أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - الوجودية مقابل البنيوية - مواجهة بين البنية الصامتة والوعي الثرثار














المزيد.....

الوجودية مقابل البنيوية - مواجهة بين البنية الصامتة والوعي الثرثار


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7391 - 2022 / 10 / 4 - 02:25
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ترجمة وتقديم: أحمد رباص
تقديم:
في لحظة من أول مساء هذا اليوم، شعرت بحاجة إلى قراءة شيء مما في جعبة "شيخنا" غوغل عن العلاقة التي يمكن أن تربط الوجودية بالبنيوية في الفلسفة المعاصرة.
بالطبع، كتبت المصطلحين إياهما على خانة البحث وبعد "دفشة" أصبع وجدتني أمام عدة نتائج مقيدة على صفحات كثر. وبما أن الوقت كالسيف إن لم أقطعه قطعني، فقد اكتفيت بأقرب نتيجة في هذا المضمار، وهي عبارة عن مقالة موقعة باسم طلعت مراد بدر، مكتوبة بلغة شكسبير ومنشورة في موقع "الحداثة وما بعد الحداثة" بتاريخ 29 نوفمبر 2016.

النص المترجم:
نظرا لأن استخدام اللغة الإنجليزية أمر لا مفر منه في مثل هذا الموضوع، فقد اخترت لغة إنجليزية بسيطة لمزيد من التوضيح، وهنا أود أن أقول إن الفكر الغربي المعاصر قد ورث مواجهة حامية الوطيس بين اتجاهين رئيسيين للأفكار، الوجودية التي تعكس معاناة الإنسان الأوروبي التي أثارت غضبه وحثته على الاستفسار عن الحرية والوعي الذاتي، والبنيوية التي جسدت موقفا مضادا سعى إلى التخفيف من حدة هذا التساؤل والاستخفاف به. 
بمجرد انتهاء الحرب العالمية الثانية، طبقت البنيوية الأنثروبولوجية لـليفي ستروس المنهجية العلمية على الظواهر الاجتماعية للعثور على عناصر مشتركة للقصص الأسطورية التي تتجاوز بأعجوبة، وهو أمر غير مسموح به، مفهوم التاريخ والوعي، مثيرا بذلك اهتماما واسع النطاق بتطبيق البنيوية في السوسيولوجيا والأنثروبولوجيا واللسانيات.
إنها المنهجية التي بموجبها يجب فهم عناصر الثقافة الإنسانية من حيث علاقتها بنظام أو بنية أكبر وشامل. 
لم تتطور الثقافات كما رأينا نتيجة للاحتياجات الخارجية، بل تطورت وفقا لضوابط داخلية أعمق في العقل البشري، وتم بالتالي تهميش واستبعاد تلك المجتمعات البشرية البدائية باعتبارها خارجة عن التاريخ، وهو تعريف أدى إلى المواجهة بين البنيوية والوجودية التي حملت شعار الوعي والدفاع عن الذات البشرية التي أرهقتها حالة الحرب الأوروبية، فهي تمثل ما بعد السارترانية التي اخترقت المجتمع الأوروبي في ظل الحرب كتعبير عن القلق والخسارة والتمرد. 
وهكذا كانت البنيوية التي ظهرت في منتصف الخمسينيات تعبيرا عن تطلعات الناس في ظل تطور العلوم الإنسانية على ضوء العلوم الطبيعية وعودة مطلقة إلى بساطة الطبيعة، وهي حجة ناقشها ميشيل فوكو، الفيلسوف والمؤرخ، وجادل بأن العلم يجب أن يُفهم اجتماعيا قبل أن يُفهم فكريا.
لقد أظهر على سبيل المثال كيف أن "الجنون" هو في الأساس إنتاج اجتماعي، وليس اكتشافا بنيويا طبيا. كما اعتبر أن تحليل أنظمة الفكر يتطلب تحليل التفاصيل، لإظهار كيفية تفاعل كل جزء مع الأجزاء الأخرى. 
لم يكن كافيا تحديد "جوهر" (مثل تطور المعرفة العلمية) وتجاهل جميع الجوانب الأخرى للعلم، وبالتالي تمثيل الفكر الما بعد بنيوي. 
لم تكن هذه المواجهة خالية من جوانب متناقضة للقاء بين الوجودي وورثة الفكر البنيوي. على الرغم من أن ستراوس رفض أن يطلق عليه اسم بنيوي كما ورد في (الإنسان العاري) حيث أن تيارات ما بعد البنيوية انفتحت على التيارات الجديدة التي أغلقها شتراوس، لكنها فتحت قنوات جديدة على أفكار غاستون باشلار حول القطيعة الإبستيمولوجية التي طبقها فوكو في بنيويته الإبستينولوجية، و لويس ألتوسير في بتيويته السياسية، جنبا إلى جنب مع جاك لاكان الذي طبقها على علم النفس. 
هنا نعثر على عنصر اتفاق بين ما بعد بنيويين مشهورين (فوكو وألتوسير)، ما يشهد على التقارب بينهما.  
1 - كلاهما يشكل دعوى مضادة داخل نفس الثقافة
2- كلاهما يرفض دور الذات في ممارسة بناء نفسها، خاصة وأن الماركسيين قد هاجموا سارتر واتهموا فلسفته بأنها تعكس الفرد البرجوازي كما هو واضح في نقد سارتر للعقل، حيث يوجد مجال للوعي البشري والإرادة
3 - كلاهما يتفق على إهمال الماركسية الأرثوذكسية المتجاوزة التي ترى أن هناك خطا تطوريا يقوم على فكرة الصراع الطبقي.
4. كلاهما يرفض الرأي الماركسي عن الثقافة كجزء من البنية الفوقية.
تضيف الماركسية كعنصر ثالث ابتكره الفكر البنيوي لفوكو وألتوسير ولاكان ساحة أخرى من الصراع بين الفكرتين الرئيسيتين، حيث تنبثق الماركسية من بُعد تاريخي محدد كان دائما تنكره البنيوية الأنثروبولوجية لليفي ستروس.



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد هزيمة روسيا في دونيتسك الأوكرانية؟
- أالأكاديمي إدريس خروز يحلل مشاعر المغاربة المعادية لفرنسا
- مسار الانتقال من الفتوى بقتل المرتد إلى فتوى التراجع عنه مرو ...
- مساهمة سيغموند فرويد في تشخيص مآزق الحضارة ومفارقاتها
- الفلاسفة في مواجهة الحرب في أوكرانيا
- العلوم والمعارف من زاوية الفلسفة والتاريخ والسوسيولوجيا
- الحق في الكسل من وجهة نظر اشتراكية
- الاشتراكية الأممية والحرب في أوكرانيا (الجزء السابع)
- الأممية الاشتراكية والحرب في أوكرانيا (الجزء السادس)
- الأممية الاشتراكية والحرب في أوكرانيا (الجزء الخامس)
- الأممية الاشتراكية والحرب في أوكرانيا (الجزء الرابع)
- الأممية الاشتراكية والحرب في أوكرانيا (الجزء الثالث)
- الأممية الاشتراكية والحرب في أوكرانيا (الجزء الثاني)
- الاممية الاشتراكية والحرب في أوكرانيا (الجزء الأول)
- الأزمة ومفهومها من منظور بول ريكور (2/2)
- الازمة ومفهومها من منظور بول ريكور (2/1)
- طه عبد الرحمن ينصرف عن ابن رشد وينتصر للغزالي
- إضاءات جديدة على مذابح صبرا وشاتيلا
- لودفيغ فتجنشتاين الفيلسوف الأكثر تميزا في القرن العشرين (3/3 ...
- قمة منظمة شنغهاي للتعاون تنعقد وسط اضطرابات جيوسياسية


المزيد.....




- نتنياهو يأذن لمديري الموساد والشاباك بالعودة إلى مفاوضات الد ...
- رئيس وزراء بولندا يكشف عن -جدال مثير- أشعله نظيره الإسباني ف ...
- دراسة رسمية تكشف أهم المجالات التي ينتشر فيها الفساد بالمغرب ...
- تشابي ألونسو يستعد لإعلان قرار حاسم بشأن مستقبله مع نادي ليف ...
- الجيش الروسي يكشف تفاصيل دقيقة عن ضربات قوية وجهها للقوات ال ...
- مصر.. إعادة افتتاح أشهر وأقدم مساجد البلاد بعد شهرين من إغلا ...
- قائد القوات الأوكرانية: تحولنا إلى وضع الدفاع وهدفنا وقف خسا ...
- مقتل شخص وإصابة اثنين إثر سقوط مسيّرة أوكرانية على مبنى سكني ...
- استطلاع يظهر تحولا ملحوظا في الرأي العام الأمريكي بحرب غزة
- معتمر -عملاق- في الحرم المكي يثير تفاعلا كبيرا على السوشيال ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - الوجودية مقابل البنيوية - مواجهة بين البنية الصامتة والوعي الثرثار