أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد رؤوف حامد - فى ثورة 25 يناير: لو عاد عبد الناصر .. لرفض أن يكون -عبدالناصر-















المزيد.....

فى ثورة 25 يناير: لو عاد عبد الناصر .. لرفض أن يكون -عبدالناصر-


محمد رؤوف حامد

الحوار المتمدن-العدد: 4406 - 2014 / 3 / 27 - 08:18
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


فى ثورة 25 يناير: لو عاد عبد الناصر .. لرفض أن يكون "عبدالناصر"
دكتور محمد رؤوف حامد
"الإحتراس الوطنى" فى العمل السياسى مسؤلية ذهنية يكاد لم يمارسها معظم اللاعبين والنجوم فى الشارع السياسى المصرى الجارى.
وفى المقابل, كان عبد الناصر نموذجا وطنيا فذا فى الإحتراس الوطنى, وعلى وجه الخصوص فيما بعد يونيو 1976.
فى هذا الصدد يذكر التاريخ لعبدالناصر موقفين متفردين.
الموقف الأول تمثل فى فهمه وتجاوبه بشأن الإنتفاضة الطلابية فى 24 فبراير 1968, والتى كانت الأولى من نوعها منذ يوليو 1952.
كانت هذه الإنتفاضة, من حيث الشكل, ضد عبد الناصر نفسه, وأما من حيث الموضوع فقد كانت تعبيرا عن عدم الرضا والرفض لأحوال البلاد وقتها [ الهزيمة – تضييقات فى حرية التعبير – سؤ فى إختيار بعض القيادات – تفاقم الممارسات البوليسية/الإستخبارية تجاه المواطنين والمؤسسات ... الخ].
لقد تآذر عبد الناصر مع رؤى وأحاسيس الطلاب, بحيث إستوعبها, وإرتكز عليها فى إنجاز عمل قومى نموذجى, جرى إبداعه بطريقة جماعية شعبية, وتم إكتماله فى غضون خمسة أسابيع فقط.
كان هذا الإبداع هو "بيان 30 مارس", والذى صار "بوصلة البلاد", ليس فقط فى إتجاه التغلب على الهزيمة, وإنما لإعادة بناء الشارع السياسى المصرى وقتها.
أما عن الموقف الثانى, فقد تمثل فى رؤية شاء القدر أن يرحل قبل تطبيقها.
كان عزم الرئيس ناصر أن ينزل عن كرسى الرئاسة بمجرد إزالة آثار العدوان, بحيث يتحول الى العمل مع الجماهير من أجل بناء حزب سياسى يقود مصر الى التقدم.
لقد تحول إدراك عبدالناصر بعد يونيو 1967, وخاصة بعد الإنتفاضة الطلابية (فى 24 فبراير), الى ضرورة بناء مصر "من تحت لفوق".
كان عبدالناصر, والذى يمكن إعتباره وقتها صاحب أكبر كاريزما فى العالم الثالث, قد إرتقى مفاهيميا الى حد رؤيته بضرورة تسيد الكاريزما الجماعية (إذا جاز التعبير) على كاريزما الفرد, ... أى فرد, حتى لو كان عبدالناصر نفسه.
لقد تمثل الإحتراس الوطنى فى الموقف الأول فى السعى الى أحسن إستفادة وطنية من الإنتفاضة الطلابية, وأما فى الموقف (أو التوجه) الثانى فقد تمثل الإحتراس الوطنى فى أولوية النزول الى العمل مع الجماهير (يدا بيد وفكرة بفكرة) من خلال, ومن أجل, إبتكار جماعى لكاريزما جماعية تختص بالشعب ككل.
فى هذا الوقت المبكر (أواخر ستينات القرن الماضى) أدرك عبدالناصر وجود ضرورة تاريخية لأن يتخلص الشعب المصرى من محدوديات كاريزما الفرد, وأن ينطلق الى آفاق الجماعية الوطنية (أى كاريزما الوطن والمواطنين).
بهذا الإدراك, لضرورة تحطيم صنم كاريزما الفرد, والحاجة الى كاريزما الجماعية الوطنية, كان عبدالناصر أكثر تقدما من أى من معاصريه, وأى ممن قد رأوا (أو لازالوا يرون) فى أنفسهم مريدين أو إمتدادات له.
هنا يستحق الأمر الإشارة (أو إعادة الإشارة) الى أن "الجماعية" كانت الخاصية "التقدمية" الجوهرية فى حركية مليونيات جماهير المواطن العادى, والتى شكلت ثورة 25 يناير [ "ثورة 25 يناير: من أين والى أين ؟" – سلسلة إقرأ – دار المعارف – 2011].
وهنا أيضا, يستحق الأمر الإشارة الى أن ماحدث, ومازال يحدث, من جانب النخبة المصرية بكافة فصائلها (السياسية /الفكرية/المؤسسية) على مدى فترات المرحلة الإنتقالية, هو الإصرار على "تقزيم الثورة", من خلال إجهاض "جماعية" 25 يناير 2011. يجرى ذلك ب "اللعب" مع (ومن أجل) التوجهات الخاصة (الفردية أو الحزبية أو المؤسسية), والتى هى أدنى تماما من المرجعية الوطنية.
فى هذا الخصوص يجدر الإنتباه الى مايلى:
1) أن المحاولات (والمحاولات المضادة) لخلق "عبدالناصر" جديد هى ممارسات تعيش خارج حركة الزمن.
إنها ممارسات "رجعية", بإعتبارها تحاول خلق شيئا تخطاه الوجود. وهى تبغى تعويق الحاضر بأوهام (أو بتمثيليات) من الماضى ..., الأمر الذى يسد الطريق أمام المستقبل.
2) أن محاولات خلق "عبدالناصر" جديد تتشابه نوعيا, من الناحية العملية, مع محاولات تركيب الدين على السياسة.
ذلك أن كلا من التوجهين يأتى كوسيلة تعويضية عن الضعف بشأن القدرة والصدقية فى الإرتقاء الى مستوى التناغم السياسى والفكرى مع "جماعية" جماهير 25 يناير (مثلا على غرار تناغم عبدالناصر مع إنتفاضة 24 فبراير 1968).
وهكذا, من يحاولون إبتداع تركيب كاريزما الفرد على الإنتخابات الرئاسية إنما يمارسون نفس المنهج الخاطىء, والمضاد للثورة, والذى كان قد وقع فيه المدعين للدين السياسى.
3) أنه حتى لوتركنا العنان للخيال المطلق, لوعاد "عبدالناصر" الى الوجود فإنه لن يقبل العودة كزعيم كاريزما, وسوف يتهم من يحاولون ذلك ب "الرجعية والأنانية", حيث سيعتبرهم معوقون للمسار الوطنى الخاص بإستمرارية وإستكمال ثورة 25 يناير, والذى تعتمد خصوصيته التقدمية (والمتفردة) على "الجماعية" الوطنية, وليس على زعامة فردية.
4) أن المطبّات التى تتعرض لها المرحلة الإنتقالية على مدى فتراتها الثلاث (وحتى الآن) إنما قد نشأت, وتسلسلت فى البزوغ والتواجد, من منظورات وممارسات مضادة لمسار الثورة, مهما بلغ حسن النوايا.
هنا, لايمكن لمايلى – كأمثلة – أن يُمحى من ذاكرة التاريخ:
- الحوار والحوار المضاد فى سياقات ثنائية المجلس العسكرى والدين السياسى.
- ولوج بعض الممارسات من المسؤلين إلى ما يتضاد مع الأخلاق الوطنية وأخلاقيات الثورة (كشف العذرية نموذجا).
- وجود إصرار طوال المرحلة الإنتقالية على تجنب إرتقاء البلاد الى حكومة ثورة.
- عدم إقدام أى من حكومات المرحلة الإنتقالية على إحداث تغييرات فى الرؤى والممارسات يكون من شأنها – على سبيل المثال – الفهم والإستيعاب والإستفادة الوطنية من الإضرابات والإعتصامات العمالية المتلاحقة.
5) أن "الناس" أدركوا عدم صحة ركوب الدين للسياسة بالتجربة, من خلال التعلم الذاتى, وليس أبدا من خلال أية مصادر أخرى (سواء من اليسار أو من المجلس العسكرى أو من الليبراليين ... الخ).
نفس "الناس", أى جماهير المواطن العادى, سيدركون رجعية المسارات التى تعتمد على كاريزما الفرد, ولن يقبلونها, ... تماما كما لم يقبلوا التسلط على السياسة بإسم الدين.
6) أنه قد جرى (ويجرى) القضاء على المعارف, والأخلاقيات, والطموحات,, والخبرات السياسية العامة التى كانت قد نشأت تلقائيا فى الأيام الأولى للثورة فى ميادين التحرير.
7) تواصل الإنخفاض المتدرج (والحاذق) لمنصة إنطلاق مصر عما طمح اليه شعبها وقت إزاحة مبارك.
8) إستمرارية الإتجاه الى تجزأة العقل الوطنى, وذلك من خلال الإصرار على شرنقة مصر داخل ثنائية الإخوان والعسكر, بوعى أو بدونه. ذلك مع الإعتبار أن مصر وطنا (وشعبا) هى أكبر, وأعمق, وأطول مدى, من هذه الثنائية.
فى خاتمة هذا الطرح ربما تجدر الإشارة الى بعض الإعتبارات المستقبلية:
- أنه لن يكون لمصر مستقبل متقدم فى المدى المنظور (أى فى غضون حوالى عشر سنوات) مالم تستكمل ثورة 25 يناير.
- أن المرحلة التالية للإنتخابات الرئاسية ستكون بمثابة الفترة الإنتقالية الرابعة, الأمر الذى سيستمر على هذا النحو مالم تصل الثورة الى سقفها.
- أن البلاد عطشى الى شارع سياسى ينضبط بمزيج من المسؤلية, والشفافية, والحرية.
- أن تقدم مصر بإيقاع ثورى, فى ظل أية رئاسة, وأية حكومة, يحتاج الى سياسات تقوم على العمل الجماعى, والمعرفة, وديمقراطية الإدارة, والدمج بين مقاومة الفساد وتطوير الإنتاج.
- أن القوى السياسية والفكرية المصرية قد وقعت فى خطأ منهجى, سيكون أكثر تجسما ووضوحا فى المستقبل القريب, وهو تعليق الترشح لرئاسة مصر طوال فترة مابعد مرسى على إسم مرشح معين. وذلك دون تشغيل ماكينة الترشيحات على مستوى الأحزاب والمنتديات الفكرية.
- أنه إذا كنا فى أغسطس 2012 قد ناشدنا بضرورة "الإحتراس الوطنى تجاه رئاسة مرسى", فإن إستمرارية عدم إستكمال مسار الثورة, وعدم وصولها الى سقفها, تدفع الى مزيد ومزيد من الحاجة الى الإحتراس الوطنى تجاه الرئاسة القادمة.

[ أطروحات ذات صلة مباشرة (متاحة الكترونيا): رئاسة "مرسى".. إستكمال للثورة أم للقوى المضادة ؟! / " 25 يناير " : ثورة من نوع جديد .. ومعنى جديد .. ومستقبليات جديدة / "جماعية المفكرين الوطنيين" .. مطلب ثورى عاجل / ثورة 25 يناير بين الجدليات المهيمنة والإرتقاءات المُغيّبة].



#محمد_رؤوف_حامد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة 25 يناير بين الجدليات المهيمنة والإرتقاءات المُغيّبة
- -25 يناير- : ثورة من نوع جديد .. ومعنى جديد .. ومستقبليات جد ...
- مستقبل جديد للثورات: ثورة المفكرين


المزيد.....




- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس
- السيسي يدشن تنصيبه الثالث بقرار رفع أسعار الوقود


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد رؤوف حامد - فى ثورة 25 يناير: لو عاد عبد الناصر .. لرفض أن يكون -عبدالناصر-