أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - البريكان مجهر على الاسرار وجذور الريادة ج10















المزيد.....

البريكان مجهر على الاسرار وجذور الريادة ج10


كاظم حسن سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7418 - 2022 / 10 / 31 - 07:50
المحور: الادب والفن
    


الغرفة خلف المسرح
في نفس العام على كتابة كتب البريكان |الغرفة خلف المسرح| وتم خلقها عبر بحر المتدارك ولا يظهر في الجزء الاعظم منها سوى لقطات متتالية لاشياء الغرفة..وكأن القصيدة سجل لصور متراكمة ..: مشاجب ..ثياب..ارائك..عقود زجاج ..الخ..فهل لو اتى شاعر اخر وسجل صورا ولقطات لموقع اخر واستخدم ـ فاعلن ـ تؤدي نفس التاثير..؟ مهما بذل علماء الاصوات والعروض من جهد لتفكيك ايقاع القصيدة واتوا بحجج علمية..فانهم لا يتمكنون ان يبرهنوا على اسباب تاثير ايقاع القصيدة على المتلقي لسبب مهم:ان مبنى القصيدة لا يمكن تجزئته ولا فصله عن المعنى الا لضرورة دراسية..فالايقاع يتبع منسوب وتوجهات المشاعر لحظة الكتابة وتتشرب فيه |الايقاع| المعاني بانصهار لا يتبخر وهو ما اكده.....حين درس قصائد ادونيس.. وما نسجله حول الايقاع في شعر البريكان ليس سوى اشارات تفرضها الضرورة ..في انتظار علماء اصوات وعروض متعمقين ومتذوقين ليسلطوا الضوء عليه . وحتى ذلك الحين علينا ان نتذكر معركة الايقاع التي اندلعت قبيل منتصف القرن العشرين بين مجموعة محدودة من الرواد وجيش من الرافضين ....(تقدم الشعر الحر عبر طريق وعرة م)ولعل تسجيل بعض اللقطات لتلك المعركة المصيرية مهم تثبيته هنا : < استطاع الشعراء أن يطوعوا الوزن المركب...وحاولوا أن يكسروا هذه الرتابة بتنويع الزحافات . فاستخدموا إيقاعين اثنين دون أن يلجؤوا إلى البحور ذات التفعيلات المختلطة، فأكثروا من الزحاف..... ، المعداوي كان ضد رأي نازك التي ألزمت الشاعر المعاصر بوحدة الضرب، كما كان الشاعر القديم ملزما بوحدة العروض، وعد تنويع الأعاريض عيبا سمي بالتحريد..
يقول المعداوي: (غير أن الشاعر الحديث ..لم يقم وزنا لهذا الذي عدوه عيبا، بل لقد استأنس بما يوفره لأبياته من تنويع في الإيقاع وتلوين في النغم..... وقد اهتم الشاعر المعاصر بتفعيلة (مستفعلان) في ضرب الرجز . و تفعيلة (فاعلن) في ضرب الرجز.
والأصل في ضرب الرجز أن يصيبه القطع فقط فتصبح التفعيلة (مفعولن)، ولكن النويهي ونازك وجدا أن كثيرا من الشعراء، وهم يحاولون التنويع من الزحافات لتحقيق ذلك التناغم الذي تحدث عنه المعداوي – خرجوا عن القواعد المسموح بها في العروض العربي. ومنه (مستفعلان) في ضرب الرجز. فقبله النويهي واستثقلت نازك ذلك قائلة: في المحور الخاص بتنويع الأضرب أو وحدتها هي الإتيان بتفعيلة (مستفعلان) في ضرب الرجز . وكذا تفعيلة (فاعلن) في ضرب الرجز.
والأصل في ضرب الرجز أن يصيبه القطع فقط فتصبح التفعيلة (مفعولن)، ولكن النويهي ونازك وجدا أن كثيرا من الشعراء، وهم يحاولون التنويع من الزحافات لتحقيق ذلك التناغم الذي تحدث عنه المعداوي – خرجوا عن القواعد المسموح بها في العروض العربي. ومنه (مستفعلان) في ضرب الرجز. فقبله النويهي واستثقلت نازك ذلك قائلة: المعروف أن تفعيلة الخبب (فعلن) ليست إلا زحافا يعتري تفعيلة المتدارك الأصلية (فاعلن) .وبتكرار (فعلن) هذه ينشأ وزن الخبب أو (ركض الخيل) كما يسمونه أحيانا".
ثم جاء العصر الحديث فإذا نحن – تقول نازك - نحدث تنويعا جديدا لم يقع فيه أسلافنا . ذلك أننا نحول (فعلن) إلى (فاعل) . وليس في الشعراء –فيما أعلم – من يرتكب هذا سواي بدأت فيه منذ أول قصيدة حرة كتبتها سنة 1947 ومضيت فيه حتى الآن ., ان للكلمات مجازها وظلالها وتاثيرها السحري,ولعل المتنبي اشار لذلك بقوله (ولكـــن تـــأخذ الآذان منـــه = عــلى قــدر القــرائح والعلــوم)..تحتاج القصائد الخالدة من القاريء ان يمنحها من روحه.. ان يتصف بذوقية مميزة ..(اقدر التفاعل الذكي على مستوى الفن نفسه ,
ما دون ذلك لا يعنيني , اشتق من ذاتي قارئا على غراري واعلم ان الاخرين احرار ــــ البريكان في المقابلة )..<الثياب تغطي الثياب,ثياب غوان
ثياب جنود, ثياب ملوك
ثياب لكل العصور>...في هذه الابيات يسجل البريكان هوية للغرفة فقد مرت بها كل العصور متمثلة بالوان الثياب ... ولا يدرك القاريء ما وراء تلك الصور المصفوفة الا في نهاية القصيدة ومن خلال التكديس والتغطية والتفريغ وجمع المتاقضات وتجاور المختلفات يهيء البريكان المتلقي لمفهوم معمق...هناك الاصص المتربة والارائك الزاهية والطنافس (البسط) المطوية وثياب الغواني تجاور ثياب الملوك والجنود ..وسواء احالتك مادة (الغواني )الى المراة الغنية بحسنها او المستغنية بزوجها.(والغواني يغرهن الثناء )...فان الذهن ينشد الى تجاور الوداعة والصلابة في ثياب الجنود التي تحجب ثياب الملوك ربما بلا احساس بالرعب وتضم الغرفة ما هو حقيقي ومزيف كما في الاقنعة ونوعين من السيوف :حقيقية وخشبية وترى في الغرفة الحقائب المعطلة الفارغة التى لا نحملها هكذا في المحطات:
(وعبر اسى المحطات وجوع الروح والجسد
وعبر النور والظل
اظل انشد الابد م )... ويصدمك الرفش لانك قبل ان تتخيل الحديقة تلاحقك قوة الموت متمثلة بالنعش..(كثير من الشعراء لا يجيدون الكتابة عن الحرب ..<مرة في قصيدة عن الحرب اخترت سائق اسعاف يقود ويداه مجمدتان >...م )..

هناك قصيدة نشرها اخو البريكان الحقوقي عبد الله البريكان بعد مقتله تضيء مشاهد عن الحرب (الفلاح الاَخير : حيث يعتنق النخل والظلمات ، ويمشي السكون الخفيف على الماء ، يختم جولته ، يدخل الكوخ . يشعل فانوسه ، ويدخن تبغا رديئاً يعد طعاما من الخبز والرز . يطعم كلباً يتيماً . ويرفع طرفاً كليلاً الى صورةٍ : ولد شاحب بثياب القتال . ثم يدخل في غيمة الذكريات
لا اَحد
في البساتين لا شبح غيره . رحلوا وهو ينتظر الموت منفرداً ! مجموعته الشعرية < قصائد صغيرة لحرب المدن> ) كان بامكان البريكان ان يصور المسرح نفسه لكنه اختار ذلك الجزء المنزوي منه المتخم بالسكون الزاخر بالفوضى المليء بالمتناقضات والمختلفات.. ومن البيت <غرفة المسرح الساكنة> حتى نهاية القصيدة يتناول البريكان مفاهيم العزلة والموت والتشويش وغربة الاشياء .فالسيوف الخشب و الازهارالورقية هي مجسدات مسلوبة الروح..ولعل تذكر <قصائد تجريدية> يضيء هنا: فهناك سوق للاساطير مجسدا بخلاصات احلام بشكل اقراص او حقن.. ودموع حب كذب (دموع الالمانيات يبعثننها لعشاقهن في الجبهة ..بقوارير ثم تحولت لماء )..نباتات اسفنج ..



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شتاء صيد حزين مقطع من رواية
- جفاء ومجوهرات قصيدتان
- اضاءة من اعلى التل ج4
- الماء والتلفون القرص
- تكسي الطلاق قصة قصيرة
- جريان واكتشاف متأخر قصيدتان
- العجز , الجثة قصيدتان
- الصياد المحترف ابو ايوب
- العرين قصيدتان
- رندة قصة
- تحت الانجماد قصيدتان
- اضاءة من اعلى التل ج3
- فتاة السويداء قصة
- نظرة الى الامام مذكرات ج 17
- صنارة وانهار مقطعان
- (الستارة الشفافة ) قصيدة
- مشلول يحاول ان يستغيث قصة
- البصيلة الزجاجية وخطبة السوق قصيدتان
- البريكان : مجهر على الاسرار وجذور الريادة ج9
- سجع قصيدتان


المزيد.....




- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - البريكان مجهر على الاسرار وجذور الريادة ج10