أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسن مدبولى - أمهات الضحايا !!؟














المزيد.....

أمهات الضحايا !!؟


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 7414 - 2022 / 10 / 27 - 13:52
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


في مارس عام 1976، انقلب الجيش الأرجنتيني على النظام البرلماني الديموقراطى المدنى وقرر عزل "ماريا دي بيرون " رئيسة الجمهورية الأرجنتينية من إدارة شئون البلاد،ثم بدأت على الفور سلسلة إجراءات قمعية شديدة القسوة والبطش لإحكام السيطرة على السلطة أثناء فترة حكم الجنرال جورجي فيديلا (1976-1981) فتم اغتيال الآلاف من العمال والمثقفين والأساتذة والطلاب المعارضين للحكم العسكرى في الأيام القليلة الأولى والتالية للانقلاب،
كما تم تغيُيّب الآلاف من المواطنين قسريا بإختطافهم من بيوتهم أو جامعاتهم ومراكز عملهم دون أمر قضائي، ولا محضر شرطة، ولا حتى محاكمة لاحقة، وقد بلغ عدد المغيبين قسريا بهذه الطريقة وفقا لبعض الإحصائيات حوالى ثلاثين ألف مواطن ومواطنة، غير من تم قتلهم بشكل مباشر ومعلن، وبخلاف من تم الحكم عليهم بالسجن لسنوات طويلة ،
ومع كل ذلك كان رئيس المجلس العسكرى الأرجنتيني دائم الحديث عن حقوق الإنسان وسيادة القيم الكاثوليكية والخوف من الرب ، وكان يؤكد على أن كل مايستهدفه هو إعادة تنظيم وبناء الدولة،والقضاء على الفوضى ومواجهة المخربين والإرهابيين ، مبررا بذلك إستمراره فى سكة القهر والطغيان والتنكيل باالآلاف من الشباب والمعارضين وإخفاء معظمهم !؟
وقد إستغرقت تلك الأحداث الآلاف من أهالى المعتقلين والمغيبين ، فقضوا أوقاتا طويلة فى بذل الجهود المضنية و التحرك بشكل فردى لايصال المساعدات لأبنائهم و متابعة الموقف القانونى لهم ، أو لمعرفة المصير الغامض لمعظمهم، أو العثور حتى على جثامينهم ، وكانت تلك التحركات تنتهى فى الغالب دون جدوى على أبواب مكاتب سكرتارية القضاء العسكرى الأرجنتينى وغيره من المسئولين الرسميين ، ولهذا ولدت ما تسمى بظاهرة "أمهات الضحايا " في نهاية إبريل عام 1976،حين التقت مجموعة صغيرة من الأمهات على باب مكتب سكرتاريا الحاكم العسكري الأرجنتيني، في محاولات متفرقة للاجتماع به ومعرفة مصير أبنائهن. وأمام فشل تلك المحاولات المتعددة ،اتفقت مجموعة من الأمهات على أن جهودهنّ الفردية لن تُجدي نفعاً، وأن تنسيق العمل وتجميعه هو الأفضل والأنجع ، وقررن التوجه لساحة "مايو " المقابلة للقصر الوردي،( مقر الرئاسة الأرجنتينية). وذلك للتظاهر الجماعى للمطالبة بمعرفة مصير أبنائهن ؟

وباتت المظاهرات طقس أسبوعي عصر كل خميس، وزادت أعداد الأمهات أسبوعاً بعد أسبوع نتيجة تناقل الخبر بين الناس، كما بدأت السيدات بوضع حجاب قطني أبيض على رؤوسهن كرمز تعريفي لهنّ،
وإستمر نضال أمهات الضحايا حتى عام 1978 عندما نظّمت الأرجنتين (نهائيات كأس العالم لكرة القدم ) فإنتهزت الأمهات تلك المناسبة الدولية وكثفن جهودهن فى الساحات الرئيسية بالمدن ، و تحولت فعاليات كأس العالم إلى منصة دعائية ساهمت بدرجة كبيرة في نقل شهرة أمهات الضحايا إلى خارج الحدود الأرجنتينية، كما استخدمت الأمهات تلك الشهرة للوصول إلى منظمات حقوق الإنسان الدولية، وبدأن بالتعاون مع منظمة العفو الدولية لإيصال قضيتهنّ إلى العالم الخارجى،
ثم شاركت منظمة أمهات الضحايا عقب ذلك في التصعيد ضد النظام نفسه، ولم يعد الأمر يقتصر على البحث عن مصير الأبناء فقط ،فتمت الدعوى لمظاهرات كبرى باسم «مسيرات المقاومة»، وهى المسيرات التى ساهمت بشكل كبير فى إنهاء الحكم العسكرى فى الأرجنتين و إجبار آخر مجلس عسكري برئاسة رينالدو بيجنوني على الدعوة لانتخابات رئاسية ديموقراطية عام 1983 والإفراج عمن تبقوا أحياء وإجراء محاكمات لمجرمى الحرب وقتلة الشعوب ،،



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإدارة الرشيدة للدول النامية ،،
- 11-11-2022
- كيف تتقن فن الحديث ؟
- الصنم الإله! ؟
- مذبحة فض إعتصام إكتوبر 1993
- مذبحة بورسعيد الإندونيسية! ؟
- هل تحتاج مصر إلى ثورة جديدة؟
- هشام صالح سليم !
- جماهير الطيب والبذئ !؟
- التساؤل المنطقى؟
- سنبقى أوفياء !!
- الزياطين وال 42 !؟
- فرنسا العنصرية !؟
- إستقرار الزمالك! ؟
- الثورجية وكرة القدم!؟
- القيم والمبادئ !!!؟
- لا نيل ولا صنافير !؟
- كرة القدم المعصومة !!؟
- تصفية الظواهرى !!
- النادى الجاهلى !!؟


المزيد.....




- صدور العدد 82 من جريدة المناضل-ة/الافتتاحية والمحتويات: لا غ ...
- طلاب وأطفال في غزة يوجهون رسائل شكر للمتظاهرين المؤيدين للفل ...
- إندبندنت: حزب العمال يعيد نائبة طردت لاتهامها إسرائيل بالإبا ...
- كيف ترى بعض الفصائل الفلسطينية احتمالية نشر قوات بريطانية لإ ...
- حماية البيئة بإضاءة شوارع بتطبيق هاتف عند الحاجة وقلق البعض ...
- شاهد كيف رد ساندرز على مزاعم نتنياهو حول مظاهرات جامعات أمري ...
- نشرة صدى العمال تعقد ندوة لمناقشة أوضاع الطبقة العاملة في ال ...
- مشادات بين متظاهرين في جامعة كاليفورنيا خلال الاحتجاجات المن ...
- إصدار جديد لجريدة المناضل-ة: تحرر النساء والثورة الاشتراكية ...
- ??کخراوکردن و ي?کگرتووکردني خ?باتي چيناي?تي کر?کاران ئ?رکي ه ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - حسن مدبولى - أمهات الضحايا !!؟