أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - الفلسفة اللاعقلانية.. نشأتها، مبادؤها وتطورها














المزيد.....

الفلسفة اللاعقلانية.. نشأتها، مبادؤها وتطورها


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7398 - 2022 / 10 / 11 - 17:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


.

مذهب اللاعقلانية في الفلسفة حركة فلسفية ظهرت في القرن التاسع عشر ووائل القرن العشرين. وافترضت أنها جاءت لتغني إدراك الحياة من خلال توسيعها إلى ما وراء العقلاني في سائر أبعاده.
باعتبارها متجذرة في الميتافيزيقا أو في الوعي بفرادة التجربة الإنسانية، شددت الفلسفة اللاعقلانية على أبعاد الغريزة والشعور والإرادة التي تتجاوز العقل وتعاكسه.
كان هناك فلاسفة لاعقلانيون قبل القرن التاسع عشر. في الثقافة اليونانية القديمة- التي يتم تقييمها على ادفنها عقلانية - يمكن تمييز إرهاصات ديونيسية (اي غريزية) في أعمال الشاعر بندار، لدى المسرحيين، ولدى فلاسفة مثل فيثاغورس وأمبيدوقليس وأفلاطون.
في الفلسفة الحديثة المبكرة - حتى أثناء صعود الديكارتية العقلانية - تحول بليز باسكال من العقل إلى الإيمان الأوغسطيني، معتبرا أن "للقلب أسبابه" التي لا يعرفها العقل على هذا النحو.
جاء المد الرئيسي للاعقلانية، مثله مثل الرومانسية الأدبية التي هي في حد ذاتها شكل من أشكال اللاعقلانية، بعد عصر العقل وكان رد فعل عليه. وجدت اللاعقلانية أن جوانب كثيرة في حياة الروح وفي تاريخ البشرية لا يمكن التعامل معها من خلال الأساليب العقلانية للعلم.
تحت تأثير تشارل داروين ولاحنا سيمون فرويد، بدأت اللاعقلانية في استكشاف الجذور البيولوجية واللاشعورية للتجربة. ظهرت البراغماتية، الوجودية والحيوية (أو "فلسفة الحياة") كلها كتعبير عن هذه النظرة الموسعة للحياة والفكر البشري.
بالنسبة لآرثر شوبنهاور، الفيلسوف اللاعقلاني النموذجي في القرن التاسع عشر، تعبر الإرادوية عن جوهر الواقع - أرادة عمياء بلا هدف تتغلغل في الوجود بأكمله. إذا كان العقل ناشئا عن عملية بيولوجية صامتة، فمن الطبيعي أن نستنتج، كما فعل البراغماتيون، أنه تطور كأداة للتكيف العملي - وليس كمسؤول عن الصياغة العقلانية في الميتافيزيقا.
وهكذا جادل تشارلز ساندرز بيرس ويليام بيرس بأن الأفكار يجب تقييمها ليس من منظور المنطق ولكن من حيث نتائجها العملية عند وضعها على المحك.
تم التعبير عن اللاعقلانية كذلك في النزعة التاريخية والنسبية لفيلهم ديلثي، الذي رأى كل المعرفة مشروطة بالمنظور التاريخي الخاص بالفرد، ومن ثم حث على أهمية Geisteswussenschaften (العلوم الإنسانية).
كما سعى يوهان جورج هامان، رافضا التكهنات، إلى الحقيقة في الشعور والإيمان والخبرة، وجعل القناعات معيارعا النهائي. وقام فريديريش هاينريش جاكوبي بتمجيد اليقين والوضوح في الإيمان على حساب المعرفة الفكرية والإحساس.
اتجه فريديريك شيلينج وهنري بؤغسون، اللذين كانا منشغلين بفرادة التجربة الإنسانية، إلى النزعة الحدسية، التي ترى الأشياء غير المرئية للعلم. لم يتم التنصل من العقل نفسه ؛ بل كل ما هناك أنه فقد دوره القيادي لأن الرؤى الشخصية لا تخضع للاختبار.
في مظهره كنزعة حيوية، كانت فلسفة برغسون - وكذلك فلسفة فريديريك نيتشه - غير عقلانية من خلال التمسك بهذا الدافع الغريزي، أو الديونيسي، في قلب الوجود. نظر نيتشه إلى القواعد الأخلاقية على أنها أساطير وأكاذيب وعمليات احتيال تم إنشاؤها لإخفاء العوامل العاملة تحت السطح للتأثير على الفكر والسلوك. فبالنسبة له، الله مات، وبالتالي فالبشر أحرار في صياغة قيم جديدة.
وسع لودفيغ كلاجس من نطاق فلسفة الحياة في ألمانيا من خلال حثه على أن الينابيع اللاعقلانية للحياة البشرية "طبيعية"، ويجب اتباعها بجهد متعمد لاستئصال العقل العرض، وجاء أوزوالد شبنجلر ليفتح فلسفة الحياة على التاريخ، الذي اعتبره حدسيا عملية غير عقلانية للنمو العضوي والانحلال.
في الفلسفة الوجودية، يئس كل من سورن كيركغارد وجان بول سارتر وألبير كامي من إضفاء دلالة على العالم غير المنسجم، واختار كل منهم بديله الخاص عن العقل - طفرة إيمان، حرية راديكالية، وثورة بطولة على التوالي.
بصفة عامة، تعني اللاعقلانية إما (في علم الوجود) أن العالم خال من البنية العقلانية والمعنى والغاية؛ أو (في نظرية المعرفة) أن العقل معيب في طبيعته وغير قادر على معرفة الكون دون تشويه؛ أو(في الأخلاق) أن اللجوء إلى المعايير الموضوعية لا طائل من ورائه؛ أو في (الأنثروبولوجيا) أن الأبعاد السائدة في الطبيعة البشرية نفسها غير عقلانية..



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أني إرنو: -الأدب ليس محايدا-
- ثلاث نخلات - نص لإدمون عمران المالح عن مراكش  
- موقف الاشتراكيين الديمقراطيين في أمريكا من الحرب في أوكرانيا ...
- موقف الاشتراكيين الديمقراطيين في أمريكا من الحرب في أوكرانيا ...
- العدالة المغربية.. متى يتساوى المغاربة أمام القانون؟
- إدغار موران: الإنسان يخلق أفكارا ثم يصير عبدا لها
- وزير الثقافة المغربي.. أراد وضع الكحل على العين فإذا به يعمي ...
- ألكسندر نيهماس: الوجه الآخر لسقراط من منظور فريديريك نيتشه ( ...
- ألكسندر نيهماس: الوجه الآخر لسقراط من منظور فريديريك نيتشه ( ...
- الوجودية مقابل البنيوية - مواجهة بين البنية الصامتة والوعي ا ...
- ماذا بعد هزيمة روسيا في دونيتسك الأوكرانية؟
- أالأكاديمي إدريس خروز يحلل مشاعر المغاربة المعادية لفرنسا
- مسار الانتقال من الفتوى بقتل المرتد إلى فتوى التراجع عنه مرو ...
- مساهمة سيغموند فرويد في تشخيص مآزق الحضارة ومفارقاتها
- الفلاسفة في مواجهة الحرب في أوكرانيا
- العلوم والمعارف من زاوية الفلسفة والتاريخ والسوسيولوجيا
- الحق في الكسل من وجهة نظر اشتراكية
- الاشتراكية الأممية والحرب في أوكرانيا (الجزء السابع)
- الأممية الاشتراكية والحرب في أوكرانيا (الجزء السادس)
- الأممية الاشتراكية والحرب في أوكرانيا (الجزء الخامس)


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - الفلسفة اللاعقلانية.. نشأتها، مبادؤها وتطورها