أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض هاني بهار - الاستخبارات العراقية ومدرستها الفكرية المشوشة














المزيد.....

الاستخبارات العراقية ومدرستها الفكرية المشوشة


رياض هاني بهار

الحوار المتمدن-العدد: 7425 - 2022 / 11 / 7 - 12:30
المحور: المجتمع المدني
    


الثقافة الحديثة التي قوّضت كل الخرافات التي تؤمن بها الأنظمة الشمولية عن مفاهيم الاستخبارات، كان يمثل علم الاستخبارات لدى الكثيرين خطا أحمر لا ينبغي الاقتراب منه فضلا عن التعمق فيه.
لم تعد العلوم الاستخباراتية حكرا على الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، فعقب مجموعة من الفضائح والإخفاقات التي منيت بها وكالات الاستخبارات في اماكن عديدة من العالم، وبالتوازي مع ذلك بدأت تنمو مدارس فكرية تسعى لتقديم إجابات عن مدى علاقة الأنشطة السرية بمعايير الحكم الديمقراطي، وتبلورت آنذاك مدرستان رئيسيتان لدراسة الاستخبارات.
المدرسة الأولى:
ترى أن الاستخبارات أصبحت أو على الأقل ينبغي أن تصبح فرعا من فروع العلوم الاجتماعية، بحيث تقوم بتحليل القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية العسكرية، وتوقعها في نهاية المطاف وقد دعت تلك المدرسة إلى إزالة الغموض عن طبيعة عمل الاستخبارات، وتشجيع تدفق الأفكار بين أجهزة الاستخبارات والأوساط الأكاديمية، ومساعدة الاستخبارات على التقدم نحو الهدف المرجو بأن تصبح أشبه ما يمكن بعلم اجتماعي، ولتصبح وكالات الاستخبارات شبيهة بمؤسسات الفكر والرأي.
أما رؤية المدرسة الفكرية الثانية:
إن الغرض من الكتابة العامة عن الاستخبارات هو كشف الأخطاء، والمساعدة في إحداث تغيير للأفضل في الطريقة التي تعمل بها وكالات الاستخبارات، معتبرة أن الأسرار والخبايا التي قد تكشف أثناء ذلك أمر ثانوي مقارنة بالضرر الذي تسببه وكالات الاستخبارات نفسها عندما تعمل خارج نطاق الرقابة والتدقيق العام.
وبمرور السنوات، بدأت المؤلفات الأكاديمية والكتب والمجلات، والدوريات المتخصصة في مجال الاستخبارات بالتنزايد ومن بين تلك الدوريات (المجلة الدولية للاستخبارات والأمن والشؤون العامة) وهي دورية إسبانية بدأت في الصدور في عام 2006 كأول مجلة علمية إسبانية متخصصة في دراسة الاستخبارات. ثم أطلقت المجلة نسختها الإنجليزية في عام 2016
ان عمل الاجهزة الاستخبارية في النظام الديمقراطي مختلف تماماً عن النظام الشمولي، ان مهام الاستخبارات في النظام الشمولي هو من يمتلك المعلومة والقبض والتحقيق والايداع والمحاكمة ... الخ من الاجراءات التعسفية، اما في النظام الديمقراطي لا يجوز لأي جهاز استخبارات ان يمتلك المعلومات والقبض والتحقيق والايداع والمحاكمة ...
اما مدرستنا العراقية فهي هجينة ما بين المدرسة البريطانية ومدرسة الاتحاد السوفيتي المنحل وأخيرا المدرسة الامريكية فأصبحت مدرستنا وهي هجينة ما بين الشمولية والدول المضطربة وهذا التزاوج نتج منها مدرسة بلا لون ولا رائحة ولا طعم
وأصبحت الاستخبارات العراقية عرضة للمزيد من الانتقادات من قبل الساسة ومجلس النواب والاعلام والمواطن نتيجة لعجزها في مواجهة التحديات الامنية التي تعرض البلاد للخطر
وقد تركزت الانتقادات على المسائل التالية :
1. الفشل المعلوماتي والعملياتي : وذلك بعجز أجهزة الاستخبارات في التنبؤ بوقوع اعتداءات إرهابية أو الافتقار إلى المعرفة والإمكانيات اللازمة للحيلولة دون وقوع تلك الاعتداءات.
2. العيوب التنظيمية: مثل عدم تبادل المعلومات الاستخباراتية الوطنية مع غيرها من أجهزة الاستخبارات والدوائر المختصة واعتمادها هياكل تنظيمية لا تتناسب مع العصر وغياب الرؤية بإعادة تنظيم وإصلاح تلك الأجهزة.
3. ارتكاب خروقات بذريعة مكافحة الارهاب: بما في ذلك انتهاك حقوق المواطنين في خصوصياتهم وعمليات الاحتجاز غير القانونية (وإساءة معاملة الموقوفين وتعذيبهم) واستخدام أساليب غير قانونية في التحقيق.
4. اساءة استخدام الاجهزة الاستخبارية من قبل الحكومة السابقة: سخرها من بعض الحكومات السابقة بمراقبة تحركات الخصوم السياسيين بدلا من متابعة الارهابيين الذين يشكلون خطرا على البلاد، والأموال المهربة ومافيات تهريب النفظ وووووو

ولتصحيح المسار يتطلب
1-اصلاح الاستخبارات بتحديد مهام كل جهة وفق تشريعات واضحة السعي بالبرلمان لإصدار قانون (الاستخبارات الوطنية) (التفويض الاستخباري) بحيث يتطابق مع المعايير الدولية ، لان التعددية الاستخبارية بدون قوانين ناظمه لها اثار كارثيه على العراق ، لانهم لاعبين اساسيين ولا تحكمهم قوانيين وبدون رقابه برلمانيه ، الاستخبارات تتمتع بالشرعية اذا كانت تستند بعملها للقانون ، وتمتع بصلاحياتها من النظام القانوني القائم ، ومن دون هذا الاطار، ينعدم الاساس اللازم للتمييز بين الاعمال التي تنفذ من قبلهم ، وتلك الافعال التي يرتكبها الخارجون على القانون بمن فيهم الارهابيين، ولا يجب ان يشكل الامن الوطني ذريعة للتخلي عن سيادة القانون التي تسود في الدول الديمقراطية حتى في ظل احلك الظروف ، بل على العكس، يتعين ان تستند الصلاحيات الاستثنائية التي تتمتع بها الاجهزة الامنية الى اطار قانوني وان تعمل هذه الاجهزة في اطار نظام من الضوابط القانونية.
2-الاعداد المهني للضباط والمنتسبون واستحداث (معهد وطني للتطوير الاستخباري) بما يتلاءم مع التطور المعرفي للعالم المتمدن والابتعاد عن المفاهيم الساذجة لاستخبارات الاربعينات واستخبارات الانظمة الشمولية ، لكي يهيا كادر قادر على انتاج التحليلات اللازمة في المجالات التي تتعلق بالأمن الوطني، ويوفر التحذيرات المبكرة حول الأزمات التي تهدد الأمن الوطني، ويساهم في إدارة الأزمات الوطنية والدولية من خلال المساعدة على الكشف عن نوايا الجهات المعادية القائمة، توفير المعلومات الضرورية لوضع الخطط الدفاعية والعمليات العسكرية



#رياض_هاني_بهار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فساد كبار الموظفين بالدولة اصبحوا خطرا على الامن الوطني
- كذبة اصلاح الامن بمنهاج حكومة الكاظمي
- مسلسل وطن من وجهة نظر شرطية
- دور الفضائيات بتجميل صور الاغبياء التافهين
- العين الساهرة بذكراها المئوية
- من دروس حادث جبلة
- اثر الجرائم المهمة الغير المكتشفة على الامن الاجتماعي
- اصلاح الامن المناطقي يبدا من مركز الشرطة
- الأمن بأوراق البرامج الحكومية المتعاقبة
- الاجهزة الامنية مفاهيم غامضة بالعراق
- اصلاح الامن العراقي خطوات متعثرة
- الذكرى الثامنه لفرار اخطر المحكومين بتاريخ البشرية
- الاغبياء المهرولون نحو الفضائيات
- اين العراق من الامن السبراني
- الثقافة الأمنية المتباينة واثرها بالتردي الأمني
- جبهة الفساد تستفر مرتزقتها ضد جبهة الحق
- كبار الفاسدين يحاولون نجدة السراكيل
- العين الساهرة بذكراها التاسعة والتسعون
- رصد الظواهر الاجرامية ودورها بالتنبؤ بالجريمة
- ثقافة الانتحار لدى الكوريين


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض هاني بهار - الاستخبارات العراقية ومدرستها الفكرية المشوشة