أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال شاكر - أنتفاضة تشرين.. مرتجى..وطن مستباح...















المزيد.....

أنتفاضة تشرين.. مرتجى..وطن مستباح...


طلال شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 7391 - 2022 / 10 / 4 - 20:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتفاضة تشرين .. مرتجى.. وطن مستباح....
مرت ثلاث سنوات على أنطلاق انتفاضة تشرين عام 2019 كحركة احتجاج جماهيرية عراقية واسعة ضد النظام الاسلاموي الطائفي التوافقي العفن فجرتها معاناة وعذاب جارف من سطوة الفساد والظلم ,مستقطبة فئات اجتماعية مختلفة بشعارات ومطالب وطنية واجتماعية ملهمة وجذوتها مازالت متقدة وحية. بيد ان هذه الانتفاضة جوبهت منذ البداية بقمع حكومي مليشياوي دموي منفلت ادى الى أستشهاد ألمئات وجرح وتعويق الالاف وملاحقة الناشطين واغتيالهم’ تزامن مع خطف وتغييب وترهيب شمل النساء والرجال والعوائل, ترافقا مع حملة تسقيط وتشويه سافلة وواسعة ناهيك, عن الاختراقات المختلفة وعوامل اخر اثرت على ادائها وفعاليتها كوباء كرونة والتغيير السياسي الذي حدث, مما اوهن زخمها وشتت جماهيريتها لكن انهائها استعصى على اعدائها ومناؤيها كنهضة تنويرية عراقية اصيلة... في 1-10- 2022 استجمعت قواها واعادت تنظيم صفوفها في تظاهرات وتجمعات احتجاجية واضحة التصميم في بغداد والجنوب مع تأييد لها في مختلف انحاء العراق, بعد ان وحدت رؤيتها ومسارها عبر تنسيقيات معبرة وعلنية وهي ماضية في تلافي الاخطاء والثغرات التي رافقت مسيرتها كما اعلن ذلك ناشطيها على الملأ..
بدءا يمكن القول بلا تردد ان هذه الانتفاضة كسرت نمطية الاحتجاجات وقدمت نموذجا جماهيريا قل نظيره في تاريخ الحركة الوطنية العراقية اذ تجاوزت الهويات الفرعية واعرضت عن المنطلقات المكوناتية وسارت بخطى عراقية واضحة عبر خطاب روحي وسياسي تعبوي جامع . وهنا لايمكنك العثور على مرتكزات تنظيمية او قادة لها يوجهون بل رموز وطنية بتجليات ميدانية مختلفة استهدفتها الاغتيالات والملاحقة والخطف كانت بارزة في ميادين الاحتجاجات والتأثير. المؤشرات الحالية توحي بخروجها من دائرة التنادي الى رحاب التنظيم بمختلف اشكاله وهي خطوة متقدمة لكنها لم تكتمل بعد رغم دخول احزاب وقوى مدنية منظمة في مضمارها الوطني . في هذا المسار العسير والدامي تناهبت هذه الانتفاضة سابقا ثغرات ونواقص وعثرات موضوعية وذاتية وانقسام في فهم المسارات السياسية المطلوبة مما سهل على المتسلقين استغلالها بمكاسب ومواقع حكومية وهذا الامر طبيعي ومتوقع في اجواء العفوية والتجاذب والاختلاف . ان التجارب السابقة والحالية ستعلم ثوارالانتفاضة ومؤيديها الدروس الملهمة في مواجهة الواقع السياسي وسبل تغييره.ان الانتفاضة تجتاز مخاض عسير وسط اعداء شرسون ودمويون ومخاتلون وهم ليسوا محليين فقط بل اقليميين متربصين ممن لايريدون للعراق استقرارا وتطورا ليبني دولته الوطنية. ان الشعارات الفضفاضة بدون برنامج عمل مرن مشترك مع القوى المدنية سيفضي الى متاهات لا معالم لها.ان الوقائع تشير باستحالة امتلاك رؤية نافذة تستجلي الطريق كله مهما بدا ذلك ممكنأ لتشرين وقواها، فالاخر المختلف وهو مؤيد للانتفاضة له الحق في اختيارالطريق الذي يجده منسجما مع فهمه وهذا يضع الانتفاضة وثوارها في دائرة المسؤولية في التعامل مع المختلف خارج خطاب التسقيط والتشويه والعزل،لان انتفاضة تشرين قوتها بعراقيتها ومن الممكن ان ينخرط في نشاطها الوان من الطيف العراقي المتباين سواء كان تحالفا او دعما’وهذا يضع الانتفاضة أمام مرونة الطرح بأفاقه الواسعة وتجنب الانقياد الى فكرة المرجعية الواحدة والمركزية الشاملة. من خلال هذا العرض الوجيز سيبرز سؤال محوري كيف سيجري التغيير وباي الوسائل ومتى وكيف. ان التمسك بعراقية الانتفاضة وطرح مفهوم الامة العراقية بأحياء ركائزه من منطلق انساني وقيمي سيكون (الحلقة المركزية) في النضال من اجل نظام وطني مدني يمثل كل العراقيين بمختلف هوياتهم الفرعية يبني مبدأ المواطنة ويرسخ مفهوم الولاء الوطني من خلال دولة المؤسسات. ان تجاوز مفهوم المكون الاكبرالملتبس والتضليلي سيجعل السبيل الى عراق ديمقراطي وطني اكثر واقعية وايسرطرحا لفهمه والقبول به..ان التمسك بالوسائل السلمية للوصول الى هذا الهدف النبيل بتجنب العنف كخيار واعي, يعني مبدئيا خوض انتخابات برلمانية كسبيل للتغيير السلمي .ترتكز على وسائل ضغط جماهيرية متواصلة لاجراء عملية انتخابية متوازنة مبكرة تشرف عليها حكومة انتقالية تسعى الى تغيير بعض بنود الدستور. واقرار قانون احزاب جديد.حل الميلشيات. مفوضية مستقلة.باشراف اممي على الانتخابات وغيرها رغم تشكيكي بمصداقية الوعود والالتزامات التي تقدمها القوى المتنفذة ومليشياتها وامكانية تنفيذها.ان الاحتجاجات الشعبية المتواصلة في المدن العراقية يضع هذه القوى المتحكمة في السلطة امام تحدي لايمكنها حصره اواحتواء استحقاقاته وتداعياته وهذا يبعث برسالة تتجاوز المحلية الى العالم بأن هنالك انتفاضة مشروعة قائمة لشعب يريد التغيير. ان امام قوى تشرين كفاح صعب ضد قوى محافظة ماكرة متعددة تتخذ من الطائفية والقومانية متراسا تتخندق خلفه وهذا يتجسد بالتوافق البغيض الذي تتمسك به لحماية الفساد والفاسدين عبر المساومات والصفقات الدونية وهي لاتؤمن بعراق وامة عراقية تنشد البناء والتطور تدعمها دولة اقليمية قومية برداء طائفي هي ايران .أن هذه القوى الاسلاموية الطائفية تمتلك كل ممكنات القوة والنفوذ, لكنها لاتملك الوجدان ولاالضميرولا الولاء للوطن فهي بالمحصلة لاتصمد امام عراقيين احرار يملكون ارادة الكفاح والصمود.وفي سياق اخر يبرز ملف شهداء تشرين كمهمة وطنية تستجلي وتلاحق من غدرهم من اعطى الاوامر من شارك من محض لهدر دمائهم وارواحهم كاحد المطالب المبدئية التي تقع على عاتق ثوار تشرين كمسوؤلية وطنية تاريخية, ان هذه القضية النبيلة يجب ان تبقى حية وحاضرة في نضال تشرين ووجدانها بوصفها قضية مواطنين عراقيين قتلوا واغتيلوا من قبل اطراف حكومية ومليشيات اجرامية ينبغي محاسبتهم ومقاضاتهم رغم ثقل المهمة وصعوبتها. ان مواصلة الاحتجاجات وتطويرها مرهون بالظرف والهدف كأدوت ضغط متتابعة مع السعي لجعل الفعاليات تنتشر في كل انحاء العراق اي جعل الانتفاضة تشتعل خارج جغرافية بغداد والجنوب والوسط والفرات الاوسط. في الختام اقول ان الدرب طويل وطويل وشاق ولامناص من السيربه وقطعه امام تحديات وصعاب مركبة, قد تنتكس انتفاضة تشرين وتتراجع وتخسر لكنها قطعا لن تموت. المجد لانتفاضة تشرين ولشهدائها وثوارها والخزي والعار لاعدائها والمشككين بها....

طلال شاكر كاتب عراقي



#طلال_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحشد الشعبي.. بين تلاطم الصخب.. وزيف المروجين له ..
- سعدي يوسف...زفرات حَرىَ في اخر الطريق...؟
- وهم القضاء على انتفاضة تشرين النبيلة...
- رسالة مفتوحة الى المرتابين بانتفاضة تشرين الوطنية...
- رسالة مفتوحة الى الناطق الرسمي باسم رئيس الوزراء عبدالكريم خ ...
- رساة مفتوحة الى رئيس الوزراء عادل عبد المهدي...
- رسالة مفتوحة الى المستشار فالح الفياض
- البارزاني والمالكي.. نموذجان.. للتعصب والتخلف...؟
- أنقسام العراق .. واقعاً.. صنعه العراقيون...؟
- العراقيون وثقافة المؤامرة حكاية طويلة..؟
- البعث... مشروع عقيم تقيئهُ التاريخ.
- الاسلام العراقي ومستقبل الدولة المدنية الموعودة..؟
- الاستعانة بقوات امريكية.. لدحر داعش ضرورة وطنية...
- عامر عبدالله ..كما عرفته ليس شيوعياً..؟
- عشر سنوات على انقاذ العراق من الدكتاتورية..
- تحت.. راية الطائفة.. والعشيرة..السنة.. هيأوا مرجعيتهم ..؟
- حين يتهاوى الموقف الى حضيض العار...؟
- الصراع العربي.. الكردي.. في العراق الى أين...؟
- الرئيس احمدي نجاد.. يبشر بالمهدي المنتظر...؟
- عمر بن الخطاب : تفكيك شفرة العدالة..؟


المزيد.....




- ياسمين عبد العزيز رسميًا في دراما رمضان 2025.. والعوضي يهنئ ...
- سلوك بايدن خلال لقائه زيلينسكي يثير غضبا في الولايات المتحدة ...
- البيت الأبيض يرفض الإفصاح عما إذا كان بايدن سيلتقي نتنياهو ا ...
- بايدن يعلن الاتفاق مع ماكرون على تحويل الدخل من الأصول الروس ...
- رائد فضاء تركي يحمل الكوفية الفلسطينية على متن رحلته تضامنا ...
- نيران الفاشر تطال المرضى.. والنزوح الآن -بين الأحياء-
- وزير الخارجية التركي يزور روسيا للمشاركة في اجتماع وزراء خار ...
- بن غفير: لن أكون جزءا من أي صفقة لا تناسب أهدافنا في غزة
- الرئيس الإسرائيلي يعلق على حادثة أثارت ضجة كبيرة خلال احتجاج ...
- RT ترصد الدمار بالنصيرات عقب العملية


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال شاكر - أنتفاضة تشرين.. مرتجى..وطن مستباح...