أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - شتاء صيد حزين مقطع من رواية














المزيد.....

شتاء صيد حزين مقطع من رواية


كاظم حسن سعيد
اديب وصحفي


الحوار المتمدن-العدد: 7417 - 2022 / 10 / 30 - 09:45
المحور: الادب والفن
    


شتاء صيد حزين
في اخر شهر من ذلك الشتاء الحزين قصد الشط سيف القيصر .. كان الهواء عاصفا والامواج تعول وتتناحر .. السدة الترابية تخلو من البشر والهائمات .. السعفات تتشبث بقوة بجذوعها ... الغيوم تنسج لوحاتها في الافق ..تدرع بقمصلة مطر رمادية وقبعة وسروال شتوي ..وتسلق الدوبة الصارعة ورمى صنارته ..فرأى جرذا يعوم فاندلعت الذاكرة (سياج واطيء وزوجة متوترة بيت مستأجر آيل للسقوط ..الوقت منتصف تموز .. فطل سيف القيصر بعد ضجة الاستغاثة فابصره يقود صغيره من يده وهو يمسك سكينة مطبخ محمرة من الدم .. شباك احدى غرفتيه الجحيم يطل على منزل القيصر ثبتت عليه قاعدة مكيف من تحته يتدفق جرذان بدينات .. القط يكمن لهن لساعة احيانا فاذا هبط جرذ يقنصه من مساقة ثلاثة امتار.. تسمع صرخة مرتعب وفكّان تقبضان ,قفزة لا تجارى ,
صرخات استغاثة (سااعدوا هذا يذبح زوجته )..كان شاب يرتدي زيا رياضيا يهم الدخول للمنزل ويتراجع في قفزات ..
كان بامكانه ان ينتقل لبيت مجاور الا انه قال للقيصر (هي لا تستطيع ان تتحمل الضياء ).. امرأة قصيرة نحيلة جدا, بيضاء , انجبت له ثلاثة صغار شقر كطيور ذهب ..تنظر منها ابدا عينين محدقتين بفراغ .. قيل اختلفوا على مئتي دولار في تلك الظهيرة الساخطة .. تريدها لدفع ايجار ويحتاجها ليشتري سلعا فيبيعها بسوق الجمعة .. قيل -وهذا غريب - انه كان يتناول الخمر وتطور فظل يخلط معه حبوب الكبسلة ..بقي البيت كائنا غامضا مظلما ومحنطا مغلفا بقبضة الصمت والدم .. مدة اسبوعين حتى وصل اهلها ونقلوا منه شبه الاثاث ..

الكارون
عسكر فوج الكمندوز لسيف القيصر في قضاء الفاو وسط البساتين .يصحيك القصف فجرا ..بعد اسابيع انتقل القيصر ضمن فريق الاعاشة الى منطقة قرب الشلامجة تحاذي الحدود على ضفة نهر صغير .. ليلا يحتسي الخمر مع جندي صديق ويتناولون معلبات اللحم والاسماك التي تكدست قربهم , فيما تقدمت البرمائيات واجتازت نهر الكارون .. هناك في مطلع البرد جلس وحيدا في النهار ليصطاد بالشص .. شعاره (لا جلسة صيد تخلو من اقتناء اسماك )..وانتقلت الاعاشة بعد ذلك الى الضفة الاخرى للكارون .. فوجه يتقدم الى بهمشير .. طوفان الدم والنهب والرعب تتضخم ..لكن قيصر يخيم جوار نهر الكارون .. الاسماك الضخمة طافية قتلى ..فيقتني شصا من احدى القرى وصادف ان هوت جرادة صفراء قربه بعدما استقر فامسكها والقم بها صنارة .. لحظات فعلقت سمكة كبيرة فاخذها مبتهجا الى جنود المطبخ وهي تهتز معلقة ..فليتناحر المتناحرون انها اعادة تدوير للبطولات ... قرون من البطولات والحروب .. الصيد بطولة اخرى .. كمين للتوتر والمزعجات .. ساعات نقاهة من الدوي اليومي .. كان الطريق يستغرق ساعات الى ابعد النقاط التي تمركزت فيها سريته في بهمشير .. تقله الايفا ويتقدم في الظلام فيمسك بقضبانها من الاعلى بكل قوة فيما يضغط بسطاله على ارضيتها .. وسط زمجرة القصف والظلمة ..صديقه قال ..هناك يتحول الانسان الى كائن غريزي مهمته ان يطور البلادة وان يقتل او ينجو ..
مقطع من رواية (صنارة وانهار )



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جفاء ومجوهرات قصيدتان
- اضاءة من اعلى التل ج4
- الماء والتلفون القرص
- تكسي الطلاق قصة قصيرة
- جريان واكتشاف متأخر قصيدتان
- العجز , الجثة قصيدتان
- الصياد المحترف ابو ايوب
- العرين قصيدتان
- رندة قصة
- تحت الانجماد قصيدتان
- اضاءة من اعلى التل ج3
- فتاة السويداء قصة
- نظرة الى الامام مذكرات ج 17
- صنارة وانهار مقطعان
- (الستارة الشفافة ) قصيدة
- مشلول يحاول ان يستغيث قصة
- البصيلة الزجاجية وخطبة السوق قصيدتان
- البريكان : مجهر على الاسرار وجذور الريادة ج9
- سجع قصيدتان
- في حديقة الحيوان


المزيد.....




- أزمة التمثيل في منظمة التحرير بين التعدد والاحتكار
- خُرم سلطان: من هي الجارية التي أغوت السلطان وكتبت التاريخ بد ...
- فيلم -لي ميلر- : قصة الصحفية الحربية وحمّام أدولف هتلر الشخص ...
- النظام الإيراني يتربص بالفنانات لمنعهن من الغناء
- ترامب يوعز بفرض رسوم جمركية بنسبة 100% على المنتجات السينمائ ...
- سوريا.. سحب الثقة من نقيب الفنانين مازن الناطور
- مصر.. غضب بسبب امتحان -اللغة الثانية- في الثانوية العامة
- نادي السرد في اتحاد الأدباء يحتفي بالروائي حميد المختار
- صراع في نقابة الفنانين السوريين.. مازن الناطور يلغي قرار عزل ...
- نقيب الفنانين في سوريا مازن الناطور يرد على قرار عزله بإقالة ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - شتاء صيد حزين مقطع من رواية