كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7398 - 2022 / 10 / 11 - 02:38
المحور:
الصحافة والاعلام
أرأيتم كيف اصطفت الفصائيات العالمية، (بضمنها العربية والعراقية طبعا)، في إنتقاد الانتهاكات التي تقع في بلدان بعينها، لكنها تتجاهل الانتهاكات نفسها إذا وقعت في البلدان (المعصومة) من ارتكابها ؟. .
حتى اعلامنا المحلي في العراق صار يذرف الدموع من عين واحدة، بينما يغلق عينه الأخرى، كي لا ترى بشاعة الممارسات المكشوفة أمامها. .
نحن لا نتكلم عن إزدواجية المعايير، ولا عن الكيل بمكيالين، بقدر ما نريد لفت الإنتباه إلى الأخبار والبرامج التي تبثها مراصد القراصنة، الذين يضعون غطاءً اسوداً على العين المعطوبة. .
فسقوط امرأة برصاص البوليس في شوارع العاصمة (X) يختلف عن سقوط النساء كلها برصاص البوليس في شوارع العاصمة (Y)، ووجود ثكنات للجيش الروسي في أرض الدولة (S)، يختلف عن انتشار القواعد الأمريكية في أرض الدولة (Q)، والقرصنة على سفينة في البحر الأبيض المتوسطة، ومصادرة حمولتها على يد قوات الناتو، تختلف تماماً عن قرصنة القوارب الصومالية ضد السفن التجارية الماخرة في خليج عدن. وتعطيش قطعان الجواميس في اهوار جنوب العراق، أهون مليون مرة من تعثر بقرة واحدة في شوارع بومبي، فالخبر المقروء هنا من اليمين إلى اليسار، يختلف عن الخبر المقروء هناك من اليسار إلى اليمين، حتى لو كان مترجما بلغة الجوجل. .
ما أثارني لكتابة هذه المقالة، هو الفرحة الغامر التي طغت على أخبار معظم الفضائيات، عندما تعرض جسر جزيرة القرم للتدمير والتخريب بعربة اوكرانية مفخخة، لكنهم اشتركوا في التباكي بعين واحدة عندما جاء الرد الروسي بصواريخ استهدفت البنى التحتية في العاصمة كييف. .
ففي الوقت الذي يفترض ان ندين الخراب والتدمير مهما كان نوعه وحجمه، ينبغي ان لا نؤيده هنا، ونشجبه هناك، وينبغي ان لا نصفق هنا ونلطم هناك. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟