منارات جبل الخبرات / الصفحة ( 23 )

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7391 - 2022 / 10 / 4 - 14:59
المحور: سيرة ذاتية
    

دعونا نقرأ سجل المدرسة المهنية البحرية من صفحات دورتها الأخيرة (الرابعة)، التي استقبلت الطالب (علي حنون طاعون ناصر النعيم) على الرغم من توصيات رجال أمن الدولة بعدم قبوله، لولا تدخل الكابتن (طارق عبدالصمد) لمساعدته في تجاوز هذه العقبة المنيعة، ولم يخب ظن الكابتن (عبدالصمد) بهذا الشاب وطاقاته الواعدة، الذي استطاع أن يتفوق على أقرانه ، وينال شهادة مهندس بحري ثان، وشهادة خبير قضائي مُحلف لدى محكمة استئناف البصرة في البت بالنزاعات المرتبطة بالنواحي الهندسية المتعلقة بالسفن والوحدات البحرية العائمة. .
عمل المهندس (علي) بعد تخرجه على متن الباخرة (بغداد)، وشهدت له شركة النقل البحري بالكفاءة والمهارة وقتذاك. لكنه فُجع بموت والده الذي تعرض للاغتيال في سبعينيات القرن الماضي، ثم ماتت والدته حزنا وكمداً، وتعرض هو نفسه للاعتقال عام 1979 بعد التحاقه بالمواني، وعمله على الساحبة الرصافة، خرج بعدها من زنازين الاعتقال، يطارده الخوف حيثما ذهب في كل بقعة من بقاع البحر، فوجد نفسه مقيداً بقرارات العمل المتأرجح بين سفن الحفر: (الزبير)، و (المربد)، و (النجف)، و (الخليج العربي)، عمل بعدها على الرافعة (حمرين)، ثم الساحبة (عروبة) لمدة خمس سنوات، ثم عمل على ظهر سفينة التنوير (البكر). ثم عمل بعد عام 2003 على ظهر الباخرة (الشروق) بصفة رئيس مهندسين، انتقل بعدها للعمل في مجموعة من سفن الموانئ. لكنه كان موضع إحترام وتقدير المهندسين وطواقم السفن حيثما حذفته رياح التنقلات القسرية. .
ونظرا لكفاءته لم تجد الموانئ العراقية مهرباً من الاعتماد عليه، فبعثته إلى الصين عام 2012 لمتابعة مراحل بناء الناقلة (السيبة). .
رحلة طويلة ومرهقة امضاها المهندس (علي) هائماً على وجهه بين تضاريس الخوف والقلق، لكنه وعلى الرغم من حيثيات القهر والظلم والتعسف استطاع ان يتابع دراسة نجله (سيف) في الكلية البحرية، ليحل محله في الموانئ بعد إحالته إلى التقاعد عام 2022، فكان (سيف) بذرة طيبة زرعها المهندس (علي) في بساتين الموانئ، لينمو فيها ربان المرفأ (سيف علي حنون طاعون). .
ختاماً نقول: الرحمة والغفران لروح الكابتن طارق عبد الصمد، الذي كان له الفضل في رفض تنفيذ قرارات مديرية أمن البصرة. .
والرحمة والخلود لوالده المغدور ظلما وعدوانا، ووالدته المفجوعة بوفاة زوجها، والصبر والمواساة لأسرته التي كانت ضحية القهر والرعب. .
وسوف نواصل حديثنا عن رجالات المدرسة المهنية البحرية الذين كانوا نجوما ساطعة في قلعة الخبرات الوطنية على مدى نصف قرن. .

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات