أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - القرآن محاولة لقراءة مغايرة 108














المزيد.....

القرآن محاولة لقراءة مغايرة 108


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 7390 - 2022 / 10 / 3 - 18:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لَيسوا سَواءً مِّن أَهلِ الكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَّتلونَ آياتِ اللهِ آناءَ اللَّيلِ وَهُم يَسجُدونَ (113) يُؤمِنونَ بِاللهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَيَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَيَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَيُسارِعونَ فِي الخَيراتِ وَأُلائِكَ مِنَ الصّالِحينَ (114) وَما يَفعَلوا مِن خَيرٍ فَلَن يُكفَروهُ وَاللهُ عَليمٌ بِالمُتَّقينَ (115)
جميل أن يأتي هنا تدارك ونفي للتعميم والإطلاق، ولو إن التعميم والإطلاق في الأحكام سنراه يؤكد في آيات أخرى بما ليس فيه لبس. إذن «هم لَيسوا سَواءً»، كما ليس كل قوم وليس كل أتباع دين سواء، ثم يجري إقرار بحقيقة مفادها «مِن أَهلِ الكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ يَّتلونَ آياتِ اللهِ آناءَ اللَّيلِ وَهُم يَسجُدونَ»، ولا ندري أي آيات من آيات الله يتلونها، فإذا تلوا كتبهم المقدسة التي كانت يومئذ بين أيديهم، فالإسلام لا يعترف بها، بل يعتبرها محرفة عن حقيقة التوراة التي أنزلت على موسى والإنجيل الذي أنزل على عيسى، أما إذا كانوا يتلون آيات الله التي يعترف بها الإسلام بأنها حقا آيات الله، فمعنى ذلك انهم يتلون آيات القرآن، وبالتالي يكون الكلام عن اليهود والمسيحيين الذين تركوا دينيهم اليهودي والمسيحي وتحولوا إلى الإسلام؛ مما يجعل المديح هنا لفريق من المسلمين، هم أولئك الذين كانوا من قبل على الدينين آنفي الذكر، ودليل ذلك أنهم يسجدون، ولا نعرف سجودا في الصلاتين اليهودية والمسيحية. ثم إنهم «يَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَيَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ»، ونعلم أن المعروف والمنكر لا يعتبران في الإسلام كذلك، إلا ما اعتبره الإسلام معروفا من واجبات ومستحبات دينية وفق شريعة الإسلام، أو منكرا من محرمات ومكروهات دينية أيضا وفق شريعة الإسلام، إلا إذا عنت هذه الآية بالذات المعروفين والمنكرين الأخلاقيين لا الدينيين، أي بما يحسنه العقل مستقلا، لا ما يحسنه الشرع، إلا ما يتفق مع تحسين العقل، ونعني العقل الأخلاقي. وهكذا يمكن أن يجري التساؤل عن معايير الخيرات في قول «وَيُسارِعونَ فِي الخَيراتِ». وعندما تقر الآية بأن «أُلائِكَ مِنَ الصّالِحينَ»، فلا ندري أبالمعايير العامة المحايدة دينيا، أم بمعايير الإسلام، ونفس الشيء يقال عن وعدهم بأنهم «ما يَفعَلوا مِن خَيرٍ فَلَن يُكفَروهُ»، بل سيثابون به. فالسؤال يجري بأي معايير يقرر ما يجعل الأعمال تعد من الخيرات، أو فعل الخير، أو ما يعد فاعلها من الصالحين. وربما يكمن الجواب فيما تختتم به الآية: «وَاللهُ عَليمٌ بِالمُتَّقينَ». وقلنا التقوى لا تصدق إلا على المسلم الذي تجاوز مرتبة الإسلام الفقهي بالنطق بالشهادتين أو بالولادة من أبوين مسلمين إلى مرتبة الإيمان، ثم يتجاوز مرتبة الإيمان بمستويات الحد الأدنى إلى مرتبة التقوى. وتبقيك الآية حائرا، هل هو مديح لليهود والمسيحيين الذين تنطبق عليهم المواصفات المذكورة فيها، رغم بقائهم على دينيهم، أم لليهود والمسيحيين الذين تركوا دينيهم وتحولوا إلى الإسلام. وعموم آيات القرآن التي تتناول غير المسلمين تدل على المعنى الثاني، وإذا كانت بعض آيات القرآن عنته بالمعنى الأول، فالأرجح أنها من المنسوخة بالآيات التي تؤكد المعنى الثاني وهي الآيات الناسخة والمتمتعة بالصلاحية النهائية.
إِنَّ الَّذينَ كَفَروا لَن تُغنِيَ عَنهُم أَموالُهُم وَلا أَولادُهُم مِّنَ اللهِ شَيئًا وَأُلائِكَ أَصحابُ النّارِ هُم فيها خالِدونَ (116)
وهذه الآية تؤكد ما أوردناه في تناول ما قبلها، لأننا علمنا أن مصطلح «الَّذينَ كَفَروا» في القرآن لا يعني إلا غير المسلمين في مقابل مصطلح «الَّذينَ آمَنوا» الذي لا يعني بالمقابل إلا المسلمين.
مَثَلُ ما يُنفِقونَ في هاذِهِ الحَياةِ الدُّنيا كَمَثَلِ ريحٍ فيها صِرٌّ أَصابَت حَرثَ قَومٍ ظَلَموا أَنفُسَهُم فَأَهلَكَتهُ وَما ظَلَمَهُمُ اللهُ وَلاكِن أَنفُسَهُم يَظلِمونَ (117)
من الطبيعي إن كل أصحاب قضية يؤمنون بها ويحرصون على تقويتها والدفاع عنها، حقا كانت أو باطلا، أو فيها شيء من كل من الحق والباطل، يستخدمون كل الوسائل الفكرية والنفسية والدعائية والعسكرية والمالية؛ أي أن يمولوا قضيتهم ويسدوا احتياجاتها المالية، هذا الذي تسميه هذه الآية بالإنفاق، فالمسلمون مطلوب منهم فيما هو مطلوب أن ينفقوا على قضيتهم، حيث يكون الإنفاق بمثابة الجهاد المالي «يُجاهِدونَ بِأَموالِهِم وَأَنفُسِهِم»، وهكذا كان الآخرون في خط الخصومة مع الإسلام، لاسيما اليهود وكذلك المشركون أو العرب غير المنتمين لدين والرافضون للدين الجديد، كانوا ينفقون هم الآخرون على ما يرونه قضيتهم، حفاظا إما على نفوذهم أو على تقاليدهم أو على عقائدهم، التي كانوا يرون الدين الجديد خطرا عليهم. وبلا شك كانت مناوءتهم للدين الجديد، سواءً مبتدئين بالمناوئة أو مدافعين، متفاوتة، منهم من كان محقا ومنهم من كان غير محق، عبر التعصب والتمسك بالقديم، أو عبر التمسك بثمة مصالح منها شخصية لبعض المتنفذين. كما إن المسلمين تتفاوت بكل تأكيد مواقفهم ما بين دفاعية مشروعة، وما بين مستفزة، أو مبتدئة بالعداء والاعتداء. الآية تريد الاستهانة من إنفاق المناوئين للإسلام والمسلمين ونبيهم، بعده عديم الجدوى وعديم النتائج المفيدة لهم، سواء في الدنيا، حيث أنهم سيخسرون في آخر المطاف مقابل المسلمين، أو في الآخرة، حيث سيحشرون مع الظالمين والكافرين في العذاب خالدين فيه أبدا. وتختم الآية بتقرير أن سوء عاقبتهم سواء في الدنيا أو في الآخرة، لم يحصل من خلال ظلم المسلمين ونبي الإسلام لهم، هذا في الدنيا، ولا ظلم الله لهم في الآخرة، بل هم الذين ظلموا أنفسهم. بكل تأكيد هناك من ينطبق عليهم هذا الحكم، كما ينطبق في حالات على المسلمين، وهناك من لا ينطبق عليهم ذلك.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناقشة لمناقشة قارئ مسلم عقلاني 2/2
- مناقشة لمناقشة قارئ مسلم عقلاني 1/2
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 107
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 106
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 105
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 104
- لن ننهض إلا بعد القطيعة مع التاريخ
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 103
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 102
- الإسلام دين أم دين ودولة 2/2
- الإسلام دين أم دين ودولة 1/2
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 101
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 100
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 99
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 98
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 97
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 96
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 95
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 94
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 93


المزيد.....




- ترامب يتهم اليهود المؤيدين للحزب الديمقراطي بكراهية دينهم وإ ...
- إبراهيم عيسى يُعلق على سؤال -معقول هيخش الجنة؟- وهذا ما قاله ...
- -حرب غزة- تلقي بظلالها داخل كندا.. الضحايا يهود ومسلمين
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - القرآن محاولة لقراءة مغايرة 108