلّ]». وفي الواقع يجب أن نقرّ أن فهم عبارة «مَن يَّشاءُ»، لا تعني المشيئة العشوائية أو المزاجية، تعالى الله عن ذلك، لأن في القرآن ما يصحح هذا المعنى، ولكن يمكن القول إن الحكيم، لاسيما الحكيم مطلق الحكمة، وليس نسبي الحكمة، يجب أن يوضح المراد، فيما يحتمل سوء فهمه، ولو احتمالا ضعيفا في نفس النص، ولا يترك المتلقي يبحث في نصوص أخرى عن المقصود به بالضبط، لأنه يفترض أنه يعلم أن ليس كل مُتَلَقٍّ لنص من كتابه سيكون مطلعا على كل كتابه هذا من أوله إلى آخره. أما تبرير ذلك بأن القرآن قد قال «اسأَلوا أَهلَ العِلمِ إِن كُنتُم لا تَعلَمونَ»، فيرد عليه إن الحكيم عندما يوجه خطابا للناس أجمعين، لا ينبغي أن يصوغ خطابه مفهوما للنخبة حصرا، ثم إن الواقع يرينا أن هذه النخبة المعبر عنها بـ«أَهلِ العِلمِ»، اختلفت فيما بينها إلى درجة التناقض والتكافر والتباغض في الكثير من موضوعات الدين، وفي تفسير القرآن وتأويله واستنباط الأحكام من نصوصه. إذن هو حتى لـ«أَهلِ العِلمِ» ليس ببين كل البيان وواضح كل الوضوح، لأنه صيغ بحيث يكون حمّال أوجه متعارضة، وهذا من الممتنع صدوره عن حكيم لطيف رحيم. ثم إن الكثيرين من هؤلاء الذين يدعون أنهم من أهل العلم، أي من رجال الدين، هم أقرب إلى الجهل منهم إلى العلم.
آمَنَ الرَّسولُ بِما أُنزِلَ إِلَيهِ مِن رَّبِّهِ وَالمُؤمِنونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَينَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقالوا سَمِعنا وَأَطَعنا غُفرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيكَ المَصيرُ (285) لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفسًا إلّا وُسعَها لَها ما كَسَبَت وَعَلَيها مَا اكتَسَبَت رَبَّنا لا تُؤاخِذنا إِن نَّسينا أَو أَخطَأنا رَبَّنا وَلا تَحمِل عَلَينا إِصرًا كَما حَمَلتَهُ عَلَى الّذينَ مِن قَبلِنا رَبَّنا وَلا تُحَمِّلنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ وَاعفُ عَنّا وَاغفِر لَنا وَارحَمنا أَنتَ مولانا فَانصُرنا عَلَى القَومِ الكافِرينَ (286)
لن نتوقف عند إيمان محمد والمؤمنين به بالله وكتبه ورسله، ولكن هذا الدعاء هو من نصوص الأدعية الجميلة بقول: «سَمِعنا وَأَطَعنا غُفرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيكَ المَصيرُ، رَبَّنا لا تُؤاخِذنا إِن نَّسينا أَو أَخطَأنا، رَبَّنا وَلا تَحمِل عَلَينا إِصرًا كَما حَمَلتَهُ عَلَى الّذينَ مِن قَبلِنا، رَبَّنا وَلا تُحَمِّلنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ، وَاعفُ عَنّا وَاغفِر لَنا وَارحَمنا أَنتَ مولانا»، ولو إن من الطبيعي أن الله لا يؤاخذ أي إنسان إن أخطأ أو نسي، ومن الطبيعي أنه لا يكلف أحدا ما لا طاقة له به، ومن الطبيعي والبديهي أن يكون عفوّا غفورا رحيما، وحتى الجملة الاعتراضية التي وقعت بين الدعاء بقول: «لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفسًا إلّا وُسعَها لَها ما كَسَبَت وَعَلَيها مَا اكتَسبَت» فتمثل انسجاما عقليا مع ما يجب أن تكون عليه الذات الإلهية من صفات، لكن يسجل على النص إشكالان، الأول إن عدم مؤاخذة الله على الخطأ والنسيان، ولنركز على الخطأ، فهو خاص حسب القرآن بالمسلمين، وإلا فلو افترضنا إن الإسلام يمثل دين الله الحق، ولكن هناك من اقتنع خطأً منه بعقيدة مغايرة، إما بالاعتقاد بدين آخر أو الإيمان اللاديني، أو لم يقتنع حتى بأدلة وجود الله، أو كان لاأدريا، وذلك لنفترض لخطأ منه في التفكير أو عجز في الاستيعاب والاقتناع بما نفترض أنه يمثل الصواب والهدى والحق، فهو غير معذور، بل مصيره نار جهنم خالدا فيها. والمأخذ الثاني هو اختتام الدعاء بعبارة «فَانصُرنا عَلَى القَومِ الكافِرينَ»، خاصة ونحن نعلم أن مصطلح (الكافر) في القرآن يعني غير المؤمن، وبما أن الإيمان لا يكون إيمانا حسب القرآن ما لم يقترن بالإيمان بمحمد رسولا، وبالقرآن كتابا منزلا من الله، وبالإسلام دينا لا يقبل من الإنسان إن اتخذ غيره دينا، فيعني دعاء المسلمين هنا «فَانصُرنا عَلَى القَومِ غَيرِ المُسلِمينَ»، ولو كانت العبارة «فَانصُرنا عَلَى القَومِ الظّالِمينَ»، لكانت مقبولة، لأننا حتى لو افترضنا أن الإسلام هو دين الله الحق، فليس كل من لم يؤمن به يجب أن يكون إنسانا شريرا يستحق تحقيق النصر الإلهي عليه على يد المسلمين، خاصة إذا لم يكن هو من المحاربين لهم، كما إن كثيرا من المسلمين، بل من الملتزمين العابدين القائمين القانتين الصائمين هم من الظالمين.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 88
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 87
- العراق بين نار الصدر ونار الإطار
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 86
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 85
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 84
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 83
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 82
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 81
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 80
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 79
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 78
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 77
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 76
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 75
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 74
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 73
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 72
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 71
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 70


المزيد.....




- فوق السلطة: شيخ عقل يخطئ في القرآن بينما تؤذن مسيحية لبنانية ...
- شيخ الأزهر يدين العدوان على إيران ويحذر من مؤامرة نشر الفوضى ...
- مسيرة مليونية في السبعين باليمن للتضامن مع غزة والجمهورية ال ...
- إسرائيل تعرقل صلاة الجمعة بالأقصى وتمنعها في المسجد الإبراهي ...
- أوقاف الخليل: إسرائيل تمنع الصلاة بالمسجد الإبراهيمي لليوم ا ...
- من -مشروع أجاكس- إلى -الثورة الإسلامية-.. نظرة على جهود أمري ...
- قائد الثورة الاسلامية: العدو الصهيوني يُعاقب.. انه يُعاقب ال ...
- الشرطة الأمريكية تحقق في تهديدات ضد مرشح مسلم لرئاسة بلدية ن ...
- بابا الفاتيكان يحث قادة العالم على السعي لتحقيق السلام بـ-أي ...
- مرجعية العراق الدينية تدعو لوقف الحرب


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - القرآن محاولة لقراءة مغايرة 89