أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائد زقوت - أميركا على شفا الحرب الأهلية














المزيد.....

أميركا على شفا الحرب الأهلية


عائد زقوت

الحوار المتمدن-العدد: 7405 - 2022 / 10 / 18 - 14:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مفهوم الديمقراطية التي يعتبرها الغرب أسمى قِيَمِه، تخطت الأهداف التي نشأت من أجلها المتمثلة في محاربة الفقر والفساد، حيث اتخذها الغرب سيفًا مُسلطًا على الدول لأجل اخضاعها لرؤيتها الاستراتيجية، فكم هي الدول التي انهارت وتفككت ونُهبت ثرواتها خلف ستار الديمقراطية، وإذا ما أَجَلْنَا النظر في سير الديمقراطية في الغرب بِعَين موضوعية واقعية مجردة، فإنها لم تصل لأهدافها، بل على العكس فتحت الطريق أمام رأس المال للوصول إلى السلطة، وأَذِنَت للجهل والجُهال بالوصول إليها، وأصبح التسلط نهجًا وسلوكًا سياسيًا دائمًا لها .
من خلال متابعة التطورات السياسية التي صاحبت الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة التي تمت في غمار تسلطها على العالم، وما ترتب عليها من صراع داخلي بين التيار الرأسمالي الوطني بقيادة الرئيس السابق ترامب، وتيار العولمة بزعامة بايدن حيث قال الأخير في خطابه التمهيدي لانتخابات التجديد النصفي للكونجرس أن الديمقراطية في خطر، وأميركا أكبر فكرة في التاريخ، ولكنها تتعرض اليوم لخطر كبير، ولكن الخطر ليس من روسيا والصين إنما من ترامب ومؤيديه، وهدد باستخدام الجيش الأميركي ضدهما .
‏ما يثير قلق تيار العولمة هو استمرار ترامب في المشهد السياسي، والسعي للعودة إلى البيت الأبيض في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ السياسة الأميركية لرئيس لم ينجح في الانتخابات حيث جرى العُرف على خروج الرؤساء الذين لا يحالفهم الفوز بالرئاسة من الحياة السياسية، لم يأت تخوف تيار العولمة من ترامب كشخص إنّما من تمثيله لتيار كبير، يعتبر فتح الأسواق الأميركية أمام العولمة إضرارًا بالصناعات الأميركية، وأثرت سلبًا على الاقتصاد الأميركي، ويعتقد أيضًا أنّ أميركا تقوم بالثورات الملونة ونشر الفوضى وخوضها للحروب في دول الشرق الأوسط، والجمهوريات الروسية السابقة ليس من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان إنما من أجل السيطرة على موارد الطاقة، وفتح الأسواق العالمية القوية منها والناشئة أمام المستثمرين الأميركان ولشركاتها النفطية والعسكرية، ويعتقد كذلك أنّ المهاجرين باختلاف هويتهم، الحاصلين على الجنسية الأميركية حديثًا أصبح لهم تأثيرًا كبيرًا فاق تأثير المواطن الأميركي في انتخاب الرئيس، ورسم السياسات الداخلية والخارجية .
‏أضحى المشهد السياسي الأميركي بين تيارين فكريّين متناقضين تيار جاذب للعولمة يدعو لنشر القيم الديمقراطية الجديدة وحمايتها مثل المثلية الجنسية، وحق الإجهاض، وممارسة الجنس ... الخ، وتيار نابذ لها رافعًا شعار الدولة الوطنية القومية المحافظة يُعَبر عن هويته الرئيس السابق ترامب بتبنيه نهجًا سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا جديدًا ينادي بضرورة انسحاب أميركا من العولمة، ويرى أنّه لا مصلحة لأميركا في عداء روسيا، ولا في استعداء الصين، وينظر كذلك للفوضى الخلاقة أنها تضرب أميركا قبل الآخرين حيث أخلّت بالتوازن الداخلي بعد توطين أكثر من ثلاثة مليون لاجئ من دول الربيع العربي، وجراء الحرب على الإرهاب ويعتقد أنّ سياسات العولمة لا تهتم بالشعوب إنما بكيفية استنزافها لصالح رؤوس الأموال والشركات والمؤسسات المهيمنة على الاقتصاد، ويتبنى كذلك ضرورة فك الارتباط بين أميركا والمنظمات الإسلامية التي أثرت على السلام العالمي، ويقابل هذا فريق العولمة الذي يرى أنّ أميركا يجب ألا تعيش لنفسها فقط، في إطار تطبيق المفهوم الشامل للعولمة بدخولها في هوية الآخرين الفكرية والثقافية، وأبعادهم الحيوية متمثلة في مجموعة العادات والتقاليد والمعتقدات الدينية والسياسية، بمعنى وجوب خضوع العالم للرؤية الأميركية الفاشية.
التباين بين التيار الوطني وتيار العولمة سلط الضوء على حقيقة الصراع الطبقي في الداخل الأميركي، وأزاح الستار عن الاحتقان الداخلي بين العرقيات والثقافات والأديان المختلفة حيث بات قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في أي وقت، وأظهر فشل الديمقراطية الأميركية في استيعاب هذا التنوع والاختلاف .
‏ ‏وإذا ما أخذنا بالحسبان مشاهد اقتحام الكونجرس اعتراضًا على نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ووجود ميليشيا مسلحة يمينية ويسارية راديكالية يحميها القانون الأميركي الذي سمح بتشكيل الميليشيات وتسليحها، وأيضًا أحداث الحرب الأهلية التي شهدتها أميركا خلال القرن التاسع عشر ، إضافةً إلى الدراسات التي تقول أنّ الدور القادم على أميركا لتكون مسرحًا للنزاعات الداخلية، ويُعزز هذا ما نشرته صحيفة الغارديان حيث أعلنت أنّ أكثر من 50% من الشعب الأميركي يتوقعون حربًا أهلية، جميع هذه المعطيات تشى أنّ أميركا أصبحت مهيأةً عمليًا للدخول في مرحلة جديدة من تاريخها السياسي عنوانها الحرب الأهلية.
السلوك السياسي الأميركي وخطاب بايدن حول الديمقراطية والتهديدات باستخدام القوة هو بمثابة نعي حقيقي وفشل للديمقراطية الأميركية، ولِقِيَمِها التي تتعلق بمستقبل الإنسانية والأمن والسلم الدوليين، فهل يمكن للقيم والرؤى التي فشلت في الحفاظ على السلام الداخلي بين مكونات مجتمعها أنْ تنجح في تحقيقه على الآخرين؟
‏المخاض العالمي الجديد بما يحمله من رياح خريفية أسقطت الأوهام والادعاءات الأميركية بحمايتها للقيم الإنسانية، ونشر للديمقراطية، وحقوق الإنسان، مما يأذن بارتداد الهجمة على أصحابها، وحتمية انقلاب العصا على الساحر، فنرى كُمونًا وسُكونًا وانكفاءً أميركيًا على شؤونها الداخلية مما يسمح بظهور مراكز قوى عالمية جديدة، فهل يمكن للأمة العربية استثمار المتغيرات السياسية الدولية، وما تملكه من عناصر قوة لتصبح لاعبًا مؤثرًا في فضاء العالم، وتجد لها موطئًا بين مراكز القوى الناشئة.



#عائد_زقوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب النّفط تُشعل العالم
- مهسا أميني مؤامرة أم ثورة ؟
- الألفية الثالثة تشهد عودة الربيع الروسي
- خطبة الوداع يلزمها اتّفاق الضرورة
- خطاب الحسم
- 13 سبتمبر في الذاكرة الفلسطينية
- الحالة الفلسطينية بين الواقع والطموح
- أوروبا مُعَلّقَة على خازوق الغاز
- رصاصة واحدة تغتال مقتدى والنجف
- مَنْ يَرِثُ الرئيس
- مَنْ يبيعُ الوهمَ لِمَنْ
- اغتيال عقل بوتين
- هولوكوست برلين 2022
- 55 ساعة
- إلى أين تمضي غزة
- بايدن عاد بقرني حمار
- فلسطين ساعتان وحزمة رشىً
- أُم اللوز
- جواز دبلوماسي
- صراع العروش


المزيد.....




- ما هي أجمل الأماكن السياحية في البحرين؟
- بالأبيض والأسود..مصورة تكشف عن الجمال الخفي لتراث الإمارات
- أول تعليقين من أبو مازن و-حماس- على عزم أيرلندا والنرويج وإس ...
- فيديو: أحد الركاب يروي تفاصيل مرعبة لهبوط الطائرة السنغافوري ...
- فتاة غامضة وساحرة -تخطف- قلب مبابي في رمشة عين!
- تفاعل كبير مع مقتنيات مكتب ولي العهد السعودي ظهرت خلال اتصال ...
- -بوليتيكو-: جمهوريون يتهمون البيت الأبيض بإرسال الأسلحة إلى ...
- إنجاز رائد.. إنشاء أول دماغ صغير في العالم مزود بحاجز دموي د ...
- أموال محشوة في أحذية.. نشر صور لما عثر عليه بمنزل سيناتور أم ...
- ما هي دول الاتحاد الأوروبي التي اعترفت بدولة فلسطين ومتى قام ...


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عائد زقوت - أميركا على شفا الحرب الأهلية