أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد نبيل صابر - عجائب السياسة المصرية















المزيد.....

عجائب السياسة المصرية


محمد نبيل صابر

الحوار المتمدن-العدد: 7243 - 2022 / 5 / 9 - 16:30
المحور: المجتمع المدني
    


فى محاولة لاحياء السياسة فى مصرنا الحبيبة، اعلن الرئيس/ عبد الفتاح السيسي عن الدعوة لاجراء حوار وطني شامل. تزامن ذلك مع قرارات عفو رئاسي عن بعض المعتقلين السياسيين الغير متهمين فى قضايا ارهابية . لنبدأ فصل جديد من كوميديا السياسة المصرية ما بعد 2013 والتي تشارك فيها كلا من الحكومة والمعارضة .
ففي جانب الحكومة والاحزاب المؤيدة : لم يتحرك احد لتقديم اي رؤية عن ماهية وكينونة هذا الحوار. لم يتقدم احد ليقترح اجندة ومحددات ونقاط مبدئية او حتى مظلة يخضع لها هذا الحوار. فأن تحدث احد تحدث عن الترحيب بالدعوة وفقط واعتبارها ضرورية- وهي كذلك بالفعل- فى اطار تحديات عدة تخوضها الدولة المصرية داخليا، ونشاط مريب لجماعات مرتبطة بأهداف جماعات الاسلام السياسي عبر منصات التواصل الاجتماعي، يصاحبه ما يمكن وصفه بخلخلة اجتماعية عبر حوادث تتضمن صفع غير المحجبات واستهداف طائفى على الهوية فى غياب تام لادوات ظبط الشارع وفرض النظام . ناهيك عن تحديات اقيلمية وازمة اقتصادية عالمية خانقة سيصيب منها الاقتصاد المصري المتعافي ببطء من آثار ازمة كورونا والمار بعملية اصلاح جوهرية ضررا بالغا.
الحوار الرئيسي المقدم من هذا الجانب كان من بعض افراد لجنة العفو الرئاسي والتى تضمنت تطمنيا لتيارات المجتمع المدني الغير منتمية لجماعة الاخوان المرتبطة بعدة تنظيمات وحوادث ارهابية مع التشديد على ان هذا العفو لن يشمل من حمل سلاحا او حرض على العنف او ثبت ادانته فى تلك الحوادث الارهابية .
ثم يستيقظ المصريون بعد نهاية عيد الفطر المبارك على هجوم ارهابي شديد الخطورة على محطة رفع المياه شرق قناة السويس والذى تسبب فى استشهاد 17 فرد من قواتنا المسلحة ، لتتراص التحليلات مرة اخرى عن استعادة داعش سيناء لعافيتها بعد الضربات الامنية المركزة ومقتل عدد هائل من قياداتها واحكام غلق منافذ ومصادر التمويل والتسليح القادمة من الانفاق شرقا او عبر التهريب البحري شمالا او القادمة من المناطق الليبية غربا. وهو ما زاد الوضع الداخلي تقلقلا واضطرابا.
وفى خضم انعدام الرؤية من حكومة التنفيذيين الحالية المشهور عنها اصلا انعدام الجانب السياسي فيها، ومع انشغالها بمحاولة اللحاق بآثار ازمة الركود العالمية على الاقتصاد المصري، تلاحظ تمدد وان كان ببطء للجماعات السلفية المنتمية فى اغلبها الى مدرسة الاسكندرية السلفية والتي تحمل ارثا من التضاد والتنافر مع جماعة الاخوان وذيولها ومدرسة القاهرة الحركية . فقد تمكن ذلك التيار من اعادة اصدار قناة خاصة به حملت وجوها اختفت منذ عام 2013 مثل محمد حسان وحسين يعقوب واللذان اشتهرها بتأييد جماعة الاحوان حتى اضطراب العلاقة وانقطاعها مع حزب النوار قبل 30 يونيو 2013. ذلك التضارب الذى امتد الي الحلقة التسجيلية "الثلاثين" فى مسلسل "الاختيار 3" والذي تم كما اعلن فى تتره برعاية ودعم "جهاز الشئون المعنوية" التابع لوزارة الدفاع. حيث اعتمد على شهادة رئيسية ليونس مخيون ممثلا لحزب النور (احد حضور بيان 3 يوليو ) .ومفاجأة ظهور احمد ماهر "الاخواني السابق واحد مؤسسي جماعة 6 ابريل" . وهو ما اعتبره البعض اشارة الى السماح بعودة منظمات الممولة اجنبيا للعمل بمصر . اذ انه بعد سنوات من شيطنة احمد ماهر والحركة يطل علينا كمقاوم للاخوان فى حلقة تسجيلية برعاية الشئون المعنوية . وهو ما منح الجميع احساس ان من يقود السياسة فى مصر - ان كان هناك من يقودها - يحمل بوصلة مضطربة فى احسن الاحوال وبلا رؤية او فهم سياسي في اسوأها
اما عن كوميديا احزاب المعارضة فلا تسل!!
الاحزاب والحركات التي تقدم نفسها كمعارضة لم تشغل نفسها باستغلال الدعوة لمحاولة وضع شروط وقواعد لعبة سياسية جديدة تسمح بمجال حركة لها بعد سنوات من الانسداد، فقدت فيه ارضية كبيرة فى الشارع المصري، فاغلب الاحزاب المصرية هي مكاتب بلا وجود حقيقي فى الشارع يسمح لها بفرض اي اراء او شروط او حتى رفاهية رفض هذا الحوار الوطني .
قابلت معظم الاحزاب تلك دعوة الرئيس بالصمت المطبق .ومن تحدث منهم تحدث من اسلوب فرض الشروط وحميعهم تحدثوا عن شمول هذا الحوار الوطني لتيار الاخوان . وهو ما يعتبر اهانة لعلم السياسة فى حد ذاته .
فمن جهة لا تملك تلك الاحزاب اي مركز قوة تستطيع من خلالها فرض اي شروط - وهنا نتحدث من جهة مبادئ لعبة السياسة- وان اغلب البيانات خاصة بيان حزب التحالف الشعبي وسع تلك الشروط لتتضمن الافراج عن الجميع ورفع الحظر عن المواقع الالكترونية وضم جماعة الاخوان وكافة اطياف الاسلام السياسي الى الحوار ، وكل هذا الكلام قبل بدء الحوار .
سياسيا وكألف باء سياسة ان كانت تلك هي الشروط لبدء الحوار فعلام سيدور الحوار اصلا؟. سياسيا ما علاقة جماعة الاخوان بعد سنوات من الانكشاف والانبطاح علنا وقبول العمالة ومعارضة الوطن ذاته لا معارضة نظام الحكم بحوار وطني ؟.. اين الوطنية فى كل ما فعلته الجماعة؟.. كيف يمكن الدعوة للمصالحة بعد ولوغها فى دماء الشهداء؟.. لماذا تدعو احزاب وافراد وحركات مدنية الى اعادة احياء جماعة مسلحة واعترفت بدعمها العنف والتحريض عليه وتوفير التمويل والسلاح لكافة الجماعات الارهابية الاخرى؟... التفسير الوحيد والمنطقي ان كل هؤلاء لا يمتلكوا شيئا من الثقة بالنفس ويرغبوا فى اعادة اختراع العجلة عبر استخدام جماعة دينية والتحامى فى ظلها فقط ليستعيدوا بعضا من الشعور الوهمي بالقوة وبأمكانية التأثير فى الشارع
علم السياسة يشرح لقوى المعارضة ان التصرف المنطقي هو المطالبة فقط بان يسبق الحوار مساحة اعلامية كافية وعادلة لعرض نقاط اعتراضهم على نظام الحكم الحالي وان يكون الحوار موقتا وان ينتج عنه خطة عمل تسمح باعادة الحراك السياسي فى البلاد بدلا من سيطرة رجال الاعمال المرتبطين بمصالح بمشروعات اقتصادية تابعة للجيش على مقاعد البرلمان بغرفتيه بل وحاليا على احزاب بأكملها . علم السياسة يشرح ان تنأى تلك الاحزاب بنفسها عن جماعة الاخوان وكافة تيارات الاسلام السياسي التى استبعدت نفس تلك الجماعات وكالت لها كافة الاتهامات، بل واحرقت لها مقرات واصابت وقتلت ناشطين فى صفوفها طوال عام حكمها المظلم
ان ردود افعال كلا الطرفين قد قتلت فكرة الحوار الوطني في مهدها او على احسن الاحوال قللت كثيرا من التأثير المأمول له ليصبح فقط -ان تم- مجرد اضافة اعلامية وجعجعة بلا طحن او نتائج ملموسة
المؤسف ان تكون السياسة فى مصر ، اقدم دولة مركزية فى التاريخ ، واول الدول المستقلة فى المنطقة وصاحبة اقدم نظام سياسي فيها وبكل هذا العدد من الاحزاب والمفكرين السياسيين والخبراء الاستراتيجيين بمثل تلك الكوميدياء السوداء. ولكنها الحماقة اعيت من يداويها
ويظل الضحك هنا ..ضحك كالبكاء



#محمد_نبيل_صابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة فى مصر...الفريضة الغائبة
- دليل بناء الجمهورية الجديدة (1)
- عودة الجندى الاخير
- مانيفستو القومية المصرية...مقدمة
- ترامب وانصاره ..سحابة صيف ام تيار جديد؟
- من خطاب تنصيب 2024
- القومية المصرية..الحقائق والأساطير
- الاخوان وصياغة الرواية البديلة
- نحو صياغة قومية مصرية
- مستقبل داعش..الفكر والتنظيم
- معسكرات تأهيل وليس الدية
- الأشبين
- الحاكمية عند الشيعة
- حزب التحرير.. المنسى فى الاسلام السياسى
- من قتل السياسة فى مصر؟!! -2-
- احمد خالد توفيق...وداعا
- من قتل السياسة فى مصر؟!!
- من اجل القلعة
- الخروج من عباءة فايمار المصرية
- الامير المصرى


المزيد.....




- الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة الأونروا بقيمة 15 ...
- اليونيسف: مقتل ما يقرب من 14 ألف طفل في غزة منذ بدء الحرب
- الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية لوكالة -الأونروا- بقيمة ...
- حماس: لن نسلم الأسرى الإسرائيليين إلا بصفقة حقيقية
- بن غفير يدعو لإعدام المعتقلين الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ ال ...
- حماس: لن نسلم الأسرى الإسرائيليين إلا بصفقة حقيقية
- المواجهات تعود لمدينة الفاشر رغم اكتظاظها بالنازحين
- شهادات مروّعة عن عمليات التنكيل بالأسرى داخل سجون الاحتلال
- دهسه متعمدا.. حكم بالإعدام على قاتل الشاب بدر في المغرب
- التعاون الإسلامي تؤكد ضرورة تكثيف الجهود لوقف جرائم الحرب بح ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد نبيل صابر - عجائب السياسة المصرية