كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7395 - 2022 / 10 / 8 - 02:40
المحور:
الادارة و الاقتصاد
صار واضحاً ان طريق الحرير الأوسط، والذي يطلقون علية (TITR)، هو الأفضل والأسرع، وذلك على الرغم من انه طريق متعدد الوسائط، ويبلغ طوله 4764 كيلومترا، ويجمع بين الطرق البرية والحديدية والبحرية. .
اما من أين جاءت تسمية (TITR)، فهي الاختصار الرمزي لعبارة (TRANS-CASPIAN INTERNATIONAL TRANSPORT ROUTE). .
ينطلق هذا الطريق من مدينة (كاشغر) الصينية، ثم قرغيزستان، ثم أوزبكستان، ثم إلى ميناء تركمانباشي في تركستان، ليتم نقل كل البضائع عبر حاويات إلى أذربيجان، ومنها إلى جورجيا، ومنها إلى تركيا وتحديدا محطة (قارص) للسكك الحديدية، ثم إلى إسطنبول، أو الموانئ البحرية التركية، ومنها إلى أوروبا وبقية أنحاء العالم. ويعد من بين 3 ممرات أساسية تربط آسيا بأوروبا. .
لا شك ان هذا الطريق هو الأسرع مقارنة بالطريق الذي يعبر من روسيا، ذلك أن قطارات الشحن التي تنطلق من الصين إلى أوروبا تقطع 7 آلاف كيلومترا عبر هذا الطريق في 12 يوما مقارنة بمسافة 10 آلاف كيلومترا، ومدة لا تقل عن 15 يوما في حال المرور عبر روسيا. وهذا يفسر أسباب إرتفاع حجم الشحنات إلى 3 أضعاف خلال هذه السنة لتصل إلى 845 ألف طن خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2022 مقارنة بحوالي 311 طنا خلال نفس الفترة من العام الماضي، مما يعني زيادة اعتماد التجارة العالمية على هذا الطريق. .
واللافت للنظر ان تركيا التي تعد طرفاً اساسياً في خط السكك الحديدية، المعبر عنه بالاحرف: (ITI)، والذي يربط العواصم (اسطنبول - طهران - اسلام آباد)، فإن تركيا نفسها هي الراعية والداعمة لطريق الحرير الاوسط، وهي المفاوض والمحاور الأساسي لكل الدول التي يمر بها الطريق. بداية من الصين، وصولا لأذربيجان، وتعد تركيا من أكبر الدول المستفيدة من هذا الطريق، الذي سيجعلها نقطة الوصل الحقيقية بين آسيا وأوروبا في نقل البضائع. .
ويعد استكمال خط سكة الحديد (باكو- تبليسي ـ قارس)، الذي يربط أذربيجان بجورجيا، وصولا إلى تركيا، من أهم المشاريع التي تركز عليها تركيا، ومن المتوقع أن تصل قدرته الاستيعابية إلى 3 مليارات مسافر، و 17 مليون طن من البضائع سنويا. .
وباعتماد مبدأ "إذا هبت ريحك فاغتنمها" تسعى أذربيجان لاستغلال الوضع الحالي للتحول نحو ممر تجاري وطاقي حيوي عالمي. .
وتخطط كل من أذربيجان وكازاخستان وجورجيا لتطوير طريق نقل آخر قادر على نقل 200 ألف حاوية سنويا. وذلك من أجل تسهيل مرور الشاحنات، وتخطط الدول الثلاث لوضع تعريفات موحدة لشركات الشحن المحلية وتسهيل عمل شركات النقل. .
وهكذا تتسارع خطوات بلدان العالم نحو تطوير مشاريع النقل العابر، بينما ظل العراق متقوقعا على نفسه على الرغم من وقوعه وسط القارات الثلاث، وعلى الرغم من صيحاتها ونداءاتها ومناشداتنا. ولكن لا رأي لمن لا يطاع. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟