عباس الحسيني - كمال اللامي الرحيل على جذور سلفادور دالي

عباس الحسيني
شاعر ومترجم وكاتب معرفي
(Abbas Alhusainy)

الحوار المتمدن-العدد: 7409 - 2022 / 10 / 22 - 02:32
المحور: الادب والفن
    

كمال اللامي
الانتحار على جذور سلفادور دالي

عباس الحسيني
اريزونا



يقدم الراحل بصمت ، الفنان كمال اللامي ، انشودة الخلاص الابدي ، وذلك حين جسد حياته بطلقة في الرأس ، سبقتها رحلة ريشة لونية ، جسدت مدرسة الفنان الاميركي فرجيل ، الذي احال التشكيل المجسد الى اسطوري ، وفي رحلة تمتد من بدايات السبعينات ، وذلك حين تسيدت المدرسة الانطباعية المحدثة الساحة الفنية العالمية بجذورها السريالية ، اعتمادا على هواجس سلفادور دالي والمحدثين الفرنسيين .

قدم الفنان الراحل مبكرا كمال اللامي نمطا جديدا عبر من خلاله عن شظف العيش ومهاوي الغربة والاضطراب الذاتي المحموم ، الذي لم يتحمله جسده الرقيق وروحه الفتيه ، كمال هو انموذج للسرد الجمالي الذي يتعدى حدود الواقع الى الاسطوري في الكرافيت، ومعيار الاسود والابيض حتى ولادة الالوان الشبحية وبذات الالم الباطني الدفين ، وفي علاقة تشبه هروب الريشة الى آفاق رحبة تهئ لمسافات من التساؤل والاندماج الذي يتركه في وجدان وعقلية المتطلع لفنه وعذاباته معا.

كمال ، الفنان والانسان والهارب من جحيم الذات الى جحيم الحياة المعاصرة ، ذات الملامح الصاخبة قدم الصورة الامثل للعبث الفني كمعادل فكري ، وكمهرب مما يختزله من آلام وتجليات باهضة الثمن ، وقد قدم عدة معارض اخرها في مسقط راسه في العماره ، جنوب العراق وقبلها في اميركا في ولاية اريزونا ، حيث الانتقال من الولادة الى التنظير ، ومن ثم الانتهاء الى مسكه آلة موت ، انهى بها حياته ، وفتح بها الباب على مصراعيه للتناقص الخلاق بين الواقعي والمجسد .

شاعر وناقد
اريزونا

#عباس_الحسيني (هاشتاغ)       Abbas_Alhusainy#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل