أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - هل تنجح الجزائر فيما فشل فيه الآخرون؟















المزيد.....

هل تنجح الجزائر فيما فشل فيه الآخرون؟


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 7393 - 2022 / 10 / 6 - 08:56
المحور: القضية الفلسطينية
    


ليست نوايا الجزائر غير المشكوك في نزاهتها وصدقيتها هي العامل المقرر في جسر المسافات بين مربعي تمترس كلا من طرفي الانقسام فتح وحماس، المثقل بالمصالح الذاتية، لطي صفحة الانقسام الذي تسبب فيه انقلاب حركة حماس الدموي في 14 يوبيو /تموز 2007، بكل ما ترتب عليه من فعل ورد فعل، من قبل حركة فتح وحركة حماس، فشلت معه كل محاولات المصالحة السابقة بسبب تخندق كل طرف وراء متراس مصالحه الخاصة التي تراوحت بين ربانية حماس، وحراسة المشروع الوطني من قبل فتح.
القطب الثالث
ليكون السؤال هل لدى كل من فتح وحماس الإرادة لتجاوز حالة الانقسام عبر برنامج سياسي وكفاحي وتنظيمي مشترك كقاسم مشترك يشمل كل القوى الفلسطينية وليس محاصصة بين فتح وحماس، وهل سيقتصر دور القوى الأخرى الوطنية والديمقراطية على الظهور كـ"ديكور" للمشهد، بعد أن عجزت طوال سنوات عن بناء قطب وطني ديمقراطي يكسر ثنائية المشهد الفلسطيني بكل آثاره السلبية طوال خمسة عشر عاما، وبقدر ما هناك حاجة موضوعية لمثل هذا القطب لكسر هذه الثنائية التي كلفت المشروع الوطني الفلسطيني الكثير، من الطبيعي أن تتحمل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسؤولية هذا العجز، كونها مؤهلة لذلك انطلاقا من تجربتها وصدقيها وكفاحيتها ونزاهتها ووضوح رويتها في الربط بين المرحلي والهدف النهائي، وثقلها النسبي في المشهد الفلسطيني على القيام بذلك الدور المركزي المطلوب أمس واليوم وغدا. ولذلك من المهم أن تتحمل مسؤولية بناء قطب وطني ديمقراطي لإحداث حالة توازن في المشهد السياسي والكفاحي الفلسطيني.
لا تفاؤل..ولكن..!
ومع أن محاولات إنجاز المصالحة بين فتح وحماس لا تثير الكثير من التفاؤل لدى الشارع الفلسطيني، ارتباطا بفشل الكثير من مشاريع المصالحة التي جرت ولكنها بقيت مشاريع، ولم تغادر قاعات الاجتماعات مع مغادرة المتحاورين، ولكنها بقيت كأرشيف يذكر بمحاولات التوفيق بين مصالح حماس ومصالح فتح دون جدوى!.. لكن نظرا لثقل الجزائر الراعية لهذه المصالحة، ربما تفتح نافذة للأمل في أن يحدث الاختراق وتطوى تلك الصفحة السوداء.
وأهمية فرصة الجزائر أن هناك رأي عام فلسطيني يعتبر أن الجزائر ليست في وارد توظيف الحالة الفلسطينية في سياقات أجندتها الداخلية أو الخارجية، لأن هدفها فلسطيني دون غرض إلا مصلحة الفلسطينيين، وهي تحظى بهذه المكانة المميزة لدي الكثير من الفلسطينيين كمواطنين ونخب سياسية وفكرية وثقافية وقوى وأحزاب وفصائل، فهم يثقون في أن الجزائر تتمتع بحد عال من النزاهة والثقة من الجميع، لكن مسألة المصالحة لا تتعلق بصدقية وإرادة الجزائر، ولكن بصدقية وإرادة ونوايا حماس وفتح، وإلا ما الذي منع من إنجاز المصالحة طوال تلك السنوات التي جرت قيها اجتماعات الطرفين بين مكة وصنعاء والقاهرة والدوحة وبيروت ورام الله، كون كل طرف منهما لديه مربعه الفكري والسياسي وخياراته الداخلية والخارجية التي تصل أحيانا حد التناقض، وفي مثل ذلك الواقع كان كل من طرفي ثنائية الانقسام يعمل على كسب النقاط أكثر من بحثه عن قواسم مشتركة، والبحث عن قواسم مشتركة تعني القواسم المشتركة الفلسطينية التي تحتوي الكل الوطني أولا وأخيرا، وأن تكون بعيدة عن التوظيف الأيديولوجي والخيارات السياسية التي يحاول أصحابها فرضها على الآخر، دون وعي أن نجاح الحوار يتطلب شرط التنازل من الجانبين ليس لصالح أجندة هذا الطرف أو ذاك ولكن من أجل فلسطين، وليس من أجل قيمة مضافة لحساب فتح أو حماس.

كلمة السر..التنازل
والسؤال الأهم هل طرفي الانقسام لديهما الإرادة لطي صفحة الماضي بكل مراراته، ووضع أسس وقواعد لتنظيم العمل الفلسطيني المشترك الذي يحتوي كل القوى الفلسطينية الفاعلة في المشهد السياسي والكفاحي؟ وهل حماس على استعداد للتنازل عن سلطتها التي فرضتها كأمر واقع على أهل قطاع غزة بقوة السلاح والقهر، والقهر هنا هو موجه لأبناء فتح وأنصارها في القطاع، الذين يمثلون ثقلا موضوعيا وازنا؟ ومن جهة أخرى هل فتح على استعداد لقبول تسليم السلطة إلى أي قوة سياسية تأتي عبر صندوق الانتخابات، وليس وضع العصي في دواليبها؟ أو تحديد شروط غير مقبولة ليس لدى حماس فقط، ولكن لغالبية القوى الوطنية الفلسطينية.

الشراكة .. ليست المحاصصة
إن وعي كل من فتح وحماس أن الحديث عن الشراكة هي مقولة ملتبسة، وفي تقديري هي مجافية، لأنه من سوء النية وضع مفهوم الشراكة كمعادل للمحاصصة، وتقاسم للسلطة والنفوذ، على قاعدة تقاسم المغانم، بين طرفين أو حتى أطراف، كون ذلك يطرح سؤال لماذا الانتخابات؟! التي هي تعبير عن الديمقراطية والمواطنة والتساوي في الحقوق والواجبات، إذا كانت هناك محاصصة وتقاسم مغانم؟.
وفي تقديري أن من يطالب بالشراكة بهذا المفهوم ( المحاصصة) إنما يجعل نواياه محل تشكيك، لأن المحاصصة بهذا المعنى هي تعدي على حقوق الآخرين، وهي من ثم تعدي مع سبق الإصرار على حقوق الموطنين، كونها ليست نتاج عملية ديمقراطية يقررها صندوق الاقتراع، وحتى لو شاركت فيها الفصائل الأخرى، ولذلك من المهم مغادرة عقلية الاستحواذ وثقافة المغانم، حتى تحت الاحتلال.
ومن المفيد هنا أن تُسأل حماس هل تعتبر منظمة التحرير الفلسطيني البيت الوطني الفلسطيني الذي هو عنوان الكل الفلسطيني؟ وهل هي على استعداد لمغادرة مربع خلق البدائل، مع الإدراك أن المنظمة بحاجة إلى إصلاح ما أفسدته فيها اتفاقيات أوسلو؟ وهل هي على استعداد أن تكون جزءا منها؟ لكن ليس على طريق الشراكة بمعنى تقاسم الحصص ولكن من خلال صندوق الاقتراع، لأن الحديث عن الشراكة بذلك المعنى ، هو وصفة لسلوك غير ديمقراطي كونه لا يعكس إرادة المواطنين، وهي الإرادة التي يجب أن يعكسها مفهوم الانتخابات.
وفي المقابل ليس من حق فتح أن تشترط على من يريد الالتحاق بمنظمة التحرير الموافقة المسبقة على خطاياها ومنها اتفاق أوسلو وجملة السياسات التي أنتجها ومن أسوأها التنسيق الأمني، كمدخل للوحدة الوطنية.
لا مصالحة دون تنازلات
لكن يجب أن لا ننسى أنه سبق لفتح وحماس أن عقدا وحدهما أحيانا ومع بقية الفصائل مرات أخرى العديد من اتفاقات المصالحة، لكنها لم ترى النور مطلقا، وامتدت ما بين مكة والدوحة وصنعاء والقاهرة وبيروت، ذلك أن الطرفين كانا يفتقدان لإرادة الحل، ولذلك لا نتصور أنه سيكون هناك حلا دون تنازلات من الطرفين ليس لصالح هذا الطرف أو ذاك، ولكن لصالح القضية الوطنية التي يجب أن تعلو حماس وفتح معا، وتبدو مفارقة تلك الرؤية من قبل كل من الطرفين، عندما يتصور أن على الآخر أن يقبل بالمصالحة وفق شروطه ، دون أن يكون هو مستعد لتقديم تنازلات عما يعتبرها مكاسبه، خلال الفترة السوداء السابقة، ففتح تريد المصالحة، على أن تسلم حماس بهيمنتها المؤسساتية ورؤيتها السياسية، فيما تسعى حماس إلى الاحتفاظ بسلطتها الفعلية التي أسستها في قطاع غزة، وجني مكاسب المصالحة دون تعيد الولاية على غزة إلى الحكومة المركزية.
إن ذهنية الهيمنة وشرف قيادة المشروع الوطني سياسيا وكفاحيا لدى حركة فتح، ونظرة حماس إلى نفسها على أنها ربانية، وشعور فرط القوة في هذه الفترة، مما يعطيهما الحق في السيطرة عل منظمة التحرير ومؤسسات السلطة ربما هي أحد العقبات أمام الجزائر، ليكون سؤال اللحظة هل تنجح الجزائر فيما فشل فيه الآخرون؟ نأمل ذلك.



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاكسات تدخل أمريكي فظ .... أبو الغيط قَلِق..!!
- بين الدونباس وفلسطين.. عندما يكون النفاق ثقافة وسلوكا!
- مشاكسات / فتح تتهم حماس..! زيلينسكي..أيقونة يهودية!! سل
- سلطة -الفيتو- وقضايا التحرر 8/8
- خطاب الفصائل واستباحة المفاهيم
- -فتح- بين شيخوخة العقل السياسي والكفاحي.. وشرط مواجهة الاحتل ...
- مشاكسات أمريكا.. ثقافة الاحتيال .. أمريكا..أيضا ربانية!
- الاعتقال الإداري.. البدعة الصهيونية..!
- لابيد وحل الدولتين.. أي خدعة.. !
- سلطة -الفيتو- وقضايا التحرر 7/8
- مرافعة الرئيس عباس..بين استجداء الحل وفرضه
- مشاكسات أمريكا.. ثقافة السرقة..! الزهار ومعركة زوال -إسرائيل ...
- مشاكسات بوصلة بوريك الإنسانية .. مفارقة السيادة الأمريكية..
- مقاومي الضفة بين سندان أمن السلطة ومطرقة الاحتلال!
- مشاكسات قلق أميركي.. !! من يصدق؟!
- سلطة -الفيتو- وقضايا التحرر 6/8
- مشاكسات إرث متداول..! نفاق..
- الفيتو- والقطب الواحد 5/8
- -الفيتو- والقطب الواحد 4/8
- مقاربة في شعار حركة الجهاد.. وحدة الساحات


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - هل تنجح الجزائر فيما فشل فيه الآخرون؟