لو اختاروني وزير ثقافة!

محمد القصبي

الحوار المتمدن-العدد: 6998 - 2021 / 8 / 24 - 16:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ماذا لو اختاروني وزيراً للثقافة ؟!!
لدي مشروعي لتحويل الوزارة..كل منتدياتنا الثقافية..بل والسوشيال ميديا إلى مراكز مؤثرة لإشعاع الفكر المستنير.. فتصل رسالة الوزارة الى نجوعنا.. قرانا..إلى كل شبر يتردد فيه نَفَس مصري ..فلايتزوج جاري الشيخ "غالب" ٩ وينجب ١٧..ولايزوج بناته وأبناءه دون السادسة عشرة .."واحدة من بناته لم تصل ال15 سنة تزوجت مؤخرا..وارتدت النقاب!".. ولاتطرق الست بهانة الغلبانة باب مولانا الشيخ معاوية المغربي وتهدر على مباخره ال ١٠ الاف جنيه تمن غويشة الجواز..علشان يرجع لها جوزها اللي لايف على بنت في عمر أولاده..ولا تتمكن فلول الاخوان من اصطياد أطفالنا باغوائهم..أولا بالصلاة في الجامع..ثم تسميم أدمغتهم بفكرهم المتخلف والدموي.." فعلوا ذلك مع طفلين من العائلة ،وأعانني الله على إنقاذهما"
مشروعي اللي هنفذه بالتعاون مع وزارات التعليم و الأوقاف و الصحة والإعلام والأزهر والنوادي ومراكز الشباب هيركز على نشر ثقافة الجمال.. فمنلوثش بلادنا الجميلة بمخلفاتنا..وهنعمل قوافل من المثقفين لتنظيف الشوارع..كل واحد يمسك مقشة وأنا في المقدمة وننزل إلى كل مدن وقرى مصر
..ويقدم كل أديب ومفكر وفنان نفسه مثقف عضوي بجد وبشكل أكثر فعالية حتى من الصورة اللي اتكلم عنها أنطونيو جرامشي من 100 سنة..
مشروعي هيتصدى لثقافة الفشخرة ..مش لاقيين ناكل ونشتري موبايلات الواحد ب٢٠ الف ..ونصرف على صباحية البنت ٤٠٠ الف.. في جوازات بتنتهي بكوارث..استدانة وسجن وممكن طلاق ..مشروعي هيتصدى لحالة السفه في أكلنا وشربنا..كل سنة بنرمي رز من بقايا أكلنا في صناديق الزبالة ب٤ مليارات جنيه..فمابالك الأصناف الأخرى!
مشروعي هيركز على الارتقاء بالمرأة ..وهيتصدى لظاهرة أكل ميراثها الشرعي ..أكتر من نصف نسائنا ..خاصة في الصعيد يحرمن من ميراثهن الشرعي..وكتير منهن من الخوف من بطش الذكر يلتزمن الصمت..صمت القهر!!
مشروعي هيسعى إلى إعادة قيم العدالة المفقودة في مسابقاتنا وجوائزنا.. ومحدش هياخد جايزة الا عن استحقاق..
ومفيش مؤتمر هينظم إلا إذا كانت فيه مشكلة حقيقية وملحة هيناقشها .. أزمة القراءة وانقراض القاريء..انهيار السينما واللي اختزلت في مهرجانات لاستعراض المفاتن.. وتكبد الدولة ملايين الجنيهات سنويا! أزمة المنتديات الثقافية العريقة اللي بتغلق عيني عينك ولاحد مهتم..زي نادي القصة ودار الأدباء اللي أسسهما الكبار يوسف السباعي وإحسان عبد القدوس وطه حسين ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم.. هي دي القضايا اللي تستحق تنظيم مؤتمرات لبحثها ..أما مؤتمرات الجمبري والشنط والفسح في شرم الشيخ ومطروح والأدب في الألفية الرابعة..فتنظيمها ..بل ومجرد المشاركة فيها جريمة نرتكبها جميعا ضد البلد.
مشروعي -لو اختاروني وزير ثقافة- هيوجه كل مبدع وكل مفكر ليقوم بدوره التنويري ..بعيد عن الخطب الرنانة من فوق منصات القاعات المكيفة اللي جدرانها مانعة للصوت!! هننزل الشارع.. للناس..لبهانة وغالب..وطبعا مش هنتجاهل تنظيرات دريدا ورولان بارت.
وحتى ال30 ألف موظف اللي بتستحوز مرتباتهم على أكثر من 70% من ميزانية الوزارة هيتم تدريبهم وتأهيلهم على استخدام السوشيال ميديا لإعادة هيكلة دماغ الشيخ غالب والست بهانة بحيث يديروا أمور حياتهم بشكل علمي..

لكن كم سنة محتاج علشان أنفذ مشروعي ده لو اختاروني وزير ثقافة ؟ خمس سنين.. عشرين سنة؟
مفيش مشكلة..
بس فيه مسألة مهمة جدا لايمكن تجاهلها ..مشروعي علشان يتنفذ صح في حاجة أولا إلى تنظيف الوزارة من الفسدة واللي اقتنصوا كراسي مش ادها..واللي مش فاهمين الفرق بين وزارة الثقافة ووزارة التموين..
مشروعي ده في حاجة أولاً إلى التصدي ل" مثقفينا " اللي بيناضلوا تحت شعار " لافيها لااخفيها" وما لايقل أهمية إنهاء عضوية آلاف المثقفين في حزب الكنبة..!!

الخطوة الأولى دي تنفيذها في حاجة الى ١٠٠ سنة علشان تكون الأجواء لتنفيذ مشروعي لإعادة هيكلة الدماغ الجمعي على أسس من الفكر التنويري..ع
وأنا الآن في دقائقي الخمس دقائق الأخيرة..يعني مش هلحق أقول حتى بسم الله الرحمن الرحيم ..

لذا لو اختاروني وزيرا للثقافة... سأعتذر !!!!!!!!!!!!!!!!
............

ملحوظة..
حتى لو عاد العظيم جداً ثروت عكاشة إلى الحياة ..
واختاروه مجدداً وزيراً للشأن الثقافي .. وتفحص أحوال الوزارة ..ومناضلي "لافيها لااخفيها".. وأعضاء حزب الكنبة فسوف يعتذر ..فإن تعرض للضغوط ليقبل..فربما تظاهر بالموافقة ..لكنه سراً سيبحث عن أي من زعماء عصابات الاتجار بالبشر ويطلب مساعدته.. لتهريبه ولو إلى.. طالبان!!!!!!

#محمد_القصبي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل