أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - الإله المجنون














المزيد.....

الإله المجنون


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 7383 - 2022 / 9 / 26 - 16:36
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أركيولوجيا العدم
العودة المحزنة لبلاد اليونان
٢٨ - جنون ديونيسوس

وسافر ديونيسوس مبحرا الى مصر حاملا معه نبات الكرم أو العنب لصناعة النبيذ. واستقبله الملك بروتيوس Proteus بضيافة وحفاوة في مملكة فاروس Pharos. من بين الليبيين في دلتا النيل، مقابل فاروس، كانت هناك بعض البلدان تحكمها ملكات الأمازون، فدعاهن ديونيسوس للسير معه لمحاربة التيتان وإعادة الملك عمون Ammon إلى المملكة التي طرد منها. كانت هزيمة ديونيسوس للجبابرة واستعادة عرش الملك عمون أولى نجاحاته العسكرية العديدة. ثم استدار شرقا واتجه إلى الهند مارا ببلاد النهرين، وعند مجيئه إلى نهر الفرات، واجهه ملك دمشق، الذي هزمه ديونيسوس وسلخه حياً، ثم بنى جسراً عبر النهر باللبلاب والكروم. وبعد ذلك ساعده نمر أرسله له والده زيوس لعبور نهر دجلة. ثم واصل رحلته حتى الهند، بعد أن واجه معارضة شديدة ومقاومة عنيفة، لكنه تمكن من غزو البلاد وإحتلالها بأكملها، حيث قام بتعليم سكانها فن زراعة العنب، وأعطى للبلاد القوانين وأسس مدنًا عظيمة. وعند عودته، واجهته مقاومة المحاربات الأمازونات الضارية، لكنه أنتصر عليهن وقام بمطاردتهن حتى أفسس Ephesus. واتخذ عدد قليل من الأمازونات ملاذًا في معبد أرتميس Artemis، حيث لا يزال أحفادهن يعيشون حسب الأسطورة؛ فر البعض منهن إلى ساموس Samos، وتبعهن ديونيسوس في قوارب، مما أسفر عن مقتل الكثير من الأمازونات لدرجة أن ساحة المعركة أصبحت حمراء بالدماء وسميت Panhaema. بعد ذلك، عاد ديونيسوس إلى أوروبا عن طريق فريجيا Phrygia، حيث طهرته جدته ريا Rhea من جرائم القتل العديدة التي ارتكبها أثناء جنونه، ولقنته بعض مباديء أسرارها الروحية أو الدينية. ثم تهيأ لغزو تراقيا Thrace، وكأن جنونه ما زال يلاحقه. ولكن لم يكد جيشه يستقر عند مصب نهر ستريمون حتى تصدى لمقاومتهم ليكورجوس Lycurgus، ملك الأدونيين، بوحشية لا مثيل لها، مستعملا أسلحة غريبة مكونة من مناخس ومهاميز الثيران، وأسر الجيش بأكمله، باستثناء ديونيسوس نفسه، الذي هرب وغطس في البحر، ثم لجأ إلى مغارة ثيتيس Thetis بعد خروجه من البحر. وجاءت جدته ريا، التي أنزعجت من تطور الأحداث في هذا الإتجاه، وحاولت مرة أخرى إنقاذه، فساعدت السجناء على الهروب، ثم قادت ليكورغوس نفسه إلى الجنون : فضرب ابنه درياس Dryas بفأس، معتقدًا أنه كان يقطع كرمة، وقبل أن يستعيد حواسه ويرتد له عقله، بدأ في تقليم الجثة، فقطع ألأنف ثم الأذنين ثم أصابع يديه وقدميه؛ وأصبحت أرض تراقيا بأكملها قاحلة جذباء من رعب هذه الجريمة. وعندما عاد ديونيسوس من البحر ورأى ما حدث، أعلن أن هذا العقم الذي حل بالأرض سيستمر حتى يُقتل ليكورجوس، فقاد الإيدونيون ملكهم المخبول إلى جبل بانجايوم Mount Pangaeum، حيث سحبت الخيول البرية جسده حتى الموت. ولم يقابل ديونيسوس أي معارضة أخرى في تراقيا، لكنه لم يستقر وسافر إلى بيوتيا Boeotia التي كان يحبها كثيرا، حيث زار طيبة، ودعا النساء للانضمام إلى احتفالاته على جبل Cithaeron. غير أن بينثيوس Pentheus، ملك طيبة، تقزز من مظهر ديونيسوس وهيئته الذي أعتبره يدل على الفساد والفسق، فألقى القبض عليه هو ومن يرافقه من الميناد، لكنه أصيب بالجنون بدوره ككل من يحاول إيذاء ديونيسوس، وبدلاً من تكبيل ديونيسوس، قام بتقييد ثور. هربت الميناد مرة أخرى، وخرجن غاضبات إلى على الجبل، حيث بدأن في أعمال جنونية، فقتلن العجول وقطعن أطرافهم. حاول Pentheus، الذي عاد إلى عقله منعهم من إرتكاب هذه الأعمال العنيفة دون مبرر؛ لكن، بسبب الخمر والنشوة الروحية، قمن بقتله بدوره وتقطيع أطرافه قطعة قطعة، ووالدته أغاف Agave هي التي قادت بنفسها هذه الثورة الإحتفالية العنيفة ضد إبنها وهي التي قطعت رأسه بتلذذ ووحشية. ورفضت بنات مينياس Minyas الثلاث، Alcithoë و Leucippe و Arsippe، الانضمام إلى الحفلات المجونية، على الرغم من أن ديونيسوس نفسه دعاهن للمشاركة مستعملا عدة حيل لإقناعهن، فظهر أولا في شكل فتاة، ثم غيّر شكله، وأصبح أسدًا ثم ثورًا ثم نمرًا على التوالي، وعندما فشل في إقناعن قادهن إلى الجنون. فقدمت Leucippe ابنها هيباسوس Hippasus كذبيحة - تم اختياره بالقرعة - وكانت الأخوات الثلاث، بعد أن مزقوه إلى أشلاء وأكلوه، همن في الجبال في هيجان وجنون حتى حولهن هيرمس أخيرًا إلى طيور، وحسب روايات أخرى أن ديونيسوس نفسه حولهن إلى خفافيش.

يتبع



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحولات
- الإنسان ليس شجرة
- الكزينوفوبيا والتمييز العنصري
- موت وميلاد ديونيسوس
- أهل الكهف
- أمريكا .. وقوة الحديد والنار والدولار
- الحجاب
- ديونيسوس
- الإلهة الغيورة
- هزيمة الآلهة الشريرة
- خصي الآلهة
- تدجين الزمن
- أنواع البشر
- قصة الخلق الفلسفية
- أغنية إلكترونية
- الأسطورة الأولمبية
- تفتت الذات
- قصة التكوين الهومرية
- عن الحرية والرأسمالية
- الحرب الأمريكية الروسية في أوكرانيا


المزيد.....




- رئيس إيران لمحمد بن سلمان: نرحب بـ-أي مساعدة- من الأصدقاء لح ...
- مقتل ما لا يقل عن 49 فلسطينيًا بالقرب من مواقع توزيع المساعد ...
- نتنياهو لشعبه: حققنا -نصرا تاريخيا- وأزلنا تهديد إيران الوجو ...
- هل تستطيع إيران إعادة بناء قدراتها النووية؟ جنرال أمريكي ساب ...
- إسرائيل وإيران تحتفيان بـ-النصر-.. فهل أنتهى الصراع فعلا؟
- لازاريني: آلية المساعدات في غزة فخ قاتل
- الأزهر يتضامن مع قطر ويطالب باحترام سيادتها
- اتهام ضباط شرطة كينيين بقتل المدون ألبرت أوجوانغ
- الحرس الثوري الإيراني يعلن توقيف 3 أوروبيين بتهمة التجسس
- 11 قتيلا بأوكرانيا في هجوم روسي وزيلينسكي يطالب الناتو بمزيد ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - الإله المجنون