أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - فيلم -الممرضة الطيبة - نقد لاذع للنظام الصحي في المستشفيات الأمريكية















المزيد.....

فيلم -الممرضة الطيبة - نقد لاذع للنظام الصحي في المستشفيات الأمريكية


علي المسعود
(Ali Al- Masoud)


الحوار المتمدن-العدد: 7419 - 2022 / 11 / 1 - 14:47
المحور: الادب والفن
    


فيلم المخرج الدنماركي " توبياس ليندهولم " الممرضة الطيبة" المقتبس من كتاب للمؤلف" تشارلز غرايبر" الذي نشر في عام 2013 وعن قصة حقيقية ، كتبت سيناريو الفيلم من قبل المرشحة لجائزة الأوسكار الانكليزية " كريستي ويلسون كيرنز" ، أنها سيرة ذاتية تحكي قصة جرائم التي قام بها الممرض "تشارلي كولن" في مستشفيات مختلفة وعلى مدى 15 عاما. يفتتح الفيلم في مشهد لحالة طارئة لمريض في مستشفى ( سانت الويسيس) في بنسلفانيا في عام 1996 ودخوله في نوبة قلبية وتسارع في نبضات القلب ، في غرفة الانعاش يهرع له الكادر الطبي لأنقاذه ويبذلون جهداً في اعادته الى الحياة ورغم عمل الصدمات القلبية وحقنه بالأدرينالين لكن محاولاتهم تذهب هباءاً بعد توقف القلب .

تركيز الكاميرا كان على احد الممرضين "تشارلي" ويقوم بدورة الممثل الانكليزي ( إيدي ريدماين ) الحائز على جائزة الاوسكار وهو واقف في زاوية غرفة المريض يراقب محاولات الاسعاف ، ويقوم المخرج بالتركيز وتكبير الصورة ببطء على وجهه وهو يشاهد الأطباء يحاولون بشكل محموم من أجل إنقاذ حياة المريض . يتنقل الفيلم الى عام 2003 وفي مستشفى ( باركفيلد ميموريال ) الواقع في مدينة نيوجرسي ، هذه المرة نتعرف على الشخصة المحورية وهي ( الممرضة الطيبة ) إيمي وتقوم بدورها الممثلة ( جيسيكا جيستين) وهي الاخرى حائزة على جائزة الاوسكار . إيمي لوغرين ممرضة تعمل مناوبة ليلية في وحدة العناية المركزة في مستشفى" نيو جيرسي". كما يوحي عنوان الفيلم "الممرضة الطيبة" تأخذ إيمي وظيفتها على محمل الجد وتهتم حقا بمرضاها وتعاملهم بكل طيبة ولطف وعناية ، رغم إنها تعاني من حالة قلبية خطيرة والتي تستدعي إجراء عملية زرع قلب . إيمي أم لابنتين وهما أليكس لوغرين المشاكسة (يلعب دورها أليكس ويست ليفلر) ، التي تبلغ من العمر حوالي 9 سنوات ، والطفلة مايا لوغرين المطيعة (التي تلعب دورها ديفين ماكدويل) التي تبلغ من العمر حوالي 5 سنوات ، لم يظهر والد الأطفال أو يذكر في الفيلم . علاقة الأم إيمي مع إبنتها أليكس متوترة ،لأن أليكس تعتقد أن والدتها التي تعمل في نوبة ليلية لا تولي اهتماما كافيا لها ولـشقيقتها مايا في حين تعمل لساعات طويلة لإعالة إبنتيها، ولكن مع فواتيرها الطبية بالكاد تكفي .نراها في مشهد تربط محلول المغذي للمريضة ( أنا مارتينيز) وهي أمرأة كبيرة السن أصيبت بحساسية جراء تناولها جرعة زائدة من دواء ألاموكسيلين .
تكافح إيمي ماليا بالفعل ، لذلك فهي تتعرض لضغوط هائلة للحفاظ على وظيفتها والحصول على التأمين الصحي ، على الرغم من أن الوظيفة يمكن أن تكون عبئاّ كبيراّ على صحتها . يصور هذا الفيلم إيمي إمرأة وحيدة ليس لديها أي أصدقاء مقربين أو أفراد عائلة للاعتماد عليها والحصول على الدعم . إنها وظيفة شاقة تعمل بين عشية وضحاها في طابق وحدة العناية المركزة مع مستشفى تحت ضغط مالي خاص به . تحصل على مساعدة أمراءة في متوسط العمر تعمل جليسة أطفال تدعى جاكي (تلعب دورها مارسيا جان كورتز) والتي لا تمانع إذا تأخرت إيمي أحيانا في دفع أجرها . وفي الوقت نفسه في مستشفى باركفيلد ميموريال إيمي ممرضة رحيمة تتجاوز أحيانا القواعد إذا كان ذلك سيساعد المرضى على أن يكونوا أكثر راحة على سبيل المثال ، عند بداية الفيلم وخلال رعايتها للمريضة المسنة آنا مارتينيز (تلعب دوره جوديث ديلغادو) ، خلال زيارة زوجها المخلص سام مارتينيز (الذي يلعب دوره يسوع باباوليتو ميلينديز)، يطلب سام البقاء في غرفة المستشفى طوال الليل مع زوجته على الرغم من أنه مخالف لقواعد المستشفى للزوار للبقاء بعد ساعات الزيارة . تسمح له إيمي بالبقاء وتحضر له وسادة وملاءة . ، لكنها تتعرض للتوبيخ لاحقا من قبل رئيستها فيفيان نيل (التي تلعب دورها ميرا لوكريتيا تايلور)، بعد أن تكتشف فيفيان هذا الخرق للبروتوكول . تقول فيفيان عندما توبخ إيمي أن المستشفى ليس فندقا ، وتذكر فيفيان أيضا أن المستشفى يضعها تحت الكثير من التدقيق المالي للنفقات. تأخذ إيمي الانتقادات بخطى حثيثة ، لكنها أول مؤشر في الفيلم على أن المستشفى يدار مثل شركة تركز على الأرباح . وفي نفس الوقت تخبرها بتعين ممرض حديث يساعدها في المناوبة الليلية المرهقة ويكون الممرض هو تشارلي كولن ، رجل نحيف مع أكتاف مائلة وأذرع متدلية ، يتمتع تشارلي بحضور هادئ ومتواضع . وبعد لقاءها بالمرض الجديد ( تشارلي) تأخذه في جولة في اقسام المستشفى وتعرفه رموز استخدام الحاسوب وكذالك طريقة سحب الدواء للمريض ، وعند سؤالها عن المستشفيات التي عمل فيها يذكر مستشفى (شولاندز ) وتساله ايمي عن احدى صديقاتها التي تعمل في تلك المستشفى وهي الممرضة ( لوري لوكاس) .
وحين يكتشف الممرض الحديث " تشارلي كولن" حالتها الصحية وعدم شمولها بالضمان الصحي الا بعد أربع اشهر تخبر إيمي تشارلي بسرها في إصابتها باعتلال عضلة القلب ، عندما يلاحظ أثناء نوبة عملهم أنها تعاني من صعوبة في التنفس ، تخبره عن مأزق التأمين الصحي الخاص بها ، وتتوسل إليه ألا يخبر أي شخص آخر عن حالتها المرضية و تطلب منه عدم الكشف عن هذا السرً وإلا سوف يستغنى عن خدماتها ، يوعدها تشارلي بالحفاظ على سرها وكذالك مساعدتها ، ومع مرور الوقت صار الاثنان صديقين مقربين. سرعان ما أصبح تشارلي لاعبا أساسيا في حياة إيمي ، وبدأت الممرضة إيمي تضع ثقتها في الممرض تشارلي بما يكفي لدعوته إلى منزلها وتقديمه لعائلتها . مما دفعه إلى العمل وحتى تقديم المساعدة الى بناتها في التحضير لواجباتهم المدرسية ، بالنسبة لشخص يكافح مثل إيمي يبدو تشارلي وكأنه هبة من السماء. . بعد أن علم بحالتها الطبية قام بتغطيتها في المستشفى، وتغطية حالتها المرضية وحتى المجازفة في سرقة الأدوية من إمدادات المستشفى ، لذلك تصبح إيمي متواطئة دون علم في اختلاله الوظيفي .
تشارلي هو الآخر وحيد يبدو هادئا وانطوائيا. تبدأ إيمي وتشارلي في التحدث مع بعضهما البعض وتبادل همومهما ومعاناة كل واحد فيهم . يثق تشارلي في إيمي ويتحدث عن مشاكله الشخصية وكذالك معركته مع زوجته السابقة حول حضانة أطفالهما القصّر . وفقا لرواية تشارلي فإن زوجته السابقة تنسج ألاكاذيب حوله حتى تتمكن من محاولة الفوز في معركة الحضانة . وفي تلك الليلة تصاب الممرضة الطيبة ( ايمي) بنوبة قلبية نتجة الاجهاد في العمل ولانها تعاني من اعتلال عضلة القلب وهو مرض قلبي يسبب تسارع في نبضات القلب. مما يضطرها الذهاب في اليوم التالي الى زيارة الطبيب والقيام بالفحوصات اللازمة ، ويخبرها الطبيب بسوء حالتها ويحذرها من ترك حالها أو اهمالها ممكن يؤدي الى أصابتها بالاحتشاء في القلب ، وعليه أن يضع اسمها الان في قائمة زراعة الاعضاء وعليها أن تتوقف عن العمل وتطلب أجازة مرضية، ولكنها لاتستطيع لأنها تحتاج الى التأمين الصحي ، ولايمكنها أن تاخذ أجازة مدفوعة الأجر الا بعد مرور عام على عملها في مستشفى ( باركفيلد ) . الحالة شديدة الخطورة لدرجة أن طبيب إيمي يريدها أن تعلم ابنتها الكبرى العلامات التحذيرية للإصابة بسكتة دماغية وينصحها الطبيب بإخبار إبنتها أليكس بحالتها الصحية ، إذ كانت إيمي تعاني من ضيق التنفس وألم في الصدر والشعور بالضعف أو الإغماء وكذالك تعاني من نوبات في عدم انتظام دقات القلب وبدأت الحالة تسوء اكثر فأكثر ، لكن إيمي كانت مترددة في أخذ هذه النصيحة لأنها لا تريد أن تقلق بناتها بشأن صحتها وتحاول تحقيق التوازن بين كونها أما عزباء ووظيفتها عالية التوتر .
عندما تلتقي إيمي بتشارلي (إيدي ريدماين) ، وهو ممرض تم تعيينه للتو لتخفيف عن بعض أعبائها المهنية ، يصبح الممرض "تشارلي" صديقا مقربا للمرضة الطيبة إيمي ولا ينفصل عنها في العمل والمنزل بالاضافة الى قربه من البنات ودعمه لها في البيت والعمل . ويتعهد بالحصول لها على التأمين الصحي كي تتمكن من القيام بعملية زرع القلب وينصحها الطبيب باخبار الطفلتين لان ضيق في التنفس وأللم في الصدر قد يؤدي الى السكتة القلبية ، وقد يحدث هذا في المنزل وعليك شرح الاجراءات لهما كي يعرفان كيف يتصرفان عند حدوث أي طارئ صحي . وبالفعل تخبر أبنتها الكبرى وبمساعدة زميلها تشارلي كولن بوضعها الصحي الحرج . في اليوم التالي وفي نوبة عملها الليلية تفاجئ الممرضة أيمي بخبر وفاة المريضة (أنا مارتنيز) التي توفيت خلال تبادل نوبات العمل تتأثر كثيرا وتواسي زوجها المفجوع سام ، الخبر شكل صدمة للمرضة ايمي لان المريضة أنا مارتينيز التي دخلت المستشفى بسبب حساسية من دواء الاموكسيلين وبدأت بالتحسن وتركتها أيمي في الليلة التي سبقت وفاتها بحالة جيدة .
يقوم اثنان من محققي الشرطة بالتحقيق في وفاة آنا مارتينيز وهما تيم براون (يلعب دوره نوح إيمريش) وداني بالدوين (يلعب دوره نامدي أسوموغا) ، اللذان يطلب منهما المسؤولين في المستشفى إجراء تحقيق رسمي. لماذا؟ يريد مجلس إدارة المستشفى التأكد من أنه لن تكون هناك أي مشاكل من شأنها أن تجعل المستشفى مسؤولا عن وفاة المريضة آنا مارتينيز .المسؤولان في مستشفى باركفيلد اللذان يتواجهان أكثر مع محققي الشرطة هما ليندا غاران (التي لعبت دورها كيم ديكنز) والمحامي دنكان بيتي (الذي لعب دوره ديفيد لافين) ، اللذان يتم تصويرهما على أنهما نوعان من البشر ذوي القلوب الميتة والذين لاتهمهم ارواح الناس والمرضى ويتصرفون بعيدأ عن الانسانية . ليندا ودنكان مترددان في أجراءهذا التحقيق ويحاولان عرقلة المحققين بأي طريقة ممكنة. عضو في مجلس المدينة يدعى مالكولم بوريل (يلعب دوره بروس ماكفيتي) يشارك في جوانب التحقيق . ليندا ودنكان يعقدان اجتماعا مع موظفي مستشفى باركفيلد (بما في ذلك إيمي وتشارلي) لإبلاغ الجميع بأن التحقيق يجري بوفاة احدى المريضات و يتم تحذير الموظفين في هذا الاجتماع من التحدث إلى الشرطة دون حضور مسؤول من مستشفى باركفيلد أثناء المقابلة. كما يذكّر دنكان الموظفين بصرامة ببند السرية في عقوده عند التوظيف، وهي طريقته في القول بإنه يمكن فصل الموظف عند كشفه عن معلومات حول المستشفى والمرضى دون إذن من المستشفى . طلب المحققان تقرير المستشفى عن حالة المريضة قبل الوفاة المفاجئة والعقاقير التي تم وصفها لها ، وعند السؤال عن جثة السيدة انا مارتينيز ابلغتهم المستشفى بحرقها عند وفاتها قبل سبعة اسابيع وقد اجرت المستشفى تحقيقا داخليا عن اسباب الوفاة ، لكن رجال الشرطة تقرر استجواب جميع العامين في وحدة العناية المركزية ، وبعد مراجعة ملفات العاملين ، أكتشف احد المحققين ان احد العاملين وهو الممرض (تشارلز كولن) سبق وأن أدين بالتعدي الجنائي في ولاية بنسلفانيا في منطفة بالمر قيل ثماني سنوات ، وعند الاتصال بمركز شرطة بالمر لغرض الحصول على معلومات عن الممرض كولن وأسباب إعتقاله في عام 1995 ، وكان الرد بان سبب الاعتقال كان التعدي على زميلته( زوجته السابقة) في العمل بعد انفصالهما حيث قام بثقب اطارات عجلات سياراتها وقد اسقطت عنه جميع التهم .
وتبدأ عناصر الجريمة الحقيقية حقا بعد سبعة أسابيع كاملة من الوفاة حين تضطر إدارة المستشفى إلى إبلاغ الشرطة، عندها يشعر المحققان في نيوجيرسي المكلفان بالتحقيق (نامدي أسوموغا ونوح إيمريتش) بالغضب من التأخير خاصة بعد أن علموا أن عائلة المريض قد أحرقت الجثة بالفعل ، وعدم وجود جثة يعني عدم تشريح الجثة وبمعنى آخر عدم وجود قضية . تبدا شكوكهم بإدارة المستشفى ومحاولة تضليلهم وأخفاء المعلومات عنهم حين يقوم فريق إدارة الازمة في المستشفى بحظرها من خلال حجب المستندات والمطالبة بالتحكم في أي مقابلات مع الموظفين . بعد تأكد حادث الوفاة المفاجئة لأمراة أخرى حديثة الولادة بعد حادثة أنا مارتنيز وكان لدى كلتا المرأتين مستويات قاتلة من الأنسولين في أجسادهما . وعندما طلب رجال الشرطة الممرضة الجيدة أيمي للتحقيق معها أستغل المحقق حينها مغادرة مسؤولة المستشفى غرفة الاجتماعات بشكل مفاجئ ناولها تقرير الوفاة للمريضة أنا مارتنيز ، انتبهت الممرضة الى نسبة الكلوكوز في الدم وكانت مرتفعة وكذالك معدل ضغط الدم كان غير صحيح وهذا مما يثير الغرابة . وهذا يعني ان الأنسولين قد حقن في جسمها لكونها لاتعاني من داء السكري ، أي ان الانسولين خطأ طبي دوائي ومن الممكن ان يكون هو المسبب لموتها شهادة الممرضة إيمي فتحت الباب امام رجال التحقيق بوجود جريمة وقاتل في قضية وفاة المريضة أنا مارتنيز . وعند السؤال عن زميلها الممرض تشارلي كولن الذي تدور حوله الشبهات ، اكدت انه ممرض مذهل وطيب ومستحيل ان يرتكب مثل هذا الخطأ .
لكن افتقار المستشفى إلى السرعة والمماطلة الواضحة لا يثير سوى شكوك المحققين الذين وضعوا أعينهم في نهاية المطاف على كشف حقيقة الممرض تشارلي والسرً في تنقله بالعمل لاكثر من تسعة مستشفيات وفي مدن مختلفة . تجاوز بيروقراطية المستشفى والروتين يشكل عقبة في الوصول الى الهدف ، إنهم بحاجة إلى شخص ما في الداخل ، شخص مقرب من تشارلي يمكنه مساعدتهم في الحصول على الأدلة التي يحاول المستشفى إخفاءها وتكون الممرضة الجيدة إيمي هي العون لرجال الشرطة في كشف حقيقة الجرائم التي تحدث في المستشفى . تقوم الشرطة بتجنيد إيمي ضد إرادتها للتجسس على صديقها الممرض تشارلي على أمل الحصول على دليل أدانة ، وتعمل الممرضة الطيبة في مراقبة ومحاصرة تشارلي من أجل إنتزاع اعتراف منه ، ومن أجل ذالك تخاطر بحياتها العائلية وحياتها المهنية . في البداية تكون في حالة إنكار كبيرة لأن تشارلي هو صديقها وساعدها كثيرا في محنتها وهي الان تخونه وتخدعة من أجل الايقاع به ، كما أنها قلقة من التعرض للطرد إذا تعاونت سرا مع الشرطة . يصبح الفيلم لعبة القط والفأر المدبرة بكثافة لا تطاق حتى تصل إلى ذروتها التي لا توصف إلا بأنها تحطم الأعصاب .
في النهاية ، تشك إيمي في تشارلي وتقوم بتحقيقها الخاص وتسافر الى صديقتها الممرضة ( لوري لوكاس) التي تعمل في مستشفى (شولاندز ) للاستفسار عن الممرض تشارلي كولن وأسباب طرده ، وتذكر لها الصديقة أنها مجرد شكوك به بعد أرتفاع نسبة الوفيات في المستشفى واغلب الحالات بسبب زيادة الانسولين في الدم وكذالك عٌثر على اكياس المغذي مثقوبة بعد حقن الانسولين بها ، وعند سؤالها وهل قلت حالات الوفيات بعد طرد تشارلي كولن ؟ ، أجابت " نعم قلت بشكل كبير واصبحت حالة واحدة في الشهر بدلا من عشرة حالات أو أكثر "! .
يصاب رجال الشرطة بخيبة أمل كبيرة بعد قيام المستشفى بأجراء غريب وهو فصل الممرض تشارلي كولن من العمل والسبب المعلن هو وجود معلومات متناقضة في بياناته التي قدمها عند التعين ، ولكن الحقيقة هي لابعاد الشبه عن المستشفى . في النهاية يلقي القبض على الممرض القاتل تشارلي كولن ولكنه ينكر جميع التهمة المنسوبة اليه ، عند ذاك تستعين الشرطة بالممرضة أيمي لغرض الضغظ عليه بالاعتراف ، وتنجح الممرضة الطيبة أيمي بعد أن أقرً القاتل تشارلي بذنبه في قتل 29 مريضاّ ويعتقد أن العدد الحقيقي لضحاياه يصل الى 400 ، وعند السؤال لماذا أرتكب تلك الجرائم ؟ ، رد القاتل تشارلي قائلاّ " لانهم لم يردعوني" ، ولم يبرر السبب وراء فعلته ابداّ الشنيعة . عمل كولن 16 عاما ومعظم المستشفيات التي عمل بها تسترت في شكوكها به ، ولم يوقفه أحد ولم ترفع دعوى قضائية ضد أي من المستشفيات التي عمل بها تشارلي ، يقضي تشارلي كولن 18 عقوبة متتالية بالسجن مدى الحياة في سجن في ولاية نيوجيرسي. أما بالنسبة للمرضة الطيبة إيمي فانها خضعت للعملية التي تحتاج أليها ، وتعيش الان مع أبنتيها واحفادها في فلوريدا ولاتزال ممرضة صالحة .

الفيلم كان عرضه العالمي الأول في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي لعام 2022 . على الرغم من أن شخصا واحدا أدين في نهاية المطاف بجرائم القتل التي تم تصويرها في فيلم، إلا أن الفيلم هو اتهام واضح ولاذع للروتين والنظام الصحي المتفشي في المستشفيات الامريكية . الذين اشتبهوا في حقيقة تشارلي كولن بكونه قاتل متسلسل لكنهم لم يفعلوا شيئا حيال ذلك أو ربما أخفوا الأدلة خلال تنقله من وظيفة الى اخرى في المستشفيات التي عمل فيها .
تقول كاتبة السيناريو ( كريستي ويلسون كيرنز ): "الأمر يتعلق بفشل الأنظمة للأشخاص ، في هذه الحالة يتعلق الأمر بأنظمة الرعاية الصحية ، ولكن الأنظمة التي تعطلنا هي أنظمة عالمية للغاية." في النهاية ، وجدت استعارة طبية لما فعله كولين. "الشيء الأكثر رعبا في هذه القصة هو أنه يمكنك استبدال تشارلز كولين بفيروس. هذا القاتل الذي تنقل من مكان إلى آخر". الفيلم ايضا هو نقد لاذع الى حد ما الى النظام الصحي والتعقيد في الحصول على التأمين الصحي ، بحيث لاحظنا أن الممرضة أيمي عليها أن تعمل لمدة عام عام قبل الحصول على التامين الصحي رغم سوء حالتها الصحية وتحذير طبيبها من خطورة مرضها ألا انها ليس اي خيار سوى الاستمرار في العمل .
يرجع نجاح الفيلم في جزء كبير منه إلى السيناريو المتميز الذي كتبته كريستي ويلسون-كيرنز ، استنادا إلى مقابلات ومذكرات إيمي الخاصة ، والإخراج الجذاب من قبل الدنماركي توبياس ليندهولم ، الذي يقوم بأول ظهور له في الفيلم الأمريكي ، أما بالنسبة للممثل الانكليزي ريدماين، فإن الكلمات تفشل في وصف تحولاته القوية بدقة في الهدوء والقلق حتى يلتقط أخيرا مشهدا من الجنون والوحي لدرجة أنه يبقى مكرسا في الذاكرة. يقول المخرج ليندهولم "لطالما كان عملي يدور حول الأنظمة". "أصبحت "الممرضة الجيدة" تصويرا لنظام آخر مجرد من الإنسانية. في جميع أنحاء العالم تبني المؤسسات لأنها وسيلة لتنظيم حياتنا ، لكنها تصبح في نهاية المطاف بعيدة جدا ، وبعيدة جدا عن الحياة اليومية لدرجة أنها تنسى من يفترض أن تخدمه".
في الختام : "الممرضة الجيدة" هي قصة بطولية وفيها تتعامل الممرضة الطيبة "إيمي لوغرين " مع حالة قلبية منهكة ولكن من أجل الحصول على العلاج الذي تحتاجه ، يتعين عليها الاستمرار في العمل في الوظيفة من أجل الحصول على تغطية الرعاية الصحية. قرارها بمساعدة الشرطة في القبض على كولين يعرض حياتها ومستقبلها للخطر . إنها قصة أسطورية تقريبا عن المرأة المكافحة التي يتعين عليها مواجهة الشرّ، وهي لاتتعامل معه بالكراهية ،بل باللأنسانية واللطف .



#علي_المسعود (هاشتاغ)       Ali_Al-_Masoud#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فيلم -وحدنا معاُ - قصة حب في زمن الكورونا
- المناضل توفبق العبايجي رمزا حيا للفخر والاعتزاز
- قصة حب وتشذيب للروح في خريف العمر في فيلم -أرواحنا في الليل-
- غسيل الأموال في صفقات ألاسلحة يكشفها فيلم -الدولي-!
- فيلم (ألاخر أنا) مرآة مشوشة للكشف عن الذات بطابع سريالي
- مراجعة - مررت من هنا-: فيلم الاثارة الذي يطرح مواضيع تتعلق ب ...
- فيلم -برلين ، أنا احبك - مجموعة قصص ليس لها الصلة بثقافة برل ...
- مسلسل ( التنفيذ ) مشاعر مختلطة بين الغضب و التعاطف
- لا شيء أصعب من مواجهة عدو يتسلل إلى منزلك عبر الإنترنت!!
- -صُنع في السنغال- فيلم يوثق سيرة حياة اللاعب السنغالي - سادي ...
- - هزً الكلب - فيلم يفضح سياسة التزيف والتضليل ألاعلامي لدي ا ...
- في -باب المنفى- يفتح الشاعر رياض محمد أبواباً للذكرى والوجع ...
- فيلم - في الوقت المناسب : قصة مقنعة في نقد النظام الرأسمالي
- فيلم -السلام بالشوكولاتة- يهدف إلى تسليط الضوء على قضايا الل ...
- - مسلسل طهران- الموسم الثاني ، أرادوا صناعه إظهار قدرة إسرائ ...
- الفيلم الأيراني (االسبورات ) ، يكشف إستغلال الأطفال والتهجير ...
- شاشة كان السينمائي - إسقاطات سياسة على الفيلم الروسي- زوجة ت ...
- شاشة مهرجان كان السينمائي - فيلم - توري ولوكيتا - قصة مؤثرة ...
- من شاشة مهرجان كان السينمائي - فيلم -العنكبوت المقدس- يكشف ا ...
- المخرج لارس فون ترير يصنع سمفونية سينمائية عن نهاية العالم


المزيد.....




- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - فيلم -الممرضة الطيبة - نقد لاذع للنظام الصحي في المستشفيات الأمريكية