أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - أحمد زكارنه - حكايات -عاصور- الجبل والناس، تطرح سؤال المفتاح والقفل: متى نصحوا؟














المزيد.....

حكايات -عاصور- الجبل والناس، تطرح سؤال المفتاح والقفل: متى نصحوا؟


أحمد زكارنه

الحوار المتمدن-العدد: 7395 - 2022 / 10 / 8 - 23:52
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


إن لم يترك الأدب أثراً واضحاً في قارئه، فما فائدة القراءة أو الكتابة؟ هذا السّؤال المشروع، هو أوّل ما تبادر إلى ذهني بعد وصولي إلى خاتمة رواية (عاصور لزهير مبارك – الرقمية 2022) وهي سيرة ذاتيّة أكثر من كونها رواية بالمعنى الدّقيق للكلمة؛ فللأماكن التي تحتضن أحداثاً كبيرةً، عادةً ما تكون هناك تفاصيل صغيرة يشكل مجموعها مشهد الحدث الكبير، وهو ما وفّر مادةَ حكايات عاصور الجبل والناس.
...
ويبدو فضاء عاصور المكان في هذه السيرة، إن حاولنا تأنيسه، كشيخ عشيرة فتح واسع ذراعيه ليتمكّن من احتواء كلّ منْ مرّ أو فكّر بالمرور إلى جواره، وعلى الرّغم من كون عاصور المكان لا يعدو أكثر من دائرة مكانيّة محدودة نسبياً، إلّا أنّه مثّل في هذه السّيرة دور الممثّل الشرعي للكثير من جبال الوطن وناسها، بما يطرحون من حكاياتٍ تتقاطع حيناً، وتتناقض أحياناً أخرى، فيما بدا الكاتب بما يحمله من علاقة وطيدة مع المكان وأهله، حكّائاً ماهراً لعديد القصص والمشاهد المازجة بين الذاتيّ والموضوعيّ. ممّا ساعده على تقديم أحداث نعلم أكثرها أو بعضها، بصيغةٍ حكائيّة مختلفةٍ، تتّسم بقدرٍ كبيرٍ من السلاسة والعفويّة والجرأة في المعالجة.
...
على الرّغم من انكشافنا على عديد القصص المطروحة، لم تفقد السرديّة حرارتها، كما لم يفقد القارئ شيئاً من متعة متابعتها، إذ تمكّن السّارد من تناول كلّ مشهدٍ وحكايةٍ من زاويةٍ مغايرةٍ وبوعيٍ مختلف، أدّى دوره الثقافيّ على نحوٍ يؤكّد على أهميّة ووظيفة الأدب في التدوين والنّقد والمُساءلة في مجتمع عانى ولا يزال يعاني من القمع والتمييز المزدوج، أحدهما خارجيّ استعماريّ، والآخر داخليّ شريك.
...
عاصور السيرة التي لم تخلُ من حضور المفارقة، والتي كتبها زهير تحت وطأة قدر الموت الذي غيّب والديه، اجتهد بوصفه كاتب سيرة ذاتيّة، ليعالج في السياق المطروح، العديد من القضايا الاجتماعيّة والسياسيّة من منطقين أساسيّين، أحدهما تحرّري، والآخر تربويّ له علاقة أصيلة بمجال عمله، حيث يؤكّد في غير مكان من سيرته على فكرة "مدارس التجهيل" في المنظومة التعليميّة القائمة، تلك التي تفرّخ لنا طالباً كما يُقال بين عوام الناس "حافظ مش فاهم". فيما راحت المعالجة التحرّريّة تحاكي العديد من المفاهيم الوطنيّة والاجتماعيّة البالية التي باتت تنهش في الوعي الجماعيّ لهذا الشعب، ولشعوب المنطقة على حدّ سواء ودون رحمة.
...
الكاتب زهير مبارك، حاول قدر إمكانه في سيرته "عاصور" وبحماسة واضحة، أن يتّخذ من قصّته الشخصية، حيزاً مقبولاً للتعبير عن صوت المواطن المهمّش والمقموع اقتصادياًّ واجتماعياًّ وسياسياًّ، بغية ملامسة العوار الكامن في التركيبة الاجتماعيّة القائمة على مبدأ النفعيّة الشخصيّة والفساد المتبادل، ما جعل من سيرته، سيرةً تشخيصيّة لخراب جماعيّ ذا علاقة متّصلة أو شبه متّصلة بكلّ مكوّن من مكوّنات الجماعة، من خلال دوره الوظيفيّ في تشكيل اللوحة المشوّهة التي ما فتئت تكشف الكثير من التناقض بين ظواهر الأقوال وبواطن الممارسات.
...
عند انتهاء القارئ من الاطلاع على الصّفحات الأخيرة من "عاصور" لزهير مبارك، الذي يدشن مشروعه الأدبيّ بهذا العمل الأوّل على المستوى السرديّ، بعد منتجه الأدبيّ السابق "قفص ناعم"، سيكتشف أنّه كان من حيث يدري أو لا يدري أحد شخوصها الطارحين لسؤال المفتاح المتحفّز للدوران داخل القفل: متى نصحو؟



#أحمد_زكارنه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التاريخ ما بين المهزلة والمأساة
- -وطنٌ واحدٌ لأكثر من موت-
- بين ما وقعته المنظمة من قبل وما يمكن أن توقعه حماس من بعد؟
- انتفاضة بأدوات وخصائص مختلفة
- أخرسوهم قبل أن يتكاثروا
- غزة.. حياةٌ وقيامة
- الاغتصاب الأمني
- السيسي فوبيا
- مازال في الحياة متسعٌ
- حروفُ العلة
- الثقافة، وجامعاتنا، وبطانة السوء
- الشلام عليكم
- سوف ننتصر يومًا ما
- تسريبة وأربعة مشاهد
- اللصوق بالمتر المربع والدولار المكعب
- أبغض الحلال
- هناك باب.....
- ما هَمَّ...
- خللٌ في نطقِ الآه..
- كلُّ ما في الأمر....


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة إسرائي ...
- وزير الخارجية الأيرلندي يصل الأردن ويؤكد أن -الاعتراف بفلسطي ...
- سحب الغبار الحمراء التي غطت اليونان تنقشع تدريجيًا
- نواب كويتيون يعربون عن استيائهم من تأخر بلادهم عن فرص تنموية ...
- سانشيز يدرس تقديم استقالته على إثر اتهام زوجته باستغلال النف ...
- خبير بريطاني: الغرب قلق من تردي وضع الجيش الأوكراني تحت قياد ...
- إعلام عبري: مجلس الحرب الإسرائيلي سيبحث بشكل فوري موعد الدخو ...
- حماس: إسرائيل لم تحرر من عاد من أسراها بالقوة وإنما بالمفاوض ...
- بايدن يوعز بتخصيص 145 مليون دولار من المساعدات لأوكرانيا عبر ...
- فرنسا.. باريس تعلن منطقة حظر جوي لحماية حفل افتتاح دورة الأل ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - أحمد زكارنه - حكايات -عاصور- الجبل والناس، تطرح سؤال المفتاح والقفل: متى نصحوا؟