أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد رؤوف حامد - تضاريس المسافة بين النظرية والممارسة: ثالثا – الإجتهادات الفكرية المعاصرة: 2) رؤى ونظريات أخرى:















المزيد.....

تضاريس المسافة بين النظرية والممارسة: ثالثا – الإجتهادات الفكرية المعاصرة: 2) رؤى ونظريات أخرى:


محمد رؤوف حامد

الحوار المتمدن-العدد: 7402 - 2022 / 10 / 15 - 20:29
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بينما تعتبر نظرية "الفعل التواصلى" بمثابة النظرية العامة الأكبر (أو الأكثر شهرة) فى مجال العلاقة بين النظرية والممارسة، إلا أن هناك رؤى (و نظريات) أخرى تجدر الإشارة اليها من منظور الإحاطة بأهم الملامح المتاحة فى الفكر المتصل -بشكل أو آخر- بهذا المجال. فى هذا الإطار نتابع مايلى:
1-2) رؤية ستيف كلابنيك Steve Klabnic ( ):
يرى كلابنيك أن العلاقة بين النظرية والممارسة تتبين من خلال التجريد والتطبيق، حيث كلاهما (أى النظرية والممارسة) مفيد للآخر.

فمثلا النظرية تُخرج الممارسة من الحدود التى تتقوقع فيها Deteriorizes practice . ذلك بينما الممارسة تعيد رسم الحدود للنظرية Re-territorizes theory .

2-2) تصنيف المجالات طبقا لنقاءها التطبيقى أو النظرى:
إمتدادا لرؤية ستيف كلابنيك يكون فى النظرية والممارسة ثنائى صانع للعمود الفقرى لكافة مسارات التعلم. يتوافق ذلك مع الرؤية التى تصنف تسلسل المجالات المعرفية الرئيسية الكبرى طبقا لنقائها (التطبيقى أو النظرى).

تقضى هذه الرؤية بإمكانية ترتيب المجالات المعرفية الرئيسية طبقا لما يلى من منوال، أو أمثلة ( ) :
- مجال علم الإجتماع يمثل تطبيقا لعلم النفس.
- مجال علم النفس يمثل تطبيقا لعلم الأحياء.
- مجال علم الأحياء يمثل تطبيقا لعلم الكيمياء.
- مجال علم الفيزياء يمثل تطبيقا للرياضيات. ذلك بينما الرياضيات تقوم بالتخديم فى التوصل الى أبعاد (أو أوصاف) نظرية فى كافة المجالات المعرفية الرئيسية.

بالإعتبار الى هذه الرؤية فإن كل علم يأتى -الى حد كبير- كتطبيق ممارساتى (أى كممارسة تطبيقية) لعلم آخر. هذا العلم الآخر يمثل، من الناحية النسبية، النظرية بالنسبة للعلم التطبيقى. ذلك بمعنى أن كل مجال علمى يمثل ممارسة تطبيقية لمجال علمى آخر، والذى يكون أكثر نظرية (أو تنظيرا) مقارنة بالمجال الأول. فى نفس الوقت، يمكن للرياضيات أن تستخدم فى التوصيف النظرى فى المعارف التطبيقية، مما يساعد فى كشف النواقص ( ).

3-2) نموذجى العَالِم المفكر والمفكر العَالِم:

مسألة النسبية فى تصنيف المجالات تبعا لنقاءها، كمجال نظرى أو تطبيقى، يمكن -بقدر ما- رصدها من خلال إعتبار أن المقاربات الفكرية تكون فى طبيعتها أقرب الى "النظرية" مقارنة بالمقاربات العلمية القائمة على التجريب، والتى يمكن اعتبارها أقرب الى التطبيق (أو الممارسة).

وبالفعل، هكذا معنى قد جرت الإشارة إليه (فى دراسة للكاتب) عند مناقشة ثقافة التغيير عند العلماء والمفكرين ( ). فى هذه الدراسة تَلاحَظ أن الممارسات العلمية فى العلوم الطبيعية (أى التطبيقية - نسبيا) قد أدت الى بزوغ (أو إفتراض) مايمكن اعتباره تصنيف للعلماء الأفذاذ باعتبار البعض منهم قد وصل فى إنتاجه ورؤاه الى أن يكون مفكرا فى مجال العلم (مثل: ألبرت أينشتاين، و جيمس بلاك، وأحمد مستجير) ، بينما البعض الآخر يمكن اعتباره عالما فى مجال الفكر (مثل: برتراند راسل، وتوماس كون، وأحمد زكى عاكف).

الوصف بمفكر فى مجال العلم يعنى أن التمكن العلمى قد إرتقى بالعَاِلم من خلال آفاقه الشخصية، من حيث الخبرات والخيال والحس برسالته وبمعنى الحياة، وكذلك من حيث اتساع إدراكاته لمجريات الحياة من حوله (أى المنطق الحياتى)، إلى أن يصل الى مستوى التنظير النقى (نسبيا) فى مجال المعرفة العلمية. ذلك بمعنى الإنتقال المتمكن من الأبعاد التطبيقية (أو الممارساتية) الى مجال التفكر وصناعة (أو صياغة) الجديد الذى يمكن وصفه باعتباره فرض، أو نظرية، أو أقرب لأن يكون نظرية.
أما العَاِلم الذى يعمل (أو يساهم) فى مجال الفكر، فيكون عَالِم بالفعل (أى فى الممارسة) غير أن عمق تلاحمه الذهنى مع الفعل الممارساتى فى مجال علمه قد حوله الى مفكر فى شؤن أخرى خارج حدود المجال المجال العلمى الصرف (أو المباشر) الذى ينتمى إليه، أو قد إنتمى إليه فى المنشأ.

العمق فى هذا الإرتقاء المؤدى الى الوصف "عالِم فى مجال الفكر" يشير الى الولوج لممارسات فكرية (أو تنظيرية) تتميز بارتقاء عال قائم على منهجية التفكير العلمى Scientific method ، والتى قد نشأ جوهرها من خبرات تطبيقية صرفة على مدى زمنى طويل من التاريخ الإنسانى.

وهكذا، هذا التصنيف المفتَرض لبعض كبار العلماء والمفكرين، بالوصف بعَالِم فى مجال الفكر، أو مفكر فى مجال العلم، إنما هو نوع من التجريد Abstraction الذى قد يمكن اعتباره مجسدا -الى حد ما- للعلاقة بين "النظرية" و "الممارسة". هنا، على الحدود المشتركة بين مجالى العلم (كممارسة وتجريب) والفكر (كتصور نظرى أو إمكانية نظرية) يوجد قدرمن العطاء (والجدلية) من (وبين) مجال وآخر.

ما يوصف هنا بجدلية بين "العلم" و "الفكر" يجعلهما مكملين (و/أو مفيدين) لبعضهما. ذلك يتفق الى حد كبير مع رؤية "كلابنيك" بأن العلاقة بين النظرية والممارسة (والتى تتعلق هنا بالعلاقة بين الفكر والعلم) تأتى، أو تتضح، من خلال التجريد والتطبيق، حيث كلاهما يكون مفيدا للآخر.

4-2) علاقة الفلسفة بثنائية النظرية والممارسة:

بينما تصاغ النظرية لأغراض تختص – غالبا – بالتفسير (وبالتالى التقييم والتنبؤ)، فإن موضوع الفلسفة يكمن فى بناء الأسئلة من أجل (أو كنوع من الإجتهاد فى مسار) التوصل الى الحكمة أو الحقيقة.
وعليه، فالنظرية تُختبر (أو تُضبط) فى الأساس من خلال توصيفات نوعية وتقييمات كمية للظواهر التى تخضع للملاحظة. ذلك بينما تكمن صحة (أو صلاحية) الفلسفة فى مبادىء مثل الإتساق الداخلى لإطروحاتها، ووضوح ماتقدمه هذه الأطروحات من إستقراء واستنباط وتماثلات فى التشابه والتناظر. ذلك بالإضافة -بالطبع- الى توافقات أطروحاتها، سواء فى كل فكرة على حدى أو فى كليتها.

من جانب آخر، تُرى (أو تُدرك / أو تُعرف) الممارسة من خلال أوصاف (أو توصيفات) De--script--ions ما تقوم به من إنجاز فى العالم الظاهرى Phenomenological world ، وكذلك من خلال معياريتها من منظور ماتهدف إليه الممارسة Normativity ( ).

وبينما، على مدى عصور، تتواصل الحاجة الى التساؤل (أو التفلسف) بشأن علاقة النظرية بالممارسة، فإن البعض ( ) يرى أن الأفكار الفلسفية العلمية لرينيه ديكارت
(1596 - 1650)، والتى ساعدت على بدء تنوير ثورى بشأن التكنولوجيا والصناعة والعلم، هى نفسها قد حلت محل الفلسفة.

من وجهة نظرنا، ربما يكون هذا التصور قد انعكس سلبيا على العلاقة بين النظرية والممارسة، وكذلك على مسارات البحث عن العلاقة بينهما. ذلك حيث نرى أن إرتقاء كل من العلم والتكنولوجيا والصناعة فوق أهمية العلاقة بين النظرية والفلسفة، قد أدى الى الى خلل يتمثل فى جعل الممارسة أكثر براجماتية (أو نفعية) عما ينبغى. وربما فى هذا الصدد يمكن الإشارة الى التدهورات العالمية للمناخ كنتاج لهكذا خلل.

من هذا المنظور، أى بالتمادى فى فى زيادة براجماتية الممارسة، تزايدت صعوبة الوصل بينهما، النظرية والممارسة، بحيث تاهت (أو بعدت بعض الشىء) الأهمية المعرفية والحياتية لإتقان بناء الجسر المفترض بينهما، النظرية والممارسة ( ).

يبقى بعد ذلك الولوج الى نظرية (أو نظريات) الممارسة الإجتماعية، فى مقال تال ان شاء الله.



#محمد_رؤوف_حامد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تضاريس المسافة بين النظرية والممارسة: ثالثا – الإجتهادات الف ...
- تضاريس المسافة بين النظرية والممارسة: ثانيا – إعتبارات تاريخ ...
- تضاريس المسافة بين النظرية والممارسة أولا – هذا التناول .. ل ...
- هل ستستطيع البلدان العربية اللحاق بالمستقبل الجديد للثورات؟ ...
- هل ستستطيع البلدان العربية اللحاق بالمستقبل الجديد للثورات؟ ...
- هل ستستطيع البلدان العربية اللحاق بالمستقبل الجديد للثورات ؟ ...
- هل ستستطيع البلدان العربية اللحاق بالمستقبل الجديد للثورات ؟ ...
- هل ستستطيع البلدان العربية اللحاق بالمستقبل الجديد للثورات ؟ ...
- هل ستستطيع البلدان العربية اللحاق بالمستقبل الجديد للثورات ؟ ...
- ثقافة التغيير – تكنولوجياتها ومستقبلياتها عند العلماء والمفك ...
- ثقافة التغيير – تكنولوجياتها ومستقبلياتها عند العلماء والمفك ...
- ثقافة التغيير – تكنولوجياتها ومستقبلياتها عند العلماء والم ...
- ثقافة التغيير – تكنولوجياتها ومستقبلياتها عند العلماء والمفك ...
- ثقافة التغيير – تكنولوجياتها ومستقبلياتها عند العلماء والمفك ...
- مابعد الشعبوية .. الأمريكيون يقتربون أكثر من المسار الجديد ل ...
- جماعية المفكرين – لقاح للإنسانية وليس فقط للكورونا
- حركية المعرفة فى الشارع السياسى العربى: 5/5 المستقبليات
- حركية المعرفة فى الشارع السياسى العربى: 5/4 التضاريس
- حركية المعرفة فى الشارع السياسى العربى:5/3 الإشكاليات
- حركية المعرفة فى الشارع السياسى العربى: 5/2 – الخصائص


المزيد.....




- سعيد يأمر باتخاذ إجراءات فورية إثر واقعة حجب العلم التونسي
- بايدن يخطئ مجددا و-يعين- كيم جونغ أون رئيساً لكوريا الجنوبية ...
- شاهد.. تايوان تطلق صواريخ أمريكية خلال التدريب على المقاتلات ...
- عشرات الجرحى جراء اصطدام قطارين في بوينس آيرس
- في أقل من 24 ساعة..-حزب الله- ينفذ 7 عمليات ضد إسرائيل مستخد ...
- مرجعيات دينية تتحرك قضائيا ضد كوميدية لبنانية بعد نشر مقطع ف ...
- شاهد.. سرايا القدس تستهدف الآليات الإسرائيلية المتوغلة شرق ر ...
- شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لبلدة بشرق خان يونس
- واشنطن: -من المعقول- أن إسرائيل استخدمت أسلحة أميركية بطرق - ...
- الإمارات تستنكر تصريحات نتانياهو بشأن -مشاركتها- في إدارة مد ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد رؤوف حامد - تضاريس المسافة بين النظرية والممارسة: ثالثا – الإجتهادات الفكرية المعاصرة: 2) رؤى ونظريات أخرى: