أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد القصبي - كوارث المناخ..فعلة الكبار..هل بمقدور الصباغ وأمثاله مواجهتها؟















المزيد.....

كوارث المناخ..فعلة الكبار..هل بمقدور الصباغ وأمثاله مواجهتها؟


محمد القصبي

الحوار المتمدن-العدد: 7422 - 2022 / 11 / 4 - 17:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا مؤتمر قمة شرم الشيخ ؟
القمة تحمل اسم الدورة ٢٧
Cop 27
و تعقد سنويا منذ عام ١٩٩٥ .. حيث يشارك فيها قادة وكبار المسئولين من ١٩٧ دولة وآلاف الناشطين في مجال حماية البيئة ..
والهدف إيجاد السبل الكفيلة
بمواجهة التغيرات المناخية التي يتعرض لها الكوكب..

مع مطلع تسعينيات القرن الماضي بدأت مراكز البحث العلمي في الدول المتقدمة تشهد دبيب إدراك أن العالم يتغير..الحرارة ترتفع..
الجليد في طرفي الكوكب الشمالي والجنوبي يذوب..
وأن ديمومة الحياة والخضرة رهن بمعدلات معينة من الحرارة..من الأمطار..من الغازات..
تلك المعدلات في مناطق كثيرة تتغير..
في تصريحات صحفية يعزي د.محمد علي فهيم أستاذ التغيرات المناخية بمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة المصرية أسباب التغيرات المناخية إلى زيادة معدلات النشاط الصناعي الذي أدى إلى زيادة تركيز غازات معينة في الغلاف الجوي، وحدوث ما يسمى بـ"الاحتباس الحراري"؛
يقول د.فهيم أن وجود غازات مثل الميثان وغاز أول أكسيد النيتروز وغاز ثاني أكسيد الكربون وغاز أول أكسيد الكربون وخلافه في الغلاف الجوي أمر طبيعي لحفظ حرارة الكرة الأرضية أثناء فترات الشتاء والليل، ولولا وجود هذه الغازات بتركيزاتها الطبيعية، لانخفضت درجة حرارة الكرة الأرضية شتاءً إلى سالب 30 درجة مئوية. ولكن زيادة معدلات النشاط الصناعي -خاصة في بداية ستينيات القرن الماضي- أدى إلى زيادة في تركيزات هذه الغازات.

والمثير للأسى أن رد فعل الطبيعة يفتقد إلى العدل..
فأكثر الدول إسهامًا
في غازات الاحتباس الحراري ( الصين ..أمريكا..روسيا ..
كندا..الاتحاد الأوربي ).. الأقل تضررا ..
أما التداعيات الكارثية فتنهش في دول لاعلاقة لها إلى حد كبير بالأسباب ..
ومن هذه الدول مصر .


وتتلخص تداعيات التغيرات المناخية على المصريين في ارتفاع مستوى سطح البحر، والفقر المائي، وتدهور الصحة العامة والأنظمة البيئية مما يؤدي إلى خسائر اقتصادية تقدر بالمليارات .
وسيتعرض الأمن الغذائي للمصريين لخطر بالغ ..حيث
سيؤدي التغير المناخي إلى انخفاض في إنتاجية المحاصيل الزراعية الرئيسية في مصر كالقمح بنسبة 18 %والأرز بنسبة 11 % و فول الصويا بنسبة 28 %..
هذا الانخفاض في نتيجة إنتاجية المحاصيل الزراعية يعزى إلى:

- ارتفاع درجات الحرارة والنقص المتوقع لموارد المياه المتاحة مما يؤثر على إنتاجية النبات.
- غرق وارتفاع ملوحة العديد من الأراضي الزراعية المنخفضة بالدلتا نتيجة ارتفاع مستوى سطح البحر.

- ارتفاع درجات الحرارة سيؤدي إلى زيادة الحشرات والأمراض التي تسبب الضرر للمحاصيل الزراعية.
والنتيجة انخفاض الإنتاج الزراعي بنسبة 8% وارتفاع نسبة البطالة في القطاع الزراعي إلى 39 % وارتفاع أسعار الغذاء من 16-68% بحلول 2060، بينما الخسائر الاقتصادية لتلك الأضرار تقدر ب 40-234 مليار جنيه مصري.
من جهة أخرى تتوقع سيناريوهات محاكاة التغير المناخي ارتفاع معدل البحر بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وثمة احتمالات أن يؤدي ذلك إلى انخفاض الجريان السطحي لنهر النيل بنسبة 15% بحلول 2081-2098..
في المقابل ثمة سيناريوهات تتنبأ بأن التغيرات المناخية سينجم عنها زيادة الأمطار بدول المنبع مما ينتج عنه زيادة الجريان السطحي لنهر النيل.. ولكن معظم الدراسات ترجح السيناريو الأول، ليس فقط مياه نهر النيل المعرضة للخطر..بل من المتوقع انخفاض معدل الأمطار في دول شمال أفريقيا والوطن العربي بنسبة 15%، ومن التوقعات أيضا ارتفاع منسوب سطح البحر بالسواحل الشمالية لمصر مما سيؤدي إلى زيادة درجة ملوحة المياة الجوفية بتلك الأراضي الساحلية وحتى عمق 7 كيلومتر من تلك السواحل طبقا لدراسة قام بها معهد بحوث المياه الجوفية بمصر في عام 2011.
جميع هذه العوامل ستؤدي إلى ازدياد الفقر المائي في مصر في الأجل المتوسط.

- من جهة أخرى .. التغير المناخي قد يخل بالنظام البيئي للشعاب المرجانية بالبحر الأحمر حيث يؤدي ارتفاع درجات الحرارة ومعدل حموضة مياه البحر إلى تدهور الشعاب المرجانية.
كما ان ارتفاع منسوب سطح البحر سيؤدي إلى غرق الأراضي الرطبة بالمحميات الطبيعية الواقعة في السواحل الشمالية لمصر والتي تعتبر ملاذا للطيور المهاجرة خلال رحلتها الشاقة من الشمال إلى الجنوب، خطر كهذا سيؤدي إلى انخفاض في أعداد الطيور، مما سينتج عنه اضطراب بالحياة بتلك المحميات البيئية.

- كما أن ارتفاع مستوى سطح البحر متر واحد سيؤدي إلى غرق 970 كيلومتر مربع من أراضي الدلتا طبقا لتقديرات خبراء البنك الدولي، بينما تتوقع بعض السيناريوهات غرق 388.178 - 1.110.793 منزل بالدلتا..كما سيعرض البنية التحتية بالمناطق المنخفضة لخطر الفيضان. بينما المناطق الحضرية الواقعة بالمناطق المناخية الجافة كالقاهرة الكبرى ستعاني من زيادة تأثير ظاهرة الجزر الحرارية مما سينعكس بالسلب على الراحة الحرارية، خاصة بالمناطق العشوائية المتدهورة.
- ومن تداعيات ارتفاع درجات الحرارة أيضا توفير مناخ مناسب لنمو وتكاثر الحشرات الناقلة للأمراض مثل مرض الملاريا وحمى الضنك، كما أن ارتفاع درجات الحرارة سوف يؤثر على الفئات الضعيفة مثل الأطفال وكبار السن مما يزيد من معدلات الوفاة نتيجة الإجهاد الحراري.
والمعروف أن ارتفاع درجات الحرارة ينجم عنه زيادة معدلات التلوث في الهواء، مما يعرض مرضى الجهاز التنفسي للأزمات التنفسية وربما فقد الحياة.
........
هل تلك التغيرات الكارثية للمناخ كانت مفاجئة للمصريين؟
بل وللعالم كله..لذا كانت قمة شرم الشيخ وقبلها ٢٦ قمة أخرى للبحث عن سبل جادة للمواجهة..
ورغم أن مصر أدركت مبكرا أهمية حماية البيئة من القبح ..من التلوث ..فأنشأت عام ١٩٩٧ وزارة البيئة..( ثمة دراسة تؤكد أن اهتمام المصريين بدأ قبل ذلك بآلاف السنين...حيث تم العثور على نقوش فرعونية تشدد على أهمية الحفاظ على النيل من مصادر التلوث)
إلا أن إدراك الأسباب المحورية لتغيرات المناخ وكيفية مواجهتها لم ينتبه لها المصريون إلا منذ عقد أو أكثر قليلا..
وخلال لقائي مؤخرا بجاري الصديق الدكتور أحمد الصباغ الرئيس السابق لمعهد بحوث البترول ..إذ به يفاجؤني بأن تلك القضية كانت مثار اهتمامه لعدة سنوات..وانتهى الأمر ببحث توج بحصوله على براءة اختراع ترتبط بالجهود التي تبذل لحماية البيئة من الملوثات الناجمة عن استخراج البترول الخام والغاز الطبيعي.
حيث ثمة غاز سام يمثل خطرا كبيرا علي الإنسان والبيئة هو غاز كبريتيد الهيدروجين متلازما مع البترول والغاز.
وفي حالة عدم معالجته قبل التخزين والنقل والتحرير يسبب مشاكل كثيرة، منها انخفاض سعر الخام البترولي والغاز، مصدري التسمم للعاملين، وقد ينتهي الأمر بالموت الجماعي.
وإذا ترك هذا الغاز يحترق في الشعلة يتحول الي ثالث اكسيد الكربون الذي ينطلق الي البيئة ويختلط ببخار الماء والسحب مكونا حامض الكبريتيك، ويؤدي إلى سقوط الأمطارالحمضية علي جميع البيئات الممكنة مما يؤدي الي إلحاق أضرار جسيمة بكافة أوجه الحياة.
قكيف يتم علاج تلك المشكلة؟
بالتوقف عن الإنتاج من الآبار التي يخرج فيها كبريتيد الهيدروجين..
إلا أن ثمة سبل للعلاج الكيميائي بواسطة إضافات كيميائية مبتكرة..

وهذا ماتوصل إليه د.أحمد الصباغ.. حيث ابتكر مواد من خامات محلية تعادل في كفاءتها تلك المواد التي كان يتم استيرادها من الخارج..وتكبد الدولة عشرات الملايين من الدولارات..
وقد حصل د.الصباغ بابتكاره هذا على براءة الاختراع رقم
٢٤٤٥٨ و٢٥٩٩٨

ويجري بالفعل تطبيق ابتكار د.الصباغ في شركات قطاع البترول المصري والأجنبي منذ ٢٠٠٦.
وكانت نتائج التطبيق على المستوى القومي مبهرة..منها :
١ عدم توقف الآبار المصابة بكبريتيد الهيدروجين عن الإنتاج وهذا يدعم الاقتصاد الوطني.
٢ الحفاظ علي المناخ والبيئة بالقضاء علي كبريتيد الهيدروجين وتحويله الي مركبات آمنة قبل مهاجمة البيئة.
٣ تحقيق مبدأ المنتج المحلي بديلا عن المستورد.
٤ تحقيق مبدأ اقتصاد الفرصة البديلة ودعم المنتج المحلي.
٥ تطبيق نظرية البحث العلمي ذات المردود الاقتصادي لدعم الاقتصاد الوطني.
....
في حوار تليفزيوني سألت المذيعة عالمنا الراحل د. أحمد زويل ..عن أهم الفروقات بين مصر وأمريكا..
فقال رحمه الله : في مصر يواجه الناجح بمعوقات كثيرة ليفشل..
بينما في أمريكا يتم توفير كل عناصر النجاح للفاشل لينجح..؟
أهذا حال د.احمد الصباغ وهو يجري أبحاثه التي توجت باختراعه المهم..؟ هل مترست الطرق أمامه ليصاب باليأس ويفشل؟!!

لا أدري..لم أسأله في هذا الأمر..
لكن ..حتى لو حدث هذا..إلا أنه جيش إرادته وعلمه وصبره ومثابرته إلى أن نجح في الوصول إلى هدفه العظيم.
وهذا ببساطة ماننتظره من علمائنا..الارادة..
وعلى الدولة أن تعمل.. ليس فقط على إزالة كافة المتاريس من أمامهم ..بل وأيضا أن تبسط تحت أقدامهم السجاجيد الحمراء ..فنجاحهم ..نجاح لمصر ..لكل المصريين..نجاح للعالم كله..
والبرهان..براءة اختراع جاري الدكتور أحمد الصباغ..
ومن يدري ..فربما ..ان خاض علماؤنا في الداخل والخارج..في البحث عن مخارج لكوارث التغيير المناخي..وإن فرشت لهم الدولة السجادة الحمراء..قد يجدوا حلولا لمواجهة تلك الكوارث..
لم لا..؟
ألم يفعلها عالمنا الكبير د.أحمد الصباغ ؟!!!!!

........



#محمد_القصبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تكيف إعلامنا مع القبح والجهل والفساد ؟!!
- نحن ظاهرة صوتية فاشلة ..هل لدى نقيب الصحفيين خيار آخر؟!!
- كوارث الصحافة ربما ليس من بينها انتحار عماد الفقي!
- بين هرمنة النص وشيطنته..في ندوة نادي القصة
- هل خانت -ايمان- زوجها؟!..أهو مثل سارتر ..ديوث؟!
- لنبدأ بكتاب النيابة العامة لعلاج أنيميا الثقافة القانونية
- أين الأدب من انسحاق مصر أكتوبر بين الانفتاح وسلفية البترودول ...
- نجحنا في تحصين الشوارع..فماذا عن تحصين العقول؟!
- هل سقط المثقف من حسابات الدولة؟!
- شعب من الزبالين!
- حتى لايقع السيسي في خطأ عبد الناصر
- ماذا لوكانت مؤامرة اخوانية ياوزير التعليم؟!
- أنا والسيدة الأولى والمناضل الناصري!
- لو اختاروني وزير ثقافة!
- أعداؤك ياسيسي في الداخل
- وماذاعن عمارة الشوارع.. ياوزير الأوقاف ؟!
- وماذاعن عمارة الشوارع.. سيدي خطيب مسجد الحاجة حورية؟!
- مفارقاتك يامصر ..مدينة عالمية للثقافة ونادي القصة في الشارع! ...
- إغلاق الصحف المسائية..ألف مبروك..عقبال الصباحية!
- حسن راتب ليس حالة خاصة !!


المزيد.....




- نتنياهو يعلق على قبول حماس وقف إطلاق النار والسيطرة على الجا ...
- لوكاشينكو: العالم أقرب إلى حرب نووية من أي وقت مضى
- غالانت: عملية رفح ستستمر حتى يتم التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح ...
- الرئيس الجزائري: لا تنازل ولا مساومة في ملف الذاكرة مع فرنسا ...
- معبر رفح.. الدبابات تسيطر على المعبر من الجانب الفلسطيني مع ...
- حرب غزة: هل يمضي نتنياهو قدما في اجتياح رفح أم يلتزم بالهدنة ...
- اتحاد القبائل العربية في سيناء.. بيان الاتحاد حول رفح يثير ج ...
- كاميرا مثبتة على رأس الحكم لأول مرة في مباراة الدوري الإنكلي ...
- بين الأمل والخوف... كيف مرّت الـ24 ساعة الماضية على سكان قطا ...
- وفود إسرائيل وحماس والوسطاء إلى القاهرة بهدف هدنة شاملة بغزة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد القصبي - كوارث المناخ..فعلة الكبار..هل بمقدور الصباغ وأمثاله مواجهتها؟