ماذا بعد هزيمة روسيا في دونيتسك الأوكرانية؟

أحمد رباص
كاتب
(Ahmed Rabass)

الحوار المتمدن-العدد: 7390 - 2022 / 10 / 3 - 23:48
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

تتصاعد الانتقادات في روسيا بشأن الإخفاقات العسكرية بينما تحتفل القوات الأوكرانية باستعادتها ليمان، وهي بلدة شرقية مهمة.
"ينبغي للجنرال الروسي الذي خسر بلدة استراتيجية في شرق أوكرانيا أن يراق دمه على خط المواجهة "ليغسل عاره".
هذا ما قاله رمضان قديروف، زعيم الشيشان وأحد الحلفاء الرئيسيين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن ألكسندر لابين، الكولونيل الروسي الذي قاد الدفاع عن ليمان في منطقة دونيتسك وأمر بالانسحاب في نهاية الأسبوع الماضي.
وكتب قديروف يوم السبت على تلغرام أن لابين، قبل أن يسحب قواته، نقل مقره إلى معقل الانفصاليين في لوهانسك، على بعد 160 كيلومترا (100 ميل) من ليمان.
واتهم الزعيم الشيشاني لابين بعد ذلك بالفشل في تأمين إمدادات الذخيرة ومعدات الاتصال وقال إنه لم ينسق قواته على الأرض.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنها سحبت قواتها من ليمان إلى "أرضية أفضل".
بدت الرحلة من ليمان التي أبلغ عنها الجيش الأوكراني مهينة بشكل خاص لأنها جاءت بعد إعلان بوتين يوم الجمعة عن ضم أربع مناطق أوكرانية - بما فيها دونيتسك.

انتصار ليمان يمهد الطريق لمزيد من المكاسب

بالنسبة للمراقبين الأوكرانيين، تجسد هزيمة ليمان الأخطاء الكامنة في النظام العسكري الروسي بأكمله، والذي لا يزال يشن الحروب وفقا لاستراتيجيات الحقبة السوفيتية.
قال إيهار تيشكيفيتش، المحلل المقيم في كييف: "لقد تغير الزمن، لكن الجيش الروسي لم يتغير، وهذا كل شيء". "عندما تحاول استخدام التعليمات العسكرية المكتوبة في السبعينيات، سيحدث عاجلاً أم آجلاً ما حدث في منطقة خاركيف وبالقرب من ليمان."
يمكن أن يمهد تحرير ليمان الطريق لاستيلاء أوكرانيا على أقدم بؤر للانفصالية الموالية لروسيا في دونيتسك ولوهانسك، والمعروفة مجتمعة باسم دونباس.
وقال محلل عسكري إن أوكرانيا استولت على طريق سريع كان بمثابة أقصر خط إمداد لجميع القوات الروسية في دونيتسك ولوهانسك.
وفقا لنيكولاي ميتروخين، المتخصص في الشؤون الروسية بجامعة بريمن الألمانية، يمكن للأوكرانيين الآن التحرك شرقا لتحرير شمال لوهانسك وتحقيق الانتصارات التي حققتها روسيا هناك قبل بضعة أشهر.
وقال لموقع إخباري خليجي أنجلوفوني إن بإمكانهم "نقل الخطوط الأمامية إلى حدود دونباس قبل فبراير 2022" ، عندما بدأت الحرب.

"نظام اليوم يفشل"

في غضون ذلك، يحدث شيء لم يسمع به منذ فترة طويلة في روسيا - سلسلة من الشكاوى.
وينتقد المسؤولون الروس ومراسلو الحرب كبار الضباط الروس، بمن فيهم وزير الدفاع سيرجي شويغو، الذي كان يُنظر إليه منذ فترة طويلة على أنه الخليفة المحتمل لبوتين.
أحد المنتقدين هو يغيني بريغوزين، الأوليغارشي المعروف باسم "رئيس بوتين". أسس مجموعة فاغنر المرتزقة وقام شخصيا بجولة في عشرات السجون الروسية لتجنيد آلاف السجناء.
وفي تعليق عام نادر، أشاد بكيفية ازدراء قاديروف لابين.
وبحسب ما ورد قال: "تصريح قديروف المعبر ليس أسلوبي بالطبع، لكن يمكنني القول،"رمضان، أيها الشيطان الوسيم، استمر ".
قال نائب من جنوب سيبيريا إن السلطات المحلية "فقدت" 1.5 مليون زي رسمي وأن المدنيين الذين تمت تعبئتهم حديثا لن يكون لديهم ما يرتدونه في الشتاء.
كتب اندريه غوروليف من منطقة زبيكالسمي في تلغراف: "كان كل شيء هناك ثم تبخر للتو". "لا أحد يستطيع شرح ذلك في أي مكان أو على أية حال."
قال غوروليف، وهو جنرال سابق في الجيش قاتل خلال حرب الشيشان الثانية، إن القوات الروسية يجب أن تعود إلى الدفاع الكامل، "تحفر نفسها في الأرض" قبل وصول القوات التي تمت تعبئتها حديثا إلى خط المواجهة في غضون شهرين على الأقل.
كما انتقد الهيكل الحالي للقوات المسلحة الروسية وقال إنه ينبغي إصلاحه. وعلق قائلا: "لسوء الحظ، نظام اليوم يفشل".

تدهور المزاج بشأن إخفاقات موسكو

قارن مراسل الحرب الروسي ألكسندر كوتس الوضع الحالي بثورة فبراير 1917 التي أطاحت بالقيصر نيكولاس الثاني ومهدت الطريق لاستيلاء الشيوعيين على السلطة.
خسرت الإمبراطورية الروسية "حرب الأعصاب" لأنه "في العمق، كان هناك تردد، اكتئاب، بحث عن أعداء محليين"، يكتب مراسل كومسومولسكايا برافدا على تلغراف يوم الإثنين. "هل نحتاج إلى ذلك بعد 100 عام؟"، يتساءل المراسل الذي اتفق معه المراقبون.
قال ميتروخين من جامعة بريمن إن المزاج السائد بين الجنود الروس يشبه الذعر الذي أعقب خسائر روسيا خلال الحرب العالمية الأولى. وقال: "خيبة أمل كبار الضباط، واتهامات مباشرة بالخيانة، وهجمات لفظية على القادة - هذه هي المرحلة الأولى". وأضاف: "ما سوف يقع هو خيبة أمل القائد العام الذي لا يستطيع تحسين أي شيء". "المرحلة الثالثة ثورية مع الحرب المفقودة في الخلفية."

تصريحات مناهضة لبوتين ليست بعيدة

يعتقد زعيم معارضة في المنفى أن موجة من الانتقادات ستوجه قريباً إلى بوتين.
قال غينادي جودكوف لقناة خليجية: "لقد انتظرنا منذ فترة طويلة بدء الاقتتال ، وقد حدث ذلك".
وقال النائب المطرود من الدوما، مجلس النواب بالبرلمان الروسي، لانتقاده سياسات بوتين: "لا توجد تصريحات مناهضة لبوتين حتى الآن، لكنها ليست بعيدة". "تم رمي الحجارة الأولى، ولكن ليس على بوتين، فقط على زمرته".
وتوقع عمليات تطهير لبعض الجنرالات الذين يقاتلون في أوكرانيا.
وقال جودكوف: "حتى الآن، فإن عائلة قاديروف وبريغوزين هم من يوجهون اللوم، لكن قريبا سيتعين عليهم تحديد من سيتم تعيينه كبش فداء".
وقارن الوضع بالحرب الروسية اليابانية الكارثية عام 1905 عندما تعرضت جيوش القيصر لهزيمة مدمرة.
وقال جودكوف: "كان يُنظر إلى اليابان على أنها خصم ضعيف، وعدو ضعيف". "كانت هناك حاجة إلى الحرب لإعادة ثقة الجمهور، ونسبة التأييد، وعظمة الإمبراطورية الآخذة في التضاؤل."
أشعلت الحرب اندلاع الثورة الروسية الأولى عام 1905، والتي أدت إلى ثورة عام 1917.
وأنهى جودكوف حديثه قائلاً: "نحن نعلم ما انتهى به الأمر برمته".

#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات