أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - القرآن محاولة لقراءة مغايرة 87














المزيد.....

القرآن محاولة لقراءة مغايرة 87


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 7330 - 2022 / 8 / 4 - 15:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَذَروا ما بَقِيَ مِنَ الرِّبا إِن كُنتُم مُّؤمِنينَ (278) فَإِن لَّم تَفعَلوا فَأذَنوا بِحَربٍ مِّنَ اللهِ وَرَسولِهِ وَإِن تُبتُم فَلَكُم رُؤوسُ أَموالِكُم لا تَظلِمونَ وَلا تُظلَمونَ (279)
بعد امتداح المؤمنين في الآية السابقة جاءت هاتان الآيتان لتحذر من جديد من الإصرار، لكن مع قدر من التسامح، بحيث لا ترتب الحكم بأثر رجعي، فتقر ما جرى قبل التحريم من معاملات ربوية، ولكن تنهى عن مواصلة أخذ الفائدة الربوية على ما تبقى من دين. ثم في حالة عدم التزام المسلمين بهذا الحكم واستمرار المتعاملين بالربا على معاملاتهم الربوية، فكما جرى وعيدهم فيما سلف بالخلود في النار، يجري هنا إنذارهم بحرب تشن عليهم من الله، فيما هو العقاب الأخروي الذي مر ذكره، ومن رسوله فيما هي حدود التعزير والعقاب الدنيوي. في كل الأحوال هي حرب معلنة من الله ورسوله عليهم، وبلا شك هي حرب غير متكافئة، فأنّى لمخلوق ضعيف أن يدخل في حرب مع الله، الذي هو على كل شيء قدير، وهو القوي العزيز، وشديد العقاب، بل وأنّى لمسلم ضعيف أن يتحدى الرسول صاحب السلطات الدينية والسياسية والقضائية، ويقف معه كل المؤمنين به. بلا شك إن الربا الفاحش والجشع والمستغل لحاجة المقترض قرضا ربويا هو ممارسة غير أخلاقية، ولكن ألا يمكن أن تواجه بردع من نوع آخر دون مرتبة إعلان الله حربه وحرب رسوله على مزاولها؟ وهكذا سنجد في موقع آخر إن الله سينتقم من الذين يصطادون صيد البر في الأشهر الحرم بعد تحريمه عليهم.
وَإِن كان ذو عُسرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيسَرَةٍ وَإِن تَصَدَّقوا خَيرٌ لَّكُم إِن كُنتُم تَعلَمونَ (280) وَاتَّقوا يَومًا تُرجَعونَ فيهِ إِلَى اللهِ ثُمَّ تُوَفّى كُلُّ نَفسٍ مّا كَسَبَت وَهُم لا يُظلَمونَ (281)
مع إبطال المعاملات الربوية، فكما يجب على الدائن أن يتنازل عن الفوائد الربوية المتفق عليها، يفترض أن يؤدي المدين دينه، لكن إذا كان المدين في حالة عسر، مما يصعب معه أداء الدين الذي عليه، فهنا تطلب هذه الآية من الدائن أن يمهله لحين طروء حالة اليسر عند المدين لأداء الدين، بل وتنصح بأن يتصدق الدائن الغني إن استطاع عن الدين، ويعتبره بمثابة صدقة يؤجر عليها، فهذا خير له من الناحية الإنسانية ومن ناحية استحقاقه للثواب الأخروي من الله. وجميل أن ينحاز القرآن هنا إلى جانب الفقراء والضعفاء. وتأتي الآية اللاحقة لتعد هذا السلوك من مصاديق التقوى، والتي سيكون مردودها أن كل نفس تنال ما تستحق من ثواب وتعويض في الحياة الأخرى دون أن ينالها أي قدر من الظلم. هذا بحدود هذه الآية فهناك العديد من الآيات التي تتوعد بالعذاب الخالد، لما لا يستحق عليه العقاب، وإن استحق ثمة عقابا، فبقدرها المعقول، وليس بما وصفها مؤلف القرآن، مما يتنزه الله عنه بكل تأكيد.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق بين نار الصدر ونار الإطار
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 86
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 85
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 84
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 83
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 82
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 81
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 80
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 79
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 78
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 77
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 76
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 75
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 74
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 73
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 72
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 71
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 70
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 69
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 68


المزيد.....




- في ذكراها الثامنة.. كيف يمكن استلهام تجربة هبّة الأسباط لحما ...
- العمود الثامن: الثورة ومعارك الطائفية
- نيجيريا تدين 44 عنصرا من بوكو حرام بتهمة تمويل الإرهاب
- خلال زيارته لبلدة الطيبة والاطلاع على اعتداءات المستوطنين د ...
- TOYOUR EL-JANAH KIDES TV .. تردد قناة طيور الجنة بيبي على نا ...
- 400 عالم يؤيدون فتوى تصنيف من يُهددون المرجعية، بالحرابة
- بروجردي.. إيران الإسلامية ستتحول لواحدة من القوى الكبرى في ا ...
- الاحتلال الإسرائيلي يعتقل عرفات نجيب أحد حراس المسجد الأقصى ...
- الاحتلال يعتقل أحد حراس المسجد الأقصى
- إيهود أولمرت: اليهود يقتلون الفلسطينيين يوميا بالضفة


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - القرآن محاولة لقراءة مغايرة 87