أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح الحمراني - آفاق تنافس إيران مع دول الخليج العربية في سوريا















المزيد.....

آفاق تنافس إيران مع دول الخليج العربية في سوريا


فالح الحمراني

الحوار المتمدن-العدد: 7380 - 2022 / 9 / 23 - 13:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ساعد تدخل إيران في الحرب الأهلية في سوريا* على تعزيز موقعها في البلاد ، والذي تحقق من خلال إرسال العديد من المقاتلين الأجانب إلى البلاد وتجنيد السوريين في الميليشيات المرتبطة بالحرس الثوري الإسلامي، ولكن الدول العربية كثفت في السنوات الأخيرة ، جهودها لتطبيع العلاقات مع دمشق ، والتي تمهد لعودة سوريا إلى الدبلوماسية العربية الإقليمية. وهذا يثير التساؤل حول الكيفية التي ستحاول بها إيران الحفاظ على مكاسبها في سوريا ، بالنظر إلى أن بعض الدول العربية قد تستخدم علاقاتها القوية مع سوريا لتقويض وتهميش منافستها طهران.
منذ بداية الحرب الأهلية في سوريا ، لعب الحرس الثوري الإيراني دورا حيويا في دعم نظام الرئيس بشار الأسد. وكان القوات الخاصة "القدس" التابعة للحرس الثوري الإيراني ، الجنرال قاسم سليماني ، قاد قائد البعثة الاستشارية للحرس الثوري الإيراني في سوريا في عام 2011 وكان الدعم الإيراني مهمًا للغاية نظرا للعدد الكبير من عمليات الفرار التي واجهتها قوات بشار الأسد في وقت مبكر من النزاع. ودعمت إيران في السنوات اللاحقة ، مشاركة حزب الله اللبناني والميليشيات العراقية في النزاع ، ولعب سليماني دورا رائدا في تنسيق أنشطتها. وكانت هناك حالات شارك فيها الحرس الثوري الإيراني بشكل مباشر في الأعمال القتالية ضد المتمردين السوريين.
غيّر دعم إيران ، الذي عززه الوجود العسكري الروسي، وجه مسار النزاع لصالح بشار الأسد. وعلى الرغم من حقيقة أن جزءا كبيرًا من شمال غرب وشمال شرق سوريا لا يزال حاليا خارج سيطرة بشار الأسد ، إلا أن الحزام الغربي الأكثر كثافة سكانية في البلاد يخضع لسيطرة القوات الحكومية. وتسيطر إيران من جانبها على أكثر من 300 موقع عسكري في سوريا ، ولا يزال وكلاء الحرس الثوري الإيراني يتركزون في جميع أنحاء البلاد.
في البداية ، كان تدخل إيران في الصراع السوري دفاعيا بطبيعته ويهدف إلى إبقاء بشار الأسد في السلطة. لأن الإطاحة ببشار الأسد ستؤدي إلى تعريض المصالح الاستراتيجية الرئيسية لطهران للخطر ، بما في ذلك الوصول عبر سوريا إلى البحر الأبيض المتوسط ، مما يسمح لإيران بالحفاظ على الاتصال مع حزب الله في لبنان. وتحققت مخاوف طهران في عام 2013 مع ظهور تنظيم الدولة الإسلامية (داعش المحظور في روسيا) الإرهابي ، الذي سيطر على جزء كبير من شرق سوريا. ووقعت محافظة دير الزور تحت نفوذ تنظيم الدولة الإسلامية الذي هدد بشكل مباشر الطريق البري من إيران إلى سوريا بسبب موقعها على الحدود مع العراق.
استعادت دمشق ، بمشاركة مليشيات مدعومة من الحرس الثوري الإيراني والجيش الروسي ، السيطرة على دير الزور في عام 2017 وبقي الحرس الثوري الإيراني والفصائل التي يسيطر عليها في المحافظة ، حيث أقام الأول قاعدة الإمام علي العسكرية وأقام الأخير سيطرة فعلية على عدة بلدات صغيرة على طول الضفة الغربية لنهر الفرات ، بما في ذلك بلدة البوكمال الحدودية. وتأمين الطرق التي تربط المحافظة بحمص والرقة. وبذلك ، حققت إيران نفوذاً مباشراً على المعابر الحدودية من سوريا إلى العراق ، وعززت الطريق البري من إيران عبر العراق وسوريا إلى لبنان ، وبالتالي زادت من نفوذها في المنطقة.
من أجل التغلب بشكل شامل على التداعيات السلبية للنزاع طويل الأمد في سوريا ، تحتاج حكومة الأسد على الأقل إلى اكتساب الشرعية على المستوى الإقليمي وجذب الاستثمار الأجنبي. إن تطبيع العلاقات مع القوى الإقليمية ، بما ذلك العودة إلى جامعة الدول العربية ، سيمنح بشار الأسد الشرعية، وفرص الاستثمار التي يسعى إليها. وأظهرت الأردن ومصر والجزائر مؤخرا علامات على تعميق النشاط الدبلوماسي مع سوريا. ومع ذلك ، يبقى الهدف الأكبر لبشار الأسد تطبيع العلاقات مع دول الخليج العربية، وحقق الرئيس السوري بالفعل بعض التقدم في إعادة بناء العلاقات مع الإمارات والبحرين من خلال الاستثمار. ولكن يعتمد الاستثمار الخليجي المستدام في سوريا وتطبيع العلاقات مع القوة الإقليمية الرائدة أي المملكة العربية السعودية، على ما إذا كانت سوريا ستقلل من وجود إيران على أراضيها. ونظرا للتهديد الأمني الذي تتعرض له دول الخليج، نتيجة تعميق النفوذ الإيراني في العراق واليمن ، فإن دافع الإمارات والسعودية لمواجهة إيران في سوريا يتزايد
بحلول نهاية عام 2021، أظهرت سوريا أنها مستعدة لتقليص النفوذ الإيراني في البلاد ، على الأقل خارجيا. وبعد أيام قليلة من زيارة وزير الخارجية الإماراتي إلى دمشق في نوفمبر الماضي ، أمر بشار الأسد قائد فيلق القدس الإيراني في سوريا بمغادرة البلاد. ومن المرجح أن تكون دمشق في السنوات حذرة بشأن اتخاذ إجراءات جادة ضد إيران. فمع استمرار نشاط العديد من الميليشيات الموالية لإيران في البلاد ، فإن طردهم من شأنه أن يجعل نظام الأسد أكثر ضعفاً.
على الرغم من عدم الاهتمام الصريح بتطبيع العلاقات بين سوريا وبقية العالم العربي ، يمكن لإيران الحصول على فوائد سياسية واقتصادية وعسكرية من ذلك ، بما في ذلك عن طريق تقليص وجودها العسكري المباشر في البلاد. وإذا اعتبرت طهران أن الميليشيات التي أنشأتها والتغييرات الاجتماعية التي بدأتها كافية لحماية مصالحها في سوريا ، فيمكن أن تقلل بشكل كبير من وجودها العسكري في البلاد. وعلى الصعيد الدولي ، ستمنح عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية إيران أيضا بعض المزايا على مستوى الدبلوماسية الإقليمية، ي والسياسي وستستفيد طهران اقتصاديا، أكثر من تخفيض عزلة سوريا التي ستكون قادرة على سداد الديون المتراكمة خلال الحرب ، بما في ذلك لإيران.
وفي الختام ، نلاحظ أنه على الرغم من المزايا الواضحة لمثل هذا التطور ، فإن أي انسحاب واسع النطاق لوحدات الحرس الثوري الإيراني من سوريا على المدى القصير غير مرجح. ولا يزال الوضع الأمني متقلبا للغاية بالنسبة لإيران ، خاصة في المواقع الإستراتيجية مثل دير الزور ، حيث لا تزال خلايا داعش تنشط. ومن المرجح أن تحاول طهران تقويض مواقف كلا الخصمين قبل أن تتعهد بتقليص وجودها. ولتحقيق هذا الهدف ، نفذت إيران سلسلة من الهجمات على القواعد العسكرية الأمريكية ، مع استمرار عمليات مكافحة الإرهاب ضد داعش. سبب آخر لعدم تعجل إيران في تقليص وجودها العسكري في سوريا هو الولاء الطويل الأمد غير المثبت للميليشيات التي أنشأتها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• اعتمدت المادة على مواد نشرت في وسائل الإعلام الروسية



#فالح_الحمراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستشارك المنظمات الجهادية -الإسلاموية- في القتال لجانب أوك ...
- واشنطن تجد طريقة لإحباط نجاح العملية العسكرية الروسية في أوك ...
- الحرب التي لم تنشب في ساعة الصفر
- في أسباب انهيار الاتحاد السوفيتي قبل 30 عاما
- تطبيع العراق العلاقات مع إسرائيل: الأسطورة والواقع
- تناقضات الحالة العراقية
- في خلفيات انتفاضة أكتوبر العراقية
- الاحتجاجات ضد الفساد والبطالة في العراق كاستفتاء
- 14 تموز الثورة التي لم تستمر
- التصعيد في إدلب وافاق العلاقات الروسية / التركية
- اهتمام إسرائيلي متزايد بالعراق على خلفية التوترات الإقليمية
- آفاق انهاء العراق التعاون العسكري مع أمريكا
- تأملات في مشروعية السلطة
- تجار الحروب في منطقة الشرق الاوسط
- تنبؤات متشائمة للوضع الإنساني بالعراق في عام 2019
- في خلفيات الصراع على تشكيل الحكومة العراقية الجديدة
- وجهة نظر من روسيا بانتخاب رئيس العراق الجديد
- ماذا بعد وصول منظومة أس 300 لسوريا؟
- سمات الحضارة الجديدة برؤية مدرسة موسكو الاجتماعية.
- زخاروفا تتحدث عن النزعات الإيجابية والسلبية في تطور الوضع ال ...


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح الحمراني - آفاق تنافس إيران مع دول الخليج العربية في سوريا