أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - القرآن محاولة لقراءة مغايرة 115















المزيد.....

القرآن محاولة لقراءة مغايرة 115


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 7406 - 2022 / 10 / 19 - 14:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سَنُلقي في قُلوبِ الَّذينَ كَفَرُوا الرُّعبَ بِما أَشرَكوا بِاللهِ ما لَم يُنَزِّل بِهِ سُلطانًا وَّمَأواهُمُ النّارُ وَبِئسَ مَثوَى الظّالِمينَ (151)
هنا يتحدث القرآن عن لسان الله، وهو أي هذا الله القرآني يتكلم في كثير من الأحيان بضمير الجمع (نحن)، وهذا خلاف مبدأ التوحيد، الذي يقوم عليه الإسلام، وتفسير ذلك بأنه جمع تعظيم، فالعظيم العظمة المطلقة والعظيم بالذات غني عن تأكيد عظمته باستخدام ما هو غير مألوف في اللغة، بجمع المتكلم الواحد نفسه. المهم إن الله حسب هذه الآية يتوعد «الَّذينَ كَفَروا» أي غير المسلمين، مما يدل على أن القرآن يعتبر كل غير المسلمين مشركين، وإلا فلا معنى بوصفهم بالوصف العام أي بـ«الَّذينَ كَفَروا» أي عموم غير المسلمين، وبإطلاق المصطلح، ثم يتكلم عن شركهم بالله، لأن الإسلام يرى على سبيل المثال المسيحيين الذين يسميهم بأهل الكتاب، تمييزا لهم عمن سواهم، من «الَّذينَ كَفَروا»، أي لم يؤمنوا بالإسلام، لكنهم مشركون، لأنهم «قالوا إِنَّ اللهَ هُوَ المَسيحُ ابنُ مَريَمَ» ولأنهم «قالوا إِنَّ اللهَ ثالِثُ ثَلاثَةٍ». ثم تتوعد الآية الذين كفروا والذين أشركوا أن يلقي الله في قلوبهم الرعب، أما مصيرهم الأخروي فهو معروف كما يتكرر ذكره عشرات المرات في القرآن حيث سيكون مأواهم ومثاواهم النار، والتي هم فيها خالدون.
وَلَقَد صَدَقَكُمُ اللهُ وَعدَهُ إِذ تَحُسّونَهُم بِإِذنِهِ حَتّى إِذا فَشِلتُم وَتَنازَعتُم فِي الأَمرِ وَعَصَيتُم مِّن بَعدِ ما أَراكُم مّا تُحِبّونَ مِنكُم مَّن يُّريدُ الدُّنيا وَمِنكُم مَّن يُّريدُ الآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُم عَنهُم لِيَبتَلِيَكُم وَلَقَد عَفا عَنكُم وَاللهُ ذو فَضلٍ عَلَى المُؤمِنينَ (152)
هذه الآيات تتناول معركة أحد، التي خسر فيها المسلمون، بسبب دهاء الطرف الآخر والخديعة التي مارسها، وبسبب اهتمام المسلمين بالدرجة الأولى بالتسابق في حصول كل منهم على أكبر قدر ممكن من الغنائم؛ هذا الذي سمته الآية بابتغاء الدنيا، إذ صنفت المسلمين المشاركين في هذه المعركة إلى صنفين؛ صنف «يُريدُ الدُّنيا» وصنف «يُريدُ الآخِرَةَ»، وهذا الصنف الثاني الذي مثل الأقلية في هذه المعركة، يمثل أولئك الذين تجذر الإيمان أوثق مما لدى الفريق الثاني؛ هذا الذي جعلهم يلتزمون بتعليمات نبيهم ويبقون في ميدان المعركة، ولم يشغلهم جمع الغنائم عن مواصلة المعركة. ثم تعتبر الآية عدم تمكن المسلمين من خصومهم وخسارتهم أمامهم، بمثابة ابتلاء واختبار وتمحيص من الله لهم، ولكن حسبما ارتأى مؤلف القرآن من مصلحة، عفا الله عنهم، وعلة العفو هو إن الله «ذو فَضلٍ عَلَى المُؤمِنينَ»، أي المسلمين، لأن لديهم حظوة عنده، تلك الحظوة التي استحقوا بها وسام نعتهم بخير أمة أخرجت للناس، وهذا يشبه حظوة اليهود عند الله، بجعلهم شعب الله المختار.
إِذ تُصعِدونَ وَلا تَلوونَ عَلى أَحَدٍ وَّالرَّسولُ يَدعوكُم في أُخراكُم فَأَثابَكُم غَمًّا بِغَمٍّ لِّكَيلاَ تَحزَنوا عَلى ما فاتَكُم وَلا ما أَصابَكُم وَاللهُ خَبيرٌ بِما تَعمَلونَ (153) ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيكُم مِّن بَعدِ الغَمِّ أَمَنَةً نُّعاسًا يَّغشى طائِفَةً مِّنكُم وَطائِفَةٌ قَد أَهَمَّتهُم أَنفُسُهُم يَظُنّونَ بِاللهِ غَيرَ الحَقِّ ظَنَّ الجاهِلِيَّةِ يَقولونَ هَل لَّنا مِنَ الأَمرِ مِن شَيءٍ قُل إِنَّ الأَمرَ كُلَّهُ للهِ يُخفونَ في أَنفُسِهِم مّا لا يُبدونَ لَكَ يَقولونَ لَو كانَ لَنا مِنَ الأَمرِ شَيءٌ مّا قُتِلنا هاهُنا قُل لَّو كُنتُم في بُيوتِكُم لَبَرَزَ الَّذينَ كُتِبَ عَلَيهِمُ القَتلُ إِلى مَضاجِعِهِم وَلِيَبتَلِيَ اللهُ ما في صُدورِكُم وَلِيُمَحِّصَ ما في قُلوبِكُم وَاللهُ عَليمٌ بِذاتِ الصُّدورِ (154)
تواصل هذه الآية سرد أحداث معركة أحد، ولكن الذي يهمنا التوقف عنده، هو الكلام الذي يجري عن فريق من المسلمين الذين لم يكونوا مقتنعين بالقتال، وتصفهم الآية بأنهم «طائِفَةٌ قَد أَهَمَّتهُم أَنفُسُهُم»، إذ كانوا يخشون الموت، ويفكرون بعوائلهم، بينما الواجب عليهم كمؤمنين بأنهم إنما يقاتلون من أجل قضية أهم من حياتهم ومن أموالهم ومن عوائلهم، ألا هي قضية الله، والاستنكار عليهم في محله، لو كانت القضية هي حقا قضية الله، ولكن من غير شك إن هؤلاء كان قد راودهم الشك بذلك، ولذا فهم كما تصفهم الآية «يَظُنّونَ بِاللهِ غَيرَ الحَقِّ»، أو قضية كبيرة تستحق ذلك، كأن تكون قضية وطن، والأصح أنهم يظنون بالإسلام غير المدعى، وكأن الإنسان لا يحق له أن يعيد النظر فيما كان قد آمن به ابتداءً، ثم رأى من المبررات التي تجعله يشك بما آمن به، ولكن القرآن ومؤلفه لا يتسامحان مع هذه الحالة، ويعتبرون شكهم وظنهم «ظَنَّ الجاهِلِيَّةِ»، وبالتالي ظن الكفر والشرك والجهل. ثم إنهم عندما «يَقولونَ هَل لَّنا مِنَ الأَمرِ مِن شَيءٍ»، قد يكونون محقين، فيما راودهم من احتمال إن القضية التي يقاتلون ويعرضون حياتهم للخطر من أجلها، هي قضية محمد وتطلعاته، ولذا كانوا يتساءلون، ما إذا كان المطلوب أن يقدموا حياتهم قربانا لقضية إنسان له تطلعاته الشخصية الطموحة، أو له عقيدته التي أسسها واعتقد ألا حق غيرها، ولذا على الجميع أن يسخروا حيواتهم وأموالهم من أجلها. ومن الطبيعي أنهم كانوا «يُخفونَ في أَنفُسِهِم مّا لا يُبدونَ» للنبي، بحيث كانوا «يَقولونَ لَو كانَ لَنا مِنَ الأَمرِ شَيءٌ مّا قُتِلنا هاهُنا»، مما يبدو أن الوشاة نقلوه إلى النبي، فيأتي جواب مؤلف القرآن الذي استنزله من الله: «قُل لَّو كُنتُم في بُيوتِكُم لَبَرَزَ الَّذينَ كُتِبَ عَلَيهِمُ القَتلُ إِلى مَضاجِعِهِم»، أما لماذا كل ذلك يا ترى، فيقول لهم: «لِيَبتَلِيَ اللهُ ما في صُدورِكُم وَلِيُمَحِّصَ ما في قُلوبِكُم»، فكل الكوارث بسبب الحروب الدينية، هي لأن الله يريد ابتلاءهم واختبارهم وامتحانهم وتمحيصهم. هذا كله بالرغم من القول بأن الله «عَليمٌ بِذاتِ الصُّدورِ»، إذن إذا كان عليما بذات الصدور، فلم هذا الاختبار والتمحيص؟ جواب الإسلام هو من أجل أن يكشف الله ما خفي من حقيقتهم أمام بقية المسلمين، وليقيم الحجة عليهم يوم القيامة.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 114
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 113
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 121
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 111
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 110
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 109
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 108
- مناقشة لمناقشة قارئ مسلم عقلاني 2/2
- مناقشة لمناقشة قارئ مسلم عقلاني 1/2
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 107
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 106
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 105
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 104
- لن ننهض إلا بعد القطيعة مع التاريخ
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 103
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 102
- الإسلام دين أم دين ودولة 2/2
- الإسلام دين أم دين ودولة 1/2
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 101
- القرآن محاولة لقراءة مغايرة 100


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - القرآن محاولة لقراءة مغايرة 115