منارات جبل الخبرات / الصفحة ( 37 )

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7404 - 2022 / 10 / 17 - 12:59
المحور: سيرة ذاتية
    

لربان المرفأ الأقدم (محمد قاسم حمادي حافظ العويد) كفاح طويل من نوع آخر، يتناغم تماما مع طبيعيته المسالمة، وشخصيته الطيبة، فهو هادئ كما النسيم، لا يقحم نفسه في شؤون الغير، ولا يتطفل عليهم، لكنه يجد متعة كبيرة في تنفيذ الواجبات الصعبة المنوطة به على الوجه الاكمل. .
بدأ مشواره التدريبي على ظهر الناقلة (عين زالة)، الغارقة الآن في خور عبدالله، فاستطاع بما يمتلكه من أخلاق عالية ان يحظى باحترام الطاقم الروسي، الأمر الذي جعلهم يهتمون بتعليمه وتدريبه في برج القيادة على أشغال الخارطة والرصد الراداري وغيرها من الفنون الملاحية.
عمل بعد عودته إلى الموانئ على متن الحفارة (السليمانية)، وسرعان ما اثبت جدارته، فانيطت به مهام (ضابط مناوبة) بدعم من الكابتن (أحمد غبيش)، ثم انتقل عام 1974 للعمل على الساحبات في الموانئ النفطيه، وذلك بعد نجاحه في دورة ربابنة الساحبات، بإشراف الكابتن (عباس راضي)، وربما استغلت الموانئ هدوءه وطيبته، فعمدت إلى تكليفه بقيادة معظم الساحبات العاملة في عرض البحر، فكان يتنقل من واحدة إلى أخرى حتى عمل عليها كلها. .
وفي عام 2005 كان في طليعة المرشحين لدورة ربابنة المرفأ، بإشراف الربان الراحل (قاسم علي قاسم)، والربان (جاسم كطامي). فتدرج بعد إكمال الدورة في السلم المهني لربابنة المرفأ، حتى اصبح من الربابنة المشهود لهم بالحكمة والقرارات الصائبة، والاتزان، وتشهد له الموانئ العراقية بتنفيذه عمليات الارساء والاقلاع لاحدى السفن العملاقة التي كانت بطول 336 متراً وغاطس 10.5 متراً. ومن المفارقات العجيبة في سجلات هذا الإنسان الراقي، ان احدى السفن العملاقة المتخصصة بنقل السيارت، كانت متوجهة إلى الكويت، فرفض الكويتيون إرشادها إلى موانئهم، ورفضوا ارساءها على أرصفتهم بسبب حجمها الضخم، وبسبب ارتفاع منشآتها العلوية، فقررت شركتها توجيهها صوب ميناء أم قصر، فانبرى لها (الكابتن ابو الحارث) على الرغم من ان سرعة الرياح كانت 30 عقده، لكنه استطاع ان يرسيها على الرصيف بكل خفة ومرونة، ومن دون ان يشعر ربانها بالقلق. .
لا شك ان قبطان تلك السفينة كان مذهولاً بقدرات هذا الرجل، مندهشاً بأدائه، معجباً باخلاقه العالية، ومرتاحا لحسن تصرفه. .
نعم. . هكذا هم نجوم جبل الخبرات، الذين كانوا بمستوى المسؤولية على الرغم من كل المنغصات التي كانت تطاردهم حيثما يذهبون. .

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل