أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد نبيل صابر - قراءة في وثيقة العمل السياسي للأخوان















المزيد.....

قراءة في وثيقة العمل السياسي للأخوان


محمد نبيل صابر

الحوار المتمدن-العدد: 7403 - 2022 / 10 / 16 - 16:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اصدر ما يسمى "المكتب العام لجماعة الاخوان المسلمين- جبهة التغيير" أمس، وثيقة للعمل السياسي لتحكم حركة جماعة الاخوان المسلمين في الفترة القادمة . والجبهة هي احد اقوى المتصارعين في داخل الجماعة بجانب جماعة اسطنبول بقيادة محمود حسين وجماعة لندن بقيادة ابراهيم منير القائم بأعمال المرشد العام .
جدير بالذكر أن "المكتب العام- جبهة التغيير" محسوبة على تيار "الكماليين" المنسوب الى عضو مكتب الارشاد المقتول "محمد كمال" مؤسس الاجنحة العسكرية للجماعة بعد يوليو 2013. وهي الجبهة التي لها الاتصال الاكبر بالقواعد والشباب المنتمي للجماعة داخل مصر. ويمثلها عدد من القيادات مثل عمرو دراج وجمال عبد الستار وغيرهم.

بداية يجب التفريق بين وثيقتين ظهرا في الساعات الاخيرة. الاولى : وثيقة جبهة التغيير التي تم اعلانها في مؤتمر في اسطنبول مساء امس . والثانية ثيقة "مسربة" وغير رسمية تداولها الاعلام وبتاريخ قديم لجبهة ابراهيم منير بتقول ما معناه اعتزال #الاخوان للسياسة وهي التي تداولتها جهات اعلامية عديدة.
الوثيقة في العموم لا تتناول افكار جديدة وتكاد تتطابق مع جبهة محمود حسين ورؤيتها المتعلقة باستمرار الصراع على السلطة في مصر. وان كان بها عدة ملاحظات هامة حول الصياغة وطريقة التعبير عن تلك الافكار حيث تختلف جزئيا عن جماعة اسطنبول في التفاصيل
اولا: رغم ان الوثيقة مقدمة بشكل رئيسي "للأمة" كما تعلن في صفحتها الاولى، الا ان الخطاب متعلق بشكل اساسي بالشأن المصري.. والمقصود بشكل رئيسي ليس "الأمة المصرية" لانه تم التعبير عنها لاحقا "الشعب المصري" ..فأفراد تيار "محمد كمال" يقدموا أنفسهم "للأمة الاسلامية" على حد قولهم انطلاقا من كونهم "جماعة تمتلك مشروعا وطنيا اصيلا".. وهو ما يبرز رؤيتهم للحالة المصرية كحالة مستقلة لها ظروفها وادبياتها ولكن تنطلق للحفاظ على دعوة الاخوان وهويتها الكونية من النجاح في استعادة وضعهم في مصر.
ثانيا: اخطر ما في الوثيقة في رأيي هو تعريفهم لهوية الشعب المصري .. فقد نفوا عنهم هويته المصرية او هويته الوطنية كشعب متفرد يعيش في وطن مثل اقدم دولة مركزية في التاريخ وهوية ممثلة في كافة المكونات الثقافية للشعب واقتصروا مكونات الهوية على الهوية الاسلامية والعربية.
ثالثا: تكررت النقطة السابقة في رؤية الجماعة للدولة القومية في صفحة 15. حين اعتبر ان قيام الدولة القومية هو احد خطط الاحتلال الاجنبي الذى انشأ طبقة تسميها الوثيقة "الرأسمالية العسكرية" لحمايتها لمنع تغيير بنيه النظام الدولي .وهو ما يفسر سبب النقطة السابقة وكاف لشرح خطرهم على الوطن.
رابعا: في صفحات التعريف بالاخوان والمكتب العام من صفحة 5 الى صفحة 13.يظهر تضارب معتاد في فكر الحركة وما تفرع منها ..فمن رغبة الحكم بتحقيق مقاصد الشريعة وطبقا للشريعة (ص5) الى التضاد البديهي في الفقرة السابقة لها حيث "لن تبني الحضارة الانسانية الا بشعوب حرة واعية..وتتمتع بكافة حقوقها في التعبير عن الرأى والأمن من الاستبداد".. في نفس الصفحة. ويستمر التضاد في التعريف بالسياسة في فكر حسن البنا حيث "لن تقوم الدولة الاسلامية على اساس الدعوة حتى تكون دولة رسالة..ولا تقوم الدعوة الا في حماية تحفظها" ..كما يستمروا ويؤكدوا "ان قعود المصلحين الاسلاميين عن المطالبة بالحكم جريمة" ..وانه لاطريق سوى ان يتواجد حاكم يحكم بالشريعة او تتولى الجماعة الحكم بنفسها ..هذا يتضاد كليا مع النغمة المدسوسة في الوثيقة عن تداول الحكم والترحيب باختلاف الايدلوجيات وامتلاك الشعوب للارادة ...الخ.
خامسا: يعلن التيار بعد ذلك ان الجماعة لن تنزل الى العمل الحزبي الضيق ..ستعمل في السياسة وتعمل كجماعة ضغط مع السماح لكل الاعضاء بالانضمام الى الاحزاب "التي تتقاطع معهم في رؤيتهم لنهضة الامة" بمعنى آخر ان تكون الجماعة في حالة 2005- 2010 و1986 حيث انتشار اعضاءها في كافة الاحزاب الاسلامية (النور وربما العدل -البناء والتنمية..الخ) ليكونوا ابواب خلفية مع وجود الجماعة ككيان هلامى يعمل بالسياسة ايضا ولكن بدون سعي الى السلطة كجماعة..ولكن عبر تلك الاحزاب وهناك تفريق غريب بين العمل السياسي الواسع والمنافسة على السلطة عبر الاحزاب..اذ ان أ ب سياسة هو السعي للحصول على السلطة ..وهو عين تعاليم البنا ..الغرض في رأيي اشارة لاعضاء الجماعة بالانتشار في تلك الاحزاب انتظارا للاستحقاقات الانتخابية التالية خصوصا ان تلك الاحزاب في حالة من الترهل والضعف والانتهازية التي تسمح لها بقبول تلك الصفقة ..وهو ما حذر منه الجميع سابقا.
سادسا : تبدأ رؤيتهم للعمل بعد ما يسمونه "انتهاء الحكم العسكري" بجملة توضح ما قلناه في النقطة الاولى حيث يعتبروا ان النموذج "المصري" هو مثال لحال الامة كلها . وهناك نقطتين هامتين في التقديم لتلك الرؤية. ان الجماعة لا ترى نظام بديل سوى نظام "يحقق مقاصد الشريعة" تحت راية "دعوة وامة"
سابعا: يعد ثاني اخطر ما قدموه هو اعتبارهم ان علامات نجاحهم بغض النظر عن خطابهم المعتاد هو "اعادة كتابة التاريخ..وهو ما يعني ان بجانب اهمال البعد القومي المصري ستسعى الجماعة وذلك التيار الى اعادة كتابة التاريخ المصري الحديث بما يروه هم صحيح ..وهذه صيحة تحذير لاولي الامر
ثامنا: ترى الجماعة ان يجب امتلاك القوة لما يسمونه "الثورة" بكافة اشكالها ..وهو صلب تعليمات المقبور "محمد كمال " عند تأسيسه الخلايا النوعية والجماعات الارهابية المتعددة النابعة منها
اسعا: عن التعامل مع الايدلوجيات الاخرى وبداية القصيدة كفر.. برغم التنويه عن اخطاء ارتكبوها هم وبقية "اطياف الثورة" في (ص5) يعودوا لكذب بواح -في عينة لاعادة كتابة التاريخ- ان الجيش هو من استغل واجج الخلاف الايدلوجي لصالحه وليس هم من سعوا للتحالف مع الجيش منذ اول ايام يناير وهو ما تسبب لاحقا في استقالة عبد المنعم ابو الفتوح او ما فعلوه بدءا من مارس 2011 وحتى يونيو 2012 ..وتتضاد تلك الصفحتين الموضوعتين لاستعطاف افراد الايدلوجيات الاخرى ( مع الاسف بعض اليساريين والتروتسكيين وغيرهم) بالطبع مع ما اوضحته نفس الوثيقة في خامسا وسادسا ويتضاد حتى مع الصفحة التالية مباشرة حول تعريف الحكم المدني. وهو تعريف استخدموه طوال عام حكمهم انه ليس" بحكم عسكري او ثيوقراطي" وان شرطه الوحيد "تحقيق مقاصد الشريعة"..وهو كيف ما سيتحقق مثلا لو وصل حزب ليبرالي الى السلطة ؟.. انما هو الدعاية ومصيدة لكل ساذج او صاحب هوى وطمع.

هذا بيان للناس .. وكما ذكرنا هذا التيار هو الاخطر على الساحة من تيارات الاخوان المتصارعة.. هذا التيار هو الاكثر تواصلا وسيطرة على اعضاء الجماعة والاقرب لشبابهم في الداخل واذا كانت تلك رؤيتهم الخطيرة والمهددة لبنية الدولة بل وتاريخها .. الا فأنتبهوا
ومصر من وراء القصد



#محمد_نبيل_صابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عجائب السياسة المصرية
- الثقافة فى مصر...الفريضة الغائبة
- دليل بناء الجمهورية الجديدة (1)
- عودة الجندى الاخير
- مانيفستو القومية المصرية...مقدمة
- ترامب وانصاره ..سحابة صيف ام تيار جديد؟
- من خطاب تنصيب 2024
- القومية المصرية..الحقائق والأساطير
- الاخوان وصياغة الرواية البديلة
- نحو صياغة قومية مصرية
- مستقبل داعش..الفكر والتنظيم
- معسكرات تأهيل وليس الدية
- الأشبين
- الحاكمية عند الشيعة
- حزب التحرير.. المنسى فى الاسلام السياسى
- من قتل السياسة فى مصر؟!! -2-
- احمد خالد توفيق...وداعا
- من قتل السياسة فى مصر؟!!
- من اجل القلعة
- الخروج من عباءة فايمار المصرية


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد نبيل صابر - قراءة في وثيقة العمل السياسي للأخوان