أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أحمد رباص - الأممية الاشتراكية والحرب في أوكرانيا (الجزء الرابع)















المزيد.....

الأممية الاشتراكية والحرب في أوكرانيا (الجزء الرابع)


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7382 - 2022 / 9 / 25 - 20:18
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


 ما يجعل ذلك الأمر أكثر تعقيدا هو حقيقة أن القومية الشاملة والعرقية غالبا ما تكون متشابكة. كان
كان روزدولسكي محقا بالتأكيد عندما كتب أنه "مثلما لا يمكن للطبقة العاملة أن تكون اشتراكية أو ثوريةبداهة، فهي ليست كذلك أممية بداهة... بعيدا عن كونها "بطبيعتها دون تحيز قومي"، يجب على البروليتاريا في كل أرض أن تكتسب أولاً من خلال جهد شاق الموقف الأممي الذي تتطلبه مصالحها العامة والتاريخية. ما جعل هذا الأمر مهما بشكل خاص بالنسبة إلى روزدولسكي، ولا يزال مهما بنفس القدر بالنسبة لنا اليوم، هو إمكانية أن يصبح التفوق العرقي، عندما يقترن بالسلطوية، فاشية.

من ستالين إلى بوتين

كان هناك جدل ماركسي مكثف حول توصيف الدولة وعلاقات الإنتاج في الاتحاد السوفياتي تحت حكم ستالين، ولكن كان هناك نقاش أقل بكثير حول الإمبريالية والعنصرية. ومع ذلك، كان ذلك أحد أكبر اهتمامات لينين عندما كتب عن "مسألة القوميات أو" الاستقلال الذاتي"، وهي اهتمامات كانت جزء مما أصبح يسمى"العهد الأخير". 
بعد أن أعرب عن قلقه من أن ارجونيكيدز، أحد المقربين من ستالين، قد ضرب شيوعيا جورجيا لم يوافق على خطط إنهاء وضع جورجيا المستقلة.
من الطبيعي تماما في مثل هذه الظروف أن تكون "حرية الانفصال عن الاتحاد" التي نبرر بها الروس أنفسهم مجرد قصاصة من الورق، غير قادرة على الدفاع عن غير الروس من هجوم ذلك الرجل الروسي الحقيقي ، الروسي الشوفيني العظيم، الوغد والطاغية في جوهره.
نعتقد أن تسرع ستالين وولعه بالإدارة النقية، جنبًا إلى جنب مع حقده على "الاشتراكية القومية" سيئة السمعة، عناصر لعبت هنا دورا قاتلا. في السياسة، يلعب الحقد عمومًا الأدوار الأساسية ...
هنا لدينا سؤال هام من حيث المبدأ: كيف يمكن إدراك الأممية؟
سبق لكاتب هذه الدراسة أن قال في كتاباته حول المسألة القومية إن العرض المجرد لمسألة القومية بشكل عام لا فائدة منه على الإطلاق. يجب بالضرورة التمييز بين قومية الأمة المضطهدة (بكسر الهاء) وقومية الأمة المضطهدة (بفتح الهاء)، وقومية الأمة الكبيرة وقومية الأمة الصغيرة. 
في ما يتعلق بالنوع الثاني من القومية، كان الروس، رعايا دولة كبيرة، دائما تقريبا متورطين، في الممارسة التاريخية، في عدد لا حصر له من حالات العنف. علاوة على ذلك، هم كروس ارتكبوا أعمال عنف وأهانوا الناس المختلفين عنهم في عدد لا حصر له من المرات دون أن نلاحظ ذلك. [مضى الكاتب ليذكر ألقابا عنصرية يُهان بها الأوكرانيون والجورجيون وغير الروس عموما.] ...
ويعتقد أنه في الوضع الراهن، فيما يتعلق بالأمة الجورجية، لدينا حالة نموذجية يقوم فيها الموقف البروليتاري الحقيقي بتوخي الحذر العميق والتفكير والاستعداد للتنازل عن مسألة ضرورية بالنسبة للروس. 
الجورجي [ستالين] الذي تجاهل هذا الجانب من المسألة، أو الذي كان غير مبال بهذا الجانب من المسألة، أو الذي قذف غير مبال الخصوم باتهامات "الاشتراكية القومية" (في حين أنه هو نفسه "اشتراكي قومي" واقعي وحقيقي، بل وحتى متسلط روسي مبتذل.) ، ينتهك، من حيث الجوهر، مصالح التضامن الطبقي البروليتاري، لأنه لا شيء يعيق تطور وتقوية التضامن الطبقي البروليتاري بقدر ما يعيق الظلم القومي ...
إن الحاجة إلى التجمع ضد إمبريالي الغرب، الذين يدافعون عن العالم الرأسمالي، شيء واحد. لا يمكن أن يكون هناك شك في ذلك وسيكون من غير الضروري بالنسبة للكاتب أن يتحدث عن موافقته غير المشروطة على ذلك. إنه شيء آخر عندما ننزلق إلى المواقف الإمبريالية تجاه القوميات المضطهدة (بفتح الهاء)، وبالتالي نقوض كل إخلاصنا المبدئي، وكل دفاعنا المبدئي عن النضال ضد الإمبريالية. لكن غد تاريخ العالم سيكون يوما تستيقظ فيه أخيرا الشعوب المضطهدة من قبل الإمبريالية ويبدأ النضال الحاسم الطويل والصعب من أجل تحريرها.
تم قمع وصية لينين الأخيرة، التي تم إملاؤها من طرف ستالين، بينما كان الأول يعاني من آثار سكتتين دماغيتين، ولم يكن ذلك مفاجئا لأنه، من بين أمور أخرى، أوصى بإقالة ستالين من منصب الأمين العام. 
ما ظهر هو (أ) قلق لينين من أنه لا ينبغي أن يكون هناك أساس لمزاعم ازدواجية المعايير في هيمنة الاتحاد السوفيتي على مستعمراته أثناء الدفاع عن تحرير المستعمرات الغربية، و (ب) رعبه الحقيقي من السلوك الإمبريالي والعنصري الذي نهجه الروس والاستعماريون أصبحوا روسا مثل ستالين وأورجونيكيدزه تجاه غير الروس. استخدم مصطلحا لا يُنسى - "لشوفينية الروسية العظمى ، التي تبدو، من السياق، مثل النسخة الروسية من التفوق الأبيض - وأطلق على ستالين اللقب الذي يستخدمه لاضطهاد اشتراكي المناطق الحدودية - "الاشتراكي القومي ؛ أي القومي الذي يدعي أنه اشتراكي، واتهمه بكونه عنصريا (روسيا كبيرا) متنمرا.
كانت مخاوف لينين مبررة. بعد وفاته في يناير 1924 وفترة فراغ قصيرة، ركز ستالين السلطة المطلقة في يديه، وأباد بقية القيادة البلشفية، وسحق كل الانشقاقات، وشن هجمات إبادة جماعية على الشعوب المستعمرة من قبل الإمبراطورية الروسية، مما أدى مرة أخرى إلى إضفاء الطابع الروسي على بلدانهم، وإخضاعهم لحكم موسكو. 
جعلت البروتوكولات السرية لاتفاقية هتلر-ستالين التي وقعها ريبنتروب ومولوتوف في 23 غشت 1939 من ستالين عميلاً نازيا متعاونا يزود النازيين بالطعام والمواد الخام مقابل الضوء الأخضر لإعادة استعمار فنلندا وإستونيا ولاتفيا وليتوانيا وجزء من بولندا. انتهى مفعول الاتفاقية فقط عندما ألغاها هتلر عندما قرر غزو الاتحاد السوفيتي يوم 22 يونيو 1941.
سمحت اتفاقية يالطا الموقعة بعد الحرب لستالين بإنشاء أنظمة تهيمن عليها موسكو في بولندا، المجر، تشيكوسلوفاكيا، رومانيا، بلغاريا، ألبانيا وبعد ذلك ألمانيا الشرقية. تميزت دولة ستالين الاستبدادية الحاكمة لروسيا ومستعمراتها ليس فقط بوحشيتها الشديدة ولكن أيضا بالحرب المنهجية على الحقيقة، على غرار الاستخدام النازي للكذبة الكبرى التي تكررت مرارا وتكرارا.
في كل ذلك هناك تقارب واضح مع الفاشية، كما تشير حنة أرندت في "أصول الشمولية". في الواقع، بدأ ستالين في التعاون مع النازيين حتى قبل توقيع ميثاق مولوتوف-ريبنتروب، ما نتج عته إرسال مئات الشيوعيين للسجن وقتلهم على يد النازيين بينما أقدم الآلاف منهم على الانتحار . 
يصف سنايدر كيف برر ستالين تعاونه مع هتلر بالقول إن "الحرب الوطنية العظمى"، كما أسماها ، بدأت في عام 1941، وأخفت حقيقة أن المدنيين اليهود - أقل من 2 % من سكان الاتحاد السوفيتي بينما كان الروس كذلك. أكثر من النصف - قُتلوا بأعداد أكبر من المدنيين الروس، ما خلق انطباعا بأن الروس كانوا الضحايا الرئيسيين للنازيين. 
ابتداء من عام 1948، تم التنديد باليهود السوفييت باعتبارهم "قوميين يهود" و "كوزموبوليتانيين بلا جذور"، وخفض رتبتهم واعتقالهم وإرسالهم إلى الغولاغ وتعذيبهم وإعدامهم.
(يتبع)



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأممية الاشتراكية والحرب في أوكرانيا (الجزء الثالث)
- الأممية الاشتراكية والحرب في أوكرانيا (الجزء الثاني)
- الاممية الاشتراكية والحرب في أوكرانيا (الجزء الأول)
- الأزمة ومفهومها من منظور بول ريكور (2/2)
- الازمة ومفهومها من منظور بول ريكور (2/1)
- طه عبد الرحمن ينصرف عن ابن رشد وينتصر للغزالي
- إضاءات جديدة على مذابح صبرا وشاتيلا
- لودفيغ فتجنشتاين الفيلسوف الأكثر تميزا في القرن العشرين (3/3 ...
- قمة منظمة شنغهاي للتعاون تنعقد وسط اضطرابات جيوسياسية
- لودفيغ فتجنشتاين المفكر الأكثر تميزا في القرن العشرين (3/2)
- أطروحة كولا دوفلو حول الرواية الفلسفية من خلال كتابه -مغامرا ...
- في حوار مع إدغار موران: يرون معاداة السامية في كل نقد موجه ل ...
- لودفيغ فتجنشتاين المفكر الأكثر تميزا في القرن العشرين (3/1)
- بول ريكور يدعو إلى التفكير في التاريخ
- أبراهيم غالي يحل بكينيا لتنصيب وليام روتو رئيسا جديدا للبلاد
- مبدأ العلة الكافية في مونادولوجيا لايبنتز
- الحرية العلمية والحرية السياسية في البيولوجيا الاجتماعية: نق ...
- الحرب في أوكرانيا: من أجل موقف طبقي أممي (4/4)
- المغرب يتراجع إلى الرتبة 123 برسم 2022 مسبوقا ببلدان تعاني م ...
- الحرب في أوكرانيا: من أجل موقف طبقي أممي (4/3)


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - أحمد رباص - الأممية الاشتراكية والحرب في أوكرانيا (الجزء الرابع)