أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - مخاطر وُجُود حلف شمال الأطلسي (ناتو)















المزيد.....

مخاطر وُجُود حلف شمال الأطلسي (ناتو)


الطاهر المعز

الحوار المتمدن-العدد: 7380 - 2022 / 9 / 23 - 13:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان الإتحاد السوفييتي يُشكّل الذّريعة الرّسمية التي تُقدّمُها الولايات المتحدة للإبقاء على حلف شمال الأطلسي، وبالتالي كان ينبغي حله وإنهاء وُجود الحِلْف، بنهاية الحرب الباردة، وانهيار الإتحاد السوفيتي. لكن الولايات المتحدة افْتَعَلت الحاجة إلى حروب جديدة لتبرير استمرار وتوسيع حلف الناتو، فكان العُدوان على يوغوسلافيا والعراق وأفغانستان وليبيا، على سبيل الذّكْر، لسحق الشعوب ، وحل جهاز الدولة وفرض الفوضى، باسم فَرْض الحريات وحقوق الإنسان.
بدأت الولايات المتحدة في الالتفاف على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة منذ انهيار الإتحاد السوفيتي، لمهاجمة عدة دول عسكريًا، ونهب مواردها وتغيير نظامها السياسي، وكان (ولا يزال) حلف شمال الأطلسي أحد أدوات هذه السياسة الأمريكية العدوانية التي تستفيد منها الشركات متعددة الجنسيات، ذات المَنْشَأ الأمريكي والمجمع العسكري الصناعي الأمريكي، وفي هذا الإطار يتَنَزَّلُ قرار الولايات المتحدة توسيع نطاق الناتو، مُتَذَرِّعَةً بأمن المستعمرات و 800 قاعدة عسكرية أمريكية في جميع مناطق العالم، ويتمثل دَوْر بريطانيا في تبرير هذا التّوسيع وأي عدوان ينتج عنه، إذ أكّدت وزيرة الخارجية البريطانية (بي بي سي 27 نيسان/ابريل 2022) أن الناتو "يجب أن يكون له منظور عالمي ويجب أن يوسع أنشطته العسكرية الهجومية إلى المحيط الهادئ والمحيط الهندي، لمواجهة التهديدات العالمية".
يبرر الناتو عدوانيته واستفزازاته لروسيا والصين، بالإشارة إلى "الدور السلبي لروسيا وطموحات الصين التي تتحدى مصالحَنا وأمنَنا وقِيَمَنا ... يجب علينا تعزيز أدواتنا السياسية والاقتصادية والعسكرية لِكَسْرِ التحالف بين موسكو وبكين وفرض قِيَمِنا ومَصَالِحِنا"، وفقًا لوثيقة "المفهوم الاستراتيجي"، التي نشرها موقع الناتو على الإنترنت بنهاية شهر حزيران/يونيو 2022، إثر انتهاء أعمل المنتدى العام للتحالف بمدريد (28-29 حزيران/يونيو 2022)، حيث حَثَّ رئيس الوزراء الأسترالي "أنتوني ألبانيز" الشركاءَ على "معاقبة محاولات الصين لبناء تحالفات في المناطق التي كانت تاريخياً معقل القوى الغربية، مثل منطقة المحيطين الهندي والهادئ".
لقد استغل المُجَمَّع الصناعي العسكري الأمريكي والسُّلْطة السياسية للولايات المتحدة هذا المناخ الحربي العدواني (الذي خلقوه) لاستخدام الحرب في أوكرانيا كذريعة لإعادة الناتو إلى الواجهة، وزيادة ميزانيته التي تستفيد منها بشكل مباشر صناعة الأسلحة الأمريكية، وأعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "إن الناتو هو المنظمة الوحيدة القادرة على تشكيل قوة ردع لروسيا".
كان الناتو، عند تأسيسه، منظمة عسكرية إقليمية لمنطقة "شمال الأطلسي" وليس منظمة عالمية، وكان دستوره يقتضي الدّفاع على أعضائه إذا ما تعرّضوا إلى عدوان خارجي ( وليس في حالة المبادرة بالهجوم)، وفقًا لوثيقة التّأسيس، وما حَرْبُ أوكرانيا سوى ذريعة جديدة لإعادة هيكلة الناتو على نطاق واسع، من خلال تفعيل قوة الرد السريع، ووضع 300 ألف جندي في حالة تأهب مستمر، ونقل القوات العسكرية والعتاد الثقيل إلى القسم الشرقي من العالم (انطلاقًا من الولايات المتحدة وأوروبا)، وزيادة عدد الجنود الأمريكيين في أوروبا، من 64 ألفًا سنة 2020، إلى مائة ألف عام 2022، فضلا عن العتاد المُتطوّر، وفضلا عن إرسال آلاف الأطنان من الأسلحة المتطورة أو التي لا تزال في مرحلة التّجارب إلى أوكرانيا، على حدود روسيا. بالإضافة إلى ذلك، يعمل حلف الناتو على التّوسُّعِ، من خلال حث السويد وفنلندا على طلب العضوية، في 18 أيار/مايو 2022، وهما دولتان كانتا تَدّعِيان "الحياد"، رغم مُشاركة جيوشهما ومخابراتهما العسكرية وأسلحتهما في العديد من الاعتداءات العسكرية الأمريكية أو في دعمتها.
لم يعد حلف الناتو "ميتًا دماغيا"، على حد تعبير الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (تشرين الثاني/نوفمبر 2019)، بل تمكن من تعزيز نشاطه في مناطق جديدة ومن تدعيم هياكله ووظفته، ومن الاستعداد لاستقبال دولتين جديدتين لهما موقع استراتيجي هام، نظرًا لقربهما من روسيا.
يقوم الناتو في أوكرانيا بتجربة ما يسمى بعمليات "إدارة الأزمات" التي نفذت منذ العقد الأخير من القرن العشرين في منطقة البلقان أو "القرن الأفريقي" ثم في أفغانستان، في الفترة من 2000 إلى 2020 وفي ليبيا، سنة 2011 (بالإضافة إلى العدوان غير المعلن رسميا على سوريا واليمن) بذريعة "مكافحة الإرهاب" أو "إعادة النظام" في بلد أو منطقة من العالم. نَفَّذَ حلف الناتو (وبالتالي الولايات المتحدة)، منذ العام 2012، وخاصة منذ الانقلاب اليميني المتطرف في أوكرانيا سنة 2014، حملة دعائية ضد الزيادة الإضطرارية لميزانيات الدّفاع الروسية والصينية، وذلك بهدف تبرير إعادة التسلح الرسمي لليابان وألمانيا، فاستفاد الكيان الصهيوني مباشرة من إعادة تأهيل الصناعات العسكرية الألمانية والحصول على أسلحة متطورة قادرة على حمل رؤوس نووية (مثل الغواصات) تسعر تفضيلي يُعادل ثُلُثَيْ السّعر الرّسمي...
زاد الناتو من الاستفزازات والتدريبات العسكرية على حدود روسيا وفي المناطق القريبة من طرق التجارة البحرية الصينية، منذ العام 2012، عندما أعلن الرئيس باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون مُحاصرة القوات البحرية الأمريكية للصين، كما عزز الناتو وجوده العسكري في بولندا وفي دول البلطيق الثلاث الصغيرة (إستونيا ولاتفيا وليتوانيا )، على حدود روسيا، وكذلك في رومانيا وبلغاريا وسلوفاكيا ...
لم يحترم الناتو الإتفاقيات المُوَقَّعة مع روسيا بين سنتَيْ 1990 و 1997، إذ يستبعد الإتفاق الأخير ضمنيًا إقامة هياكل ( أو قواعد) عسكرية دائمة بين الأعضاء المستقبليين، وبدل تطبيق الإتفاق، سارعت الولايات المتحدة إلى نصب قواعد عسكرية أمريكية، نيابة عن الناتو، على أراضي دول البلطيق وبولندا ورومانيا، وأصبحت استراتيجية الناتو، التي تم تبنيها في مدريد (28 و 29 حزيران/يونيو 2022) تتضمّن "نصب الفخاخ" لروسيا، وإطالة أمد الحرب في أوكرانيا، وممارسة حرب الاستنزاف وإغراق أوكرانيا بالأسلحة، فضلا عن تكثيف عمليات استفزاز الصّين على حدودها.
لن نملّ من إعادة التّأكيد أن الحرب جُزْءٌ من استراتيجيات الرأسمالية (خصوصًا خلال المرحلة الإحتكارية، أو الإمبريالية) لتصريف أزماتها، عبر زيادة الإنفاق الحربي، والتّضْيِيق على الحريات السياسية والنقابية، والحريات الفردية، بإقرار قوانين استثنائية تُلغي كافة المكتسبات، بذريعة "إن الوطن في خطر"، وهو ما فعلته الولايات المتحدة بإقرار "باتريوت آكت"، وقوانين "مكافحة الإرهاب"، فيما يُعاني العاملون داخل الولايات المتحدة من انخفاض قيمة الرواتب ومن تدهور ظروف العَمل ومن ارتفاع عدد الفُقراء وفاقدي المأوى، فلا يجدون الوقت والجُهْد للإهتمام بمستقبلهم ومستقبل أبنائهم، هذا إذا ما تَوَفَّر الوَعْي السياسي والطّبقي، في ظل التّضْلِيل الإعلامي والإيديولوجي المُستمر...



#الطاهر_المعز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدّيون وانتفاء السيادة - نموذج المغرب العربي
- متابعات إخبارية وتعليقات
- ديمقراطية الولايات المتحدة - غسيل الأدمغة، أحد دعائم القوة
- السيادة الغذائية شرط الإستقلال الإقتصادي والسياسي
- بعض قضايا الزراعة والغذاء
- حُرّيّات - دفاعًا عن الصحفي والمناضل التّقدّمي التونسي غسان ...
- تونس – دستور جديد، وبَعْدُ؟
- مُتابعات إخبارية
- روسيا - الصين - إيران ، تحالف الضّرورة؟
- السّردية الإستعمارية للتاريخ - نموذج فلسطين
- تونس- الهجرة غير النظامية
- التربية بين الدعاية والتدريب على التفكير النقدي
- مساهمة في تبسيط مفاهيم الإقتصاد السياسي
- تونس- الولايات المتحدة، علاقات هيمنة
- تونس غداة الإستفتاء
- استثمار الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي في حرب أوكرانيا
- أمريكا- جرائم بلا عقاب
- العلاقة بين ارتفاع الأسعار وأرباح الأثرياء
- من تُراثنا - أساتا شاكور، كاتبة ومناضلة أُمَمِيّة
- رحيل -بيل راسل-، البطل الرياضي والمناضل سياسي


المزيد.....




- حميميم.. قوات روسيا تحيي عيد النصر
- الروس يحتفلون بعيد النصر في باريس
- بايدن: -لن نزود إسرائيل بالأسلحة إذا قررت مواصلة خطتها لاقتح ...
- بوادر توتر جديد بين إيطاليا ومنظمات إغاثية ألمانية
- انفجار إطار طائرة -بوينغ- أثناء هبوطها بتركيا (فيديو + صور) ...
- تقارير غربية تؤكد توجيه الجيش الروسي ضربات مدمرة لعتاد قوات ...
- الحوثي: ضوء أمريكي أخضر للإسرائيليين في رفح واستعراض ضد الشع ...
- غالانت يرد على تصريحات بايدن حول تعليق شحنات الأسلحة الأمري ...
- -مواجهة متوترة- بين ستورمي دانييلز وترمب في نيويورك
- البرجوازية والبساطة في مجموعة ديور لخريف وشتاء 2024-2025


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - مخاطر وُجُود حلف شمال الأطلسي (ناتو)