أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد رؤوف حامد - ثقافة التغيير – تكنولوجياتها ومستقبلياتها عند العلماء والمفكرين 4/2: مكانة -التغيير- فيما قبل ومابعد التكنولوجيا (أ- فى التفكير العلمى)














المزيد.....

ثقافة التغيير – تكنولوجياتها ومستقبلياتها عند العلماء والمفكرين 4/2: مكانة -التغيير- فيما قبل ومابعد التكنولوجيا (أ- فى التفكير العلمى)


محمد رؤوف حامد

الحوار المتمدن-العدد: 6689 - 2020 / 9 / 27 - 09:22
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


فيما قبل التعرف الأكاديمى على خصائص التغيير التكنولوجى (والتى أشار اليها المقال السابق) كان قد جرى اكتشاف المنهج العلمى, ولقد أدت التداعيات الحياتية الناجمة عن الإستيعاب والتطبيق لكليهما, التفكير العلمى والتغيير التكنولوجى الى إدراك (أواكتشاف) أن للمعرفة حركية.
وهكذا, نظرا لما يمثله التغيير كجوهر رئيسى مُتَضَمن فى كل من التفكير العلمى وحركية المعرفة, يتناول الطرح الحالى مكانته فى كليهما, وذلك فى مقال من جزئين. الجزء الأول يختص ب "التفكير العلمى" بينما يختص الجزء الثانى ب"حركية المعرفة".

أولا) فى التفكير العلمى:

إذا كانت القوة الدافعة للتغييرات السريعة الجارية فى العالم تعود فى الأساس الى متغيرات العلم والتكنولوجيا, فمن المناسب الإنتباه الى أن هذه المتغيرات لم تكن لتحدث فى غياب التفكير العلمى, أو أن التفكير العلمى هو الشرارة الأولى المولدة لهذه المتغيرات.
وكما هو معروف فإن التفكير العلمى, أو التفكير بطريقة المنهج العلمى, يعتبر وسيلة رئيسية للتوصل الى إجابات للأسئلة, ولحلول للمشكلات. وهو كوسيلة يقوم على الملاحظة الجيدة للمعطيات والظروف الخاصة بالمشكلة (أو بالسؤال) محل التفكير, ووضع الفروض المناسبة للحل, ثم اختبار صحة هذه الفروض بطريقة موضوعية, من أجل التوصل الى – أو اكتشاف – أنجح فرض ممكن.
استخدام هذه الطريقة فى التفكير ليس وقف أو حجر على العلماء أو على مجال البحث العلمى.
الحقيقة أن ممارسة العالِم الحقيقى للتفكير العلمى أثناء إجراءه لبحوثه ودراساته هى ممارسة لتفكير نقدى منظم. هذا النوع من التفكير يمارس أيضا فى مهن ومهام ومجالات مختلفة مثل الصحافة .. المحاماة .. الاستثمار .. الخدمة الإجتماعية .. الدراسات الإنسانية .. التدريب الرياضى .. الخ. بل إن الشخص العادى يمارس – تلقائيا – هذا التفكير فى شتى أمور حياته.

مع تطبيق التفكير العلمى تتزايد كفاءة حل المشكلات, ومع تكرار تطبيقه تتحسن الخبرة فى استخدامه, بحيث تتزايد القدرة على التطور والتغيير وحل المشكلات.

هذا, ويمكن الإشارة الموجزة فيما يلى الى الزوايا أو الأركان الممثلة للفوائد الأساسية للتفكير العلمى, والتى ينتج عنها عند التطبيق إنعكاسات بسلاسل من الفوائد يكون من شأنها تحقيق أعلى مايمكن من صحة أو انضباط للتطويرات أو التغييرات أو الحلول الناجمة (ولمزيد من التفاصيل يمكن مراجعة "التفكير العلمى" – سلسلة إقرأ – دار المعارف – القاهرة - 2007):
- الإعتماد على التنظيم قبل الذكاء.
- التلازم بين عمليتى "التحليل" و "التركيب".
- التأكد من حقيقة المعارف (أو المعلومات) الإعلامية والإعلانية.
- اكتساب قيمة مضافة حياتية.
- تعلم طرح الأسئلة.
- القدرة على التعامل مع الجديد المختلف.
- تحويل الطلاب (والمواطنين العاديين) الى مفكرين.
- إكتساب النظرة العلمية.

أما عن عظمة (وعالمية) المنهج العلمى Scientific Method , كطريقة للبحث والتفكير, فترجع الى أنه قد تم اكتشافه والتوصل اليه, كصياغة, من خلال الإستيعاب للإعتبارات المنطقية والترتيبات العملية التى جرى استخلاصها من خبرات وبحوث ودراسات قام بها العلماء على مدى زمن طويل.

وإذا كان لكل من الفيلسوف الإنجليزى فرانسيس بيكون (1561-1626) والفيلسوف الفرنسى رينيه ديكارت (1596 - 1650) الفضل فى التأكيد المنهجى على المنهج العلمى كمفهوم و خطوات, فمن المهم عمليا إدراك أن علماء الحضارة الإسلامية كان منهم من عرف واستخدم المنهج التجريبى زمنا طويلا قبل نظرائهم فى الغرب.

وفى هذا الخصوص تبرز أسماء عديدة يأتى من بينها استخدام حسن بن الهيثم (965-1040) فى دراساته فى مجال البصريات لطريقة الإستقراء فى اجراء الملاحظات والتوصل الى النتائج, وكذلك الانتباه لضرورة تجنب مؤثرات العوامل الخارجية عند استخلاص النتائج. بل أن من المعروف أن حسن بن الهيثم هو أول من وضع قائمة بخطوات المنهج الذى يُعرف الآن بالمنهج العلمى.

من ناحية أخرى, من المهم جدا إدراك أن من شأن اتباع المنهج (أو التفكير) العلمى, ليس فقط التوصل الى إجابات وحلول (وتغييرات), بل أيض تقييم ما يكون قد تم التوصل اليه من قبل, أو بواسطة آخرين.



#محمد_رؤوف_حامد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة التغيير – تكنولوجياتها ومستقبلياتها عند العلماء والمفك ...
- مابعد الشعبوية .. الأمريكيون يقتربون أكثر من المسار الجديد ل ...
- جماعية المفكرين – لقاح للإنسانية وليس فقط للكورونا
- حركية المعرفة فى الشارع السياسى العربى: 5/5 المستقبليات
- حركية المعرفة فى الشارع السياسى العربى: 5/4 التضاريس
- حركية المعرفة فى الشارع السياسى العربى:5/3 الإشكاليات
- حركية المعرفة فى الشارع السياسى العربى: 5/2 – الخصائص
- حركية المعرفة فى الشارع السياسى العربى: 5/1 – ملاحظات أولية
- خبرات شخصية بشأن ديمقراطية العملية التعليمية فى الجامعة
- نحو فهم أعمق لخلفيات العداء الأجنبى للمنطقة العربية
- الأمريكيون يقتربون من المسار المستقبلى للثورات
- فى ثورة 25 يناير: لو عاد عبد الناصر .. لرفض أن يكون -عبدالنا ...
- ثورة 25 يناير بين الجدليات المهيمنة والإرتقاءات المُغيّبة
- -25 يناير- : ثورة من نوع جديد .. ومعنى جديد .. ومستقبليات جد ...
- مستقبل جديد للثورات: ثورة المفكرين


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد رؤوف حامد - ثقافة التغيير – تكنولوجياتها ومستقبلياتها عند العلماء والمفكرين 4/2: مكانة -التغيير- فيما قبل ومابعد التكنولوجيا (أ- فى التفكير العلمى)