أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - أزمة السوريين في صحراء النيجر















المزيد.....

أزمة السوريين في صحراء النيجر


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 7425 - 2022 / 11 / 7 - 22:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يفترض في غياب مواقف إنسانية اتجاه لاجئين ان ترمي الدولة المعنية باللاجئين هؤلاء إلى حيث دخلوا لهذا البلد لا ان ترميهم في قفار دولة أخرى لا علاقة لهم بها، في السياق العام اللاجئ ليس كالمهاجر السري، ويفترض النظر إليه بشكل مختلف من خلال التنسيق مع المنظمات الدولية الخاصة بملف اللاجئين وفق حقوق خاصة ومواثيق دولية معروفة يؤخذ فيها نظر اللاجئ وبالتنسيق مع الدولة التي يقصدها وطبعا في سياق القوانين التي تحفل بها كل دولة، مثلا: يمكن لدولة الاستقبال أن ترفض اللاجئ من حيث منطلقات خاصة لها علاقة بمدى قدرة الاستيعاب والتنظيم وغير ذلك وهي أمور نحن في دول شمال إفريقيا متأخرون فيها بشكل لا جدال فيه.

أتحدث هنا عن لاجئين من سوريا رُمي بهم إلى صحراء النيجر بشكل غير مسؤول، من ناحية أخرى تعامل الرأي العام (بخلفيات سياسية إذا اردنا) بنوع من الرؤيا الشامتة للبلد الذي رماهم إلى هناك عوض ان يتضامن معهم من خلال مواقف إنسانية ممزوجة بمبادرات ترمي إلى إخراجهم من تلك الصحراء العاطشة والقاتلة: كان بإمكان المغرب استقبالهم برغم أن هناك قطع العلاقات مع الجزائر ونحن نعرف تماما برغم قطع العلاقات ان هناك تعاون ما، فتحت الحدود عدة مرات بين الجزائر والمغرب بسبب تسليم متبادل بين الدولتين : تسليم مجرمين أو مواطنين عالقين وهذا يعني أن هناك تنسيق ما وإن كان لم يرتقي إلى مواقف إنسانية من قبيل فتح الحدود أمام المغاربة والجزائيين المرتبطين بعلاقات اجتماعية ودموية (القرابة الدموية والزواج وغيرها من أمور الترابط، حيث يمكن الاستدلال على ذلك بوثائق إدارية خاصة وخصوصا في الحالات الإنسانية الحرجة مثل الوفاة: وفاة قريب هنا او هناك)، وبالطبع دولنا تغلب الخلاف السياسي بين النظامين على حساب مصلحة المواطنين بشكل يبررون على انهما نظامين معاديين لا يخدم كل منهما مواطنيه، في العالم كله توجد ثلاث حالات للقطيعة الديبلوماسية أخبتها وأشرها التي بين المغرب والجزائر والغريب في الأمر ان العداء بين البلدين عداء وهمي يركب على خلفيات شخصية لقادة يستحقون أن يعزلوا في مصحات نفسية.
اليوم شاهدت فيديوهات لسوريي صحراء النيجر يشكرون المغرب على استقبالهم والحقيقة أن تلك التصريحات في شكر المغرب كان ثمنا للخروج من الجحيم لا قيمة لها: إنه عمل "إنساني" للتجارة بالمواقف: رفضتكم دولة الجوار واستقبلناكم نحن ، وبمعنى آخر تحجيم وتسمين الفواجع لبيعها في سوق التعاطي مع حقوق الإنسان، باختصار كان على المغرب قبولهم بغير تسمين فاجعتهم في صحراء النيجر ولن أتكلم عن الدولة أو النظام الذي رماهم في الصحراء إلى دولة لا يربطها بسوريا إلا الصلاة على النبي . وبشكل عام إن تلك التصريحات لسوريي صحراء النيجر ليست سوى المقابل لتسمين الفواجع ولن ندخل هنا في من سمن الفاجعة فالتناقضات بين النظامين تفصح عنها: النظام الجزائري يرفض السوريين لموالاته للنظام السوري والنظام المغربي يستقبلهم بعد تسمين فاجعتهم، إنهم يشكرون الملك لاستقبالهم
يمكن الحديث بمبررات أخرى كما يفعل "الأكاديميون" الموالون لهذا النظام او ذاك: "بسبب قطع العلاقات الديبلوماسية بين البلدين حصلت هذه التشنجات الإنسانية" وهو راي مقبول ومقنع من زاوية معينة "زاوية اكاديمية هي الاخرى" لكن الأمر مختلف إذا نظرنا إلية من زاوية اجتماعية أخرى، زاوية لا تسيس مشكل اللاجيئين" وطبعا سيقال بأن هذا محال، لكن ليس محال فالإعلان مثلا على ان الدولتين تحاربان شبكات تهريب البشر ليس أكثر من علف لتسمين الفواجع، وفي كثير من الأحيان، في الثقافة السوسيولوجية يحظى المهرب الذي تحاربه الدولة بالشكر والثناء من طرف اللاجئ أو الهاجر بشكل عام ويحظى أيضا بنفس الشكر من طرف أهله (في مقال سابق حول الهجرة "رحلات الموت من جنوب الصحراء" ذكرت تصريح ل"رجل أمن" مغربي (هذا ما اعتقده شخصيا) ظهر على انه خبير في ظاهرة الهجرة، هذا الخبير في تصريحه يلقي بالمسؤولية، ليس فقط على المهربين بل على أسرهم أيضا وهذا ما يبرر أيضا قولي ان شساعة الشكر ممتدة سوسيولوجيا بشكل مجاني وليس كما تفعل الدولة: تستقبل لاجئئن مقابل الثناء بالنظام السياسي).
إن المهرب يقوم بالعمل بخلفية تجارية مالية (ترزق وهذا صحيح سوسيولوجيا إذ هو لا يعتبر عمله تهريبيا)، عند الضحايا، عمل المهرب حل من الحلول يستحق عليه الشكر، فمن وجهة نظر الضحايا، الأثمنة التي تقدم لهؤلاء هي ثمن تحايلهم على النظامين لتنفيذ المهمة، إنهم في وعيهم يعرفون أن تلك الأثمنة التي يقدمونها، في كل الأحوال، هي اثمنة مستحقة، فالدولة التي ترفض شبكات التهريب تكرسها بدون وعي لتغييب الجانب الإنساني في تفاعلها مع مثل هذه القضايا خصوصا في غياب سياسة تحل مشاكل أفراد المجتمع.
في المغرب توجد رشوة وهذا حقيقي، لكن في امريكا أيضا توجد بشكل مقنن ومتفق عليه: يمكنك في أمريكا أخذ موعد بشكل عام في إدارة معينة، لتسريع الوعد عليك الدفع بشكل مقنن: تشتري الخدمة بشكل قانوني ، يمكن اعتبار هذا عمل قانوني وليس رشوة حتى وغن كانت وكالة خصة متخصصة في تسريع المواعيد فالأمر بشكل عام خدمة يؤدى عنها وتستخلص الدولة جزءا ضريبيا منها على عكس المغرب : يستفيد المرتشي فقط من القيمة المضافة، زطبعا يستفيد الراشي من الخدمة، بالنسبة للديموقراطيين الأحرار في أمريكا هذا عمل شريف لكن في التحليل الأخير هي رشوة وليست واجب خدمات الدولة نحو مواطنيها وطبعا يمكن للمغرب تقنين الرشوة بتشريعها على أساس ان تقوم بها مؤسسة معينة (يدخل هذا في نظام مأسسة الخدمات) لكن ماذا سيحصل لو عملت الدولة بشكل ما على مأسسة التهجير ؟
إن وجود مقاولات للتهريب بشكل غير قانوني، في كل الأزمان، في قضايا اخرى غير الهجرة كالرشوة التي ذكرتها مثلا، هي الشكل الجنيني لظهور مؤسسة ما، فالمؤسسات التي لا يمكن منعها يمكن تقنينها: ظاهرة البغاء في أوربا مثلا، هي ظاهرة اجتماعية موجودة بشكل لا يمكن منعها بالقانون، وفي ظروف خاصة مثل الأزمات الاقتصادية، تضطر الدولة لتقنينها وتقنينها يعني السماح بوجودها بشكل شرعي ليس سري من خلال إحداث ضريبة على الدخل (نصيب الدولة منها بشكل بسيط على اساس جزء من خدمة القوادة) ولن ادخل هنا في تفاصيل أخرى لوجود ثروة فائقة أكثر من ثروة الابناك نفسها خارج عملية التقنين حيث في الازمات الإقتصادية تظهر قوانين عمليات تبييض الأموال من قبيل تسنين إسبانيا فانونا لتبييض الاموال مقابل 20% منها لخزينة الدولة وهو حل يرضي مهربي المخدرات كما يرضي الدولة.
ما هي المشكلة إذن مع اللاجئين والمهاجرين السريين؟ نفس الإشكال مع سياسات التبييض وسياسة البغاء، إنها ايضا ديموقراطية القيم بالغرب: الحرية مقدسة، لكن تكون كذلك إذا تمأسست، تماسسها يعني دفع جزء من ضريبة الدخل للدولة.
يقدم لنا الجانب الحقوقي كصلاة قدسية مقدسة في الرأسمالية والحال ان الأمر ليس كذلك، الراسمالية مبنية على القيم المالية: شيوعية الجنس متاح فيها بصيغة الدفع: وضع قيمة مالية للعملية، حتى الروائي البرتغالي أو البرازيلي (لا اتذكر الآن أصله) باولو كويلو حدد للبغاء القيمة الزمنية والمالية لها في رواية خاصة واذكر انها القيمة المعروفة في نوادي البغاء في أوربا.
أعود الآن إلى مسألة اللاجئين السوريين بصحراء النيجر: كم بلد قطعوه في هجرتهم وصولا إلى المغرب؟ حسب تصريح بعضهم دخلوا إلى ليبيا من السودان ثم الجزائر ثم المغرب. يفترض انهم مروا على الأردن ومصر قبل وصولهم للسودان، يفترض موضوعيا (وبالمناسبة حصلت قمة عربية مؤخرا بالجزائر) عوض البحث في عودة سوريا إلى الجامعة العربية من عدمها كان عليهم بحث مشكل لاجئيها، لم يحصل على الإطلاق مناقشة هذا الموضوع بل إن القمة نفسها ساهمت في تسمين الفاجعة وفي التداول السوقي حولها: مؤتمر جمع الشمل يزيح فئة إلى صحراء النيجر والعار هنا ليس فقط عار الجزائر والمغرب بل عار كل الدول المشاركة في تلك القمة: موضوعيا لا يمكن حل المشاكل الاستراتيجية، والبحث في حلها هي مسألة معقدة وبنيوية بين الأنظمة العربية، لكن يمكن لمثل هذه القمم ان تحل بعض المشاكل التي لا ترقى إلى مستوى القضايا الاستراتيجية: يمكن النقاش في وضع اللاجئين السوريين واليمنيين وكل لاجئي مناطق النزاع، يمكن التفكير في ميكانيزمات تعاون بعيدا عن سياق أيديولوجيات الانظمة، يمكنني ان أضع خطاب قيس سعيد في القمة نموذجيا للتأطير لكن للأسف تلك المحاضرة لم تكن في سياق تأطير اعمال اللجن المهيئة للمؤتمر .
إليكم كيف شاهدت ازمة اللاجئين السوريين بإسبانياوكيف كان لي شرف لقاء بعضهم: بشكل عام في خطاب لانجيلا ميركل، أو على الأصح في سياسة الإتحاد الاوربي وهنا اتكلم عن الموضوع منزها عن الخلفيات السياسية بخصوص سوريا: اتفقت الدول الاوربية على توزيع اللاجئين السوريين فيها كل بحسب قدرته الاستيعابية، حدد الإتحاد الاوربي سقوفا مالية لاستيعاب اللاجئين بحسب قيم رياضية معينة، نعم كانت هناك تعثرات لكن بالأساس كان هناك دائما تقييم بسقف مالي تدريجي: يمكن اعتبار اليونان هي البوابة للتدفق بشكل مفاجئ، لكن في الأفق هناك مخطط مدروس (لا يمكن حل مشكل التدفق في آنه لكن يمكن حله بالتخطيط) وبشكل عام حدد سقف الاستقبال لكل دولة والسؤال المطروح: هل مثلا فكرت الدول العربية أو ما يسمى الدول العربية وهي ساهمت بشكل كبير في الرهج العربي السوري أن خططت للأمر؟ هل فكرت مثلا دول عربية ساهمت بالمال والعتاد في تفجير الأزمة السورية في سياسة احتواء اللاجئين؟ بالتاكيد لا لان البشر عندهم هم رعايا بقر وليسوا بشر.
يمكن فهم استقبال أوربا للاجئين السوريين بربطها بالنمو الديموغرافي وهو جزء من الحقيقة، يمكن أيضا فهم توظيف تركيا لهم في استراتيجيتها السياسية مع الغرب، لكن لا يمكن فهم التدخل العربي في سوريا، بمعنى ليس فيه أي قيم للبشر بل القيمة الوحيدة فيه هو تغيير نظام ديكتاتوري معارض للأنظمة العربية بنظام موالي للأنظمكة العربية نفسها بدليل أن استقبالهم للاجئين السوريين لم يكن بمنطق حاتم الطائي الذي تفتخر به أمة العرب .
حتى الآن لم اعطي موقف من النظام السوري: لو كان النظام السوري وطنيا لاستقال حين تدهورت الأمور، وبشيء من السلطة التي بقيت له كان عليه التخلي عن السلطة وتنظيم انتخابات نزيهة لا يشارك هو فيها من موقع وطني، بالنسبة لي لا فرق بين بشار الأسد وصدام حسين ورئيس اوكرانيا زيزو: كلهم نسخة من عقيدة نيرون.



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقتطف رابع: حديث الجبل والغابة (تتمة للمقطتفات (4))
- مقتطفات 3 (تتمة)
- تتمة للمقتطفات 2
- الأنسنة قبل البحث عن كوكب آخر
- حديقة جوزيف بوريل
- مقتطف من رواية لم انشرها
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين
- الحرب هي الحرب...!
- أسلمة الفيزياء
- ضربتني بالكيماوي!
- أعياني أني أرث شوقك في دواخلي
- موسم صيد الكلاب
- رحلات الموت من جنوب الصحراء
- البن والشاي في المغرب
- حوارات سوريالية 2 (تتمة)
- حوارات سوريالية
- مشكل الصحراء الغربية
- نافذة على واقع الإعلام المغاربي
- قليل من الهدوء : حول الأزمة المغربية التونسية
- من ذاكرة جبل عوام 2


المزيد.....




- برق قاتل.. عشرات الوفيات في باكستان بسبب العواصف ومشاهد مروع ...
- الوداع الأخير بين ناسا وإنجينويتي
- -طعام خارق- يسيطر على ارتفاع ضغط الدم
- عبد اللهيان: لن نتردد في جعل إسرائيل تندم إذا عاودت استخدام ...
- بروكسل تعتزم استثمار نحو 3 مليارات يورو من الفوائد على الأصو ...
- فيديو يظهر صعود دخان ورماد فوق جبل روانغ في إندونيسيا تزامنا ...
- اعتصام أمام مقر الأنروا في بيروت
- إصابة طفلتين طعنا قرب مدرستهما شرق فرنسا
- بِكر والديها وأول أحفاد العائلة.. الاحتلال يحرم الطفلة جوري ...
- ما النخالية المبرقشة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عذري مازغ - أزمة السوريين في صحراء النيجر